رووداو ديجيتال
نشرت شبكة رووداو الإعلامية تقريراً تضمن معلومات وصوراً مزيفة نشرتها أو روجت لها وكالات إيرانية حول رجل الأعمال الكوردي بيشرو آغا دزيي الذي فقد حياته في الهجوم الصاروخي على أربيل. وأثار تقرير رووداو أصداء واسعة في وسائل الإعلام المحلية الإيرانية دفعت وكالة تابعة للحرس الثوري إلى النأي بنفسها عن تلك الصور والقاء اللوم على وسائل إعلام إيرانية أخرى.
بعد أن استهدفت إيران منزل رجل الأعمال الأربيلي بيشرو دزيي، بدأت بمحاولات حثيثة لتثبت للرأي المحلي والدولي أنه كان ينتمي لجهاز الموساد الاسرائيلي.
وفي آخر محاولة لها عمدت إلى نشر صورة مفبركة لبيشرو دزيي مع حاخام يهودي باستخدام برنامج "فوتوشوب" وادعت أن نفط اقليم كوردستان كان يباع عن طريق رجل الأعمال هذا الى إسرائيل. في السياق، نشرت صورة لبيشرو دزيي مع الحاخام اليهودي يوم السبت 20 كانون الأول، في تقرير على موقع تسنيم التابع للحرس الثوري بعنوان "بيشرو دزيي، رجل أعمال أم متعاون استراتيجي مع الموساد؟".
لكن تسنيم تراجعت وقالت في تقرير لها الاثنين (22 كانون الثاني 2024) أنها لم تكن "المصدر الأول" لتلك الصور، ملقية باللقوم على الإذاعة والتلفزة الرسمية للجمهورية الإسلامية ووسائل إعلام أخرى.
وفي تقرير بعنوان "من المصدر الأول لصور بيشرو دزيي؟" قالت تسنيم: "رغم الشكوك على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تكن وكالة تسنيم المصدر الأول لصور بيشرو دزيي. الصور نشرت قبل ذلك من قبل بعض وسائل الأعلام بينها قسم الأخبار في مؤسسة إذاعة وتلفزة الجمهورية الإسلامية".
أطلق الحرس الثوري الإيراني ليلة الاثنين 15 كانون الثاني 11 صاروخاً باليستياً على أربيل سقط عدد منها على منزل مواطن مدني من أبناء المدينة، مما أدى إلى مقتله وطفلته البالغة من العمر 11 شهراً وصديق له ومدبرة منزل.
عقب هذا القصف، وفي يوم الثلاثاء الماضي، وصل إلى أربيل مستشار الأمن الوطني العراقي قاسم الأعرجي، ليعلن من منزل بيشرو دزيي أن المنزل المستهدف سكن مدني ولا علاقة له بقواعد إسرائيلية أو بالموساد.
تصريح مستشار الأمن القومي العراقي هذا أثار ردود فعل دولية وإعلامية كبيرة، خاصة وأن المسؤولين ووسائل الإعلام الرسمية الإيرانية دأبت منذ بداية حرب غزة، على وصف إسرائيل بأنها "حكومة قاتلة للأطفال"، لكن مقتل ژینە ذات الـ11 شهراً في الحادث أربك المسؤولين الإيرانيين وخاصة الحرس الثوري وأسفر عن عدة تصريحات متضاربة حول الهدف من مهاجمة منزل رجل الأعمال الكوردي.
في تقرير الموقع الإلكتروني للحرس الثوري في 20 من كانون الثاني، والذي حاول إخبار الرأي العام المحلي من هو بيشرو دزيي، نُشرت عدة صور لبيشرو مجيد آغا دزيي، بينها صورة له وهو يقف بجوار حاخام يهودي في حفل، لكن لم يمر وقت طويل حتى ظهرت الصورة الأصلية وعلم أن وكالة الحرس الثوري قد دمجت صورة بيشرو دزيي بصورة الحاخام باستخدام برنامج فوتوشوب.
بعد ردود الفعل التي أثارها تقرير تسنيم، أقرت بأن أن "بعض المصادر أثارت تساؤلات على الصور التي تضمنها التقرير"، لكنها ألقت باللائمة على وسائل إعلام إيرانية أخرى.
وقالت في هذا الصدد: "لم تكن تسنيم المصدر الأول الذي نشر هذه الصور. الصور التي يجري الحديث عنها نشر سابقاً في وسائل إعلام أخرى مثل المركز الخبري لمؤسسة إذاعة وتلفزة الجمهورية الإسلامية وقناة برس تي في".
إلى جانب العمل في مجال الاستثمارات والتجارة، كان بيشرو مجيد دزيي أحد أبرز رجال الأعمال المحسنين في إقليم كوردستان، وخلال القتال ضد تنظيم داعش، تولى مهمة توفير الطعام لقوات البيشمركة في محور ديبكه لأكثر من ستة أشهر، وبالشراكة مع تسعة رجال أعمال آخرين قام ببناء عدد من المدارس، بعضها لا يزال غير مكتمل.
خلال فترة تفشي فيروس كورونا، تبرع بـ 93000 قفاز و750 نظارة طبية و3000 قناع N95 و1875 بدلات خاصة بكورونا وعدة صناديق من اللوازم الطبية الأخرى إلى صحة أربيل.
وفي العام 2015، خلال حملة (رنجي شهيدان) التي دشنتها شبكة رووداو الإعلامية، تبرع بمبلغ مليون دولار لعوائل شهداء حرب داعش.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً