رووداو ديجيتال
في مناظرة خاصة لشبكة رووداو الإعلامية في مدينة كولونيا الألمانية، اجتمع عدد من السياسيين الكورد العاملين في ألمانيا مع ناشطين سياسيين لمناقشة مستقبل الكورد في سوريا وكوردستان سوريا في مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد.
المناظرة التي قدمها دلبخوين دارا، مقدم البرامج في رووداو، سلطت الضوء على التحديات التي يواجهها الكورد في سوريا وكوردستان سوريا، خاصة بعد وصول هيئة تحرير الشام والجماعات المتحالفة الأخرى المقربة من تركيا إلى السلطة.
انتقاد للدستور السوري المؤقت
عاکف حسن، السياسي والمشرف على احتفال نوروز في كولونيا، وهو من ديرك في كوردستان سوريا، انتقد الإعلان الدستوري الذي صدر هذا الشهر كدستور مؤقت لسوريا للسنوات الخمس المقبلة من المرحلة الانتقالية.
وقال عاکف حسن إن "الدستور بالنسبة لنا نحن الكورد والعلويين والأقليات هو مهزلة"، واصفاً اياه بأنه "دستور يهمش جميع المكونات الأخرى، وفي اعتقادي كانت بداية خاطئة."
وأكد أن السلطات السورية الجديدة "تعتقد أن الشعب الكوردي كما كان من قبل ولايزال غير واعٍ، نائم ويمكنهم خداعه والتلاعب به والنجاة بفعلتهم، لكن هذه المرة لن تمر عليهم."
عاکف حسن، الذي من المقرر أن يشرف اليوم السبت على أكبر احتفال للجالية الكوردية بمناسبة نوروز في كولونيا، تحدث عن حماس الكورد للمشاركة في احتفالات نوروز في جميع أنحاء أوروبا، قائلاً إن "هذا يظهر أن هناك غضباً كبيراً في قلب الشعب الكوردي"، مؤكداً أن "الشعب الكوردي ليس ذلك الشعب النائم الذي يقول آمين لكل ما تقوله."
محمد تانري فردي، نائب رئيس الجالية الكوردية في ألمانيا، تحدث عن النضال الدبلوماسي الكوردي، بالقول: "لقد أدنّا مراراً وتكراراً في بيانات احتلال عفرين وسري كانيه"، مشيراً إلى أنه بعد سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول، "سلطنا الضوء في كثير من الأحيان على أن هذه الجماعات الإسلامية التي وصلت إلى السلطة هي القاعدة. إنها قوة إسلامية وقد حاربت الكورد لسنوات عديدة بمساعدة تركيا."
أهمية الوحدة الكوردية
عضو البرلمان الفيدرالي الألماني قاسم طاهر صالح، وهو من زاخو وينتمي إلى حزب الخضر الألماني، أكد على أهمية الوحدة الكوردية، قال إن "من المهم أن نكون نحن الكورد متحدين ومتفقين، إذا لم نوحد صوتنا فلن نحصل على المساعدة. نحن في ألمانيا، قبل كل شيء ألمان، ولكن يجب ألا ننسى أبداً من أين أتينا. أنا كوردي ومن زاخو. يجب أن نرفع صوت الكورد في البرلمان."
وأشار قاسم طاهر صالح إلى أهمية دور ألمانيا في سوريا، مردفاً: "نرى مدى أهمية صوت ألمانيا في سوريا. أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، زارت سوريا مرتين هذا العام."
ژیان عمر، عضو برلمان ولاية برلين، وهي من قامشلو وتنتمي إلى حزب الخضر، تحدثت عن مسؤولية الكورد في النضال من أجل حقوقهم. تقول: "يجب علينا ككورد، ألا ننتظر فقط أن يأتي الآخرون لتحقيق حقوقنا. لدينا أيضاً العديد من الأحزاب السياسية، والشعب الكوردي نزف الكثير من الدماء، يجب علينا أيضاً أن نستعيد حقنا في الشام وأن نتحدث عنه باستمرار أمام الأوروبيين."
موقف أوروبا وألمانيا
أشار جميع المشاركين إلى أن دور وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، كان مهماً في رفع صوت الكورد.
قالت ژیان عمر إن "الخطوة التي اتخذتها أنالينا بيربوك، بصفتها وزيرة خارجية ألمانيا، هي خطوة كبيرة جداً، لأنه لم يحدث من قبل أن يقول وزير خارجية أوروبي في دمشق، في سوريا أمام السلطات، يجب أن يكون الشعب الكوردي جزءاً من الحكومة، يجب أن تكون حقوق الشعب الكوردي محمية في الدستور."
وأشارت أيضاً إلى افتتاح السفارة الألمانية في دمشق، والتي على حد قولها، "أحد أهدافها هو أن تزيد ألمانيا من عملها في سوريا وتزيد الضغط على الحكومة وتناقش القضية الكوردية بشكل أكبر. لذلك أرى أنها خطوة إيجابية أن تعمل السفارة الألمانية هناك."
سيران بابو، عضو برلمان ولاية شليسفيغ هولشتاين، وهي من جزيرة شمال كوردستان وتنتمي إلى حزب CDU، أكدت على أهمية القول والفعل، "يقولون أن أنالينا بيربوك ذكية جداً وقد فعلت الكثير من الأشياء للكورد، لكن هناك حقيقة يجب أن نضعها في الاعتبار. هناك قول وهناك فعل. أقول دائماً، كسياسي أستطيع أن أقدم الكثير من الوعود، ولكن عندما تريد تنفيذ هذه الأشياء داخل الحكومة، يجب أن تكون لديك القدرة."
القلق بشأن الوضع الحالي في سوريا
أعربت سيران بابو عن قلقها بشأن السلطات السورية الجديدة وتحدثت عن ذلك بالقول إن "الوضع سيئ الآن في سوريا. وفقاً لنا في CDU، بدأت حكومة في سوريا تتكون من متطرفين، كانوا سابقاً في داعش ويريدون الآن النهوض بسوريا"، واصفة هؤلاء الناس بأنهم "خطرون علينا."
كما قال عاکف حسن: "كان حلمنا أن يأتي يوم كهذا. ولكن إذا أزلت ظلماً ووضعت ظلماً آخر مكانه، فلن تصبح سوريا سوريا أبداً."
مطالب الكورد لمستقبل سوريا
عرض عاکف حسن مطالب الكورد على النحو التالي: "يجب أن يتم ترسيخ هويتنا وحقوقنا الثقافية في الدستور، ويجب أن يتم ترسيخ أمن منطقتنا في الدستور، كما يجب أن يكون أمننا وشرطتنا من الكورد، مثل الباسك وبرشلونة وبايرن."
أكد جميع هؤلاء السياسيين والناشطين على ضرورة أن يُنظر إلى الكورد في كوردستان سوريا كجزء من الحكومة السورية الجديدة، وأن يتم توفير حقوقهم القومية والثقافية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً