رووداو ديجيتال
هوشنك أيوب، كوردي من مدينة قامشلو في شمال وشرق سوريا (روجآفا)، كان يقيم في هانوفر الألمانية، وفي تشرين الثاني 2022، سافر إلى تركيا لرؤية عائلته، وهناك جرى اعتقاله من قبل الأمن التركي واقتادوه إلى سجن في العاصمة أنقرة.
بقي "هوشنك" في المعتقل، 40 يوماً، ليتم ترحيله فيما بعد إلى بلدة حوار كلس شمالي الباب السورية، وتسليمه لفرقة "السلطان مراد"، وهو فصيل سوري معارض، وانقطع التواصل معه منذ ذلك الحين، إلى أن أطلقوا سراحه تلقائياً.
انضم هوشنك أيوب، إلى نشرة الساعة السابعة الخاصة بأخبار روجآفا (شمال وشرق سوريا)، مع المذيع دلبخوين دارا، اليوم الخميس (24 تشرين الأول 2024)، للحديث أكثر عن قصته مع الاعتقال.
حول أسباب اعتقاله، قال أيوب: "لم يكن هناك أي سبب، جئت من ألمانيا إلى تركيا عبر تأشيرة رسمية، وبعد شهر من مكوثي هناك، أتى 4 أشخاص واعتقلوني، بينما كنت في فندق بمنطقة يوسف باشا في اسطنبول، وقد تعرضت للتعنيف والضرب لمدة 5 ساعات في السيارة التي أقلوني بها إلى أنقرة".
وأضاف: "بعد 3 أيام من التعذيب وبقائي عارياً، إلى جانب معتقلين كورد آخرين، الذين تعرضوا للاعتقال أثناء محاولتهم العبور إلى أوروبا أو بسبب صورة أو منشور في هواتفهم المحمولة، اتهموني بالتواصل مع الإرهابيين، فهل من المعقول أن يكون اتصالي مع عائلتي في مدينة قامشلو، إرهاباً؟ لم تكن لديهم أي إثباتات ضدي، علماً أنني بعيد عن السياسة كلياً".
أوضح أيوب أنه تعرض لكسر في يده وطرف جبهته، وقد كانوا يتهمونه بـ "الإرهاب".
"الداخل مفقود والخارج مولود"
بشأن تسليمه إلى الفصيل السوري المعارض، ذكر أيوب أن الجانب التركي هو المسؤول الأول عن الفصيل، وقد بقي في سجن حوار كلس شمالي محافظة حلب، أكثر من 6 أشهر.
وأردف: "بعد انقضاء المدة، نقلنا جهاز الاستخبارات التركي (ميت) من ذاك السجن إلى آخر في كري سبي (تل أبيض)، حيث بقيت هناك أيضاً 8 أشهر و11 يوماً".
عن الوضع في سجن تل أبيض، كشف المعتقل السابق، أن السجن منقسم إلى زنازين، وقد كان يحوي في غالبيته على معتقلين كورد من مناطق مختلفة، بينهم نساء وأطفال، مضيفاً "كنا نتعرض للضرب من قبل مكافحة الإرهاب في كري سبي ووجوهنا تقابل الحائط دون التفات".
وأكمل قائلاً: "بعد أن تلقوا الأوامر من الجانب التركي بإخلاء المسؤولية، سلّمنا الفصيل إلى الجيش الحر، من أجل المحاكمة، وأمرونا بالقول إننا كنا معتقلين منذ 20 يوماً فقط، بينما صار لي قرابة سنة ونصف، وهو ما أخبرته للمحكمة".
حول أوضاع المعتقلين الكورد في سجون الفصائل المسلحة، ذكر أن غالبيتهم اعتقلوا أثناء محاولة العبور إلى تركيا من أجل الوصول إلى أوروبا، ويجري تفتيش هواتفهم، ففي حال رأوا صوراً أو رموزاً مرتبطة بالقضية الكوردية أو كانوا يعملون سابقاً مع الإدارة الذاتية، يتم اعتقالهم لعدة سنوات، وفق حديثه.
وبيّن أن تعامل السجّانين كان سيئاً للغاية، وطعام المساجين يقتصر على كميات قليلة من البرغل والأرز والحساء.
هوشنك أيوب، أشار إلى أن إطلاق سراحه جاء بعد عرضه على المحكمة، وثبوت عدم وجود أي دليل ضده، لافتاً إلى أن الجانب التركي تقدم إليه باعتذار، حسب أيوب، الذي رفع دعوى قضائية في ألمانيا ضد معتقليه، فيما لاتزال ثبوتياته الألمانية في أنقرة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً