رووداو ديجيتال
تتعرض أشجار الزيتون في منطقة عفرين لعمليات قطع جائر، في ظاهرة أصبحت مشهداً يومياً منذ سيطرة فصائل المعارضة على المنطقة عام 2018.
وتكشف رووداو أن أشجار الزيتون التي تعود ملكيتها للسكان الأصليين في عفرين، يتم قطعها واستخدامها للتدفئة أو بيعها في مخيمات العرب المستقدمين إلى المنطقة.
في قرية متينا شرقي عفرين، التقت مراسلة رووداو، سولين محمد أمين، بأحد الوافدين أثناء قيامه بقطع الأشجار. ورغم عدم رغبته في الظهور أمام الكاميرا، إلا أنه أقر بأنه يقطع الأشجار بهدف التدفئة والبيع.
تحول آلاف المزارعين من أصحاب حقول الزيتون في عفرين إلى ضحايا لقطع الأشجار العشوائي، ومن بينهم والد آزاد، مختار قرية متينا، الذي قال لرووداو: "لا وجود لنا بدون الزيتون. هذه الشجرة التي قُطعت لن تعود كما كانت حتى بعد 10 سنوات".
وأضاف بحزن: "صار لي 50 سنة وأنا أخدم هذه الشجرة، اليوم قُطعت وذهبت وماتت. هو سيستفيد من بعض الأوراق، لكنه يلحق بنا ضرراً كبيراً كأمة بشكل عام".
وتشير المعلومات إلى أن 80% من أراضي عفرين هي أراضٍ زراعية، و90% منها مزروعة بأشجار الزيتون. وبدأت عمليات القطع الجائر في عام 2018، مع سيطرة مسلحي المعارضة على المنطقة، ولا تزال مستمرة حتى الآن.
ورغم الشكاوى المتكررة من السكان، لم تستطع الأطراف المعنية وقف عمليات القطع أو تعويض المتضررين، وقال عبد القادر إسماعيل من غرفة الزراعة في عفرين لرووداو: "كان المزارعون يأتون إلى غرفة الزراعة، لكنها مؤسسة مدنية ولم تستطع القيام بدورها في هذا الموضوع".
وأضاف: "كانوا يتوجهون إلى جهات أخرى مثل الشرطة المدنية، والشرطة كانت تطردهم أو ترسلهم إلى المحكمة. للأسف التعويضات ليست من اختصاصنا، لا توجد جهة بإمكانها القيام بذلك".
يذكر أن عفرين وريفها تضم نحو 22 مليون شجرة زيتون، كانت تنتج سنوياً 150 ألف طن من الزيتون و35 ألف طن من زيت الزيتون. لكن بعد عام 2018، تعرضت حقول الزيتون لأضرار جسيمة جراء القطع الجائر، وتحولت آلاف الهكتارات إلى أراض جرداء.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً