رووداو ديجيتال
أكد المتحدث باسم المجلس الوطني الكوردي في سوريا (ENKS) فيصل يوسف، أن قرار انسحابهم من الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة "لم يأت بطلب من أي جهة"، مبيناً أن البلاد دخلت "مرحلة جديدة تطلبت رؤية جديدة".
وقال يوسف، لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الجمعة (7 شباط 2025)، إن "قرار انسحابنا من الائتلاف السوري، جاء بعد مناقشة استمرت لشهرين، وانطلاقاً من دخول سوريا لمرحلة جديدة بعد سقوط النظام، من أجل أن نتهيئ في ظل تأسيس حكومة مؤقتة وإنشاء مجلس تشريعي والاستعداد لمؤتمر حوار وطني، بشأن كيف يمكننا ككورد أن نشارك في ذلك، بقرار كوردي مشترك".
ونفى أن يكون انسحابهم من الائتلاف السوري المعارض جاء "بطلب أو بشرط من أي جهة"، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مشيراً إلى أن "الوضع السوري الجديد يحتم أن تكون هناك رؤية جديدة لمسار البلد، وعلينا تعزيز التواصل مع الأطراف المعنية في هذه المرحلة، للوصول إلى سوريا لا مركزية تحفظ حقوقنا وحقوق جميع المكونات".
حول آخر مستجدات الحوار الكوردي الكوردي، أبدى يوسف استعداد المجلس الوطني الكوردي أن تلبية الدعوة لعقد لقاءات مع الطرف الآخر (إشارة لأحزاب الوحدة الوطنية PYNK)، لتحقيق النقطتين الأساسيتين المتفق عليهما برعاية الرئيس مسعود بارزاني المتمثلتين بـ "الرؤية الكوردية المشتركة والوفد الكوردي المشترك للتفاوض مع دمشق".
ولفت إلى أن الطرفين متفقان على "سوريا فيدرالية تعددية لا مركزية، تحفظ حقوق الكورد والمكونات الأخرى في الدستور، وإلغاء كافة القرارات المتخذة ضد الكورد في الحقبة السابقة، وكذلك أن يتم تدريس اللغة الكوردية إلى جانب اللغة العربية في المناطق الكوردية وذات الأغلبية الكوردية، والاهتمام بالفلكلور الكوردي، وتوزيع السلطة والثروات بشكل عادل على كافة المناطق، وتغيير اسم الدولة وعلمها".
في بيان انسحابه من الائتلاف الوطني السوري وهيئة التفاوض، قال المجلس الوطني الكوردي: "تأسس الائتلاف كإطار سياسي بهدف تحقيق تطلعات الشعب السوري في التغيير وإسقاط النظام الاستبدادي، حيث حظي باعتراف دولي واسع. وبناء على ذلك انضم المجلس إليه بموجب وثيقة تضمنت رؤية واضحة لمستقبل سوريا، والتزاما بالعمل لحل عادل للقضية الكوردية ضمن إطار وطني جامع".
وتابع: "على مدار السنوات الماضية، شارك المجلس في أعمال الائتلاف وفعالياته، كما كان أحد مكونات هيئة التفاوض السورية، التي تشكلت بموجب القرار الأممي 2254، وفي لقاءات جنيف، واللجنة الدستورية، وكافة المسارات التفاوضية. كما ساهم في تعزيز البعد الوطني للقضية الكوردية عبر مختلف الأطر السياسية. غير أن هذه التجربة رافقتها خلافات حول قضايا جوهرية، ورغم ذلك، بقي المجلس ملتزماً بالدفاع عن مصالح شعبنا وفق رؤية متوازنة بين التعاون والنقد البناء والمطالبة بوقف الانتهاكات.
وشدد على أنه "في ظل التطورات الراهنة، بعد إسقاط النظام الديكتاتوري الدموي ورحيله وانتفاء دور الائتلاف وهيئة التفاوض في هذه المرحلة، يعلن المجلس انسحابه منهما، مؤكداً ضرورة تطوير العمل السياسي وفق رؤية جديدة تتناسب مع المتغيرات الحاصلة، بالتنسيق والعمل مع كافة القوى الوطنية حول مستقبل سوريا، وضمان حقوق شعبنا الكوردي دستوريا وجميع مكونات الشعب السوري".
وجدد المجلس "التزامه بالعمل المشترك على المستويين الكوردي والوطني السوري، تحقيقاً لتطلعات الشعب السوري في الحرية والعدالة والديمقراطية"، وفقاً للبيان.
يذكر أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تأسس في 11 تشرين الثاني 2012 في العاصمة القطرية الدوحة، بهدف توحيد أطياف المعارضة السورية تحت مظلة سياسية مشتركة، والعمل على إسقاط نظام بشار الأسد وتأسيس بديل سياسي معترف به دولياً.
ضم الائتلاف عند تأسيسه عدة مكونات سياسية وعسكرية ومدنية، وشخصيات مستقلة من المجتمع المدني. كما حصل على اعتراف من جامعة الدول العربية ومجموعة أصدقاء سوريا، إضافة إلى تأييد دول غربية مثل الولايات المتحدة وفرنسا، مما عزز مكانته كممثل شرعي للمعارضة السورية، واتخذ الائتلاف إسطنبول مقراً له.
تعاقب على رئاسة الائتلاف شخصيات بارزة مثل أحمد معاذ الخطيب، جورج صبرا، أحمد الجربا، أنس العبدة، نصر الحريري، وهادي البحرة (الرئيس الحالي).
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً