رووداو ديجيتال
لا تزال أزمة نقص المياه في مدينة الحسكة بروجآفا مستمرة حيث تجوب صهاريج المياه الأحياء، وينقل أهالي المدينة حاجتهم إلى منازلهم وسط ارتفاع درجات الحرارة.
تشتكي حياة حمود، من أهالي حسكة، من قلة المياه ، وتقول: "لا يوجد ماء، درجة الحرارة تجاوزت 42 مئوية، رغم أننا في الستين من العمر لكننا مضطرين لنقل المياه لمنازلنا".
كما بتجه أهالي الحسكة بسبب ندرة المياه ونقص الكهرباء، إلى معمل الثلج لجلب وشراء كمية منها لتساهم قليلاً في توفير الماء البارد في الأجواء الحارة التي تشهدها المدينة.
يقول عامل يدعى محمد أحمد: "نعاني بسبب ارتفاع درجات الحرارة، نعمل من الصباح إلى المساء تحت أشعة الشمس، بدون جدوى، لأن ارتفاع سعر الدولار تسبب في ارتفاع أسعار جميع السلع، لكن نعمل لرعاية عوائلنا.. الوضع صعب للغاية".
حتى في المدارس التي تأوي نازحي رأس العين، فعلى الرغم من آلام النزوح ومعاناته، يشكون أيضاً من انقطاع الكهرباء.
عبد العزيز عيسى، نازح من رأس العين، يقول: "هذا هو وضعنا، الأطفال لا يستطيعون البقاء داخل الغرف، يخرجون للعب بسبب الحرارة".
منذ خريف عام 2019، بعد سيطرة الفصائل المسلحة التابعة لتركيا على رأس العين، يعيش أكثر من مليون شخص في مدينة الحسكة ومحيطها أزمة مياه غير مسبوقة، خاصة في فصل الصيف.
مديرية صحة الحسكة أعلنت مؤخراً أن القطع المستمر لمياه محطة علوك في ريف سري كانييه (رأس العين)، التي تشكل المصدر الرئيس والوحيد لتزويد الحسكة بمياه الشرب، أسفر عن ظهور أمراض والتهابات معوية، حيث يستقبل بحسب قوله المركز الطبي شهرياً أكثر من 1300 حالة إسعاف.
وأشار مدير صحة الحسكة عيسى خلف إلى أن الكثير من الأهالي يلجأون إلى مياه غير موثوقة المصدر سواء للشرب أو للاستخدامات المنزلية، الأمر الذي يتسبب بتفاقم في عدد الأمراض والالتهابات.
ولفت إلى أن حالات التهاب الأمعاء زادت كثيراً عن معدلاتها الطبيعية في مثل هذه الفترة من السنة نتيجة القطع المتعمد لمياه الشرب عن أبناء مدينة الحسكة، الأمر الذي قد يتسبب "بكوارث وانتشار كبير للأمراض والأوبئة في ظل الاعتماد على مياه الصهاريج الخاصة وأغلبها مياه سطحية".
ويعيش أهالي مدينة الحسكة في روجآفا وضعاً صعباً بسبب قطع المياه عن محطة علوك في ريف سرى كانييه من قبل الجيش التركي والفصائل المسلحة التابعة لها.
الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، أعلنت مطلع الشهر الجاري مدينة الحسكة وضواحيها مناطق منكوبة إثر انقطاع مياه الشرب، متهمة تركيا وروسيا والحكومة السورية بالوقوف وراء ذلك.
وجاء في بيان مديرية مياه الشرب في مقاطعة الحسكة بخصوص قطع المياه أن "الحسكة وتل تمر وقراهما ومخيمي واشو كاني وسري كانيه مناطق منكوبة تكاد تنعدم الحياة فيها إلا بصعوبة بالغة".
وأشارت إلى أنه "ليس لدينا الكثير من الخيارات في وقت لا ينفع فيه سوى الاستعجال في إيجاد الحلول وبتضافر كل من يستطيع ذلك من جهات رسمية ومنظمات إنسانية لدرء تبعات هذه الأزمة المريعة عن الأهالي".
ولفتت إلى أن استمرار ما وصفته بـ "الكارثة الحقيقية"، هو "نتاج اتفاق دولتي روسيا وتركيا ومباركة النظام السوري لخنق شعبنا ووأد تجربته الديمقراطية دونما شعور بمدى فداحة هذه الجريمة".
مديرية المياه في مقاطعة الحسكة، أعربت عن أسفها من عدم اتخاذ الولايات المتحدة الأميركية أي موقف حتى الآن، مبينة أن ذلك "مطلوب منها ومن التحالف الدولي كمسؤولية وواجب أخلاقي".
من جانبها دعت الأمانة العامة للمجلس الوطني الكوردي في سوريا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، والجانبين الأميركي والروسي "بالتدخُّل لحل أزمة المياه بأسرع وقت وتقديم الدعم اللازم في تنفيذ مشاريع استجرار المياه من مصادر دائمة للمدينتين".
جاء ذلك في بيان صادر عن الأمانة العامة للمجلس الوطني الكوردي في سوريا، الجمعة (7 تموز 2023).
وأكد البيان على أن أزمة المياه تفاقمت "مع غياب أيّ جهد مثمر من قبل سلطات إدارة الأمر الواقع لحلّ المشكلة عبر مشاريع جديّة بديلة رغم الإمكانيات المتاحة لديها".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً