رووداو ديجيتال
أصدر تيار الحرية الكوردستاني دراسة تحليلية، بشأن الواقع الزراعي في شمال وشرق سوريا (روجآفا)، عزا تراجع القطاع إلى "فشل إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)"، الذي يعد الحزب الحاكم في الإدارة الذاتية.
الدراسة التي حملت عنوان "الواقع الزراعي والمجتمع الزراعي في كوردستان سوريا"، بدأت بـ "سرد تاريخي للمراحل التي مرت بها الزراعة في كوردستان سوريا بدأً من عهد الوحدة بين سوريا ومصر إلى مرحلة وصول حافظ الأسد لسدة الحكم والإجراءات الاستثنائية التي تم تطبيقها لمحاربة الكورد اقتصادياً وأيضا عهد الأسد الابن"، حسبما جاء في البيان.
وذكر التيار أن قطاع الزراعة وإنتاجه "تراجع بشكل ملحوظ في عهد حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، نتيجة ظروف الحرب أو نتيجة السياسات الخاطئة التي اتبعها الحزب المذكور"، مضيفاً أن أسلوب PYD في الإدارة "مشابه" لأسلوب الحكومة السورية، بسبب اعتماد الحزب على "استراتيجيات خاطئة وفشل في السياسات الزراعية".
وأضاف أن "الدراسة تؤكد فشل إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في إدارة أغنى منطقة زراعية من حيث سوء ادارته للنظام الاقتصادي والتخطيط له وغياب منظومة اقتصادية شاملة وواضحة المعالم".
وورد في الدراسة، أن سوريا "واجهت في السنوات الأخيرة، انخفاضاً كبيراً في الإنتاج الزراعي، وخاصة في محاصيل مثل القمح والقطن والذرة"، عازية ذلك إلى "مجموعة من الظروف والأسباب المتعددة".
ولفتت الدراسة إلى أن "أبرز المحاصيل الرئيسية المتضررة من الإنكماش هو القطن والشعير"، مبينة أن نسبة الأضرار "وصلت بين 70%-90% من إجمالي الإنتاج العام"، إضافة إلى "انخفاض كبير في إنتاج القمح، بسبب فترات الجفاف الطويلة وندرة المياه".
الدراسة أشارت إلى "الأضرار الإجمالية التي لحقت بالبنية التحتية والأصول الرزاعية في سوريا قدرت بنحو 3.2 مليار دولار أميركي، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة الأممية".
في السياق، اتهمت الدراسة إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي التي تدير مناطق شمال وشرق سوريا بعدم استثمار مشاريع البنية التحتية الرزاعية وتأمين المدخلات الرزاعة، و"عدم دعم المحاصيل الزراعية الاستراتيجية بالشكل المطلوب بسبب غياب التخطيط الزراعي".
كما قالت الدراسة إن "الصراع الدائر في سوريا، أدى إلى تعقيد الوضع بشكل أكبر، وأصبحت السيطرة على موارد المياه، بما في ذلك نهري الفرات ودجلة، قضية استراتيجية وسياسية، وسعت الفصائل والأطراف المتصارعة إلى التلاعب في تدفق المياه لتحقيق مصالحها الخاصة، مما أسفر عن ندرة المياه وتحديات الري الرزاعي".
وأردفت: "تأثير انخفاض كمية المياه المتدفقة من نهر الفرات إلى الأراضي الزراعية في الرقة ودير الزور مقلق"، مشيرة إلى أن بناء تركيا للسدود "أدى إلى تقليل إمدادات المياه في سوريا بنسبة 80% على طول نهر الفرات".
وبيّنت أن منطقة الجزيرة في روجآفا "تعاني من أزمة انقطاع بذور حادة، نتيجة لتدمير البنية التحتية الزراعية وتوقف مراكز البحوث وإكثار البذور".
دراسة تيار الحرية الكوردستاني، نوهت إلى أن "أغلب المزراعين ليس لديهم مخزون كاف من البذار، مما يؤدي إلى زيادة الاعتماد على البذور المنتجة ذاتياً والمخزنة من المواسم السابقة، ما يسهم في انخفاض الغلة (الإنتاج) بسبب الاعتماد على أجيال من الأصناف (المفتوحة التلقيح)".
وذكرت أنه "خلال موسم 2023 و2024، تقاعست إدارة PYD ومديرية المحروقات عن الوفاع بوعودها فيما يخص توزيع الوقود، ونتيجة لذلك اضطر العديد من المزارعين إلى شراء الوقود من السوق السوداء بأسعار باهظة".
وتطرقت إلى "تقلبات كبيرة في أسعار القمح السوري، خلال السنوات الخمس الماضية، في مناطق إدارة PYD، والحكومة السورية".
وخلصت الدراسة إلى توصيات استراتيجية لتطوير القطاع الزراعي في شمال وشرق سوريا، منها "إعادة تأهيل البنية التحتية، وإرساء سياسات تسعير مرنة، وتعزيز الدعم المالي والتقني للمزراعين".
وتطرقت إلى "تقلبات كبيرة في أسعار القمح السوري، خلال السنوات الخمس الماضية، في مناطق إدارة PYD، والحكومة السورية".
وخلصت الدراسة إلى توصيات استراتيجية لتطوير القطاع الزراعي في شمال وشرق سوريا، منها "إعادة تأهيل البنية التحتية، وإرساء سياسات تسعير مرنة، وتعزيز الدعم المالي والتقني للمزراعين".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً