رووداو ديجيتال
وصل وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى إقليم كوردستان في أول زيارة له بعد توليه المنصب. حطت طائرة الوزير التركي في مطار أربيل الدولي عند الساعة 1:30 من ليل الأربعاء/ الخميس (24 آب 2023)، قادماً من بغداد التي وصلها يوم 22 آب الجاري، حيث أقام فيدان ليلة بأربيل، واجتمع مع رئيس إقليم كوردستان صباح اليوم وغادر الليلة.
وفي اجتماع استغرق ساعة ونصف، ناقش قائد السياسة الخارجية التركي القضايا مع رئيس إقليم كوردستان المواضيع المتعلقة بأربيل وأنقرة وبغداد.
استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان
خلال اجتماع رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، ووزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، جرت مناقشة علاقات تركيا مع العراق وإقليم كوردستان ومجالات التعاون المشترك بين الجانبين، وعلاقات أربيل وبغداد والمشاكل العالقة بينهما والحوار من أجل حلها، والأوضاع العامة في العراق وإقليم كوردستان.
وأوضح بيان الرئاسة، أن رئيس إقليم كوردستان أكد أن إقليم كوردستان ينظر باهتمام إلى علاقاته مع تركيا التي تربطه معها مصالح مشتركة اقتصادية وتجارية وأمنية، ومستعد لتعزيز علاقات أربيل وأنقرة في المجالات كافة، وشكر تركيا على دعمها لإقليم كوردستان في جميع المجالات وخاصة في الفترات الصعبة، مشيراً إلى أن إقليم كوردستان لن ينسى أبداً دعم ومساعدات تركيا له.
من جهته، أكد وزير الخارجية التركي أن تركيا تولي اهتماماً خاصاً بعلاقاتها مع العراق وإقليم كوردستان وأن لبغداد وأربيل أهمية خاصة لتركيا.
وأثنى على الأمان والاستقرار في أربيل وإقليم كوردستان مبدياً استعداد بلاده لتوسيع العلاقات والتعاون المشترك بين الجانبين في كل المجالات، وأشاد بدور رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني في توطيد علاقات العراق وإقليم كوردستان مع تركيا.
وفي محور آخر من الاجتماع، تم التركيز باهتمام على مسألة استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان عن طريق ميناء جيهان التركي، وتبادل الجانبان الآراء بخصوص هذا الموضوع، وبحثا الأوضاع العامة للمنطقة ومجموعة مسائل تحظى بالاهتمام المشترك للجانبين.
ضرر مشترك
دلشاد شهاب، المتحدث باسم رئاسة إقليم كوردستان، تحدّث عن لقاء نيجيرفان بارزاني مع فيدان، مشيراً إلى بعض ما تطرق له الجانبان، بقوله: "هناك مصالح مشتركة بين إقليم كوردستان وتركيا، مصالح اقتصادية وتجارية، والحركة التجارية مستمرة بين الجانبين".
وأردف: "كما نواجه تهديدات أمنية مشتركة كوننا نشترك بحدود برية طويلة. وأحد النقاط المهمّة التي توقف عندها الاجتماع هو إعادة تصدير النفط من إقليم كوردستان والذي توقف بسبب اتفاقية مشتركة بين بغداد وأنقرة تعود لسبعينيات القرن الماضي، ذلك بالتأكيد سبب خسائر كبيرة لإقليم كوردستان ولموازنة العراق كما أضر بالجانب التركي أيضاً"، منوهاَ أنه "تم بحث هذا الموضوع بدقة وجدية، وستستمر الاجتماعات بهذا الخصوص".
المتحدث باسم رئاسة إقليم كوردستان، تابع أنه "نبذل كامل الجهود لأن يكون لإقليم كوردستان دور مؤثر في حل هذه المشلكة".
"إقليم كوردستان لن يكون منطلقاً لتهديد دول الجوار"
في تصريح صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، أن إقليم كوردستان ملتزم بالدستور ولن يكون منطلقاً لزعزعة استقرار دول الجوار.
حول دلالات زيارة وزير الخارجية التركي لأربيل، قال مسرور بارزاني، إنها "مؤشر مهم على علاقاتنا الثنائية"، مشيراً إلى أن الجانبين بحثا "مجموعة من القضايا الهامة في المنطقة بينها العلاقات الثنائية بين تركيا والعراق وخصوصاً مع إقليم كوردستان".
كما بحثا "سبل تصدير نفط إقليم كوردستان وفقاً لحقوقه الدستورية وحل هذه المشكلة مع الحكومة الفيدرالية بشكل يصب في مصلحة الجميع".
رئيس حكومة إقليم كوردستان أعرب عن أمله في أن تستمر العلاقات بين إقليم كوردستان وتركيا "كي نتمكن من مواجهة أي إرهاب ومحاولة لزعزعة استقرار المنطقة".
فيدان في مقر الرئيس بارزاني
واستقبل الرئيس مسعود بارزاني، وزير الخارجية التركي في مقره والوفد المرافق له في مقره بمصيف صلاح الدين بأربيل.
وكشف المكتب الإعلامي في بيان، أن مضمون الاجتماع تضمن: تبادل الآراء حول الوضع السياسي بالعراق والمنطقة، والعلاقات المشتركة.
"القضاء على PKK"
بدوره، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن بلاده ستتعاون مع بغداد وأربيل للقضاء على حزب العمال الكوردستاني "PKK"، مشيراً الى أنه بحث في اجتماعاته في بغداد ملفات المياه والأمن والارهاب.
وأشار هاكان فيدان إلى أنه بحث خلال زيارته لبغداد العديد من القضايا "مثل مكافحة الإرهاب، المياه وطريق تنمية"، كما بحث "العلاقات بين تركيا والعراق مع الأحزاب التي تشارك في الحكومة العراقية".
وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أكد أن "أربيل كانت آمنة ومستقرة دائماً في أوقات كان يمر العراق فيها بمشاكل"، مضيفاً: "نرى أمن واستقرار أربيل أمراً مهماً ومستعدون لأي تعاون كي يستمر هذا الوضع".
وجدد التأكيد أن "تنظيم PKK الإرهابي يختبئ في العراق" مشدداً على أن تركيا ستقضي عليه بالتعاون مع بغداد وأربيل.
رؤية مشتركة في التنسيق الأمني
وفي وقت سابق من اليوم، أكد المتحدث باسم الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، الخميس، أن الحوارات مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال زيارته لبغداد "كانت ايجابية"، مستطرداً أن هناك حاجة إلى "مسار من الخطوات والاجراءات ذات الطابع القانوني".
حول "مكافحة الإرهاب" التي شكلت الأولوية في أجندة زيارة هاكان فيدان، نوّه المتحدث باسم الخارجية العراقية إلى أن "العراق أخذ خطوات ايجابية محددة وممنهجة لنشر قوات الحدود على طول الشريط الممتد بين الجانبين على قدر تعلق الأمر بالأراضي العراقية".
في هذا الصدد أشار إلى تأكيد وزير الخارجية فؤاد حسين على أن "العمليات العسكرية الأحادية من شأنها أن تسيء الى مبادئ حسن الجوار وتعقد المشهد الأمني وتصرف الجهود المشتركة عن اولوية مكافحة الارهاب ومواجهة عناصره".
أحمد الصحاف بيّن أن الجانبين اتفقا على "رؤية مشتركة ذات طابع ستراتيجي ستأخذ مسارها وحيز تنفيذها خلال المدد القصيرة القادمة بهدف ايجاد حلول تتعلق بالتنسيق الأمني المشترك بين الجانبين في مختلف القضايا".
حول ما إذا كان العراق قد طلب من تركيا السماح باستئناف تصدير نفط إقليم كوردستان، قال أحمد الصحاف إن "هناك نقاشاً فنياً عميقاً جرى في هذه المسألة وهناك لجنة تخصصية تبحث في هذا الموضوع".
مطار السليمانية
كذلك بحث نائب رئيس حكومة اقليم كوردستان قوباد طالباني، مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، مشكلة مطار السليمانية، مشيراً إلى أن الانقسامات بين الاطراف الكوردستانية ساهمت في عرقلة حلّ مشكلة الموازنة العامة مع بغداد.
وتضمن الاجتماع الذي عقد مساء اليوم في اربيل، وحضره دابان شدله نائب مسؤول دائرة العلاقات الخارجية لإقليم كوردستان، وأحمد مفتي وكيل وزير الثروات الطبيعية، مناقشة العلاقات بين إقليم كوردستان وتركيا وحل المشكلات من بينها مسالة مطار السليمانية، واتفق الطرفان على اهمية توطيد العلاقات المشتركة بكافة المجالات وخصوصاً بالمجال التجاري.
وفي جانب آخر من الاجتماع، تطرق الجانبان الى المشكلات بين اقليم كوردستان وبغداد. وأكدا على ضرورة حل جميع الخلافات عن طريق التفاوض والحوار. وفي هذا الإطار، اشار قوباد طالباني الى انه رغم المصادقة على الموازنة العامة، لكن لم يتم حل المشكلات المتعلقة بحصة إقليم كوردستان منها بشكل تام، مضيفاً ان الانقسام وفقدان وحدة الصف بين الاطراف الكوردستانية ساهم في عرقلة حلّ المشاكل بين اربيل وبغداد وخاصة بما يتعلّق بالموازنة.
كما ناقش اللقاء كيفية مكافحة ظاهرة انتشار المخدرات. ورأى الجانبان ضرورة أن يكون هناك المزيد من التنسيق والتعاون بين الأطراف المعنية من الجانبين للقضاء على هذه الظاهرة.
"مهمة وأكثر ودية"
من جانبه، ذكر عضو المكتب السياسي للجبهة التركمانية العراقية، آيدن معروف، لشبكة رووداو الإعلامية، أن زيارة فيدان إلى أربيل مهمة وأكثر ودية من زيارته لبغداد.
وأضاف: "إن زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى إقليم كوردستان مهمة جداً لأنها زيارته الأولى كوزير للخارجية التركية وإذا ما قورنت زيارته إلى أربيل بزيارته إلى بغداد فمن الواضح أن الزيارة كانت أكثر ودية".
"جسر سلام بين العراق وتركيا"
بدوره، كشف رئيس الجبهة التركمانية العراقية، حسن طوران، أنهم لم يقدموا أي طلبات لوزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أثناء زيارته إلى أربيل، مشيراً إلى أنهم تباحثوا خلال اللقاء حول كيفية استطاعة التركمان أن يكونوا جسراً للسلام بين تركيا والعراق.
حسن طوران، ذكر أنه تباحث مع هاكان فيدان "حول كيفية استطاعة التركمان أن يكونوا جسراً للسلام بين تركيا والعراق في تحسين العلاقات وإيصالها إلى مديات أكبر".
وأكد رئيس الجبهة التركمانية العراقية أنه لم يكن لديهم طلبات مطروحة على وزير الخارجية التركي "سوى أن تسود العلاقات الحميمية بين تركيا والعراق لسبيل خير البلدين".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً