رووداو ديجيتال
يعتمد النازحون في المخيمات على المساعدات الغذائية التي تقدمها وزارة الهجرة والمهجرين العراقية لهم مرة كل نحو 45 يوماً.
تم تحديد هذه المساعدات ولا يحصل عليها كل النازحين، لأن الوزارة حجبت المساعدات عن كل نازح عاد إلى المخيمات بعد الأول من تشرين الثاني 2020، ويتجاوز عدد هؤلاء 3000 نازح.
جاءت (سلوى محمود) وأولادها إلى مخيم حسن شام منذ أقل من ستة أشهر، ولولا المساعدات التي يقدمها المحسنون ومنظمة الأغذية العالمية ستعجز عن إطعام أولادها، وتقول سلوى: "أولاً، لا أمل لنا، وثانياً الحشد يمنعنا من العودة. بيوتنا مهدمة ولا نستطيع العودة وأنا وحيدة وأطفالي صغار، لا نستطيع العيش في القرية وحدنا. بيتنا متروك منذ سنوات وقد تداعى والحشد لا يقبل عودتنا، ولا معيل لي"، وقالت إنه في حال توفر الأمان ستعود إلى ديارها.
ليست الصورة واضحة للنازحين ويخشون أن يجري اللعب بمستقبلهم وطردهم من المخيمات بدون تقديم أي مساعدة لهم.
ويقول مختار مخيم حسن شام غانم علي: "جاءت عوائل نقلاً إلى مخيمنا من مخيم السلامية يموجب هذا الكتاب، وهي ليست مشمولة بمساعدات الهجرة والمهجرين نهائياً".
وعن سبب امتناع النازحين عن العودة، قال علي: "المتواجدون هنا ثلاثة أقسام، قسم من سكان المناطق المتنازع عليها، وقسم كان في عائلتهم عناصر لداعش ولا يستطيعون العودة لأسباب عشائرية وغيرها، والقسم الثالث تهدمت بيوتهم خلال معارك التحرير وليس عندهم دخل ولا يستطيعون السكن في بيوت مستأجرة، لهذا هم مضطرون للبقاء هنا وانتظار الفرج من الله".
أقدمت الحكومة الاتحادية العراقية على إغلاق مخيمات النازحين، في حين أن حكومة إقليم كوردستان لم تتخذ هذه الخطوة وأعلنت أنها مع عودة للنازحين إلى ديارهم طوعاً.
يوجد في إقليم كوردستان حالياً 666958 ألف نازح يقيم أكثر من 270 ألفاً منهم في 26 مخيماً، ويشكل العرب السنة 40% من النازحين، والإيزيديون 30%، و13% كورد من مختلف الطوائف، و7% من النازحين مسيحيون، بينما 10% من النازحين من مكونات مختلفة أخرى.
خفض قانون الموازنة العامة الاتحادية ميزانية وزارة الهجرة والمهجرين العراقية من 225 مليار دينار إلى 89 مليار دينار، لذلك أعلنت الوزارة أنها تستطيع توفير المساعدات الغذائية لمخيمات النازحين حتى بداية شهر حزيران القادم فقط.
وتقول وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية، إيفان فائق: "تعود 30 إلى 50 عائلة إلى ديارها شهرياً، العودة من المخيمات مستمرة لكنها بطيئة، نحن لا نريد إجبار أحد على العودة إلى منطقة سكناه إلى لم تكن هذه رغبته الحقيقية".
أرهقت حياة النزوح النازحين كباراً وصغاراً، لكن بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة على القضاء على سيطرة داعش على مناطق في العراق، لا يزال قسم من النازحين يختار الحياة في المخيمات على العودة إلى الديار حيث يفتقرون إلى المسكن ومصادر توفير لقمة العيش والأمان، ويدعون الحكومة العراقية والمجتمع الدولي إلى حسم مستقبلهم وتأمين حياة كريمة لهم سواء في المخيمات أو في ديارهم الأصلية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً