عباس فاضل مع مجموعة من السياح الشباب في جومان
رووداو ديجيتال
منذ أكثر من أسبوعين، يقيم "عباس" في بحيرة فيلاو بقضاء جومان التابع لأربيل.
قام في البداية بتنظيف البحيرة بنفسه، ثم جهّز ثماني خيم لاستقبال السياح.
الشاب البغدادي الأصل والذي يبلغ 24 عاماً، يقوم عند تواجده في أي منطقة سياحية بإقليم كوردستان، بالترويج لها عبر الانستغرام ثم يستقبل السياح القادمين إليها.
عباس فاضل، الذي يدرس قسم البصريات في الكلية التقنية الطبية، قال لشبكة رووداو الإعلامية: "بدأت بهذه الفكرة في عام 2020، وأزور إقليم كوردستان مرة إلى مرتين أسبوعياً".
أضاف: "في كل مرة أخيّم بها مع أصدقائي، كنت أشارك الصور عبر حسابي، لذا تشوّق الكثير من المتابعين عيش هذه التجربة".
نظراً لعدم توفر وسيلة نقل إضافية عدا السيارة التي كانت تقله، كان يضطر عباس إلى إرجاء زيارات العديد من متابعيه، ثم بعد ذلك فكّر باستثمار الفكرة، وفق حديثه.
خلافاً للسنوات السابقة، ركز عباس جهوده هذا العام على السياحة الشتوية، فضلاً عن أن معظم السياح الذين يتعاملون معه هم من وسط وجنوب العراق.
يتم تجهيز المأوى والمأكل للسياح بالإضافة إلى برنامج سياحي كامل، كل ذلك مقابل 200 دولار لكل شخص.
أشار عباس إلى أن هدفه هو إيصال صورة للعالم في داخل العراق أن العراق وإقليم كوردستان يمتلك أماكن سياحية جميلة جداً، دون الحاجة إلى السفر خارج البلد.
وبيّن أنه يحبّذ صرف السياح العراقيين لأموالهم داخل البلد كي يستفاد أبناء جلدتهم منها، لافتاً إلى أنهم سيعيشون التجربة مماثلة للسفر خارجاً، بمدة ساعات أقل بدلاً من أعباء السفر.
مع ساعات الصباح الأولى، تبدأ مغامرتهم إلى جبال كوردستان البيضاء.
يساعد قيس صديقه عباس في تقديم الخدمة للسياح في التعرّف على طبيعة كوردستان ولأنه من منطقة جومان فهو جدير بأن يكون دليلاً للسياح.
وذكر قيس محمد، لشبكة رووداو الإعلامية أنه يستقبل المجموعات السياحية القادمة من طرف عباس إلى جومان ويصطحبهم إليه، مشيراً إلى أنه يرافقهم ليلاً ونهاراً ويقدم المساعدة عند الحاجة.
وتتواجد مجموعة من الشباب في بحيرة فيلاو منذ 3 أيام وهم جميعاً من العاصمة بغداد.
حسن جواد، لفت إلى أن هذه المرة الأولى يخيّم فيها، مبيناً أنه حظي بتجربة مميزة في منطقة جومان مع أصدقائه.
أيضاً السائح، عمر بسام، أشاد بطبيعة إقليم كوردستان، قائلاً: مناظر إقليم كوردستان جميلة ومتنوعة وهذا ما يميّزها، كونها تملك ودياناً وجبالاً وسهولاً وشلالات ومساحات خضراء.
وفقاً لمديرية السياحة في جومان، فقد ارتفعت نسبة الإقبال على السياحة الشتوية في العامين الماضيين مقارنة بالسنوات السابقة.
في البداية، كان التخييم يقتصر على متسلقي الجبال، لكن في الآونة الأخيرة السياح أيضاً يخيمون في مناطقهم السياحية.
ويقول مدير سياحة جومان، هلكورد محمد، لشبكة رووداو الإعلامية: "سبب التخييم هنا يأتي من الخطة الشاملة التي نُعدها للسياح للمبيت في طبيعة كوردستان".
وتابع: "لدينا حالياً مشروع سياحي لقرية ويزي وهي أعلى قرية في كوردستان وأبردها، حيث تتساقط الثلوج فيها طوال فصول السنة الأربعة".
ونوه إلى التخييم "يوضح مدى الاستقرار الأمني الموجود في كوردستان"، حسب قوله.
استقبل "عباس" حتى الآن حوالي 600 سائح فقط من الذين يخيمون في جومان وحاج عمران وبارزان.
تتكون كل مجموعة من 8 إلى 10 أشخاص، يبقون في طبيعة كوردستان لمدة 3 أيام ثم يغادرون.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً