رووداو ديجيتال
دعوة زعيم حزب العمال الكوردستاني عبد الله أوجلان لـ "نزع سلاح PKK وحله"، وكذلك رد PKK بالالتزام بالدعوة، بحسب قول السياسي الكوردي ملا بختيار "أول تجربة من نوعها في العالم، يتخذ فيها زعيم حزب قراراً من السجن ويطيعه الحزب".
برنامج "مع رنج" هذه المرة خصّص لمناقشة دعوة عبد الله أوجلان، الزعيم المسجون لـPKK، وقدمه هذه المرة رنج سنكاوي ودلبخوين دارا.
تناول البرنامج بالتحليل رسالة عبد الله أوجلان وتأثيرها وردود الفعل عليها بالتفصيل على مدى نحو ثلاث ساعات.
استضافت هذه الحلة من البرنامج السياسي والعضو السابق في المجلس السياسي الأعلى والمصالح في الاتحاد الوطني الكوردستاني ملا بختيار، والكاتب والمحلل مصطفى شفيق، والقيادي السابق في PKK خليل أتاج، ومدير مركز دراسات رووداو زريان روژهلاتي، والرئيس العام لحزب حماة الوطن الكوردستاني مصطفى أوزجليك، والباحث والمستشار سردار عزيز، وممثل حزب الشعوب الديمقراطية في اقليم كوردستان صدقي فكار.
هل توجد ضمانات سياسية وقانونية رسالة أوجلان؟
وبيّن ملا بختيار أن رسالة أوجلان لم تحصل حتى الآن على أي ضمانات سياسية وقانونية من تركيا.
ومع ذلك، يرى ملا بختيار أن هناك الآن ظروفاً مواتية جداً لإحلال السلام في تركيا. ويقول أيضاً "إن خارطة القوة في الشرق الأوسط تتغير".
ولم يخف ملا بختيار أن "الكورد دائماً ما يتعرضون للظلم في المفاوضات".
وبينما يعج تاريخ PKK والدولة التركية بالصراعات العنيفة، يؤكد ملا بختيار أن "تركيا لم تستطع القضاء على PKK، ولم يستطع PKK تغيير المعادلات السياسية والعسكرية، فقد استخدمت تركيا كل قدرات جيشها للقضاء على PKK ولم تنجح، لذلك فإن السلام هو خير السبل."
التجربة الأولى عالمياً
في جزء آخر من البرنامج، تحدث العضو السابق في المجلس السياسي الأعلى والمصالح في الاتحاد الوطني الكوردستاني عن أن هذه التجربة هي الأولى من نوعها عالمياً، يتخذ فيها زعيم حزب قراراً من السجن ويطيعه حزبه، وقال: "التزام PKK بدعوة أوجلان يستحق الاحترام".
ولم يخف ملا بختيار وجود مبادرات سلام من جانب إقليم كوردستان، وقال: "تقدم السيد نيجيرفان بارزاني بمبادرة للسلام في كوردستان تركيا".
وأشار المسؤول الرفيع السابق في الاتحاد الوطني إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها أردوغان عن السلام في تركيا بل "إنها المرة السادسة، وإذا نجح هذا السلام، فسيبقى كموقف تاريخي جميل لحزب العدالة والتنمية".
ويرى ملا بختيار أنه لا يمكن إبقاء أوجلان في السجن، لأن ذلك ليس في مصلحة تركيا وعملية السلام، وأشار أيضاً إلى أن الكورد يتعرضون دائماً للظلم في المفاوضات.
ووفقاً لملا بختيار فـ"الظروف بشكل عام مواتية ولها تأثير إيجابي على كوردستان سوريا أيضاً، نأمل أن يسود العقل والمنطق على فوهات البندقيات؛ لكننا دائماً أمة 'تعرضت للدغات' الغبن والظلم في المفاوضات".
وعن خسائر الحرب في تركيا، قال ملا بختيار: "سمعت رئيس البرلمان التركي يقول إنهم فقدوا 60 ألف جندي في حربهم ضد PKK، وبلغت الخسائر الاقتصادية ثلاثة تريليونات دولار في العقود القليلة الماضية؛ هذا يعني أن تركيا رغم قوة جيشها لم تستطع القضاء على PKK . من جهته استخدم PKK كل تلك الطاقة ولم يستطع تحقيق ستراتيجية تحرير كوردستان".
ووفقاً لملا بختيار، هناك حوار بين تركيا وإمرالي منذ عام، أسفر في النهاية عن هذه الرسالة، وحول مضمون رسالة أوجلان، قال إن "السيد أوجلان نظر إلى العصر من منظور فلسفي قومي، وفهم جوهر الديمقراطية، لذلك دعا إلى التخلي عن الكفاح المسلح".
وذكر ملا بختيار لقاء مه مع عبد الله أوجلان وقال: "التقيته في العام 1993 في دمشق، في منزل مام جلال، جلسنا معاً ست ساعات، وهناك قلت له إن أسلوب الكفاح المسلح انتهى بعد الحرب الباردة وتراجع الصين وانهيار الاتحاد السوفيتي؛ لكنه لم يكن يرى ذلك الرأي آنذاك".
أوجلان كانت لديه رسالة سلام منذ 1997
خليل أتاج، الذي عمل لسنوات ضمن قيادة PKK وكان مقرباً من عبد الله أوجلان، كان ضيفا آخر في هذه الحلقة.
يذكر أتاج أن أوجلان رد على رسالة من نجم الدين أربكان، رئيس وزراء تركيا آنذاك، بأنه مستعد للسلام.
وقال خليل أتاج: "أرسل أوجلان رسالة إلى أربكان في 1997، قال فيها إنه مستعد للسلام، وقبل ذلك بكثير كان PKK دائماً مستعداً للسلام، حتى أن أوجلان كان يوجه رسائل إلى تركيا منذ 1993 تشير إلى أنه مستعد للسلام؛ وهذا يثبت أن أوجلان كان دائماً يسعى للسلام وإنهاء الحرب".
وأشار خليل أتاج إلى أن تركيا تحتاج في هذه المرحلة إلى حل المسألة الكوردية، ويقول: "ولد PKK بسبب إنكار وجود الكورد في تركيا.PKK لن يخرج أوامر عن قرار أوجلان".
وفي ختام حديثه قال: "هناك ثلاثة أنواع من PKK، أحدها شهيد، وأحدها هو الحالي، والآخر هو الذي انفصل".
الحرب تخالف مصلحة الكورد
مدير مركز دراسات رووداو زريان روژهلاتي، كان ضيفا آخر في البرنامج، وفي جزء من البرنامج ذكر أنه خلال السنوات العشر الماضية، كانت الحرب في كوردستان تركيا ضد مصلحة الكورد. وقال إن "واقع الكورد مختلف في الأجزاء الأربعة من كوردستان، في كوردستان تركيا هناك اندماج أكبر مع جمهورية تركيا، لذلك فإن الأفكار التي طرحها السيد أوجلان صحيحة ومناسبة للمجتمع الكوردي في شمال كوردستان".
ووصف زريان روژهلاتي رسالة أوجلان بأنها "تحول تاريخي"، وقال: "هناك الآن ظروف دولية واجتماعية في شمال كوردستان باتجاه السلام".
وعن عملية نزع سلاح PKK، قال مدير مركز دراسات رووداو إنه "وبعد مؤتمر PKK، هناك مرحلة نزع السلاح، التي تتكون من عدة أجزاء، في ثلاثة أشهر، قد يتم الإفراج عن بعض أعضاء PKK الذين لم يشاركوا في القتال، ربما في إطار تعديل قانونين، قانون مكافحة الإرهاب وقانون العقوبات؛ على سبيل المثال صلاح الدين دميرتاش. قد يتم إجراء بعض التعديلات على القوانين للإفراج عن بعض أعضاء PKK من السجن. الجزء الآخر هو أن بعض أعضاء PKK قد يستقرون إما في إقليم كوردستان أو في إحدى الدول الاسكندنافية".
كما أوضح زريان روژهلاتي أن "نظرة أوجلان تحولت من اليسار نحو الليبرالية".
أول من سمى كوردستان بهذا الاسم تركي
"أطلق اسم كوردستان لأول مرة من قبل شخص تركي الأصل" هذا ما قاله زريان روژهلاتي في جزء من البرنامج.
هذا التصريح من زريان روژهلاتي أثار تفسيرات مختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك أوضح خلال البرنامج وبعده أن تصريحه لا يعني أن الكورد ليسوا أصحاب أرضهم وقضيتهم.
يعتقد زريان روژهلاتي أن PKK سيعقد خلال ثلاثة أشهر بعد رسالة أوجلان مؤتمراً، وقال أيضاً إنه "في اعتقادي، يراقب أوجلان مؤتمر PKK من إمرالي، وهناك احتمال أن يتم الإفراج عن صلاح الدين دميرتاش (الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطية) في هذه العملية".
وفي ختام حديثه، قال زريان روژهلاتي إن "من المتوقع أن تبدأ المفاوضات الرسمية في تركيا الأسبوع المقبل".
هل كتب أوجلان الرسالة بنفسه؟
الكاتب والباحث السياسي سردار عزيز، الذي كان ضيفاً على البرنامج من إيرلندا، أوضح أن هذه الرسالة كتبت بتوافق بين مجموعة من القوى، وقال إن "هذه الرسالة من أوجلان تختلف عن رسائله السابقة، والاختلاف مرتبط بوضع المنطقة، وهذا لا يعني أن السيد أوجلان لم يكتبها بنفسه".
يعتقد سردار عزيز أن جزءاً من الرسالة هو بمثابة دعم لأردوغان وباخجلي، حتى يبقى أردوغان في الرئاسة، وقال أيضاً: "قد يتم تعديل الدستور التركي بسبب القضية الكوردية".
وأشار سردار عزيز إلى أن رسالة أوجلان ليست موجهة فقط لـPKK، بل جزء منها موجه إلى الداخل التركي، "رسالة أوجلان تنتقل بعملية السلام إلى مرحلة جديدة".
حزب الشعوب الديمقراطية: يجب الإفراج عن أوجلان
ممثل حزب الشعوب الديمقراطية في اقليم كوردستان، صدقي فكار، أوضح أن حزب الشعوب الديمقراطية مستعد لجميع جهود السلام في كوردستان تركيا، وقال: "نحن أيضاً ندعو إلى السلام. بتغيير بعض القوانين في شمال كوردستان، ستحل معظم المشاكل؛ مطلبنا هو أنه يجب الإفراج عن السيد أوجلان".
وأكد صدقي فكار أن رغبة الكورد كانت دائماً السلام في تركيا "ولنجاح عملية السلام، لا ينبغي أن يبقى أوجلان في السجن بعد الآن".
توجيه عشرات الرسائل إلى PKK
الرئيس العام لحزب حماة الوطن الكوردستاني، مصطفى أوزجليك، أوضح في بداية حديثه في البرنامج أن الأرضية مهيأة تماماً الآن للنضال المدني في كوردستان تركيا.
وأضاف: "أرسلنا عشرات الرسائل إلى PKK بأن أرضية الحرب والسلاح لم تعد موجودة في تركيا".
وأكد الرئيس العام لحزب حماة الوطن الكوردستاني أن الطريق السياسي والدبلوماسي هو المناسب للكورد في هذه المرحلة وليس طريق الحرب والسلاح.
رأي مختلف عن رسالة أوجلان
الكاتب والمحلل مصطفى شفيق، كان له رأي مختلف تماماً عن رسالة أوجلان وقال إن "دعوة أوجلان ليست فيها رؤية فكرية وفلسفية، ومع ذلك هناك ترحيب كوردي عام بالدعوة".
وشكك في صحة الرسالة، لأنه يرى أن أسلوب صياغتها لا يشبه أسلوب أوجلان، مردفاً: "أعتقد أن رسالة أوجلان تم اختيارها وتجميعها على شكل أجزاء، ومع ذلك، فإن تنفيذ الدعوة يتطلب تطبيع الوضع، خاصة في تركيا".
في ظل الوضع الجديد، وعلى الرغم من أن PKK أعلن وقف إطلاق النار، لايزال موقف الدولة التركية غير واضح، وقال مصطفى شفيق في هذا الصدد إنه "حتى الآن، لم تتخذ تركيا قرار وقف الحرب، على الرغم من أن أردوغان يشرف بنفسه على الملف الكوردي".
بداية مراحل السلام
في (1 تشرين الأول 2024)، أثناء افتتاح دورة برلمانية جديدة، ذهب رئيس حزب الحركة القومية (MHP)، دولت باخجلي، إلى كتلة حزب الشعوب الديمقراطية وصافح مسؤولي هذا الحزب. أثار هذا الحدث موضوع عملية حل للقضية الكوردية في تركيا.
ووصف رئيس الجمهورية التركية، رجب طيب أردوغان، خطوة باخجلي بأنها "نافذة أمل" وأعرب عن أمله في ألا تذهب هذه الفرصة ضحية لمصالح شخصية.
ثم طلب باخجلي لاحقاً من حزب الشعوب الديمقراطية الاجتماع مع أوجلان. فزار وفد حزب الشعوب الديمقراطية سجن إمرالي في (28 كانون الأول 2024) والتقى مع زعيم PKK المسجون، عبد الله أوجلان.
ثم في (27 شباط 2025) عقد الوفد مؤتمراً صحفياً في إسطنبول وقرأ دعوة أوجلان.
قال عبد الله أوجلان في الدعوة لـPKK: "اعقدوا مؤتمراً واتخذوا قراراَ. يجب على جميع المجموعات إلقاء السلاح وأن يحل PKK نفسه".
كما طالب PKK بأن يترأس عبدالله أوجلان المؤتمر وعملية حل الحزب.
وتركز الأنظار الآن على اتفاق الأطراف للحديث عن كيفية حل PKK وكيفية نزع السلاح.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً