معد فياض
ندخل الى محافظة دهوك من اجمل بواباتها..نهبط نحو الوادي ثم لنرتفع حتى سفح الجبل..تبهرنا اناقة تخطيط شوارعها وفسحتها ونظافتها وانتشار المنتزهات(الباركات) التي هي بمثابة رئة المدينة وسمة جمالها..والمعروف ان تضاريس مدينة دهوك تمنحها المزيد من المفاجآت الجمالية..وكل ما توغلنا الى خارج مركز المحافظة سيزداد المشهد سحرا ونحن نمر بالمواقع السياحية المتنوعة.
خيري علي، بروفيسور ومتخصص في علم وفن السياحة، مدير عام سياحة محافظة دهوك، يؤيدنا بان السياحة هي مفتاح السر للتعرف على حضارات الشعوب وواقعها وجمال المدن والطبيعة، بل يؤكد بان:"السياحة هي شريان من شرايين الحياة وتشكل مورد اقتصادي جيد".
في حديثه لشبكة رووداو بمقر مديرية السياحة في دهوك، قال خيري علي: "المعروف عن محافظة دهوك انها تضم اكثر عدد من الاماكن السياحية حيث يوجد فيها ما يقرب من 900 مركز سياحي من فنادق ومطاعم ومقاهي ومتنزهات، وهناك 250 موقع للسياحة الطبيعية طبيعي، و400 موقع آثاري".موضحا بانه :"تتوفر في محافظة دهوك مقومات متميزة للسياحة ، فعندنا مواقع متنوعة للسياحة الطبيعية واعني داخل المحافظة وكذلك الاقضية والنواحي والقرى التابعة لها مثل عقرة والعمادية وشيخان وزاخو التي صارت ادارتها مستقلة. وتتوفر في المحافظة سياحة دينية مثل مرقد الشيخ عبد العزيز الكيلاني في عقرة ومعبد لالش مركز العبادة الايزيدية في العالم، ومجمع خانق الذي يقع على نهر دجلة، ولو يتم الاهتمام بالمواقع الدينية، وهي متنوعة، اسلامية ومسيحية وأيزيدية وزارادشتية لحققنا جذب سياحي حتى من خارج العراق. بالنسبة للمواقع الآثارية يوجد ما يقرب من 400 موقع آثاري في دهوك، هناك موقع (جارستين) الاثري الذي يقع في مركز المحافظة، قرب سد دهوك ويخضع حاليا لعمليات الترميم من قبل منظمة اليونسكو بالتعاون مع مديرية آثار دهوك. والتنقيبات مستمرة لاكتشاف المزيد من الآثار التي تعكس تاريخ الشعب الكوردي وكيف عاش الانسان على هذه الارض منذ أقدم العصور وحتى الوقت الحاضر، والكثير من السياح والباحثين يفتشون عن هذه المواقع ويزوروها لمعرفة تطور الانسانية وحضارة الشعوب وتطورها، ونحن في محافظة دهوك نحاول ان نحث السياح العراقيين للتوجه الى السياحة الآثارية".
ويشير خير علي الى ان:"غالبية السياح القادمين الى دهوك هم من المحافظات العراقية الذين يتوجهون الى المناطق الطبيعية حيث تتوفر الشلالات والانهر والمسطحات المائية والجبال، وهي سياحة عائلية او سياحة الشباب، وقلة من السياح الاجانب يتوافدون على دهوك والسبب كما هو معروف ان العراق مر بحروب كثيرة، وبالرغم من ان اقليم كوردستان شبه مستقل ومستقر وآمن حتى ان احدى المجلات حددت اكثر المواقع امنا في العالم وجاء اقليم كوردستان ضمن 20 موقع اكثر امنا في العالم، لكن في الغرب عندما يُذكر اي جزء من العراق فسوف يرد لاذهان الناس الحروب والقلاقل الامنية بدون ان يبحثوا في حقيقة الامور ومع ذلك فان هناك سياح وزوار اجانب يتوافدون على ودهوك ولكن ليس بمستوى طموحنا". منبها الى ان:"السياحة في محافظتنا تتطور وتزدهر باستمرار خاصة وان رئيس حكومة اقليم كوردستان ،السيد مسرور بارزاني، اولى اهتمامه بثلاث قطاعات احدها قطاع السياحة".معرفا بابرز المواقع السياحية في المحافظة بقوله:"يوجد، على سيبل المثال، في دهوك جبل زاوة او هابي بارك كما نسميه، والفندق الحجري في سرسنك والذي تم بنائه عام 1951 وشهد استضافة كبار السياسيين والشخصيات العراقية والاجنبية البارزة وسوف يمنح بعد الانتهاء من اعادة اعماره جمالية للمنطقة ويكون عاملا للجذب السياحي، والان بصدد قيام تلفريك سرسنك، وفندق سولاف ولان يُبنى فندق جديد في العمادية اسمه (سن شاين) ، اذن السياحة في تقدم بالرغم من كل المعوقات".
وعن جهودهم في مجتا تاجذب السياحي، قال خيري علي:" نحن الآن بصدد اصدار أول ألبوم مصور لجميع المرافق والمواقع السياحية في عموم محافظة دهوك، وكل قضاء على حدة: زاخو والعمادية وشيخان وعقرة، وسوف يضم الى جانب الصور جميع المعلومات عن السياحة الطبيعية والدينية والآثارية اضافة الى الفنادق والمطاعم والمقاهي في كل قضاء، اي هو بمثابة دليل سياحي متطور يضم الكثير من المعلومات الثفافية التي تغني السائح بالمعلومات المهمة وسيتم توزيع هذا الالبوم في جميع المحافظات العراقية..هذا بالاضافة الى موقعنا على السوشيال ميديا". مضيفا:" في اقليم كوردستان عامة وبضمنها محافظة دهوك يتيح قانون الاستثمار فرص كبيرة لاي مستثمر في قطاع السياحة حيث تقدم الحكومة جميع التسهيلات الممكنة وعلى المستثمر ان يقوم بواجبه في تطوير قطاع السياحة. وفي جميع المناطق وكل المواقع السياحية، الفنادق وغيرها تعود لمستثمرين".
وعن تطوير الكوادر العاملين في القطاع السياحي اوضح مدير عام السياحة في محافظة دهوك قائلا:" تتوفر في دهوك كليات ومعاهد لتدريس السياحة في جامعتي دهوك ونوروز، ونحن من جهتنا ننظم دورات لتطوير كفاءات العاملين في المرافق السياحية، والمعروف ان في العراق، في بغداد والموصل، توجد معاهد وكليات ومنذ سنوات طويلة لدراسة السياحة كعلم وفن وانا شخصيا درست هذا الاختصاص في الجامعة المستنصرية" . مستطردا بقوله:"السياحة تساهم في تنمية الاقتصاد وحسب التصنيف العلمي عندنا نوعين من السياح، هناك سياح مربحين ويرفدون الاقتصاد بموارد جيدة وهناك سياح غير مربحين او مستوى الربح الذي يتحقق منهم متواضع جدا، وغالبية السياح ياتون من بقية المحافظات العراقية..السياحة ترفد ميزانية المحافظة او الاقليم بالعملات المحلية والصعبة، والاهم من هذا انها تحقق فرص واسعة للعمل وتقضي على جزء من البطالة وهذا ما نركز عليه وذلك عن طريق افتتاح المزيد من المشاريع السياحية".
وعن اساليب الترويج للسياحة لاقليم كوردستان خارج العراق، قال خيري علي:"الترويج للسياحة سواء كان داخل العراق او خارجه ليست مهمة الحكومة بل مهمة شركات السياحة خاصة في الغرب وهذه تتطلب انفاق المزيد من الاموال ولكن نتائجها جيدة حيث ستسترجع هذه الشركات اموالها والارباح نتيجة توافد السياح الاجانب ..من جهتنا وضعنا ستراتيجية تطوير العمل السياحي في محافظة دهوك وطبعناها في كتاب فني متطور، كما اقمنا المعرض السياحي الدولي الاول والثاني الذي شاركت به دول عديدة، ونعد لاقامة المعرض الثالث قريبا، كما اقمنا العديد من المهرجانات السياحية وهذا كله لاغراض الترويج السياحي والتعريف باقليم كوردستان عامة ومحافظة دهوك ومواقعها خاصة".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً