
مسلحون من الفصائل السورية التابعة لتركيا يرفعون علم الانتداب الفرنسي في محيط مدينة تل أبيض "كري سبي" بكوردستان سوريا
رووداو – أربيل
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الخميس، بأن تركيا شرعت في عملية التغيير الديمغرافي التي تسعى إلى إحداثها في المناطق التي سيطرت عليها في شمال شرقي سوريا "كوردستان سوريا".
ونقل المصدر عن "مصادر موثوقة"، لم تسمها، قولها إنه "يتم نقل عدد من سكان الشمال السوري إلى مدينة تل أبيض (كري سبي) التي خضعت لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها ضمن عمليتها العسكرية".
وأضافت أن "القوات التركية بدأت تنفيذ عمليات نقل المواطنين ممن يرغبون بالانتقال إلى تل أبيض، حيث تنطلق سيارات مرافقة يومياً في الصباح وفي المساء بعد تسجيل أسماء الراغبين بالانتقال".
كما أكد المرصد أنه "يتم نقل المواطنين من جرابلس إلى الحدود مع تركيا ثم إلى تل أبيض بصحبة ممتلكاتهم وأغراضهم، بحجة أنهم يعودون إلى مناطقهم الأصلية عبر تركيا".
مشيراً إلى أن "المرافقة تنطلق يومياً في الساعة 7 صباحاً ومرة أخرى في الساعة 7 مساء، حيث يتم نقل الراغبين بالانتقال إلى تل أبيض ومرافقتهم حتى الحدود وصولاً إلى تل أبيض، ويتركونهم هناك".
وأردف المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه "رصد منذ بداية عملية (نبع السلام) في التاسع من أكتوبر 2019، انتهاكات تنفذها الفصائل الموالية لتركيا المنضوية تحت لواء ما يعرف بـ(الجيش الوطني السوري)، سعياً إلى إجبار من بقي في المناطق التي سيطروا عليها في الشمال السوري للرحيل من أجل تنفيذ عملية تغيير ديمغرافي في المنطقة".
وجدد المرصد مناشداته إلى المجتمع الدولي "للضغط على تركيا لوقف عملية التغيير الديمغرافي التي تسعى تركيا إلى إحداثها في المنطقة، وتحذيره من تداعيات تلك العملية على التركيبة السكانية للأراضي السورية على المدى القصير والطويل على حد سواء".
وشنت القوات التركية والفصائل السورية المسلحة الموالية لها عملية عسكرية على مناطق متفرقة في كوردستان سوريا، خصوصاً مدينتي "سري كانييه" و"كري سبي"، وتسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم أطفال ونساء، فضلاً عن نزوح مئات آلاف المدنيين باتجاه مدن ومناطق أخرى في كوردستان سوريا، وإلى إقليم كوردستان أيضاً، وأثار الهجوم التركي استياءً واستنكاراً دولياً في ظل خشية دول عدة من عودة تنظيم داعش، وحدوث أزمة إنسانية جديدة.
وتسبب الهجوم التركي على كوردستان سوريا الذي بدأ في 9/10/2019، قبل أن يتم إعلان وقف إطلاق النار في 17/10/2019 بموجب اتفاق أمريكي - تركي، بتهجير أكثر من 300 ألف شخص، وفقدان مئات المدنيين حياتهم، إلى جانب إصابة أكثر من 700 آخرين، إلا أن القوات التركية والفصائل الموالية لها، لم تلتزم بهذا الاتفاق، ولم تتوقف هجماتها على مناطق كوردستان سوريا لحظةً واحدة، في ظلِّ صمت أمريكي وروسي ودولي.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً