رووداو في منزل عبد الله أوجلان.. "الفرصة الأخيرة للسلام"

25-02-2025
الكلمات الدالة لم ينته بعد حزب العمال الكوردستاني عبد الله أوجلان
A+ A-
رووداو ديجيتال

كان الثلج يغطي جزءاً كبيراً من الطريق إلى آمد (دياربكر)، لكن الثلج عاجز عن إطفاء نار الحرب بين تركيا وPKK .
 
عملية السلام في تركيا لإنهاء المشكلة الكوردية في تلك البلاد ليست عملية سهلة، وواجه فريق برنامج "لم ينته بعد" هذا المشهد عند الوصول إلى آمد، كان ميدان الشيخ سعيد بيران يعج بالقوات الأمنية.
 
يستعد الكورد لمظاهرة كبيرة، احتجاجاً على مرور 26 عاماً على سجن زعيم PKK عبدالله أوجلان.
 
التقى هيفيدار أحمد، هاتين الأمين الكورديتين، ربما تعبر أقوالهما عن وضع الكورد الحالي في تركيا، وحين سألهما: هل أنتما مع استئناف عملية السلام في تركيا؟
 
أم آشتي: نحن مع السلام، مع الأخوة، مع أن تدير كل قومية منطقتها.
 
أم شيرين: لا، أنا مع الحرب، طالما قلنا سلام وسلام ولم يثمر عن شيء.
 
في هذه المظاهرات التي كانت تردد شعارات عاش الشعب الكوردي وعاش السلام، أرادت الحكومة إيصال رسالتين من خلال إظهار قواتها الأمنية بجانب هذه المظاهرات.
 
إما أن يقبل الكورد مخطط الدولة لإلقاء عن السلاح والبدء بالعمل المدني، أو أن قوة السلاح موجودة في الميدان، فليختاروا بين النضال المدني والتفكير باستخدام القوة.
 
كان هناك من قال: الحرب والقتل أنهكا الجميع في تركيا.
 
هيفيدار أحمد، يقول: تجولت أكثر في أزقة سور آمد، رأيت الكثير من الناس وتحدثنا، رأيت أن الكورد في شمال كوردستان يبدون منهكين، فالحرب والفقر ضيقا عليهم، وغالبيتهم العظمى تريد فتح باب جديد بدون حرب أمام القضية الكوردية. هناك من قال لن نكون بعد الآن طرفاً في الحرب.
 
صوت رجل مسن كان يقف أمامي وأمام آخرين، أبيض شعر الرأس واللحية، وملامح وجهه تخبرنا أنه شهد تاريخاً صعباً، كان مؤثراً، بمجرد أن سألت، ماذا تقولون عن السلام، أسكت كلام هذا الرجل الكوردي المسن، كل الحاضرين ومن مر من هناك.
 
حيدر، هو ذلك الرجل الذي يطالب بالسلام ويقول لا أحد منتصر في الحرب، كل الأطراف خاسرة في الحرب، حان الوقت لنعيش جميعاً بأخوة ونكون معاً.
 
لم يكن كلامه مجرد حديث في شوارع آمد، إنه كلام الذين يظنون أن الحرب قد تتيح لطرف أن يظهر نفسه منتصراً.
 
على مسافة قليلة، أقترب من رجل كوردي فقير وأفاجئه بسؤال: إن كان يمسك بزمام قرار الكورد في الشمال فماذا سيكون قراره. يقول سيداد سورملي إن هذا ليس تأجيجاً لنار الحرب أمامي، لو أني أقرر عن الكورد، فهذا هو كلامي.
 
سيداد سورملي: لو قرر عن الكورد، سأعلن السلام، كفى حرباً، لقد ذبنا (تلاشينا) في الحرب.
 
لكن لايزال هناك من يشكك في تحقيق السلام في تركيا، بالقرب من مسجد أولي جامي في سور آمد جلست مع هؤلاء الرجال المتقاعدين الأربعة، شهدوا العديد من فصول الحرب والصعوبات، وحين وصل حديثنا إلى عملية السلام، هز رأسه وحسب وقال لا، لن يحدث.
 
لمعرفة ما إذا كانت عملية السلام موجودة فعلاً، أو في أي مرحلة هي، علينا أن نغادر مدينة آمد، ونذهب لنعرف ماذا يقول عبدالله أوجلان بالضبط، وما هي الخطوة التي خطاها. نسلك الطريق لثلاث ساعات ونصف، قاصدين محافظة رها (أورفا)، نذهب إلى قرية أوجلان، بيت أخيه الذي قابل أوجلان في سجن إمرالي لمدة ساعة و40 دقيقة، ونوقش كل شيء في ذلك اللقاء.
 
قرية عمارا هي مكان ولادة أوجلان وفيها تعلم للسياسة والنضال، لايزال الحديث في كل أزقة القرية يدور حول طفولة أوجلان.
 
هذه السيدة الكوردية عند بوابة القرية تدلنا على طريق الوصول إلى بيت أوجلان وأخيه. مع وصولي إلى القرية، التقيت هذه السيدة المسنة.
 
إنها (أسلمة)، لم أكن أعلم أنها يحمل الكثير في قلبها، تحدثنا كلمتين وعند الكلمة الثالثة لم تتمالك نفسها.
 
كل من رآنا في القرية، كان وكأنه يقول، إذا أردتم معرفة ما يجري، وجهونا إلى بيت أخ أوجلان.
 
كان البيت في نهاية القرية، بدون انتظار، فتحت باب البيت، هذا هو محمد أوجلان بوجه يشبه كثيراً وجه أخيه.
 
عمره 74 عاماً يعيش في هذه القرية، قال: القرية فيها بيوت كثيرة وناس قليلون، قلت، جئت إليك لسؤال كبير جداً عن تركيا الآن. هل توجد عملية سلام في تركيا؟
 
محمد أوجلان: هذه العملية حتى الآن ليس لها أي اسم. أخذني إلى الداخل وهو يريد أن يصف مرحلتين من الحياة السياسية لأخيه.
 
أوجلان تغير، كان مختلفاً في السابق، لكن هدفه الوحيد منذ منتصف التسعينيات وحتى الآن، هو السلام.
 
التقى محمد أخاه في سجن إمرالي أكثر من أي شخص آخر حتى الآن، يريد أن يأخذنا إلى بيتهم القديم، حيث سجل تاريخ أخيه وتاريخهم.
 
الآن يفتحون باباً كبيراً للسلام بوجه تركيا، لا يخفي أن فتح الباب ليس سهلاً. لكن يبدو أن ربيع هذا العام سيكون مختلفاً لكورد الشمال.
 
يفتح محمد لنا باب غرفة النضال السياسي لأخيه عبدالله أوجلان، وحال دخولنا، إنها غرفة مليئة بذكريات أوجلان، ربما هذه الغرفة هي المكان الوحيد في كل تركيا الذي يضم كل هذه الذكريات لزعيم  PKK.
 
ذلك الباب الذي يُفتح أمام السلام في تركيا، لاتزال العملية غير واضحة.
 
يجب أن أسأل محمد، إذا وافقت تركيا، وأعلن أوجلان رسالة السلام، هل ستستمع قنديل إلى زعيمها الروحي؟
 
كنا في آمد عندما كان وفد إمرالي قد خطط لزيارة جنوب كوردستان، لإيصال رسالة أوجلان إلى الرئيس بارزاني.
 
في أحد فنادق المدينة، التقيت بروين بولدان، الرئيس المشترك لحزب دام بارتي والوفد.
 
محمد كامجاك، يتحدث بعمق أكثر عن لقاءاته مع الرئيس بارزاني.
 
نقل وفد إمرالي رسالة أوجلان إلى الرئيس بارزاني في يوم (16 شباط 2025)
 
وفي (17 شباط 2025) سلموا رسالة أوجلان إلى رئيس الاتحاد الوطني بافل طالباني في السليمانية، وفي السليمانية أيضاً أوصلوا الرسالة الثالثة إلى قنديل.
 
وفقاً لمعلومات مسؤولين كورد الكبار في شمال كوردستان، تتحدث رسائل أوجلان عن خارطة طريق لعملية السلام في تركيا، بهذه الخطوات:
 
سيعلن عبدالله أوجلان رسالة في نهاية هذا الشهر أو بداية شهر آذار
 
وفي الرسالة، سيطلب من PKK إلقاء السلاح
 
يعلن قنديل من خلال مؤتمر حزبي تأييده لرسالة أوجلان ويعلن أنه سيلقي السلاح
 
الخطوة الثانية: يعود المقاتلون الذين ليست أسماؤهم في قوائم تركيا
 
أوجلان يخرج من السجن في إمرالي ليقيم في بيت خاص ويصبح الوصول إليه أسهل. عندها يجب على PKK أن يمارس النضال المدني فقط.
 
حول هذه الخطة، قال لنا مسؤول كبير في حزب دام بارتي إن عملية السلام والنضال المدني ليست تنازلاً عن حقوقنا، بل أن هذا حق شعب يجب أن نعيش بسلام.
 
هذا هو المقر الرئيس لحزب العدالة والتنمية، الذي يرأسه رجب طيب أردوغان، في آمد.
 
أردت معرفة مدى تقدم هذه العملية، التقيت عمر إيلر وهو المسؤول الأول لحزب العدالة والتنمية في آمد.
 
يقول إن وضع الكورد في تركيا بعد مجيء أردوغان اختلف كثيراً عما كان عليه قبل مجيء أردوغان وعملية السلام بمجرد ذكر اسمها تقدمت بنسبة 50%.
 
حل القضية الكوردية في تركيا بدون سلاح، يحتاج إلى من هو كفء للمهمة
 
كلام موسى سنو، سائق التاكسي غيّر جزءاً من خطتنا، يجب أن نذهب إلى أنقرة حيث ترسم الخطط وتتخذ القرارات السياسية. المفتاح هناك.
 
في (20 تشرين الأول 2024) استيقظ شعب تركيا والسياسيون من النوم، ليروا رجلاً يتحدث، وصدم الجميع. إنه شخص معروف، لكن كلامه هز تركيا.
 
إنه دولت باخجلي، قال، تعالوا، تعالوا لننهي مشكلة الكورد!
 
لمعرفة المزيد عن موقف الرئيس التركي من عملية السلام، نزور البرلمان التركي، حيث ألتقي بشخص مقرب من أردوغان، سمع منه مباشرة ما قاله عن السلام مع الكورد.
 
الشخص هو محمد مفيد، البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، مطلع على العملية، ويتحدث الكوردية بطلاقة، ملف السلام على الطاولة وليس ملفاً سهلاً، هذه آخر فرصة، يجب أن نتمسك بها.
 
يبدو أن كورد تركيا لا يزالون مترددين تجاه عملية السلام، في قلب أنقرة في ميدان كزلاي، يتجمع الكورد، يتظاهرون، يقولون الحرب أتعبتنا، لكن يجب أن يتحقق سلام يمنع تكرار حرب لا تنتهي. الرسالة واضحة وهي: أن السلام يجب ألا يكون استراحة بين حربين.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب