رووداو ديجيتال
أنقذ خفر السواحل الإيطالي، 18 مهاجراً سورياً، 16 منهم ينحدرون من روجآفاي كوردستان (شمال شرق سوريا)، انطلقوا من منطقة الزاوية الليبية بواسطة قارب صوب إيطاليا.
مهاجر وناج من بلدة تل عران التابعة لحلب، قال لشبكة رووداو الإعلامية، الجمعة (11 آب 2023)، إن قاربهم انطلق يوم 29 تموز من ليبيا، وانقلب بهم القارب في اليوم التالي، لكن جرى إنقاذهم من قبل خفر السواحل الإيطالي ووصلوا لوجهتهم دون خسائر بشرية.
إبراهيم علي، المقيم الآن في ميلانو الإيطالية، أضاف بالقول: "أبحرنا الساعة الثامنة مساء، واجتزنا المياه الليبية في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ونقلونا إلى قارب صغير، إذ كان الأول أكبر حجماً. كنا في تلك الأثناء ضمن المياه الإقليمية، حيث لم نشهد أي حوادث حتى الساعة الثامنة والنصف صباحاً، لكن بعد ذلك ارتفع الموج، وتعطل أحد محركات القارب وقلّ البنزين، ثم تسربت المياه إلى قاربنا وغرقنا".
وأردف: "كنا قد حملنا معنا إطارات سيارات بلاستيكية تحسباً لهذه اللحظة، وطفنا فوق الماء ونحن على بعد 45 كيلو متراً من لمبيدوزا الإيطالية، جاء الخفر الإيطالي لإنقاذنا، كان ذلك يوم 1 آب الجاري في الساعة السادسة صباحاً".
وأوضح إبراهيم، "شكّلنا حلقة دائرية داخل البحر كي لا نغرق، وأي شخص كان ضعيفاً ولا يقوى على السباحة ضممناه إلى داخل الحلقة كي نحميه، وبقينا نحو 20 ساعة في المياه".
وأكد أنه لم يكن في القارب أي نساء أو أطفال، إنما جميعهم شبان من سوريا، مبيناً أنهم كانوا "14 شاباً من تل عران، 2 من كوباني، و1 من عرب منبج، و1 من عرب دير الزور، وآخر من الكاميرون كان سائق القارب".
ولفت إلى أن المهربين كانوا ليبيين وعددهم 3، وقد عادوا أدراجهم بعد اجتياز المياه الليبية، وبقي معهم السائق الإفريقي، كاشفاً أن كل فرد منهم دفع 5 آلاف دولار أميركي.
حول سبب عدم حملهم لملابس مانعة للغرق، نوه إلى أنها ممنوعة بسبب لونها الفوسفوري كي لا تكشفهم الطائرات الليبية أو الإيطالية.
إبراهيم علي، أشار إلى أن هواتفهم المحمولة وجوازات سفرهم وأموالهم قد وقعت في قعر البحر.
ونصح إبراهيم الراغبين بالهجرة، ألا يثقوا بكلام المهربين الذين لا يهمهم حجم الخطر الذي قد يلحق بالركاب، كما أنهم يخدعون الأشخاص وينقلونهم على متن قوارب صغيرة وغير صالحة، طبقاً لحديثه.
بخصوص حالتهم الصحية، ذكر أن أجسادهم تضررت بفعل اختلاط المياه مع البنزين وبقائهم طويلاً، مما أدى إلى حدوث حروقات في مناطق من أبدانهم، وبقوا أياماً حتى تعافوا قليلاً.
وتابع: "لقد رأينا الموت بأم أعيننا، بعض الأشخاص أرادوا إنهاء حياتهم لأنهم فقدوا الأمل من الإنقاذ، لكننا أقنعناهم بالصبر، لعل الله يحدث أمراً".
بحسب منظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، غرق أكثر من 20 ألف مهاجر أو فقدوا في المنطقة منذ عام 2014 أثناء محاولتهم بلوغ أوروبا بشكل غير قانوني.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً