رووداو ديجيتال
من المقرر أن تشهد العاصمة الأذربيجانية باكو، الثلاثاء، حفل افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي "COP29"، بمشاركة رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، إلى جانب قادة ورؤساء دول العالم.
تنعقد هذه الدورة تحت شعار "الاستثمار في كوكب صالح للعيش للجميع"، حيث تأمل الأمم المتحدة أن يشكل المؤتمر "فرصة محورية لتسريع العمل من أجل معالجة أزمة المناخ".
ووصل نيجيرفان بارزاني، مساء اليوم الاثنين (11 تشرين الثاني 2024)، إلى باكو، "بناءً على دعوة رسمية" من رئيس أذربيجان إلهام علييف، للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي COP29.
وصرح المتحدث باسم رئاسة إقليم كوردستان، دلشاد شهاب، في بيان أورده موقع الرئاسة، أن نيجيرفان بارزاني سيشارك الثلاثاء "جنباً إلى جنب مع رؤساء وقادة العالم، في حفل افتتاح المؤتمر الذي سيناقش تحديات البيئة ومشاكل وتداعيات التغير المناخي".
هذه المرة الثانية التي يشارك فيها رئيس إقليم كوردستان في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي، بعد مشاركته في مؤتمر COP28 في الإمارات العام الماضي، تلبية لدعوة رسمية من رئيس الدولة محمد بن زايد آل نهيان.
فلاح مصطفى: فرصة لمناقشة تداعيات التغير المناخي
وفي لقاء مع موفد شبكة رووداو الإعلامية إلى باكو، سنكر عبد الرحمن، أشار فلاح مصطفى، أحد كبار مستشاري رئيس إقليم كوردستان، إلى أن مشاركة نيجيرفان بارزاني في المؤتمر إلى جانب قادة ورؤساء دول العالم هي "فرصة لمناقشة تداعيات التغير المناخي وسبل الحد منها".
وأشار إلى أن "بعض الدول ملتزمة بدعم برامجها لحماية البيئة على صعيد المياه والحفاظ على الغابات والحد من تلوث الهواء".
فلاح مصطفى لفت إلى أنها "فرصة لمشاركة إقليم كوردستان في هذه المؤتمرات الدولية لتسليط الضوء على القضايا التي تحظى باهتمام الجميع، مثل ارتفاع درجات الحرارة، ازدياد نسبة التلوث في الهواء والمساحات المتصحرة، وشح المياه".
وبيّن أن عقد المؤتمر سنوياً يهدف إلى "بحث سبل العمل المشترك لتقليل تداعيات التغير المناخي، ومكافأة الدول التي تدعم هذه البرامج، والضغط على الدول التي تترك تأثيراً سلبياً على المناخ".
في رده على سؤال حول موقع إقليم كوردستان والعراق في هذه المعادلة، خصوصاً وأن العراق من أكثر البلدان تأثراً بتغير المناخ، جدد فلاح مصطفى التأكيد على أن المشاركة في المؤتمر "فرصة لبحث التحديات والعقبات، وسبل دعم العراق وإقليم كوردستان للتغلب عليها، ولمعرفة ما يمكننا القيام به في العراق وإقليم كوردستان".
ونوّه إلى أن المؤتمر الذي يشارك فيه وفد العراق وإقليم كوردستان، يتضمن إلى جانب الافتتاح الرسمي بمشاركة القادة والرؤساء، "جلسات وندوات على مدى أيام للوقوف عن كثب على هذه القضايا"
بشأن أهمية مشاركة إقليم كوردستان في المحافل الدولية، لفت إلى أن "إقليم كوردستان ككيان دستوري وشرعي ضمن العراق، ونتيجة للتعاون والتنسيق بين أربيل وبغداد، يشارك في الوفد الرسمي"، مشدداً على أن هذه المشاركة "تعد بذاتها رسالة إلى العالم مفادها أن هناك نظاماً فيدرالياً في العراق، وبإمكان إقليم كوردستان تمثيل نفسه في هذه المؤتمرات لطرح القضايا المتعلقة به".
وأضاف فلاح مصطفى أن "إقليم كوردستان تمكن من ضمان مكانته، بشكل يتخذ خطواته بالتنسيق مع بغداد ولمصلحة الاستقرار في المنطقة".
حول مطالب إقليم كوردستان من المجتمع الدولي لحماية نفسه من تداعيات التغير المناخي، أكد أهمية أن يتحرك المجتمع الدولي في إطار برامجه وتحديداً بالتعاون مع الأمم المتحدة لدعم "تأمين مياه الشرب للجميع وحماية البيئة وتشجير المساحات الصحراوية"، وهي "برامج مهمة للعراق وإقليم كوردستان".
وأشار على سبيل المثال إلى ظواهر مثل العواصف الغبارية وقلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، وضرورة دعم المجتمع الدولي للعراق وإقليم كوردستان لمواجهة تداعياتها.
مع قادة ورؤساء دول العالم في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي الذي يعقد هذا العام في عاصمة أذربيجان.
"خارطة طريق وطنية"
في أيار الماضي، حذر رئيس إقليم كوردستان، خلال كلمة في منتدى "التغيير المناخي وآثاره وتداعياته على العراق" الذي عقد في أربيل، من مخاطر التغير المناخي وتداعياته على العراق، بما في ذلك إقليم كوردستان.
وإذ أعرب عن الأسف لتأثر العراق كثيراً بالتغير المناخي، شدد على أن المصالح بعيدة المدى هي دائماً أعظم من المشاكل والخلافات، وينبغي العمل بـ"هذه القناعة وعلى هذا الأساس" لتعزيز الثقة والاجتماع حول "خارطة طريق وطنية".
التركيز على "التمويل"
بحسب الأمم المتحدة، فإن هذه الدورة من مؤتمر المناخ ستركز على "التمويل"، حيث أن "هناك حاجة إلى تريليونات الدولارات لكي تتمكن البلدان من خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل كبير وحماية الأرواح وسبل العيش من الآثار المتفاقمة لتغير المناخ".
وسيكون المؤتمر أيضاً "لحظة مهمة" للدول لـ"تقديم خطط عملها الوطنية المحدثة بشأن المناخ بموجب اتفاق باريس، والتي من المقرر أن تكون بحلول أوائل عام 2025".
وتؤكد المنظمة الدولية أن هذه الخطط "إذا نُفذت بشكل صحيح"، فإنها "ستمنع درجة الحرارة العالمية من تجاوز 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وستتضاعف كخطط استثمارية تعزز أهداف التنمية المستدامة".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً