رووداو ديجيتال
لا يزال مسلّحو أحرار الشرقية في مواقعهم في منطقة سري كانيه، التي تحتلّها القوات التركية وفصائل مسلّحة من المعارضة السورية الموالية لتركيا منذ 20تشرين الأوّل/ اكتوبر 2019.
وكانت مصادر إعلامية قد ذكرت، يوم أمس، أنّ تركيا أمرت بإخراج مسلحي أحرار الشرقية، بقيادة أبو حاتم شقرا، من منطقة سري كلنيه العين وإحلال عناصر مسلّحة من جيش الإسلام، وصلت إلى المنطقة، محلّهم.
أورهان كمال، المدير التنفيذي للمرصد الكوردي لحقوق الإنسان، وهو من أبناء مدينة سري كانية، تحدّث إلى شبكة رووداو الإعلامية ، وقال: " بشأن القول أنّ تركيا قد أخرجت قوات أحرار الشرقية من سري كانيه، هذه معلومات لا أساس لها من الصحّة. لا تزال قوات أحرار الشرقية متواجدة في الريف الغربي لسري كانيه، لأنّه في الحقيقة القاعدة الرئيسية لقوات أحرار الشرقية والتي يتّخذها أبو حاتم شقرا مقرّاً له تقع في بلدة سلوك، وقواتهم الأكبر موجودة في تلك البلدة. "
المدير التنفيذي للمرصد الكوردي لحقوق الإنسان قال أيضا: " إنّ ممارسات وانتهاكات الفصائل الأخرى ضدّ المدنيين لا تقلّ عن ممارسات أحرار الشرقية ضدّ المدنيين في سري كانيه وريفها.
"
وقال: " بسبب هذه الانتهاكات، أُفرِغت المدينة وريفها من الكورد بشكل شبه كامل، إذ لم يعد هناك سوى ما بين 50-60 شخصاً كوردياً في المنطقة، وهم من كبار السنّ. وبذلك تقارب الآن نسبة السكان الكورد في المنطقة 0% بينما كانت هذه النسبة قبل الغزو التركي واحتلال المنطقة تتراوجح بين 50-55%."
وحسب أورهان كمال، تحكم منطقة سري كانيه عسكرياً، بالإضافة إلى القوات التركية، ثلاثة فصائل رئيسية، تأتي في مقّدمتها فرقة السلطان مراد، بقيادة فهيم عيسى، والتي تعدّ الأكثر قرباً من تركيا وارتباطاً بأجهزتها الاستخباراتية، والأكثر سطوة وسلطة في المدينة، ويتقاضى مسلّحوها من الحكومة التركية راتباً شهرياً، مقداره 700 ليرة تركية ، وتأتي بعدها فرقة الحمزة، بقيادة سيف بولاد، ويُعرف أبضاً باسم سيف أبو بكر، ويتقاضى مسلّحوها من الحكومة التركية راتباً شهرياً مقداره 500 ليرة تركية ؛ ثمّ يأتي فصيل أحرار الشرقية، بقيادة أحمد الهيس، المعروف بأبو حاتم شقرا، وهو يتحدّر من قرية شقرا في ريف دير الزور الغربي، مثلما ينحدر معظم مسلّحيها من تلك المحافظة الشرقية، ويتقاضى مسلّحوها من الدولة التركية راتباً شهرياً مقداره 400 ليرة تركية، وهي الأقلّ عدداً في المنطقة ويترّكز وجودها في ريف سري كانيه الغربي، ويقع مقرّ قائدها في بلدة سلوك بين سري كانيه وكري سبي.
وكان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية OFAC، وهو وكالة استخبارات مالية وتنفيذ القانون في وزارة الخزانة في الولايات المتحدة، قدوضعت حاتم أبو شقرا، وابن عمه جعفر أبو شقرا، ضمن قائمة العقوبات عن عدة جرائم.
واشارت الخزانة الأميركية في بيانها، الذي صدر في أواخر تموز/ يوليو الماضي، إلى أن "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية يفرض عقوبات على جماعة أحرار الشرقية المسلحة السورية، التي تعمل في شمال سوريا، لارتكابها انتهاكات ضد المدنيين، كما يفرض عقوبات على اثنين من قادة الجماعة".
وأضافت أن "أحرار الشرقية ارتكبت العديد من الجرائم ضد المدنيين، لا سيما الكورد السوريين، بما في ذلك القتل غير المشروع والاختطاف والتعذيب ومصادرة الممتلكات الخاصة. كما ضم التنظيم أعضاء سابقين في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) إلى صفوفه، وتضاعف هذه الأعمال المروعة من معاناة السكان الذين عانوا تكرارا من النزوح الجماعي".
وتابع بيان الخزانة الأميركية قائلاً: "لدى جماعة أحرار الشرقية المسلحة السورية سجل من انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك القتل غير القانوني لهفرين خلف، السياسية الكوردية والأمين العام للحزب السياسي سوريا المستقبل، بالإضافة إلى مرافقيها الشخصيين في تشرين الأول 2019. المفوض السامي للأمم المتحدة من أجل حقوق الإنسان، اعتبرت جرائم القتل جريمة حرب محتملة".
ونوه البيان إلى أن "أحرار الشرقية قتلت عدة مدنيين في شمال شرق سوريا، بينهم عاملون في مجال الصحة، كما انخرطت الميليشيا في عمليات اختطاف وتعذيب ومصادرة ممتلكات خاصة من المدنيين، ومنع النازحين السوريين من العودة إلى ديارهم، شيدت أحرار الشرقية وتسيطر على مجمع سجون كبير خارج حلب حيث تم إعدام المئات منذ عام 2018. كما استخدمت الجماعة هذا السجن لتنفيذ عملية خطف واسعة النطاق مقابل فدية استهدفت شخصيات تجارية ومعارضة بارزة من محافظتي إدلب وحلب، كما قامت أحرار الشرقية بدمج عناصر داعش السابقين في صفوفها".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً