رووداو ديجيتال
أشغلت أحداث مدينة كركوك مساء اليوم السبت (2 أيلول 2023)، الرأي العام العراقي، حيث خلفت التوترات ضحايا مدنيين، فيما نددت القيادات الحكومية والكوردستانية بمحاولات زعزعة استقرار المحافظة، مطالبين بملاحقة مثيري الشغب و"قطاع الطرق"، بالتزامن مع فرض حظر للتجوال لم تحدد فترة انتهائه.
رئاسة الجمهورية: يجب عدم السماح لعصابات الإرهاب بخلط الأوراق
أكد رئيس الجمهورية العراقي، عبد اللطيف رشيد، على وجوب عدم السماح لـ "عصابات الإرهاب"، بخلط الأوراق وزعزعة الاستقرار في محافظة كركوك، داعياً القوات الأمنية إلى السيطرة على وضع المدينة بعد الأحداث الأخيرة
بيان رئاسة الجمهورية، ذكر أن الرئيس عبد اللطيف رشيد، "يتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع في محافظة كركوك"، مؤكداً حرصهم الشديد على أن يعم السلام في كل أنحاء البلاد.
ودعا رئيس الجمهورية "جميع الأطراف ذات الصلة بالتطورات المؤسفة في كركوك بالامتناع عن أي تهديد أو استخدام للقوة"، مطالباً بـ"تغليب مصلحة الشعب واستقرار البلاد على أية مصالح أخرى".
وشدد على "ضرورة الركون إلى الحوار البنّاء كوسيلة لابد منها لتهدئة التوتر الراهن، وعدم فسح المجال أو منح الفرصة لعصابات الإرهاب الرامية إلى خلط الأوراق وزعزعة الاستقرار واستباحة الدم العراقي".
عبد اللطيف رشيد، بين أن كركوك "كانت ومازالت رمزاً للتآخي العراقي وجامعة لكل الأطياف، ولن نسمح بتشويه صورتها"، داعياً الحكومة والقوات الأمنية إلى "التدخل الجاد للسيطرة على الوضع في المدينة وضبط الأمن وسيادة القانون".
الحكيم: ندعو الأطراف لضبط النفس
من جانبه، أعرب رئيس تيار الحكمة الوطني، عمار الحكيم، عن أسفه "الشديد" لما يجري من أحداث في محافظة كركوك.
عمار الحكيم، دعا جميع الأطراف إلى "التحلي بأعلى درجات ضبط النفس وتجنب التصعيد، والحفاظ على الاستقرار"، مطالباً القوات الأمنية إلى "فرض القانون وضمان السلم الأهلي والحفاظ على أرواح المواطنين".
حزب الدعوة: لا توجد مشاكل مستعصية على الحوار بإشراف الحكومة
بدوره، رأى حزب الدعوة الإسلامية، برئاسة نوري المالكي، أنه "لا توجد مشاكل مستعصية على الحوار المسؤول بين أطراف الأزمة على ان يكون تحت اشراف الحكومة".
المكتب السياسي للحزب قال في بيانه السبت، أنه يعرب عن قلقه لما يجري من أحداث في كركوك، واصفاً إياها بـ "مدينة الإخوّة والعيش المشترك بين كل المكونات العراقية".
ودعا الجميع إلى "المحافظة على السلم الاهلي والامن والاستقرار، وتغليب المصلحة الوطنية والتعاون في حل المشاكل بالحوار الذي يحقن الدماء ويحفظ مصالح الجميع".
حزب الدعوة الإسلامية، أمل من الحكومة "المبادرة الى اتخاذ اجراءات سريعة لتطويق الاوضاع هناك قبل ان تتفاقم"، مبيناً أنه "لا توجد مشاكل مستعصية على الحوار المسؤول بين أطراف الأزمة على ان يكون تحت اشراف الحكومة التي يجب عليها التعامل بتوازن ومسؤولية عالية".
انسحاب مناصري الحشد الشعبي
من جهته، دعا راعي المناصرين للحشد الشعبي في كركوك ظاهر أنور العاصي، إلى الإنسحاب من ساحة الاعتصام، داعياً إلى التهدئة.
وأوضح أن الانسحاب سيكون لـ "فسح المجال أمام القوات الأمنية لأخذ دورها في بسط الأمن واستقرار المدينة وامتثالاً لأمر حظر التجوال".
مسرور بارزاني: يجب عدم السماح لغير المسؤولين بتصعيد الوضع في كركوك
بصفته، دعا رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني إلى السيطرة على "الوضع غير القبول" في كركوك، مشدداً على عدم السماح لغير المسوؤلين بتصعيد الوضع.
مسرور بارزاني، أهاب بـ "المواطنين الكورد المضطهدين في كركوك ممارسة ضبط النفس والابتعاد عن العنف"، حاثاً "ألمواطنين العرب الأصليين والتركمان في كركوك على عدم السماح للغرباء بزعزعة استقرار المدينة وتعكير صفو التعايش بين مختلف المكونات".
الرئيس بارزاني: سفك دماء الكورد سيدفع ثمنه باهظاً
وسبق بيان حكومة إقليم كوردستان، دعوة من الرئيس مسعود بارزاني، رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى وضع حد لقطّاعي الطرق في كركوك وإنهاء التمييز الذي يستهدف وحدة المحافظة.
وأكد أن "هذه التصرفات غير اللائقة وغير القانونية ماهي الإ محاولة لخلق الفتنة وتمزيق النسيج المجتمعي والعيش المشترك".
وأشار إلى أنه "من المثير للدهشة أيضاً أن القوات الأمنية والشرطة في كركوك لم تتمكن خلال الأيام القليلة الماضية من منع هذه الفوضى وهذا السلوك غير القانوني".
الرئيس بارزاني شدد على أن "مثل هذا السلوك غير مقبول وستكون عواقبه وخيمة للغاية، وسيدفعون باهظاً ثمن سفك دماء أبنائنا في كركوك".
السوداني يدعو للحزم ودرء الفتنة
ووجه القائد العام للقوات المسلحة العراقية، محمد شياع السوداني، بإعلان حظر التجوال في محافظة كركوك، وإلقاء القبض على مثيري الشغب ومنع حمل السلاح باستثناء القوات الأمنية.
وجاء في بيان صادر عن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، يحيى رسول، اليوم السبت، أن محمد شياع السوداني وجه "القطعات الأمنية في محافظة كركوك بأخذ دورها في بسط الأمن وفرض سلطة القانون باتجاه مثيري الشغب في المحافظة".
السوداني شدد على أن تكون القطعات "حازمة في إلقاء القبض على كل من تسول له نفسه العبث بأمن كركوك ومن أي جهة كان"، موجهاَ بـ"عدم السماح بحمل السلاح مطلقاً باستثناء الأجهزة الأمنية".
القائد العام للقوات المسلحة العراقية، وجه بـ "فرض حظر التجوال في كركوك والشروع بعمليات أمنية واسعة في المناطق التي شهدت أعمال شغب لغرض تفتيشها بالشكل الدقيق".
قتيل و8 إصابات
وكان المتحدث باسم شرطة كركوك عامر شواني أكد مقتل متظاهر وإصابة 8 آخرين خلال التظاهرات التي خرجت مساء اليوم.
وقال شواني لشبكة رووداو الإعلامية إنه "قتل شخص يدعى هاوكار عبد الله من مواليد 1985 وأصيب 8 آخرون خلال التظاهرات التي خرجت في كركوك"، مشيراً الى ان "المصابين هم من المدنيين".
لجنة تحقيقية بمقتل "هاوكار عبد الله"
عقب ذلك، وجه القائد العام للقوات المسلحة العراقية محمد شياع السوداني، بتشكيل لجنة تحقيقية لـ "معرفة ملابسات وفاة احد المواطنين وسقوط عدد من الجرحى" على خلفية أحداث كركوك.
وأكد على محاسبة المقصرين الذين "تثبت إدانتهم في هذه الأحداث وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل".
"الحذر من الأيادي الخبيثة"
المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء، ومدير المكتب الصحفي لرئيس ائتلاف دولة القانون، هشام الركابي، دعا في تغريدة على موقع إكس، إلى "اتباع الخطاب المعتدل والمتوازن من قبل جميع القوى السياسية والوطنية ودعم #الاجهزة_الامنية في بسط القانون والحذر من الأيادي الخبيثة".
وذكر أن تحقيق ذلك هو "صمام الأمان لتطويق الازمة الحاصلة في كركوك".
هشام الركابي، شدد على أن الحكومة العراقية " لن تسمح بتصعيد الاوضاع في المدينة وستبقى كركوك محافظة العراقيين جميعاً آمنة".
"ضرب قرار السوداني عرض الحائط"
وعقب التوترات، نشرت النائبة في البرلمان العراقي عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني، فيان صبري، عبر حسابها على موقع إكس، قائلة: "الأطراف السياسية الداعمة لمجاميع الحشد الشعبي تريد أن تضرب بعرض الحائط قرار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بإخلاء وتسليم مقرات الحزب الديمقراطي الكوردستاني في كركوك".
وأضافت أن تلك الأطراف "تتنصل عن تواقيعها على الاتفاق السياسي والمتضمن ضمان العودة للحزب الديمقراطي الكوردستاني ومقراته".
احتجاج على قطع طريق أربيل – كركوك
وكان مراسل رووداو في كركوك هردي محمد قد افاد في وقت سابق من مساء اليوم، بإصابة عدد من المتظاهرين الكورد في كركوك، عقب إطلاق الرصاص الحي من قبل القوات الأمنية، التي تعمل على تفريق المتظاهرين.
وخرج الكورد بالمحافظة في تظاهرة مساء اليوم السبت، احتجاجاً على قطع الطريق الواصل بين أربيل - كركوك من قبل أنصار الحشد الشعبي.
وقال مراسل رووداو إن "المتظاهرين الكود يتجهون نحو المتظاهرين المؤيدين للحشد الشعبي، وهم على بعد 200 متر عنهم"، و "هناك مخاوف من وقوع اشتباك بين المتظاهرين الكورد والعرب".
وأضاف أن "قوات الجيش والشرطة العراقية تطلق النار بهدف منع المتظاهرين من الوصول إلى بعضهم البعض وحصول مواجهة".
يتسبب قطع طريق كركوك - أربيل بمعاناة كبيرة لأهالي "شوراو" و"سنوه كولي" اللذين يتخذهما السائقون طرقاً بديلة، إلى جانب معاناة السائقين أنفسهم لاضطرارهم لسلوك هذه الطرق.
كما تسببت الشاحنات التي تسلك الطرق البديلة في كركوك للوصول إلى أربيل، بقطع أسلاك كهرباء أكثر من 100 منزل.
التركمان يطالبون بحسم إخلاء مقر العمليات
ودعا النواب التركمان في كركوك إلى حسم إخلاء مقر العمليات المشتركة في المحافظة "قضائياً إلى ما بعد الانتخابات المحلية".
ورأوا في بيان تلاه النائب أرشد الصالحي، أن "أي قرار في كركوك دون أخذ رأي مكوناتها سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار الأمني وتدهو السلم المجتمعي"، معتبرين "خير مثال على ذلك هو قرار إخلاء المقر المتقدم للعمليات المشتركة، وما يحص من قطع للطريق الرئيسي بين كركوك وأربيل نتيجة اعتصام الجماهير لأكثر من 5 أيام وهم يطلبون عدم إخلاء المقر".
أرشد الصالحي دعا إلى "معالجة الأمر بعقلانية وحكمة وبضبط النفس وذلك عبر ممثليهم الشرعيين، وأن تكون الحلول المطروحة لأي قضية خلافية هي عبر قنوات تفاوضية تتشارك فيه القوى السياسية الأساسية في محافظة كركوك".
قُطع الطرق الرئيسي بين كركوك – وأربيل يوم الأحد 27 آب، عند مقر قيادة العمليات المشتركة، بسبب التظاهرات واعتصام مؤيدي عصائب أهل الحق واطراف عربية في المحافظة، بعد تسريبات بصدور أوامر من قبل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني باخلاء المقر وتسليمه لقيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، للعودة لممارسة نشاطه السياسي في المحافظة.
وكان الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الذي يمارس نشاطه السياسي العلني في المحافظة منذ تغيير النظام عام 2003 قد بنى مقراً له من امواله عام 2012، تمت السيطرة عليه من قبل قيادة العمليات المشتركة التابعة للجيش العراقي في أعقاب أحدث 16 أكتوبر 2017.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً