رووداو ديجيتال
صرحت رئيسة حزب الشباب من أجل البناء والتغيير السوري، بروين إبراهيم، أن المفاوضات بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية وروسيا لم تسفر عن أي نتائج، وقالت: "لكي لا يتكرر ما حدث في عفرين، يجب على مظلوم عبدي أولاً أن يكشف للشعب الكوردي عن مضمون مفاوضاته مع الحكومة السورية وروسيا".
وكان وفد من الأحزاب السياسية في روجآفاي كوردستان وسوريا قد اجتمع قبل أيام مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومسؤولين آخرين في العاصمة الروسية موسكو.
واستضافت نشرة روجآفا على قناة رووداو التي يقدمها دلبخوين دارا، رئيسة حزب الشباب من أجل البناء والتغيير السوري، بروين إبراهيم، التي كانت ضمن الوفد، حيث تحدثت عن مضمون اللقاءات بين المسؤولين الروس ووفد روجآفاي كوردستان.
وأعلنت بروين إبراهيم أنهم يتابعون عن كثب محادثات القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي والرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد والحكومة السورية، وقالت: "أريد توجيه بعض الرسائل من هنا. لكي لا يتكرر ما حدث في عفرين، يجب على مظلوم عبدي أولاً أن يكشف للشعب الكوردي عن مضمون مفاوضاته مع الحكومة السورية وروسيا. يجب أن يعرف كل شخص في روجآفا كيف تتخذ القرارات ولا ينفردوا باتخاذ القرارات. لكي لا يتكرر ما حدث في عفرين، ثم يقولوا بعد الحدث: فعلنا كذا، وهذا ما حدث ".
في لقاء مع جريدة الشرق الأوسط أجري يوم (5 كانون الأول 2022)، تحدث قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، عن زيارة قائد القوات الروسية ألكساندر تشايكو والاجتماع معه، وقال: "كانوا في زيارتنا، والقيادة الروسية جاءت إلينا، وأنهينا اجتماعاتنا قبل فترة قصيرة مع قائد القوات الروسية، العماد الأول ألكساندر تشايكو. تركيا تتهم روسيا بأنها لم تفرض علينا الالتزام ببنود اتفاقية سوتشي العام 2019. ومن جانبها روسيا تحاول أن تجعل الأتراك يلتزمون ببنود الاتفاقية. يمكن أن نقول، إن روسيا حالياً في موقف محايد بيننا وبين تركيا، وتحاول أن تجعل الاتفاقية سارية المفعول، وأن تعالج الخروقات التي تحصل. نحن من جهتنا لدينا ملاحظات كثيرة جداً على تركيا والخروقات الكثيرة التي تقوم بها.. وبالمجمل، اجتماعاتنا مع الجانب الروسي هي لدراسة الخروقات التي نطلب منهم بشأنها أن يلتزموا بالاتفاقات، وأيضاً تركيا لديها ملاحظات علينا".
وأوضحت بروين إبراهيم: "نعلم أنه لا يوجد اتفاق بينهم وبين الحكومة السورية ولا يمكن أن يتفقوا على هذا النحو. فقد كان قائد القوات الروسية في سوريا ألكساندر تشايكو في مدينة قامشلو أمس، ولم يتوصلوا إلى أي نتيجة في اللقاء مع مظلوم عبدي. يدعو مظلوم عبدي الجيش السوري للقدوم لحماية هذه المناطق، في حين يقول الجيش السوري إننا لا نحمي الأراضي الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية".
وكشفت بروين إبراهيم عن أنهم أبدوا توجهاتهم في اللقاءات مع بوغدانوف، وقالت إن وجهة نظر موسكو هي أن "روسيا تقول بوضوح إن حفظ أمن المنطقة يجب أن يناط بالحكومة السورية، حتى لا تدخل تركيا إلى هذه المناطق، ويجب على قوات سوريا الديمقراطية أن تنسحب إلى عمق 30 كم عن الحدود وتسلم الحقول النفطية لدمشق. لكن الطرف الآخر (قسد) لا يقبل بذلك ولذلك من الصعب جداً التوصل إلى اتفاق. قلنا لهم إن أردوغان يبحث عن أعذار لمهاجمة المنطقة ويتهم الكورد بالارتباط بـPKK، وقال الروس وبوغدانوف نفسه إن مثل هذا الاتفاق صعب، وقال أيضاً إنهم لا يستطيعون فعل أي شيء طالما كانوا متفقين مع التحالف الدولي والولايات المتحدة، وتقول الحكومة السورية إنها ستدخل المنطقة اليوم أو غداً حتى مع غياب أي اتفاق، فهذه الأراضي سورية. نحن نريد العثور على نقطة اتفاق بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق. ففي الآونة الأخيرة مثلاً، عندما كانت هناك مظاهرات ضد الحكومة في السويداء. ظهرت إلهام أحمد وأدلت ببيان قالت فيه: إننا نؤيد هذه الاحتجاجات. لكن هذا الوقت المناسب للإدلاء بمثل هذه التصريحات. بل أنما علينا فعله الآن هو منع الاجتياح والاحتلال التركي. إذ أننا جميعاً نعلم أن الأتراك لن يخرجوا من أي مكان يسيطرون عليه. لذلك، يمكننا منع ذلك من خلال التوصل إلى اتفاق، وإلا لن تقدم الولايات المتحدة ولا روسيا أي شيء لنا".
ولدى إجابتها على سؤال عن وجود مشروع روسي يخص الكورد في سوريا، قالت بروين إبراهيم إن "لافروف قال إن حقوق الكورد محمية بالفعل في إطار الوحدة السورية وإنهم يريدون ضم هذه الحقوق إلى الدستور. مع ذلك، تؤكد روسيا أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية السورية، لكننا نعلم أن القضية مع الإدارة الذاتية لا تقتصر على حقوق الشعب الكوردي وحدها. بل المشكلة أكبر وتمس اقتصاد المنطقة وقضايا أخرى. الآن، فهل ستسلم الإدارة الذاتية تلك المنطقة إلى الحكومة السورية إذا أعلن الأسد أنه يقر بحقوق الكورد؟".
وكان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، قد أعلن لجريدة الشرق الأوسط أن "هناك نقاطاً نتفق فيها مع النظام، فيما يتعلق بالسيادة الوطنية وبالحدود وبالعَلم والرموز الوطنية. نحن متفقون على هذه النقاط الأساسية: الحفاظ على وحدة الأراضي السورية بشكل عام، وجعل المفاوضات أو الحوار ضمن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية. في المسائل الأساسية نحن متفقون. المشكلة هي في المسائل الأخرى الإدارية، مثل موضوع التعليم مثلاً"، مردفاً: "لسنا ضد أن تكون قوات سوريا الديمقراطية جزءاً من المنظومة الدفاعية للجيش السوري بشكل عام".
في هذا السياق، قالت بروين إبراهيم إنها قرأت تلك المقابلة، وتساءلت "إن يكن الأمر كذلك فما هي النقطة التي لا يتفقون فيها مع الحكومة السورية؟ على مظلوم عبدي أن يخبر الرأي العام بهذا".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً