رئيس إقليم كوردستان: آمل أن يحقق الشرع الاستقرار في سوريا

16-02-2025
رووداو
الكلمات الدالة نيجيرفان بارزاني مؤتمر ميونخ سوريا إقليم كوردستان
A+ A-
رووداو ديجيتال

أكد رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، أن ما يجري في سوريا يبعث على التفاؤل بعد رحيل النظام السابق، معرباً عن أمله في أن تتمكن الإدارة الجديدة، ولا سيما الرئيس أحمد الشرع، من تحقيق الاستقرار وإشراك جميع المكونات في مستقبل البلاد.

وأشار خلال مؤتمر صحفي في إطار مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن، اليوم الأحد (16 شباط 2025)، إلى أهمية توحيد الصف الكوردي في سوريا، داعياً الكورد إلى التوجه إلى دمشق "موحدين"، واعتبار أنفسهم "جزءاً من سوريا الجديدة".

وقال رئيس إقليم كوردستان: "نصيحتنا لإخواننا الكورد تتركز على نقطتين محددتين، أولاً، يجب أن يذهبوا موحدين إلى دمشق. تجربتنا في إقليم كوردستان مع بغداد بعد 2003 كانت ناجحة جداً. ثانياً، عليهم اعتبار أنفسهم جزءاً من سوريا الجديدة، دمشق عاصمتهم".

وأكد أن "ما يعتبر مهماً بالنسبة لإقليم كوردستان هو أننا نتمنى الاستقرار لسوريا. الشعب السوري شعب يستحق حياة أفضل".

وأعرب رئيس إقليم كوردستان عن اشتياقه لزيارة المدن السورية قامشلو وحلب ودمشق، قائلاً: "في السابق، كنا نذهب كثيراً إلى سوريا، إلى القامشلي ومن القامشلي إلى حلب وإلى دمشق. وحتى الآن هذه الذكريات باقية في ذاكرتنا. نأمل أن يأتي يوم قريب إن شاء الله نتمكن مرة أخرى من زيارة القامشلي وحلب وشعبنا في عفرين وهذه المناطق".

على مدى ثلاثة أيام من مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن، عقد نيجيرفان بارزاني سلسلة اجتماعات مع القادة والمسؤولين، تمحورت حول علاقات إقليم كوردستان والعراق مع تلك الدول، والأوضاع في المنطقة، وتحديداً سوريا، ورؤية رئيس إقليم كوردستان إزاءها.

وأكد رئيس إقليم كوردستان في مؤتمره الصحفي أن سوريا كانت حاضرة في تلك الاجتماعات.

 
عملية السلام في تركيا

رداً على سؤال لشبكة رووداو الإعلامية، حول اجتماعه مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وما إذا كانت قد تطرقت إلى عملية السلام في تركيا، قال نيجيرفان بارزاني إنه ناقش هذه العملية مع وزير خارجية تركيا، ويشعر أن تركيا "تسعى بجدية لتنفيذ عملية السلام".

ورأى أن الأمر يتوقف الآن على وفد حزب العمال الكوردستاني ونداء عبد الله أوجلان المتوقع في نهاية هذا الشهر، مشدداً على ضرورة حل هذه المشكلة "سياسياً وسلمياً، وليس بالعنف".

وأشار إلى أن وفد إمرالي الذي يزور إقليم كوردستان، يحمل رسالة من عبد الله أوجلان، توقع أن تكون رسالة سلام، "رسالة سلام لتركيا، والرسالة موجهة بشكل أساسي إلى حزب العمال الكوردستاني".

وأعرب عن الأمل في أن يسمع نداءً للسلام من أوجلان وأن "يستجيب حزب العمال الكوردستاني لهذا النداء".

 
المفاوضات حول تشكيل الحكومة

رداً على سؤال آخر لرووداو حول المفاوضات مع الاتحاد الوطني الكوردستاني، أوضح: "نحن في حوار جاد، حيث تجري وفود من الجانبين - الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني - مباحثات جادة لتشكيل الحكومة العاشرة لإقليم كوردستان. عقدنا عدة لقاءات حتى الآن، ونحن متفائلون بإمكانية إتمام هذا الملف في القريب العاجل".

حول الوضع في العراق ولقائع مع وزير الخارجية الأميركي، نوّه إلى أن العراق يسعى لأن يكون عامل استقرار في المنطقة، وتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة يساهم في تحقيق هذا الهدف، مشيراً إلى الدعوة التي وجهها لوزير الخارجية الأميركي لزيارة العراق.

وأشار نيجيرفان بارزاني إلى أن اللقاء كان "مثمراً"، خاصة وأن الوزير الأميركي لم يمضِ وقت طويل على توليه منصبه، لافتاً أن الجانبين بحثا "القواسم المشتركة بين العراق والولايات المتحدة"، إضافة إلى التحديات التي تواجه المنطقة.

وعدّ نيجيرفان بارزاني العلاقات مع بغداد "أفضل من أي وقت مضى"، منوّهاً إلى أن رئيس الوزراء العراقي "يبذل كل جهده لحل المشاكل بين أربيل وبغداد".

وقال في هذا السياق: "نحن اليوم نعمل كفريق واحد، وليس كطرفين منفصلين. نسعى لأن نكون مكملين لبعضنا البعض في بغداد".

العلاقات مع إيران

عن العلاقات مع إيران، قال رئيس إقليم كوردستان، إن "إيران جارة والعلاقات الاقتصادية في تطور مستمر"، مشدداً على أن إقليم كوردستان يتبع مبدأ "عدم التدخل في الشؤون الداخلية لإيران. ومسؤوليتنا تتعلق بإقليم كوردستان العراق. ونسعى لاستمرار العلاقات على أساس الاحترام المتبادل".

"إدارة أميركية جديدة برؤية مختلفة"

حول العلاقة مع أميركا، قال نيجيرفان بارزاني في مؤتمره الصحفي: "نحن أمام إدارة أميركية جديدة برؤية مختلفة للعالم".

لكن المهم في خطابات الرئيس الأميركي: "شيء واضح، وهو رغبته في أن يكون عاملاً للأمن والسلام، وإنهاء الحروب في المنطقة، وحل النزاعات في العالم"، أضاف رئيس إقليم كوردستان.

ودعا نيجيرفان بارزاني الجميع، سواء أوروبا أو المنطقة، إلى "الترحيب" بمبادرات الرئيس الأميركي.

مؤتمر ميونخ فرصة للحوار

رئيس إقليم كوردستان، أكد أن المشاركة السنوية في مؤتمر ميونخ للأمن تمثل فرصة مهمة للإقليم لإجراء حوار جاد حول التطورات العالمية، ولا سيما ما يتعلق بالمنطقة وإقليم كوردستان والعراق.

وأضاف: "نشارك سنوياً في مؤتمر ميونخ للأمن، وهو فرصة لإقليم كوردستان لإجراء حوار جاد حول التطورات العالمية بشكل عام".

وأشار إلى لقائه عدداً كبيراً من المسؤولين خلال يومين بعيداً عن البروتوكولات الرسمية، وعرض وجهات نظر إقليم كوردستان على المشاركين في المؤتمر.

كما أشار إلى الاستماع إلى وجهات نظر الأطراف الأخرى حول كل التطورات الجارية في العالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.

أدناه نص المؤتمر الصحفي:

سؤال: إلى أين وصل تشكيل حكومة إقليم كوردستان، ووفد إمرالي الآن في أربيل وستلتقونهم غداً، ما هي رسالتهم لكم؟

نيجيرفان بارزاني:
فيما يتعلق بالسؤال الأول، نعم، نحن في محادثات جادة، أي أن وفدي الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني يجريان حالياً محادثات جادة لتشكيل الكابينة العاشرة لحكومة إقليم كوردستان، وقد أجرينا عدة لقاءات حتى الآن من الجانبين. نحن متفائلون بأنه في القريب العاجل - بالتأكيد كانت اللقاءات السابقة كلها حول كيفية العمل معاً، وإذا كنا شركاء في الحكومة، ما معنى هذه الشراكة، وكيف نفسرها. هذه كانت القضايا التي ركز عليها الجانبان، الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكوردستاني. في هذا الإطار، أحرزنا تقدماً جيداً، ونأمل أن نتمكن من إكماله قريباً، ثم نعقد اجتماعات أخرى حول كيفية توزيع المناصب بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكوردستاني والمكونات الأخرى التي ستشارك في حكومة إقليم كوردستان.

أما بالنسبة لوفد إمرالي، فإن مسؤولي الحزب الذين زاروا إمرالي هم اليوم في أربيل، حيث التقوا اليوم بالرئيس بارزاني، وسألتقي بهم غداً في أربيل. بالتأكيد، جاؤوا برسالة من عبد الله أوجلان إلى أربيل، ومنها سيتوجهون إلى السليمانية. نحن ننتظر لنرى ما هي رسالتهم، ونتوقع أن تكون رسالة سلام من أجل استقرار تركيا، وستكون الرسالة موجهة بالدرجة الأولى إلى PKK. نأمل أن نسمع نداء السلام من السيد أوجلان، وأن يكون لدى PKK موقف إيجابي ويرحب برسالة السيد أوجلان.

سؤال: على هامش مؤتمر ميونيخ، التقيتم بوزير الخارجية الأميركي، وأنتم أعلى مسؤول في العراق يلتقي بمسؤول رفيع في الإدارة الأميركية الجديدة، كيف كانت محادثتكم؟ وكيف ستستفيدون من هذه العلاقة المميزة، خاصة فيما يتعلق بملف القوات الأميركية في العراق والتغييرات المحتملة؟

نيجيرفان بارزاني:
لقد عقدنا اجتماعاً جيداً مع وزير الخارجية الأميركي، ولكن كما تعلمون، لم يمضِ وقت طويل على توليه منصبه، وهو لا يزال في بداية مهامه. ناقشنا خلال الاجتماع القضايا المشتركة بين العراق والولايات المتحدة، وأكدنا على رغبة العراق في أن يكون عاملاً للأمن والاستقرار في المنطقة، وأن يؤدي دوره في منع تصاعد الأزمات. في هذا السياق، تحدثنا باسم إقليم كوردستان وباسم العراق، ووجهنا دعوة رسمية إلى وزير الخارجية الأميركي لزيارة العراق والمشاركة في مراسم افتتاح القنصلية الأميركية الجديدة في أربيل.

سؤال: كان المجتمع الدولي مهتماً جداً بوجهة نظركم حول سوريا، هل التقيتم بوزير خارجية سوريا وتناولتم مسألة مشاركة جميع المكونات، بما في ذلك الكورد، في الحكومة السورية الجديدة؟

نيجيرفان بارزاني:
في جميع اجتماعاتنا، كانت المسألة السورية محور النقاشات الرئيسية. بلا شك، ما يحدث اليوم في سوريا هو أمر يبعث على الرضا للجميع، حيث لم يعد النظام القمعي الذي كان يظلم الشعب موجوداً، وهذا تطور إيجابي. النظام الجديد الذي تسلم الحكم في سوريا، نأمل أن يتمكن من إشراك جميع الأطراف والمكونات في مستقبل البلاد. 

بالنسبة لإقليم كوردستان، ما يهمنا هو استقرار سوريا، فالشعب السوري يستحق حياة أفضل. خلال السنوات الماضية، عانوا من مشاكل كبيرة، واضطر الكثيرون إلى مغادرة البلاد، وشهدوا دماراً هائلاً. اليوم، وبكل صدق، الشعب السوري يستحق حياة أفضل. نحن نأمل ونتمنى أن تكون الإدارة الجديدة، وخاصة الرئيس أحمد الشرع، عاملاً في استقرار سوريا، وأن يتمكن من مساعدة الشعب السوري في تجاوز المعاناة والصعوبات التي واجهها. بلا شك، سوريا دولة تضم العديد من المكونات والمجموعات المختلفة، والأمر الأهم هو ضمان مشاركة جميع الأطراف المعنية وجميع مكونات سوريا في بناء مستقبلها.

نصيحتنا والمحادثات التي أجريناها مع إخواننا الكورد تضمنت نقطتين أو ثلاث نقاط محددة جداً. أولاً، قلنا لهم إنه يجب أن يتوجهوا إلى دمشق بوحدة صف. تجربتنا في إقليم كوردستان عندما ذهبنا معاً إلى بغداد بعد عام 2003 كانت تجربة ناجحة جداً. ثانياً، انظروا إلى أنفسكم كأصحاب سوريا الجديدة، لا تنتظروا أن تتم دعوتكم من دمشق، بل يجب أن تجعلوا أنفسكم جزءاً من سوريا الجديدة. هذه سوريتكم، ودمشق هي عاصمتكم.

نصيحتنا لهم كانت المشاركة في العملية السياسية السورية في أقرب وقت ممكن. نحن نأمل أن ترى السلطات الجديدة، وخاصة الرئيس الجديد لسوريا، هذا التنوع السوري وتسعى إلى إشراك جميع المكونات في مستقبل البلاد. ما نريده هو حياة سعيدة ومستقبل أفضل للشعب السوري، بجميع مكوناته. وبالنسبة لنا كإقليم كوردستان، نحن مستعدون للعب أي دور في هذا الإطار. لقد عقدنا أيضاً اجتماعاً مع وزير الخارجية في هذا السياق، وبالتأكيد ناقشنا وشددنا على أننا سنكون عاملاً للاستقرار، ومستعدون لمساعدتهم على تحقيق المزيد من الاستقرار في سوريا.

سؤال: أنتم الآن أمام أميركا جديدة، فهل لديكم مخاوف من أن يسبب هذا التغيير ضرراً لكم؟

نيجيرفان بارزاني:
"أميركا الجديدة" هو تعبير جميل ورؤية دقيقة، إنها إدارة جديدة لديها آراء مختلفة، وتنظر إلى العالم بشكل عام من خلال رؤية وموقف جديد. لكن الأهم هو أنه إذا نظرنا إلى تصريحات الرئيس الأميركي، فإن تصريحاته واضحة تماماً، فهو يريد أن يكون عاملاً للأمن والسلام، وإنهاء الحروب في المنطقة، ووضع حد لجميع النزاعات في العالم. الرئيس الأميركي عبر عن هذا في خطابه، وأعتقد أننا جميعاً، سواء في أوروبا أو في منطقتنا، يجب أن نرحب بكلماته ومبادراته، لأنه - كما يقول الرئيس ترمب - جاء لإنهاء الحروب وإحلال السلام. أكثر من أي وقت مضى، العالم اليوم بحاجة إلى هذا السلام، وكيفية تحقيقه مسألة أخرى، لكن ما يقوله وما يؤمن به - وهو أمر يستحق التقدير والدعم - هو إنهاء الحروب وإرساء السلام. نحن لسنا خائفين، وليس لدينا هذا القلق. نحن نعتبر أميركا حليفاً لنا، ونرى أن العراق يمكن أن يكون عاملاً مهماً يلعب دوراً جاداً، ويساهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة بأكملها.

رووداو: هل التقيتم وزير خارجية تركيا، وهل ناقشتم عملية السلام؟ ثم التقيتم وزير خارجية أميركا، فهل وجهتم أي رسالة إلى الرئيس الأميركي بعدم الانسحاب من كوردستان سوريا؟

نيجيرفان بارزاني:
نعم، لقد ناقشنا هذه العملية مع وزير خارجية تركيا، وأشعر أن تركيا تبذل جهوداً جادة جداً لإدارة عملية السلام هذه. كل شيء يعتمد الآن على الوفد الذي جاء من حزب العدالة والتنمية إلى إقليم كوردستان، والدعوة المتوقعة من السيد عبد الله أوجلان في القريب العاجل، والتي أعتقد أنها قد تصدر حتى نهاية هذا الشهر.

نحن نأمل ونسعى إلى أن يدرك حزب العمال الكوردستاني أن طبيعة هذه القضية ليست أن تُحل بالسلاح أو بالحرب، بل يجب حلها سياسياً وبالسلام. المهم هو الخطوة الأولى، ونتصور أن قنديل وحزب العمال الكوردستاني يجب أن يفكروا بجدية في استقبال دعوة السيد عبد الله أوجلان. هذه الرسالة قد تصدر في أقرب وقت، كما قلت، حتى نهاية هذا الشهر. نحن نأمل أن يستجيب حزب العمال الكوردستاني لدعوة أوجلان.

كذلك، مع وزير خارجية تركيا، كان هذا أحد محاور نقاشاتنا الرئيسية، وبلا شك، ظل هذا الموضوع محوراً رئيسياً طوال الأشهر الماضية. فيما يتعلق بإخواننا في سوريا، نعم، شعرنا بهذه المسؤولية منذ اليوم الأول، وبذلنا جهداً جاداً لمنع أي تطورات سيئة هناك. كان هدفنا الرئيسي حماية إخواننا، وأعتقد أننا نجحنا إلى حد ما في هذه السياسة. وبالمثل، كانت تركيا داعمة في هذه المسألة، ونحن نشكرهم على ذلك. مع وزير الخارجية، قلنا بوضوح أن هناك مسألة جادة تتعلق بظهور داعش. نحن في إقليم كوردستان لا نزال نرى داعش تهديداً أمنياً لكل من العراق، إقليم كوردستان، وسوريا. من وجهة نظرنا، لا يزال العراق بحاجة إلى القوات الدولية، وهذه هي رؤية إقليم كوردستان. لا نعتقد أن هذا الوقت مناسب لانسحاب قوات التحالف من العراق. العراق لديه وضع خاص ويتطلب دعماً مستمراً، وهذه هي قناعتنا. قد نختلف في وجهات النظر مع بغداد، لكننا ننظر إلى العراق ككل، ونرى أنه لا يزال بحاجة إلى قوات التحالف لمساعدته. كان هذا أحد المحاور الرئيسية في محادثاتنا مع وزير الخارجية الأميركي، حيث أكدنا على ضرورة دعم استقرار العراق.

اليوم، والحمد لله، نرى أن الوضع في العراق يتحسن. نلاحظ، على سبيل المثال، تحسناً اقتصادياً ووجود مشاريع تنموية. عندما سُئلت عن أكبر مشكلة يواجهها العراق حالياً، أجبت بأن أكبر مشكلة اليوم هي الازدحام المروري، حيث هناك أعداد كبيرة من السيارات. هذه مشكلة تدعو إلى التفاؤل، لأنها تعكس تحسناً تدريجياً في البلاد. شعب العراق يستحق حياة أفضل وأكثر رفاهية مما هو عليه الآن، ونحن نرى أن هذه التحسينات، مهما كانت صغيرة، ذات أهمية كبيرة. أما العلاقة بين إقليم كوردستان وبغداد، فهي اليوم أفضل بكثير من السابق. نرى أن رئيس الوزراء العراقي يبذل كل جهوده، ونشكره على ذلك، لإيجاد حلول للمشاكل العالقة بين إقليم كوردستان وبغداد. نحن اليوم نعمل معاً كفريق واحد، وليس كطرفين منفصلين. رؤيتنا تتمثل في كيفية تكاملنا مع بغداد والعمل معاً لخدمة العراق بجميع مكوناته.

رووداو: هل أرسلتم رسالة إلى ترمب بعدم الانسحاب من كوردستان سوريا؟

نيجيرفان بارزاني:
نعم، عندما تحدثنا عن الانسحاب، لم نقصد العراق فقط، بل ركزنا بشكل خاص على الانسحاب من سوريا.

رووداو: هل اجتمعتم مع مسؤولي الدفاع في الدول الأوروبية؟ وهل ناقشتم عملية توحيد قوات البيشمركة؟

نيجيرفان بارزاني:
نشكر الدول الحليفة على مشاركتها في عملية إصلاح قوات البيشمركة. ربما تكون الخطوات بطيئة، ولكن هناك عملية جادة للإصلاح داخل قوات البيشمركة، بهدف توحيدها تحت مظلة وزارة البيشمركة. جميع الجهات التي التقينا بها، سواء ألمانيا، بولندا، بلجيكا، إيطاليا، أو أميركا، المشاركين في هذه العملية، نشكرهم جميعاً على التزامهم برؤية توحيد قوات البيشمركة. لا توجد عوائق تحول دون استمرار هذه العملية.

سؤال: السلام عليكم سيدي الرئيس، تحيات كورد كوردستان سوريا لك. العديد من أبناء كوردستان سوريا يرون أن الفيدرالية هي الحل للقضية الكوردية في سوريا، ما هي وجهة نظركم في هذا الصدد؟ وهل سنراكم قريبًا في دمشق، حلب، عفرين، وقامشلو؟

نيجيرفان بارزاني:
أولاً، شكراً جزيلاً، وأوجه تحياتي لقناتكم التلفزيونية. فيما يتعلق بـالفيدرالية كحل؛ بالتأكيد، لكل مكان خصوصيته. النموذج الذي لدينا الآن في العراق والمتعلق بـالكورد لا يمكن تطبيقه بنفس الشكل في سوريا، لأن الجغرافيا السورية، وكذلك التركيبة السكانية، تختلف عن العراق، ولا يمكن نسخ النموذج نفسه وتطبيقه هناك. المهم ليس شكل النظام، بل أن يكون نموذجاً يرضي جميع أبناء سوريا، ويحقق السلام لكافة مكونات البلاد. إذا ركزنا على نموذج معين مسبقاً، لا أعتقد أن ذلك سيكون نهجاً صحيحاً. يجب أن يكون النموذج ناتجاً عن الحوار والجلوس مع السلطات في دمشق. حتى الآن، أقولها بكل وضوح: يجب على إخواننا في سوريا التوجه إلى دمشق، وألا يتصرفوا كضيوف، بل كأصحاب المنزل؛ فدمشق هي عاصمة سوريا، وهي عاصمتهم أيضاً. يجب أن يتعاملوا ضمن هذا الإطار حتى يتم التوصل إلى حل يخدم مصلحة سوريا بأكملها.

سؤال: هل ستقوم بزيارة؟

نيجيرفان بارزاني:
ولماذا لا نفعل؟ والله نفكر فيها كثيراً؛ كنا في السابق نذهب كثيراً إلى سوريا، الشام، قامشلو، وحلب، لا نزال نتذكرها، وأتمنى أن يأتي ذلك اليوم قريباً حتى نتمكن من زيارة قامشلو، حلب، وعفرين ولقاء شعبنا هناك.

سؤال: شكراً جزيلاً سيد نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان. بخصوص كوردستان روجهلات، كرئاسة لإقليم كوردستان شاركتم في مؤتمر ميونخ خلال هذه الأيام، وخارج المؤتمر، كما تعلمون أن الموضوع الرئيسي في كوردستان روجهلات هو إعدام النشطاء السياسيين، كيف حاولتم منع هذه الإعدامات؟

نيجيرفان بارزاني:
علاقتنا مع إيران كإقليم كوردستان هي علاقات جيدة، إيران هي جارتنا. حالياً، لدينا تقدم كبير في العلاقات التجارية وجميع علاقاتنا الأخرى. لدينا مبدأ في إقليم كوردستان، وهو أننا لا نستطيع التدخل في الشؤون الداخلية لإيران، وهذا أمر غير صحيح دولياً. مسؤوليتنا هي كوردستان العراق، ونحن لا نرى أي مصلحة لأي طرف في التدخل. إذا استطعنا قول كلمة في هذا الشأن، سنفعل، وقد بذلنا جهودًا كبيرة، لكننا لا نستطيع الإفصاح عن كل شيء علنياً، لأن هذا الموضوع شأن داخلي لإيران. سياستنا كإقليم كوردستان تقوم على عدم التدخل، بل على الحفاظ على علاقات جيدة مع إيران دون التدخل في شؤونها الداخلية، ونأمل أيضاً ألا يتدخلوا في شؤوننا الداخلية، وأن تستمر علاقتنا على أساس الاحترام المتبادل.


تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب