المجلس الوطني الكوردي يكشف لرووداو تفاصيلَ اجتماعه بالخارجية الأمريكية

23-08-2019
أوميد عبدالكريم إبراهيم
أوميد عبدالكريم إبراهيم
الكلمات الدالة المجلس الوطني الكوردي الخارجية الأمريكية المنطقة الآمنة
A+ A-

رووداو – واشنطن

كشف عضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الكوردي، إبراهيم برو، اليوم الجمعة، عن مضمون الاجتماع الذي جمعهم مع مسؤولين بالخارجية الأمريكية، مشيراً إلى أن الاجتماع تناول مسألة إنشاء "منطقة آمنة"، والمناطق التي ستشملها وعمقها، مضيفاً أنهم أكدوا للجانب الأمريكي أن من غير المقبول عودة أي نازح سوري من تركيا إلى هذه المنطقة باستثناء سكانها الأصليين من الكورد والعرب وباقي المكونات.

وقال برو، لشبكة رووداو الإعلامية، إن "الجانب الأمريكي أوضح لنا أن المنطقة الآمنة التي يتم الحديث عنها ستكون منطقة أمنية وعسكرية، وتم الاتفاق على أن يتراوح عمقها بين 5 إلى 14 كلم، ولكن العمق يختلف من منطقة لأخرى، حيث يبدأ بـ5 كلم في بعض المناطق ويصل إلى 14 كلم في مناطق أخرى".

وأضاف أنه "سيتم تطبيقها على 3 مراحل، الأولى بين تل أبيض (كري سبي) وسري كانييه، ومن ثم ستكون المرحلتان الثانية والثالثة باتجاه شرق سري كانييه أو غرب تل أبيض باتجاه كوباني".

ولفت برو إلى أنه "تم الاتفاق على سحب الأسلحة الثقيلة لمسافة 20 كلم، مع عدم تواجد وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية ضمن العمق المحدد بـ5 إلى 14 كلم، كما ستكون هناك دوريات أمريكية تركية مشتركة في المنطقة، إلى جانب إنشاء مراكز لهم هناك، وستكون تركيا ضمن القوات الجوية للتحالف الدولي التي تحلق في سماء المنطقة".

وتابع قائلاً: "لن تدخل أي قوة غريبة إلى المنطقة. فقط ستكون هناك دوريات، ولكن بحسب ما فهمنا ستكون هناك خصوصية لمدينة قامشلو نظراً لوجود مؤسسات النظام السوري فيها، والشروط التي وُضعت لم تكن بين أمريكا وتركيا فقط، بل إن قوات سوريا الديمقراطية أو وحدات حماية الشعب أو حزب الاتحاد الديمقراطي، قبلوا بهذه الشروط، كما أن الطرفان اتفقا على أن تبقى المناطق التي يتواجد فيها النظام، على ما هي عليه، ويبدو أن مدينة قامشلو ستُستثى من تلك الدوريات". 

وأشار برو إلى أن "هناك دعم وقبول للمبادرة الفرنسية التي تسعى لإنشاء إدارة جديدة واتفاق كوردي – كوردي، واتفاق بين الكورد وباقي مكونات المنطقة، وأن يكون جميع الأطراف شركاء في إدارة المنطقة، كما تم التركيز على خصوصية المجلس الوطني الكوردي الذي يجب أن يكون طرفاً ريئساً موجوداً على الأرض وفي إدارة المنطقة ضمن شروط الاتفاق".

وأردف عضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الكوردي: "صحيح أن فرنسا هي التي أطلقت المبادرة، ولكنها ليست بمفردها، لأن مبادرتها تلقى دعم أمريكا وبريطانيا وألمانيا، وأعتقد أنه لا توجد مبادرات جديدة حالياً، ولكن وفداً بريطانياً اجتمع بقيادة المجلس الوطني في الداخل، وبريطانيا، كما أمريكا، تريد للمبادرة الفرنسية النجاح".

ومضى برو بالقول: "مع أن المبادرة الفرنسية تسير ببطء، إلا أن الآمال معقودة على نجاحها، على الرغم من أن حزب الاتحاد الديمقراطي لم يطبق الاتفاقيات السابقة التي حصلت بيننا، ولكن أمريكا وبريطانيا وألمانيا، إلى جانب دول أوروبية أخرى، داعمة للمبادرة الفرنسية الرامية لإبرام اتفاق بين المجلس الوطني الكوردي وحزب الاتحاد الديمقراطي".

وزادَ برو: "عبَّرنا عن مخاوفنا من مجيء اللاجئين السوريين إلى المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها، ونحن لسنا ضد عودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم، ولكن الحرب لم تتوقف في عدد من المناطق، وعليه فإن عودتهم صعبة، لذا فإننا متخوفون من أن تُقدم تركيا على توطين أكثر من 3 ملايين لاجئ سوريا موجودين على أراضيها، في تلك المنطقة، علماً أن واشنطن أكدت أنها اتفقت مع أنقرة على ألا تقوم تركيا بإعادة أحد بالقوة، مع السماح لأهالي المنطقة بالعودة، حيث يوجد عدد كبير من أهالي مناطق شرق الفرات من الكورد والعرب، في تركيا، وعليه سيكون أمراً إيجابياً عودة أهالي الرقة وديرالزور والحسكة إلى مناطقهم، ولكن لن يكون مقبولاً جلب أهالي مناطق أخرى بالقوة إلى هذه المنطقة، وهو ما وافقت عليه تركيا".

واستطرد عضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الكوردي قائلاً: "طلبنا من الولايات المتحدة القيام بدور إيجابي، لأن عدداً كبيراً من الأهالي نزح بسبب ممارسات الإدارة الحالية، وفي حال لم يحدث تغيير جدي ولم تتأسس إدارة جديدة والتمهيد لإجراء انتخابات، فلا يمكن أن يعود المواطنون، والولايات المتحدة أكدت أنها اتفقت مع تركيا على عدم إعادة أي أحد إلى تلك المنطقة باستثناء سكان مناطق شرق الفرات من الكورد والعرب وغيرهم".

واختتم برو بالقول: "طالبنا الدول العظمى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا، بوضع دستور لسوريا يضمن حقوق الجميع، خصوصاً حقوق الشعب الكوردي، وهو ما أكدت عليه أمريكا أيضاً دون أن تذكر أي أسماء، وعلى الرغم من وقوف روسيا بجانب النظام، إلا أنها أكدت في عدة مناسبات وبكل وضوح على ضرورة حماية حقوق الشعب الكوردي ضمن الدستور، والفرق بينهما هو أن روسيا تُسمي الأشياء بأسمائها، وهو ما لا تفعله أمريكا".

وأعلنت كلٌّ من واشنطن وأنقرة، يوم الأربعاء 7/8/2019، التوصل لاتفاق مبدئي يقضي بإنشاء "مركز عمليات مشتركة" في تركيا خلال أقرب وقت، لتنسيق وإدارة إنشاء "منطقة آمنة" شمال شرق سوريا "كوردستان سوريا".

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، في وقت سابق، إن اتفاقاً بين الولايات المتحدة وتركيا لإقامة "منطقة آمنة" في شمال شرق سوريا "كوردستان سوريا" سيتم تنفيذه بشكل تدريجي وعلى مراحل، مشيرةً إلى أن بعض العمليات المتعلقة بالاتفاق ستبدأ في وقت قريب.

من جهتها طالبت قوات سوريا الديمقراطية، بأن تشمل "المنطقة الآمنة" كامل المناطق الواقعة على طول الحدود مع تركيا، لافتةً إلى أن "هنالك مباحثات غير مباشرة بينهم وبين تركيا"، وأكدت أنه "يجب أن تشمل (المنطقة الآمنة) المنطقة الممتدة بين نهري دجلة والفرات بالكامل".

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

اجتماع حكومة إقليم كوردستان

بعد إزالة العوائق.. حكومة إقليم كوردستان تطالب باستئناف تصدير النفط بأقرب وقت

طالبت حكومة إقليم كوردستان باستئناف تصدير النفط في أقرب وقت ممكن، مؤكدة أن ذلك يصب في مصلحة جميع الأطراف، حيث تسبب توقف صادرات النفط منذ آذار 2023 في خسارة عدة مليارات من الدولارات من الإيرادات العامة للعراق.