قوات الحكومة السورية تفرض حصاراً "خانقاً" على منطقة الشهباء التي تأوي مهجّري عفرين

06-12-2022
الكلمات الدالة عفرين الشهباء الحكومة السورية
A+ A-
رووداو ديجيتال 

فُقدت المشتقات النفطية بشكل تام منذ عدة أيام في منطقة الشهباء التي تأوي قرابة 100 ألف من مهجّري عفرين، جراء الحصار المفروض عليها من قبل قوات الحكومة السورية. 
 
وإثر البرد القارس، خيّم الهدوء أزقّة مخيّم لمهجّري عفرين بمنطقة الشهباء، شمال محافظة حلب، حيث يحمل نازحو المخيم العبوات الفارغة بحثاً عن الغاز المنقطع منذ مدة عن المخيم. 
 
مهجر عفريني في منطقة الشهباء، قال لشبكة رووداو الإعلامية، "إننا نتعرض لحصار خانق من قبل الدولة السورية، إذ أن مادتي المازوت والغاز لم تعودا متوفرتين، كما ان المواصلات انقطعت أيضاً"، مردفاً "إذا أردنا إسعاف مريض إلى المستشفى، فلن يكفينا البنزين في السيارة لنتمكن من القيام بذلك". 
 
جدير بالذكر أن "الفرقة الرابعة" التابعة للجيش السوري، كانت قد فرضت حصاراً خانقاً في تشرين الثاني الماضي لمدة تزيد عن شهر، حيث منعت دخول المواد الغذائية والمشتقات النفطية إلى منطقة الشهباء. 
 
وبيّن المهجر العفريني، أن "المهجرين في المنطقة يتعرضون لحصار المشتقات النفطية من جهة، وتنهال عليهم القذائف من جهة أخرى"، معتبراً أن الحصار الأول أشد أثراً على وضع الأهالي، خصوصاً على الاطفال والكُهّل. 
 
وناشد عبر رووداو "المجتمع الدولي والدول المعنية بإيجاد حلّ لهم وتحسين أوضاعهم". 
 
وأفاد مصدر خاص  لشبكة رووداو الإعلامية، أن قوات الحكومة السورية فرضت حصاراً على حيي الأشرفية والشيخ مقصود في حلب أيضاً، الأمر الذي تسبب بارتفاع سعر الوقود، مثل مادتي المازوت والغاز وغيرهما إلى أكثر من 3 أضعاف، فضلاً عن عدم توفّرها. 
 
ووفقاً لمعلومات حصلت عليها رووداو من منطقة الشهباء، فإن اللتر الواحد من مادة المازوت، المسعّر رسمياً بـ2500 ليرة سورية، ارتفع سعره في منطقة الشهباء إلى 8 آلاف ليرة، بينما في حي الشيخ مقصود وصل إلى 10 آلاف ليرة. 
 
إضافة لذلك، يبلغ سعر اللتر الواحد من مادة البنزين رسمياً 3 آلاف ليرة سورية، لكنه يباع في الشهباء بـ10 آلاف ليرة، وفي حي الشيخ مقصود يباع بـ12 ألفاً. 
 
فيما تباع أسطوانة الغاز المنزلي ذات السعر الرسمي 12.500 ليرة سورية، بـ147 ألف ليرة في منطقة الشهباء، وتصل إلى 150 ألفاً في حي الشيخ مقصود. 
 
ويسكن في منطقة الشهباء 150 ألف شخص، 100 ألف منهم مهجّرون ونازحون من عفرين، وتخضع المنطقة أمنياً وعسكرياً لقوات الحكومة السورية، التي رفعت من وتيرة التحليق الجوي لطائرات الهليكوبتر فوق سماء المنطقة عقب التهديدات التركية بشن عملية عسكرية على شمال سوريا.  
 
وتشمل منطقة الشهباء الكوردية، حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، بالإضافة إلى قرى وبلدات عدة بريف حلب الشمالي، إذ تخضع أحياء الشيخ مقصود والأشرفية لإدارة مدنية موالية للإدارة الذاتية ولا تخضع لقوانين الحكومة منذ سنوات. 
 
إلى جانب ذلك، يقطن عشرات الآلاف من مهجري عفرين، في 5 مخيمات للنزوح  وهي: فافين وسردم والعودة والشهباء ومخيم كوجر ومنازل شبه مدمرة بريف حلب الشمالي. 
 
وتعدّ "الفرقة الرابعة"، الفصيل الأبرز في الجيش السوري الذي يأتمر مباشرة من شقيق الرئيس السوري، ماهر الأسد، الجهة المسؤولة عن فرض الحصار على منطقة الشهباء. 
 
وغالباً ما تنعكس التوترات والإجراءات التي تفرضها الحكومة السورية على الشيخ مقصود والاشرفية بحلب ومناطق الشهباء التي يقطنها نازحون من عفرين بريف حلب الشمالي، على مدينتي قامشلو والحسكة، إلا أنه عادة ما تتدخل القوات الروسية للوساطة من أجل إزالة التوتر. 

 

ترجمة وتحرير: محمد عيسى

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب