عفرين.. استمرار الاستيلاء على الدور السكنيّة والممتلكات

03-06-2024
حسين عمر
الكلمات الدالة عفرين روجآفا
A+ A-
رووداو ديجيتال

منذ احتلال الجيش التركي بمشاركة من مسلّحي المعارضة السورية منطقة عفرين الكوردية في آذار 2018 وحتى الآن، لا تزال الألأوف من الدور السكنية مشغولة بمسلّحي المعارضة السوريّة وأسرهم وكذلك المستقدمون من العرب والتركمان الذين استولوا عليها بما فيها من أثاث ومؤن ومقتنيات شخصية. 


خلوصي عمر، المنسّق العامّ لمنتدى عفرين، المتحدّر من قرية عتمانا، التابعة لناحية راجو، كشف لشبكة رووداو الإعلامية أنّ المجموعات المسلّحة والمستوطنين قد استولوا على (61) دوراً سكنيّة في القرية المذكورة، مع نهيب كلّ ما فيها، ناهيك عن الاستيلاء على حقول ومزارع المهجّرين قسراً. 

عمر كشف أيضاً بأنّ مجموعة المسلّحة التي تحتلّ القرية قد استولت على ثلاث دور سكنية تعود ملكيتها لعائلة حج رشيد وتستخدمها حتى الآن كمقرّ عسكري لها، بالإضافة إلى ثلاث دور سكنية أخرى لنفس العائلة تسكنها عوائل المسلّحين. وأردف أنّ المسلّحين قد دمّروا معصرة زيتون لنفس العائلة حال دخولهم إلى القرية. 

وقال المنسّق العامّ لمنتدى عفرين إنّ (356) مستوطناً يقيمون في قريته، مقابل 223 مواطناً من السكّان الأصليين للقرية.

المواطن (ح. س)، البالغ 56 سنة، والمتحدّر من قرية ممالا، التابعة لنفس الناحية، والذي اضطرّ للجوء إلى خارج المنطقة، كشف لشبكة رووداو الإعلامية أنّ المسلّحين والمستوطين يحتلون حتى الآن (46) داراً سكنية بكلّ ما فيها من ممتلكات. المواطن الذي طلب عدم الكشف عن تفاصيل هويّته خوفاً من تعرّض أقربائه في القرية للخطر، قال لشبكة رووداو الإعلامية: " لم يكتف المسلّحون والمستوطنون بالاستيلاء على الدور السكنية للمواطنين الكورد، بل أنّهم نهبوا كلّ ما فيها من أثاث ومؤن غذائية ومقتنيات شخصية، بالإضافة إلى الاستيلاء على الآليات الزراعية، ووسائطل النقل، والحقول والمزارع، بل وحتى المواشي والدواجن التي اضطرّ المواطنون الكورد لتركها خلفهم أثنا النزوح القسري هرباً من الجيش التركي ومسلّحي المعارضة السورية".  

المواطن (ح. س) كشف أيضاً لشبكة رووداو الإعلامية أنّ مختار القرية بالتعاون مع شخص آخر وبمشاركة المجلس المحلّي في راجو يتولّون أملاك الكورد المهجّرين لصالح الفرقة التاسعة، المنضوية في إطار (الجيش الوطني السوري)، مردفاً أنّ المسلّحين والمستوطنين لا يكتفون بما استولوا عليه من ممتلكات، بل يقومون بسرقة محاصيل المواطنين الكورد المتبقّين في القرية، البالغ عددهم 24 عائلة. 

تمثّل قرية بافلون، التابعة لناحية شرا (شران)، نموذجاً أشدّ وطأة لسياسة الاستيلاء والنهب في منطقة عفرين. فهذه القرية التي كانت تسكنها قرابة 55 أسرة كوردية إيزدية، أُفرِغت تماماً من سكّانها الكورد، واستولى المسلّحون والمستوطنون على كامل الدور السكنيّة فيها علاوة على جميع الممتلكات العائدة لأبناء القرية الذين فرّوا منها مع وصول القوّات التركية ومسلّحي المعارضة السوريّة إليها.

الدكتور مامد جمو، الشخصية الكوردية الإيزدية المتحدّرة من قرية شادير، والذي تتحدّر زوجته من قرية بافلون، تحدّث إلى شبكة رووداو الإعلامية، قائلاً: " كلّ سكان قرية بافلون في جبل عفرين من الكورد الإيزديين، والقرية ذات تاريخٍ عريق. تعرّضت مؤخّراً لهجوم الجماعات الإسلامية القاتلة للإيزديين. فرغت القرية تماماً، سكان القرية نجوا بأرواحهم. قام الإسلاميون النهّابون باقتحام القرية ونهبها، واستولوا على كلّ شيء، من أراضٍ ,املاكٍ ودور سكنية. وحتى الآن لم يعد شخصٌ واحدُ ولا أسرة واحدة إلى القرية، ولا يزال كلّ ما يملكونه في قبضة الإسلاميين، من حقول الزيتون والأشجار والعربات، والجرّارات الزراعية وسواها. الوضع لا يزال على حاله ولم يحدث أيّ تغيير".

حتى الآن، تمّ بناء ما يقرب من أربعين مستوطنة سكنية مع كلّ الخدمات في منطقة عفرين للمستوطنين العرب والتركمان، بالإضافة إلى إقامة المئات من المخيّمات المنظّمة والعشوائية التي تمتدّ على كامل مساحة منطقة عفرين. وتشير الإحصائيات المستقاة من مصادر عديدة إلى أنّه تمّ توطين ما يزيد على 770 ألف مستوطن في المنطقة، في حين لا تزال عشرات الألوف من المهجّرين العفريين تعيش في مخيّمات الشهباء أو مشتّتة في مختلف المناطق السورية خارج سيطرة المعارضة السورية. 
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب