رووداو ديجيتال
أعربت النائب في البرلمان العراقي، فيان دخيل، عن رفضها "الكامل" لقرار الحكومة العراقية بإغلاق المخيمات في إقليم كوردستان و"إجبار" النازحين على العودة "قسراً" لمناطقهم، محذرة من نتائج هذا القرار.
جاء ذلك خلال لقائها في بغداد، السفيرة الأميركية لدى العراق آلينا رومانوسكي، اليوم الخميس (13 حزيران 2024)، حيث أشارت دخيل إلى أن المناطق التي يعاد إليها النازحين "غير آمنة وغير مستقرة".
وشددت على أن "من يريد إعادتهم قسراً عليه أن يتحمل نتائج قراره أمام الرأي العام المحلي والدولي"، لافتة إلى أنه "من غير المقبول إجبار العائلات على العودة إلى مناطق لم تستكمل فيها بعد عمليات إعادة الإعمار وإزالة الألغام وتأمين الحماية اللازمة، وتفتقر إلى البنية التحتية الأساسية في مجالات التربية والصحة".
وبيّنت دخيل أن تلك المناطق تعاني من "غياب شبه تام لبقية الخدمات الضرورية للحياة الكريمة وندرة فرص العمل"، مؤكدة أن هذا الوضع "سيكون له مردود سلبي جداً على العائدين إلى سنجار ومجمعاتها".
وذكرت دخيل في البيان أن "إغلاق 23 مخيماً في إقليم كوردستان يقطنها أكثر من 155 ألف نازح، معظمهم من الإيزديين، بحلول نهاية تموز المقبل، يثير غموضاً حول مصير آلاف النازحين العرب في مخيمات أربيل، الذين لم تتم تسوية أوضاعهم حتى الآن".
النائب في البرلمان العراقي "أثارت تساؤلات حول مصير مخيم الجدعة الذي يضم آلاف العائلات الداعشية، وما إذا كان سيتم إغلاقه أم أن هناك خططاً خاصة لهذه العائلات لم يتم الإفصاح عنها"، وفق البيان.
وطالبت فيان دخيل بـ "ضرورة تقديم ضمانات من الحكومة العراقية والمجتمع الدولي لحماية حقوق النازحين، وبخاصة الإيزديين، وتوفير الدعم اللازم لإعادة تأهيل مناطقهم قبل التفكير في إعادة توطينهم".
وتابعت "يجب أن تتضمن هذه الجهود إعادة بناء المنازل والمدارس والمستشفيات، وضمان العدالة للضحايا من خلال محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحقهم".
ودعت جميع البعثات الدبلوماسية والمنظمات الإنسانية والحقوقية لـ "التضامن مع النازحين والضغط على الحكومة العراقية للتراجع عن هذا القرار غير الإنساني".
وأكدت أن "إجبار النازحين على العودة قسراً ينتهك حقوقهم الأساسية ويعكس قسوة غير مبررة تجاه معاناتهم الطويلة، ويعرضهم لخطر منظمات ومجموعات عسكرية لا تخدم استقرار سنجار".
وشددت دخيل أن "التطبيق الفعلي لاتفاقية سنجار، دون تسويف، هو الحل الأكثر واقعية والأفضل لتمهيد الطريق لإعادة بناء وإعمار المدينة، ثم التفكير في آلية عودة النازحين وإنصافهم".
من جهتها، أعربت السفيرة آلينا رومانوسكي عن "تضامنها الكامل مع معاناة النازحين"، وفق البيان الذي قال إنها أكدت "موقف بلادها الراسخ في حماية المكونات الدينية والقومية في العراق".
وورد في البيان أن السفيرة الأميركية "ستستفسر من الحكومة الاتحادية عن جهودها في مسألة توفير البيئة الآمنة والصالحة للعيش الكريم قبل الشروع بخطوات إعادة النازحين إلى مناطقهم".
وأكدت أن "عودة النازحين في ظل غياب الأمن في المنطقة تشكل خطورة على المواطنين العائدين"، داعية الحكومة العراقية إلى "التفكير بعمق قبل اتخاذ هذه الخطوة الخطرة"، حسب البيان.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد حذرت في 13 أيار الماضي، من أن خطط إغلاق مخيمات النازحين في إقليم كوردستان بحلول 30 تموز، ستهدد حقوق الكثيرين.
وقالت إن سنجار "ما تزال غير آمنة وتفتقر إلى الخدمات الاجتماعية اللازمة لضمان الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية لآلاف النازحين الذين قد يضطرون إلى العودة قريبا".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً