رووداو - قامشلو
أكد مسؤول مركز الإعلام في قوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي، مساء الجمعة، عدمَ وجود أي اتفاق مع الحكومة السورية، بل هناك تفاهم على أن يقوم الجيش السوري كقوة رسمية لهذه البلاد بواجباته في حماية الحدود، أي أن القوات السورية ستنتشر في المناطق الحدودية، ولكن مؤسسات الإدارة الذاتية ستبقى على حالها، مشيراً إلى أنه لن يحدث أي تغيير على هذه المؤسسات ولا على معبر "سيمالكا" الحدودي "مع إقليم كوردستان"، لافتاً إلى أن الاتفاق مع الحكومة السورية عسكري فقط، على أن يبدأ الحوار على الأمور السياسية لاحقاً.
وقال بالي، لشبكة رووداو الإعلامية، إن "حماية الحدود الدولية يقع على عاتق الحكومة المركزية، وعلى هذا الأساس أُبرم اتفاق على أن تتمركز القوات الحكومة في المناطق الحدودية لحمايتها، ولسحب الحجج والذرائع من تركيا".
وأضاف بالي: "حول الاتفاق الروسي التركي، أكدت قيادة قواتنا التزامها بوقف إطلاق النار، ولكن بعض النقاط الواردة في الاتفاق التي لم تتم استشارتنا بخصوصها، لن نلتزم بها، وعلى هذا الأساس لا تزال قواتنا متمركزة في أماكنها ولا يمكن أن تنسحب وتترك شعبنا بلا حماية، ولكن هذا لا يعني أننا نرفض الاتفاق، بل يعني أن بعض المواضيع بحاجة للحوار والنقاش، خصوصاً النقاط التي نتحفظ عليها، فنحن نسعى لحماية شعبنا من الحرب، وأن نتوصل إلى اتفاقات بطريقة سلمية، وأن يجري العمل على هذا الأساس".
وتابع أن "المعارك لم تتوقف رغم وجود اتفاق لوقف إطلاق النار، وقد قامت قواتنا بواجباتها، إلا أن الدولة التركية والفصائل الإسلامية المتظرفة التابعة لها لم توقف الحرب وتشن هجمات يومية على القرى الكوردية، وهذه حرب إبادة ضد الشعب الكوردي، ونحن نقاوم دولة محتلة".
وأردف مسؤول مركز الإعلام في قوات سوريا الديمقراطية : "رغم استمرار المعارك، لم تقم الولايات المتحدة الأمريكية بواجباتها كدولة ضامنة لوقف إطلاق النار، ولم تُلزم تركيا بهذا الاتفاق في المناطق التي يشملها وقف إطلاق النار".
وزادَ قائلاً: "نحن نمر بمرحلة حساسة، وقد دُفع ثمن باهظ، ومرت المنطقة بأوضاع صعبة للغاية، ولكن الكورد يدخلون من مرحلة إلى أخرى، وإذا كانت الجبال أصدقاء الكورد الوحيدين في الماضي، فقد أصبح العالم كله أصدقاء للكورد اليوم، وحالياً ندخل في علاقات سياسية".
لافتاً إلى أن "الاحتلال التركي لا يقتصر على مسافة 32 كلم التي أُعلن عنها، كما لا يقتصر على كوباني أو بعض القرى، بل هو استهداف للشعب الكوردي برمته، ليس فقط كورد روجآفا، بل يستهدف الكورد في إقليم كوردستان أيضاً، لأن تركيا تعادي الكورد في كل مكان، لذلك فإن ما نقوم به هو مقاومة ضد قوة محتلة".
ومضى بالي بالقول إن "اتصالات السيد دونالد ترمب معنا، هي جزء من الاتصالات التي يُعلن عنها، فنحن نتلقى الكثير من الاتصالات من رؤساء دول وسياسيين من حول العالم، ولهذا السبب قلنا إن أصدقاءنا حول العالم أكثر من عدد جبالنا، والقضية الكوردية أصبحت دولية، ولم تعد محلية أو إقليمية".
منوهاً إلى أن "مضمون مكالمة السيد دونالد ترمب مع قائد قوات سوريا الديمقراطية، تلخص في تجديد أمريكا لوعودها باستمرار التعاون، ودعم الإدارة والشعب الأمريكيين لقوات سوريا الديمقراطية والشعب الكوردي في روجآفا، وما تغير هو دخول هذا الدعم من مرحلة محاربة الإرهاب إلى مرحلة حماية المكتسبات، بما فيها ضمان بعض المكتسبات السياسية، وقد تلقينا وعوداً بعدم انسحاب كامل القوات الأمريكية من المنطقة، وكذلك استمرار الدعم والحماية، وهناك تفاصيل أخرى سيتم الإفصاح عنها لاحقاً".
واستطرد قائلاً: "إلى جانب السيد ترمب، فإن الكونغرس وعدد من السيناتورات، بالإضافة إلى رؤساء عدد من الدول، يتواصلون مع قيادة قواتنا ومع الإدارة الذاتية بشكل مستمر، ولدينا اتصالات مستمرة مع الرئيس الروسي ووزير دفاعه أيضاً، حيث هناك تنسيق متبادل، وعلى هذا الأساس بدأت قوات الشرطة العسكرية الروسية بالتحرك في عدد من مناطق الجزيرة بالتنسيق مع قوات الأمن (الأسايش)".
مؤكداً أن "قضية الشعب الكوردي أصبحت حقيقة لدى أصدقاء الكورد وأعدائهم في الوقت ذاته، وحتى تركيا بكل همجيتها أصبحت ترى هذه الحقيقة، وتحاول إخفاءها، كما توصلت تركيا إلى قناعة بأنها لم تعد قادرة على إنهاء الكورد والقضاء على حقوقهم، ولكنها تحاول الحدَّ من ذلك".
مشيراً إلى أنه "لا يوجد أي اتفاق مع الحكومة السورية، بل هناك تفاهم على أن يقوم الجيش السوري كقوة رسمية لهذه البلاد بواجباته في حماية الحدود، أي أن القوات السورية ستنتشر في المناطق الحدودية، ولكن مؤسسات الإدارة الذاتية ستبقى على حالها، ولن يحدث أي تغيير على هذه المؤسسات ولا على معبر (سيمالكا) الحدودي (مع إقليم كوردستان)، ونطمئن شعبنا بأن اتفاقنا مع الحكومة السورية عسكري، على أن يبدأ الحوار على الأمور السياسية لاحقاً، وربما هناك أطراف دولية تعمل على بدء هذا الحوار السياسي، ولكنه لم يبدأ بعد".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً