رووداو ديجيتال
اعتُقل بشار جلال شاهين، شاب من روجآفا، عام 2021 بعد مروره عن طريق الخطأ أمام حاجز أمني للنظام السوري في مدينة الطبقة.
عقب اعتقاله نُقل شاهين بين عدة سجون، أبرزها فرع فلسطين في دمشق، حيث تعرض لتعذيب يفوق قدرة البشر على تحمله.
يقول بشار شاهين لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم السبت (14 كانون الثاني 2024)، إنه تم اقتياده أولاً إلى فرع دير الزور، حيث بقي لمدة 26 يوماً قبل نقله إلى فرع فلسطين المعروف بـ"الفرع رقم 235" في دمشق، هناك خضع لتحقيقات استمرت لمدة عام كامل شملت 31 جلسة تحقيق، وفي كل جلسة كان يتعرض لأبشع أنواع التعذيب، مثل الضرب، الفلقة (بساط الريح)، الدولاب، الصعق بالكهرباء، والشبح.
وأوضح شاهين أن التعذيب لم يقتصر عليه فقط، بل كان العديد من المعتقلين في نفس الممر يتعرضون لنفس أساليب التعذيب الوحشية.
كما كشف عن تعرض النساء المعتقلات أيضاً لانتهاكات مروعة، إذ أجبرن على نزع ملابسهن المدنية وإلباسهن لباساً يشبه بدلة الميكانيكي بلون الجلد أثناء التحقيق.
ظروف غير إنسانية
قضى شاهين في فرع فلسطين ما يزيد عن سنتين وتسعة أشهر، معظمها في ظروف غير إنسانية، يقول إن المبنى كان يحتوي على طابقين تحت الأرض، حيث تم احتجازه في غرفة تُدعى "الأسود المجنزرة"، مع 18 معتقلاً تونسياً.
في القسم، المذكور كان السجناء مقيدين بالسلاسل طوال الوقت، وبعد 6 أشهر، نُقل إلى مهاجع أخرى حيث كان يُمنع الكلام تماماً، فقد كان شعار فرع فلسطين "الصمت".
يروي شاهين كيف أن السجانين كانوا يفرضون عقوبات جماعية على المعتقلين إذا سمعوا همساً داخل الزنازين، حيث كانوا يضربونهم بالخراطيم البلاستيكية حتى ينزفوا، ثم يجبرونهم على مسح دمائهم بألسنتهم.
التحرير وظروف الخروج
في ليلة لا تُنسى، حوالي الساعة الثالثة والنصف صباحاً، تفاجأ شاهين وزملاؤه المعتقلون بكسر أبواب السجن وإخراجهم، يصف تلك اللحظة بأنها جاءت على يد الجيش الحر الذي أسقط النظام السوري، يقول شاهين: "لو لم يتم تحريرنا بهذه الطريقة، لما كنا لنخرج أبداً الحياة التي قضيناها هناك لا يقوى حتى الحيوان على تحملها."
في تلك الليلة، تم تحرير ما بين 1600 و1700 معتقل كانوا محتجزين في فرع فلسطين، لتُطوى صفحة من المعاناة المستمرة في سجون النظام السوري.
وانهار حكم بشار الأسد الذي استمر قرابة ربع قرن، مع دخول هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة مسلحة دمشق فجر الأحد الثامن من كانون الأول، وفرار الرئيس السوري الى روسيا.
وأتى سقوط الأسد عقب هجوم واسع شنّته الفصائل المعارضة، انطلاقاً من معقلها في إدلب (شمال غرب) في 27 تشرين الثاني، سيطرت خلاله على مدن رئيسية قبل الوصول الى العاصمة.
وكان الهجوم غير مسبوق منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، والذي أسفر عن مقتل نحو نصف مليون شخص ودفع الملايين للفرار، لجأ بعضهم الى دول مختلفة في العالم.
وبعد سقوط الأسد، حضّت أطراف عديدة على تفادي الفوضى في البلاد، مشددة على ضرورة حماية كل المكونات السورية المتنوعة عرقياً ودينياً.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً