رووداو ديجيتال
أعادت قوى الأمن الداخلي "الأسايش" تمركز حواجزها في محيط المربع الأمني بمدينة قامشلو، في كوردستان سوريا، في وقتٍ متأخر من ليلة الثلاثاء/الأربعاء.
ووفق مكتب شبكة رووداو الإعلامية، جاء ذلك عقب ساعات من أنباء عن التوصل لاتفاق مع الحكومة السورية وبحسب مصدر مطلع لم تلتزم الحكومة بتنفيذ بنود الاتفاق.
وكانت القيادة العامة لقوى الأمن الداخلي في شمال و شرق سوريا، أعلنت عودة الحياة إلى طبيعتها، عبر السماح بدخول كافة المواد إلى مناطق تواجد قوات الحكومة السورية في مدينتي قامشلو والحسكة.
وقالت القيادة العامة لقوى الأمن الداخلي، في بيانها الذي تلقته شبكة رووداو الإعلامية، الثلاثاء (2 شباط 2021) "شهدت مدينتي قامشلو والحسكة، خلال الفترة الماضية حالات توتر أمنية خلقتها قوات النظام السوري، في محاولة لضرب الاستقرار في مناطقنا التي نتجت عن التآخي بين كافة المكونات".
وأضافت، "إننا في قوى الأمن الداخلي ملتزمون بوحدة الدم السوري و نعمل لإنهاء حالة التوتر التي تخلقها قوات النظام السوري، و كبادرة حسن نية و حفاظاً على وحدة التراب والأرض السورية و حفظ دماء السوريين، فإننا نؤكد عودة الحياة الطبيعية و السماح بدخول كافة المواد إلى مناطق تواجد قوات النظام السوري في مدينتي قامشلو و الحسكة".
من جانبها دعت أطراف كوردية في كوردستان سوريا، إلى التهدئة، وضبط النفس، ورفع الصوت عالياً ضد كل محاولة لإثارة الفتن أو اللجوء إلى السلاح في الصراع بين السوريين تحت أية حجة أو ذريعة.
وخلال بيانٍ مشترك، للأحزاب (الإرادة الشعبية، الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا ((يكيتي))، الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريا)، والذي تلقته شبكة رووداو الإعلامية الثلاثاء (2 شباط 2021)، دعت الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، إلى ضبط النفس والتحلي بروح المسؤولية الوطنية والأخلاقية اتجاه أبناء المحافظة، وحل القضايا الخلافية عبر الحوار للوصول إلى توافقات ريثما تُحل جميع القضايا في إطار الحل السياسي على مستوى البلاد.
وقالت الأحزاب الثلاثة، في البيان، "تشهد مدينتا القامشلي والحسكة منذ أيام وضعاً متوتراً على خلفية خلافات بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية، مما يضع احتمال تصعيد المواقف إلى منزلقات خطيرة تؤدي إلى كوارث إنسانية جديدة في ظل وضعٍ لم يعد يطاق أصلاً بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للسوريين".
الأحزاب الموقعة على البيان، دعت جميع القوى السياسية السورية إلى القيام بواجبها ورفع الصوت عالياً ضد كل محاولة لإثارة الفتن أو اللجوء إلى السلاح في الصراع بين السوريين تحت أية حجة أو ذريعة كانت، وفي الوقت نفسه ندعو الجهات الدولية ذات العلاقة والمبعوث الدولي للإسراع في عملية الحل السياسي الشامل على أساس القرار الدولي 2254، كونه السبيل إلى حل عام وشامل للأزمة السورية.
بدورها، أهابت المبادرة الوطنية للكورد السوريين بجميع الطراف إلى تغليب لغة الحوار والعقل ونبذ لغة السلاح، والتحلي بأقصى حالات ضبط النفس وبروح المسؤولية الوطنية والحفاظ على أمن المحافظة واستقرارها، وحياة أبنائها والتآخي الوطني بين جميع مكوناتها.
وطالبت المبادرة خلال بيانها الذي تلقته شبكة رووداو الإعلامية، الثلاثاء 2 شباط، بمواصلة الحوارات بين الحكومة الوطنية في دمشق والأطراف الكوردية دون استثناء بأسرع وقت ممكن.
كما دعا البيان، شعب الجزيرة، وقواه السياسية والاجتماعية والدينية الفاعلة من عرب وكورد ومسيحيين ويزيدين ومن جميع المكونات، بذل المزيد من الجهود لنزع فتيل الأزمة الحالية وحل كل المشكال عبر طاولة الحوار وقطع الطريق أمام مثيري الفتن ودعاة الحرب الأهلية والمتربصين بالشمال السوري.
هيئة أعيان شمال وشرق سوريا، من جانبها دعت الحكومة السورية إلى الحوار وتغليب الحكمة والعقلانية في معالجة الأمور، وعدم دفعها إلى التأزم، حفاظاً على أرواح المواطنين.
وقالت الهيئة في بيانها الذي تلاه عضو الهيئة الشيخ علاء الدين أحمد، في مقر الهيئة: " ندعو أبناء العشائر العربية، لعدم الانجرار الى الفتنة وضرب السلم الأهلي، هيئة أعيان شمال وشرق سوريا، وندعو للوحدة الوطنية كونها حاجة ملحة وضرورية للعيش المشترك ووحدة الشعوب.
بدوره، قال ممثل عشائر بني سبعة وعضو هيئة أعيان العشائر في شمال شرق سوريا حسين السادة لشبكة رووداو الإعلامية، إن "هناك من يحاولون اللعب على خيوط الفتنة لإحداث مشاكل في المنطقة"، ودعا الحكومة السورية لوضع يدها في يد قوات "قسد".
يشار إلى أنه وقعت اشتباكات مسلحة، الأحد، (31 كانون الثاني 2021)، بين عناصر الدفاع الوطني التابع للقوات الحكومية السورية، وقوى الأمن الداخلي (الأسايش) في مدينة الحسكة، خلال تفريق تظاهرة مؤيدة للحكومة.
وأفادت مراسلة شبكة رووداو الإعلامية في موقع الحادث، فيفيان فتاح، بأن قوى الأمن الداخلي أطلقت النار في الهواء لتفريق المتظاهرين المؤيدين للحكومة في منطقة المربع الأمني.
وتابعت أن الاشتباكات استمرت 20 دقيقة، وتمكنت قوى الأسايش خلالها من تفريق المتظاهرين وفرض سيطرتها على المنطقة.
ونقلت فيفيان فتاح عن مصادر مقربة من الإدارة الذاتية قولها إن الدفاع الوطني السوري هو الذي بادر أولاً بإطلاق النار على الأسايش.
وفي السياق أشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا، إلى مقتل مدني وإصابة اثنين آخرين بإطلاقات نارية، دون تأكد رووداو من صحة ذلك حتى الآن.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، ذكر بدوره، أن إطلاق النار تسبب بإصابة 4 أشخاص أحدهم بحالة حرجة، "لا يعرف فيما إذا كانوا مدنيين أم من الأجهزة الأمنية، وسط اتهامات لحواجز الأسايش بإطلاق الرصاص".
جاء الحادث جراء تنظيم موالين للحكومة السورية وقفة احتجاجية في منطقة القصر العدلي في مدينة الحسكة، تنديداً "بحصار" قوى الأمن الداخلي لمنطقة المربع الأمني في مدينة الحسكة والمناطق الخاضعة للحكومة في مدينة القامشلي، وسعي الأسايش لمنع تمدد الاحتجاجات إلى خارج المربع الأمني.
وفي هذه الأثناء، تتواصل المباحثات بين قوات سوريا الديمقراطية والجانب الروسي الحليف لدمشق، حول الحصار المفروض منذ 21 يوماً، دون التوصل لنتيجة حاسمة.
وبحسب المرصد فإن حصار مناطق الحكومة في القامشلي والحسكة يهدف للضغط على حكومة دمشق التي تحاصر بلدات وقرى ضمن منطقة الشهباء بريف حلب الشمالي وفافين والمسلمية بأطراف حلب وحيي الشيخ مقصود والأشرفية ضمن المدينة وتمنع دخول وخروج المواد الطبية والغذائية والمحروقات منذ أشهر طويلة، وفرض حاجز الفرقة الرابعة بمنطقة المسلمية، "مبالغ مالية طائلة على أهالي المناطق الراغبين بالتنقل إلى حلب من ريفها الشمالي ولاسيما أبناء عفرين".
وتسيطر الحكومة السورية على المربع الأمني وهو منطقة جغرافية صغيرة في الحسكة وأجزاء من مناطق أخرى بالمدينة، أما في القامشلي فتوجد قوات الحكومة بمناطق أوسع ضمن حي حلكو وحي الطي والمطار والمشفى الوطني ومنطقة خلف السكة والمربع الأمني وأحياء أخرى فيها، سواء بصورة تامة أم بالتعاون مع الأمن الداخلي في كثير من تلك المناطق.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً