برنامج "مع رنج": تهميش الدراسة الكوردية رغم الأغلبية السكانية للكورد في كركوك

11-11-2024
رووداو
الكلمات الدالة الكورد كركوك اللغة الكوردية
A+ A-

رووداو ديجيتال

يشكل الكورد الأغلبية في محافظة كركوك، وفق ما أكدت نتائج انتخابات مجالس المحافظات التي جرت العام الماضي، حيث حصلوا على 243.113 صوتاً تشكل نسبة 44% من مجموع الأصوات.

وجاء المكون العربي ثانياً بحصوله على 212.089 صوتاً أو 38%، ثم المكون التركماني الذي حصل مرشحوه على مجموع 97.870 صوتاً أو 18%، لكن ما يلفت الانتباه هو قلة عدد طلاب ومدارس الدراسة الكوردية في المحافظة مقارنة مع الدراسة العربية.

ورغم أن مدير الدراسة الكوردي في كركوك يشير بكل فخر إلى وجود أكثر من 100 ألف طالب كوردي في 550 مدرسة للدراسة الكوردية، إلا أن أحد المعلمين رأى الصورة المعاكسة وكشف أن عدد الطلاب ومدارس الدراسة العربية أكبر بكثير بالمقارنة مع الدراسة الكوردية.

وأوضح خلال مشاركته في برنامج "مع رنج" الي فتح هذا الملف في حلقته الجديدة، إن هناك في محافظة كركوك " نحو 2200 مدرسة، ونحو650 إلى 700 ألف طالب، فيما نتحدث نحن عن 100 ألف طالبو500 مدرسة للدراسة الكوردية"، متسائلاً: "ما الذي يمكن أن نفخر به؟ نحن الأغلبية في كركوك وفق نتائج الانتخابات الأخيرة، لكننا نشكل أقلية على صعيد الدراسة الكوردية". 

في البرنامج ذاته، أفاد عضو الهيئة الإدارية لمعلمي الدراسة الكوردية بأن بعض المعلمين والمدرسين الكورد يسجلون أبناءهم في المدارس العربية، فيما أعرب رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في المحافظة عن اعتزازه بمستوى الدراسة الكوردية، مشيراً إلى أن "المرتبتين الأولى والثانية على مستوى العراق هذا العام كانتا من نصيب طلاب الدراسة الكوردية".

شكلت الدراسة الكوردية في المدن العراقية الأخرى جزءاً من البرنامج أيضاً، حيث تضم 20 قسماً مخصصاً لهذه الدراسة، إلا أن مستوى الطلبة فيها متدن جداً، ولا تسهم المناهج الدراسية في تحسين تعلمهم للغة الكوردية. 

وقد عبر أحد المدرسين المشاركين في البرنامج عن رأيه بهذا الشأن قائلاً: "إن غياب مديرية للدراسة الكوردية في وزارة التربية العراقية أفضل من وجودها بهذا الشكل".

معلم آخر رأى أن الأطفال الكورد يدفعون ثمن "الصراع الحزبي غير النزيه"، موضحاً أن "الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني لا يتفاعلان مع سياسات بعضهما، بل يتعارضان بشدة، كما أن المعارضة تتجاهل معلمي الدراسة الكوردية في كركوك."

البرنامج تناول أيضاً سوء أوضاع الدراسة الكوردية في خانقين وطوزخورماتو.

في هذا السياق، وصف أحد المعلمين في طوزخورماتو وجود 500 كادر تدريسي لـ 32 مدرسة كوردية في القضاء بأنه "غير كاف وقد خلق أزمة"، فيما ذكّر معلم آخر بأن ازدياد عدد المدارس الأهلية في محافظة كركوك "تسبب بمشكلة للجميع، وليس للدراسة الكوردية فقط".

100 ألف طالب و550 مدرسة
 
مدير الدراسة الكوردية في كركوك، كامران علي، أعرب عن تفاؤله بزيادة أعداد طلاب ومدارس الدراسة الكوردية في كركوك، قائلاً: "لدينا الآن أكثر من 100 ألف تلميذ وطالب كوردي يتلقون تعليمهم في 550 مدرسة، وهذا رقم جيد، خاصة أن الدراسة الكوردية بدأت في كركوك منذ عام 2003".

ولم يخف أن معظم هذه المدارس تقع في الأحياء الكوردية، مشيراً إلى أن هناك بين 10 و15 ألف طالب وتلميذ لا يتلقون تعليمهم في المدارس الكوردية.

ووصف هذا الوضع بـ "المشكلة"، مؤكداً أن "الطلاب الذين يتلقون تعليمهم في المدارس الكوردية يمتلكون آفاقاً أوسع للمستقبل، حيث يمكنهم متابعة دراستهم في جامعات كوردستان والعراق على حد سواء".

كامران علي أشار إلى غياب العدالة في تعامل الحكومة العراقية مع الكورد في كركوك، خصوصاً خلال فترة المحافظ السابق بالوكالة، راكان الجبوري، قائلاً: "ما فعله راكان الجبوري تجاه الكورد لم يقم به أي مسؤول آخر."

وأوضح أن "كركوك شهدت تعيين نحو 20 ألف كادر تدريسي خلال العامين الماضيين، ولم يكن من بينهم سوى ألف مدرس من الكورد".

عودة 540 طالب للدراسة الكوردية هذا العام

مدير الدراسة الكوردية في المحافظة تحدث بفخر عن عودة أعداد من الطلاب الكورد إلى الدراسة الكوردية سنوياً، مشيراً إلى "عودة 540 طالباً من الدراسة العربية إلى الدراسة الكوردية هذا العام".

إلا أن ما يزعجه وزملاءه هو حالة المدارس الكوردية، حيث "تحتاج نحو 100 مدرسة منها إلى إعادة الترميم، وتواجه العديد منها مشاكل مع تساقط الأمطار، حيث تتسرب المياه إلى الصفوف".

"تسربت المياه إلى الصفوف في بعض المدارس مع أولى الأمطار هذا العام"، أضاف كامران علي، مشيداً بسرعة استجابة حكومة إقليم كوردستان بتقديم المساعدة، بالإضافة إلى "توفير الرواتب والنفقات الأخرى ومليون كتاب هذا العام فقط" و"تحويل 1,100 محاضر إلى عقود خلال الأيام الماضية".

وأشار إلى أن الدراسة الكوردية هي الدائرة الوحيدة التي لا تملك ميزانية مخصصة، حيث "تتلقى بين 6 و10 ملايين دينار شهرياً لنحو 100 ألف طالب، وهو مبلغ ضئيل للغاية، مما يدفعنا للاقتراض، بينما لم تخصص الحكومة العراقية ديناراً واحداً للدراسة الكوردية".

بغداد تحصل على إيرادات الحوانيت

يعتبر كامران علي أن من بين القضايا المثيرة للقلق حصول بغداد على إيرادات حوانيت المدارس، موضحاً: "نحن دائرة التربية الوحيدة التي لا تتلقى إيرادات حوانيت مدارسها، مما ألحق بنا خسائر كبيرة".

وأشار إلى أن المسؤولين الكورد في بغداد تعاونوا معهم بشكل كبير لحل جزء من المشاكل التي يواجهونها، معبّراً في الوقت ذاته عن شكره لحكومة إقليم كوردستان على تخصيصها أراضٍ سكنية لكوادر الدراسة الكوردية، والتي من المقرر تسليمها بعد إكمال 5 آلاف استمارة.

كما نوّه إلى أن "الحرص والاهتمام المتجليين في الدراسة الكوردية لا نجد لهما مثيلاً في الدراسة العربية، التي تعاني من وضع سيئ في كركوك لهذا السبب"، لكنه أشار أيضاً إلى تحد آخر يواجه الدراسة الكوردية، وهو أن "المناهج تأتي من إقليم كوردستان، بينما تتبع أوقات الدوام والامتحانات نظام بغداد".

وقد عبّر معلمون عن تحفظهم بشأن استلام رواتبهم خارج كركوك، مطالبين بتوزيعها داخل المدينة. إلا أن مدير الدراسة الكوردية أوضح أن نقل "7 مليارات دينار إلى كركوك يشكل مسؤولية كبيرة وأمراً ليس سهلاً، مما يستدعي تقاضي الرواتب خارجها".

وفي الختام، أعرب كامران علي عن أمله في أن يولي المحافظ الجديد اهتماماً أكبر بالدراسة الكوردية في المحافظة.

20 قسماً للدراسة الكوردية في المدن العراقية

حل نوزاد محمد، معاون المدير العام للدراسة الكوردية في وزارة التربية العراقية، ضيفاً على برنامج "مع رنج"، حيث استهل حديثه بالإشارة إلى وجود 20 قسماً للدراسة الكوردية في المدن العراقية، لكنه أكد أنها "في أسوأ وضع يمكن تصوره".

وأوضح أن تدريس اللغة الكوردية يبدأ في الصف الرابع الإعدادي، بينما يُفترض أن يبدأ في الصف الرابع الابتدائي، حيث "لا يسهم هذا الوضع في تعليم أحد اللغة الكوردية"، معتبراً أن الاهتمام بها في أدنى مستوياته.

وأوضح أن مديرية الدراسة الكوردية طلبت منذ عام 2016 أن يبدأ تدريس اللغة الكوردية من الصف الرابع الابتدائي بدلاً من الصف الرابع الإعدادي، إلا أنها "لم تتلقَ رداً حتى الآن."

وبشأن المناهج، ذكر أنه رغم احتوائها في السابق على العديد من الأخطاء الطباعية، تم تصحيحها في الإصدارات الجديدة. وأضاف أن هناك مشكلة أخرى تتعلق بالكادر التدريسي، حيث "الكادر الذي يقدم المحاضرات ليسوا كورداً."

وشدد على أنهم "طرقوا كل الأبواب" لحل المشاكل التي يواجهونها، لكنهم لا يزالون يعملون باستخدام "مكاتب تعود لسنوات الثمانينات وأجهزة حاسوب قديمة."

كما تطرق إلى الجهود المستمرة لإعادة افتتاح الدراسة الكوردية في الكلية التربوية المفتوحة في كركوك، التي أغلقت العام الماضي.

"الدوام الثلاثي" في المدارس العربية والتركمانية أيضاً

ألا تستحق مشاكل الدراسة الكوردية عقد اجتماع خاص لبحثها؟ سؤال طرحه مقدم البرنامج رنج سنكاوي على رئيس كتلة الحزب الديمقراطي في مجلس محافظة كركوك حسن مجيد، الذي كان ضيفاً رئيسياً في البرنامج، فأجاب بـ "نعم" لكنه أوضح أن المجلس نفسه منشغل بعدد من المسائل، "ينبغي عقد الاجتماع الخاص هذا بعد حل تلك المشاكل" التي تشغل المجلس حالياً.

وبيّن أن "الدوام الثلاثي" في المدارس لا يقتصر على الدراسة الكوردية، بل تعاني منه المدارس العربية والتركمانية أيضاً، موضحاً أن "هناك مشاكل مختلفة في المدارس العربية أيضاً، لكنها أقل بالمقارنة مع الدراسة الكوردية". 

ولم يخف سعادته بأن المرتبين الأولى والثانية على مستوى العراق كانتا هذا العام من نصيب طلاب الدارسة الكوردية.

بخصوص الدراسة الكوردية في المدن العراقية الأخرى، أيد حسن مجيد أن "الدراسة الكوردية التي يتلقاها الطالب في الصف الرابع أو الخامس الإعدادي، ابتدائي ولا يعلم أحداً اللغة الكوردية". 

وأشار بدوره إلى أن إقليم كوردستان يوفر جميع احتياجات المدارس الكوردية "بينما لم تتمكن الحكومة العراقية من ترميم المباني"، منوّهاً إلى أن "المياه تسرب إلى صفوف مدرية شوراو الابتدائية" على سبيل المثال.

وخلص إلى أن معلمي الدراسة الكوردية وإلى جانب حرصهم على عملهم "يتقدمون صفوف النضال وقدموا 9 شهداء م أصل 26 خلال تظاهرات 28 تموز".  


يُدرسون اللغة الكوردية لكن أبناءهم.. 
 
هيوا حسن، عضو الهيئة الإدارية لمعلمي الدراسة الكوردية في كركوك، الذي كان ضيفاً آخر في البرنامج، أشار إلى أن أبناء بعض الكوادر التدريسية الكورد يتلقون تعليمهم في المدارس العربية، قائلاً: "هناك أيضاً أطفال كورد يتلقون تعليمهم في المدارس التركمانية، وفي المقابل يوجد أطفال عرب يتلقون تعليمهم في المدارس الكوردية."

فيما يتعلق بالاتهامات التي توجّه إلى الهيئة بوقوفها ضد الدراسة الكوردية في كركوك، أوضح: "لسنا ضد الدراسة الكوردية، وإنما نسعى إلى نقل ملاكنا إلى بغداد وتقاضي الرواتب منها، وهذا حق لنا."

كما كشف عن أن "بعض المواطنين الكورد فقدوا ثقتهم في جدوى الدراسة الكوردية بسبب الأوضاع السياسية"، مشدداً على ضرورة تنظيم دورات تطويرية مستمرة للمعلمين والمدرسين العرب الذين يدرسون اللغة الكوردية في المدن العراقية الأخرى، مضيفاً: "لم تُعقد أي دورة لهم حتى الآن".

"وضع الدراسة الكوردية في القضاء ليس جيداً أيضاً"

ماهر هوشنك، مدرس اللغة الكوردية وعضو حملة "نعم للدراسة الكوردية في خانقين"، الذي شارك في البرنامج من خانقين، أكد أن وضع الدراسة الكوردية في القضاء ليس جيداً أيضاً.

وأوضح أن "هناك مسؤولين كورداً ألحقوا أبناءهم بالمدارس العربية، فمن بوسعنا توجيه النقد إليه إذا كان المسؤولون أنفسهم يتخلون عن الدراسة الكوردية؟".

وأشار إلى أن "التهميش" لا يقتصر فقط على الدراسة الكوردية، بل يشمل مجالات عديدة أخرى، خصوصاً بعد سيطرة الحكومة العراقية على القضاء في 16 أكتوبر 2017، وهو الحدث الذي فقد الكورد بعده الكثير من تأثيرهم فيه.

"في الحقيقة، الدفاع عن حقوق المواطنين الكورد في المناطق المتنازع عليها يقع على عاتق حكومة إقليم كوردستان" تابع ماهر هوشنك. 

"لا ترسّبوا طالباً في اللغة الكوردية"

محمد عبد الله، العضو العامل في فرع كركوك لاتحاد معلمي كوردستان، أوضح خلال مشاركته في البرنامج أن بعض مديري المدارس العربية يشجعون المعلمين على "تجاهل" تدريس اللغة الكوردية، مشيراً إلى أن "مدير إحدى الإعداديات العربية طلب من المعلمين تجاهل درس اللغة الكوردية وألا يرسّبوا أي طالب فيه."

كما عبّر عن رفضه للبدء بتدريس اللغة الكوردية من الصف الرابع أو الخامس الإعدادي، معتبراً أن "تعلم اللغة الكوردية لن يتحقق ما لم يبدأ تدريسها في المرحلة الابتدائية في المدارس العربية."

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب