دهوك.. مخيم دوميز مصدر إلهام لمعرض زهور في بريطانيا

22-05-2018
رووداو
الكلمات الدالة مخيم دوميز بريطانيا معرض زهور
A+ A-

رووداو - أربيل

ألهمت الحدائق المؤقتة الإبداعية في مخيم دوميز للاجئين الكورد السوريين، في محافظة دهوك بإقليم كوردستان، معرض توم ماسي للزهور. 

فعادةً ما يسافر المصممون إلى الخارج لاستلهام أفكارٍ مفيدة لمعارض الزهور التي يقيمونها في حي تشيلسي الإنكليزي، لكن طرق رحلاتهم غالباً ما تخلو من المشقة؛ إذ لا يمرون بحرس حدود مسلحين؛ لأنَّ أقرب مطار مغلق.   

زار توم ماسي مخيم دوميز في وقت سابق من العام الجاري (2018)؛ ليعرف كيف يزرع اللاجئون حدائقهم المؤقتة، أملاً في جلب بعض تلك الروح الإبداعية إلى حي تشيلسي، وفق تقرير لصحيفة "الغارديان"، نشره موقع "عربي بوست". 

وقد جذب انتباهه كيف أن هؤلاء الناس الذين وصلوا إلى المخيمات بلا أي شيء قد أعادوا صنع جزء صغير من حيوتهم السابقة، التي كان معظمها في سوريا. 

undefined

ويقول: "إنهم مُلقَون معاً في مأوى بدائي. وقد كان من الممتع رؤية أهمية زراعة الحدائق والعناية بها بالنسبة لهم، وكيف أن المساحات الخضراء تعود عليهم بالنفع". وحين سألت منظمة "ليمون تري ترست" الراعية للحديقة اللاجئين عمَّا يشتاقون إليه في وطنهم، تحدَّثوا عن أصوات الطبيعة وحدائقهم وأشجارهم. وقد طلب العديد منهم البذور، وبدأوا في تربية الطيور والحمام، وصنعوا نوافير طويلة من الخرسانة، وزرعوا مساحات خضراء صغيرة مُثمِرة من رَحِم التربة الجافة. 

وصحيحٌ أنَّ تشيلسي قد تكون بعيدةً تماماً عن قطعة أرضٍ هشَّة جافة في مخيم دوميز، تأمل ستيفاني هنت، الرئيسة التنفيذية لمنظمة ليمون تري ترست، أن يتمكن الزوار من فهم القصة التي ستحكيها الحديقة. وتقول في هذا الصدد: "أردنا الارتقاء بالحديث عن اللاجئين، وإظهار أن بإمكانهم التغلب على الألم والمشقة اللذين عانوهما، فهُم يريدون المضي قُدُماً، وحدائقهم تجلب لهم السعادة".

undefined


نافورة مستوحاة من الطراز الإسلامي

تستخدم حديقة عرض ماسي المجموعة المحدودة نفسها من المواد الخام التي يستطيع اللاجئون الـ26000 في دوميز استخدامها مثل الخرسانة والصلب، بالإضافة إلى الأشياء العادية التي يعيدون توظيفها مثل البراميل القصدير والزجاجات البلاستيكية.

 ففي وسط الحديقة، توجد نافورة مستوحاة من الطراز الإسلامي، تغذيها تدفقات المياه الصغيرة وتخرج منها أيضاً. 

ويُغطَّى أحد الجدران الحدودية بأنابيب صرف وعبوات مملوءة بالنباتات؛ وتوفر أشجار التين والرمان والليمون الظل والرائحة والطعام. 

ويقول ماسي: "قال الكثير ممَّن قابلتهم إنَّ حدائقهم هي الأماكن التي يهربون إليها؛ لذا أردت إنشاء مناطق يمكن للناس الجلوس فيها والاستماع إلى المياه الجارية، فالنباتات لديها طبيعة حسِّية قوية من شأنها أن تنقلهم إلى أماكن أخرى". 

undefined


بيد أنَّ الحديقة لن تكون نسخةً طبق الأصل من حدائق اللاجئين؛ "إذ يجب أن يظهر عليها بريق تشيلسي، وإلَّا فلن ينجح الأمر". 

يأتي هذا اللمعان في شكل خرسانة مصقولة وليست مصبوبة، وصلبٍ مقطوع بالليزر وليس أدوات عادية، ولوحة نباتات نضجت على يد مشتل "هورتس لوكى". هل سيتفاعل زائر تشيلسي العادي مع رسالة هذه الحديقة؟ يعتقد ماسي ذلك، فهو جسَّ نبض الجماهير بالفعل؛ إذ كانت إحدى حديقتي العرض اللتين صمَّمهما في معرض الزهور الذي نظَّمته جمعية RHS بقصر هامبتون كورت في عام 2016 برعاية وكالة الأمم المتحدة للاجئين. 

وسلَّطت هذه الحديقة ذات البُعد المفاهيمي والتي كانت تحمل اسم "مراقبة الحدود"، الضوء على الرحلات الخطرة التي يخوضها اللاجئون. 

وقال ماسي: "من اللطيف رؤية حدائق كهذه في المعارض الكبيرة، فهي ليست مجرد حدائق جميلة بلا مغزى". 

تُعد تجارب ماسي منحنى تعلُّم شديد الانحدار؛ إذ يقيم معرضاً لأول مرة في تشيلسي بعد أقل من 3 سنوات من بدء ممارسة المجال. وكان قد درس الرسوم المتحركة ثم اتجه إلى مجال الإعلانات، لكنه وجد أن هناك "الكثير من الوقت الذي يقضيه وحيداً في غرفته"؛ لذا أعاد تدريب نفسه ليصبح مصمم حدائق. 

ويقول: "لطالما كان لديَّ اتصال عميق بالمناظر الطبيعية. فقد نشأت في ريتشموند مع وجود حديقة على عتبة بيتي، وقضيت فترات صيف طويلة بمقاطعة كورنوال، وهي منطقة برية إلى حد ما". 

وبينما كان ماسي في مخيم دوميز، استكشف سهول بلاد ما بين النهرين المحيطة بالمخيم، فهي بقعةٌ ثرية بالتنوع الحيوي وأنواع الفصائل غير المألوفة.

 وقد رافقه الدكتور سامي يوسف الخبير في التنوع الحيوي وأحد اللاجئين بالمخيم، وكان له دور أساسي في بدء حديقة منظمة ليمون تري ترست التي تنمو هناك؛ إذ وجد يوسف العديد من الفصائل النباتية غير المسجلة سابقاً والتي تنمو قريباً من هذا المكان. 

واعتمد ماسي على معرفة يوسف للتيقُّن من أن حديقته الخاصة تستخدم الفصائل الصحيحة. 

ويقول ماسي: "أكَّد لقائي مع سامي حقيقة أن مخيم اللاجئين مليء بالناس العاديين من الصحفيين والمصممين والمهندسين المعماريين وعلماء النبات والمزارعين والمعلمين والمزخرفين الذين يبذلون قصارى جهدهم للبقاء على قيد الحياة". 

ستجلب حديقة Pearlfisher، التي صمَّمها جون وارلاند، جمال الحياة البحرية ورقَّتها إلى غرب لندن، وستُسلِّط الضوء على القضية الملحّة المتمثلة في إلقاء النفايات.


تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب