تقارير تكشف انتهاكات ممنهجة في عفرين.. تهجير قسري ونهب وسط دعوات لتدخل دولي عاجل

05-01-2025
رووداو
A+ A-

رووداو ديجيتال

كشف حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا من خلال سلسلة وثائق وتقارير حديثة عن حجم الجرائم والانتهاكات المرتكبة في منطقة عفرين شمال غرب سوريا منذ بدء سيطرة الفصائل السورية المسلحة على المنطقة في 2018، الوثائق تغطي فترة طويلة من التوثيق الميداني، تسلط الضوء على انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وسلسلة جرائم تصنف كجرائم حرب، مما أثار دعوات إلى تحقيق دولي ومحاسبة المسؤولين.

انطلقت العملية العسكرية التركية على عفرين في 20 كانون الأول 2018 تحت مسمى "غصن الزيتون"، بهدف معلن هو حماية الأمن القومي التركي ومع ذلك شهدت العملية، منذ بداياتها وحتى السيطرة على المنطقة في (18 آذار 2018) العديد من الانتهاكات التي ترقى إلى جرائم حرب شملت هذه الجرائم التدمير المتعمد للبنية التحتية، وتهجير السكان الأصليين، والتغيير الديمغرافي القسري.

تغيير ديمغرافي ممنهج

وفقاً للوثائق الصادرة عن حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا (يكيتي)، تم تهجير عشرات الآلاف من السكان الأصليين الكورد قسراً، ليتم استبدالهم بمجموعات من النازحين الذين تم استقدامهم من مناطق أخرى مثل الغوطة وريف دمشق. جرى ذلك تحت إشراف مباشر من "السلطات التركية والفصائل المسلحة التابعة لها"، ورافقه استيلاء على ممتلكات السكان الأصليين، بما في ذلك المنازل، الأراضي الزراعية، والمعاصر.

الانتهاكات الموثقة

تظهر الوثائق المنشورة سلسلة من الانتهاكات الممنهجة التي ارتكبتها القوات التركية والفصائل المسلحة، أبرزها:

سرقة الممتلكات والموارد:

تم الاستيلاء على آلاف الأشجار المثمرة، وخاصة أشجار الزيتون التي تعد رمزاً رئيسياً في عفرين، وتم نهب محاصيلها. كما فُرضت أتاوات على المزارعين المحليين، وصلت أحياناً إلى 50% من الإنتاج.
التدمير الثقافي والديني:

استهدفت المزارات الدينية والمقابر والمواقع الأثرية. تمت إزالة شواهد قبور مكتوبة باللغة الكوردية، ونهب محتويات معابد إيزيدية وإسلامية، كما تعرضت العديد من المساجد والمزارات للعبث والتدمير.
الاعتقالات التعسفية والتعذيب:

سجلت تقارير الحزب اعتقال المئات من السكان، بينهم نساء وأطفال، تعرض كثير منهم للتعذيب القاسي في سجون الفصائل المسلحة. شملت الاعتقالات ناشطين وصحفيين ومواطنين عاديين بتهم واهية، مثل التعاون مع جهات كوردية.

التضييق على التعليم والثقافة:

أغلقت جميع المدارس الكوردية، وتم فرض المناهج التركية على المدارس المتبقية. تعرضت المؤسسات التعليمية والجامعات للدمار أو السرقة.

استهداف المدنيين:

شمل ذلك القصف العشوائي، والتضييق على المدنيين، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، مما أدى إلى كارثة إنسانية في المنطقة.

نهب الموارد العامة:

طالت السرقات موارد المنطقة الحيوية، مثل السدود، محطات الكهرباء، ومراكز الهاتف، التي تم تخريبها وسرقة محتوياتها.

الكارثة الإنسانية في عفرين

بعد السيطرة على المدينة، تحولت عفرين إلى مركز لانتهاكات إنسانية واسعة النطاق. مئات الآلاف من النازحين يعيشون في ظروف قاسية، مع نقص في المياه النظيفة، الغذاء، والمساعدات الطبية. تسربت تقارير تشير إلى وفيات بسبب الأمراض المعدية وسوء التغذية.

موقف المجتمع الدولي

على الرغم من التوثيق المستمر لهذه الجرائم، إلا أن المجتمع الدولي لم يتخذ خطوات جادة لمحاسبة المسؤولين عنها أو للحد من الانتهاكات. أشارت الوثائق إلى "صمت دولي مريب"، وغياب أي جهود حقيقية للضغط على السلطات التركية لوقف سياساتها العدائية.

مطالب وتوصيات حزب الوحدة  الديمقراطي الكوردي:

دعا الحزب عبر بياناته ومذكراته إلى:

تدخل أممي عاجل لوقف الانتهاكات وضمان عودة النازحين بشكل آمن.
تقديم المساعدات الإنسانية الفورية للمتضررين.
إجراء تحقيقات مستقلة وشفافة حول الجرائم المرتكبة في عفرين.
فرض عقوبات على الجهات المتورطة في الانتهاكات.

تمثل عفرين اليوم جرحاً مفتوحاً في الجسد السوري، إذ تعكس معاناة شعبها مأساة أوسع تعيشها سوريا منذ اندلاع الحرب. تبقى الحاجة ملحة إلى تحرك دولي حاسم يكفل العدالة لضحايا الانتهاكات، ويحمي التراث الثقافي والإنساني للمنطقة من الاندثار.

للاطلاع على الوثائق والتقارير بشكل مفصل اضغط هنا

 

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب