رووداو ديجيتال
أفاد وكيل وزارة النفط العراقية لشؤون الغاز عزت صابر، بأن العراق يخطط للوصول إلى صفر حرق للغاز المصاحب بحلول عام 2030، مشيراً الى أن للعراق غازاً طبيعياً لمدة 100 عام قادمة.
وأوضح عزت صابر في مقابلة مع شبكة رووداو الاعلامية، أجراها معه محمد شيخ فاتح أن العراق "يحتل المركز 11 من بين دول العالم من ناحية الغاز الطبيعي".
وأشار الى أن العراق يمتلك 127 تريليون قدم مكعب من احتياطيات الغاز، مبيناً أن "كل دولار يستثمر في الغاز يأتي بثلاثة دولارات من العائدات، وإذا زدنا الاستثمار في الغاز بنسبة 1%، نحتاج إلى مليار دولار."
وأدناه نص المقابلة:
رووداو: الغاز سلعة ستراتيجية مهمة جداً، نريد منك أن توضح لنا موضوع الغاز في العراق والذي هو موضوع معقد. ما هي القدرة الإنتاجية للغاز في العراق حالياً وما هو الطلب المحلي العراقي على الغاز؟
عزت صابر: للأسف في الـ 20 سنة الماضية، إنتاج الغاز المسمى بالغاز المصاحب مع النفط، كانت الحكومة العراقية تستخرج النفط وتصدره وتبيعه، ولم تهتم بالغاز وكان يحرق جزء كبير منه. في عام 2011 تم التعاقد مع شركات عالمية لتطوير أكبر حقول النفط في العراق دون التفكير في استثمار الغاز، وهذا هو السبب الرئيس لحرق جزء كبير من الغاز. حالياً ننتج ثلاثة آلاف مليون قدم مكعب من الغاز يومياً، نستثمر ألفي مليون قدم مكعب ونحرق ألف مليون قدم مكعب.
رووداو: يهدر؟
عزت صابر: يحرق، لأن أحد أسباب استخراج النفط هو ضغط الغاز الذي يدفع النفط إلى الخارج. في هذه السنوات الثلاث من حكومة محمد شياع السوداني، أعطى الأولوية للغاز. في عام 2021 كان يتم استثمار 53% فقط من الغاز، واليوم يتم استثمار 67%. أي أن 14% من الغاز الذي كان يحرق في العراق خلال الـ 50 سنة الماضية قد تم تخفيضه. كل واحد بالمائة يساوي مليار دولار.
رووداو: ماذا يعني واحد بالمائة يساوي مليار دولار؟
عزت صابر: يعني إذا خفضت الحرق واحد بالمائة، تحصل على مليار دولار، إذا خفضت الحرق اثنين بالمائة، تحصل على ملياري دولار.
رووداو: هل يحتاج تخفيض واحد بالمائة من الحرق إلى استثمار كبير؟
عزت صابر: الاستثمار في الغاز يحتاج إلى رأسمال كبير. بين عامي 2020 و2030 خصصت الحكومة العراقية 10 مليارات دولار للاستثمار في الغاز وتخفيض الحرق، لكن في المقابل سنحصل على 30 مليار دولار عائدات، يعني كل دولار تنفقه في استثمار الغاز يعيد لك ثلاثة دولارات.
رووداو: لماذا وكيف يعيد لك؟
عزت صابر: عندما تستثمر في هذا الغاز، يعطيك غازاً سائلاً، تستخدم غاز LPG لاحتياجات كل العراق والفائض، في 2024 صدرنا نصف مليون طن من غاز LPG وكل طن يباع بحوالي 500 دولار، نصنع منه البنزين المحسن. ننتج يومياً 20 ألف برميل من المكثفات نصدرها بمئات الملايين من الدولارات. ننتج الغاز الجاف (الطبيعي) ونستخدمه في محطات الكهرباء. كل MMSCF - أي مليون قدم مكعب - سعره من أربعة إلى خمسة آلاف دولار، إذا لم نستثمر واشتريناه من إيران أو الخارج، إذا جمعت هذه الأموال، ستجد أن إنفاق مليار دولار يعطيك ثلاثة مليارات دولار عائدات، ويعطيك أيضاً هواءً نظيفاً. نعم، الاستثمار في الغاز يحتاج إلى رأسمال كبير ووقت طويل. لا أقول إنني فعلت كل هذا، لكن هناك العديد من المشاريع.
رووداو: منذ مجيئك إلى وزارة النفط، كم وصل الاستثمار في الغاز من 53%؟
عزت صابر: هذه الـ 14% تم إنفاق 8 مليارات دولار عليها حتى الآن. بـ 8 مليارات دولار زدنا الاستثمار 14% وحصلنا على 30 مليار دولار عائدات. إضافة إلى ذلك نلبي احتياجات البلاد. في السنوات الثلاث أو الأربع القادمة سنصل إلى تصدير مليون طن من LPG.
رووداو: ما هو حجم العجز في احتياجات الغاز في العراق حالياً؟
عزت صابر: لدينا خطة وبرنامج للعراق أنه بحلول عام 2030 لن يتم حرق أي غاز. سيتم استثمار كل شيء. أعطينا الجولة الخامسة والسادسة من الحقول النفطية للشركات العالمية وألزمناهم بالاستثمار في الغاز أيضاً، شركة مثل توتال يجب أن تستثمر في 2028-2029 في 600 مليون قدم مكعب من الغاز في حقل أرطاوي في البصرة.
رووداو: كم احتياطي الغاز في ذلك الحقل؟
عزت صابر: يمكن لذلك الحقل أن ينتج 600 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً لمدة 25 عاماً.
رووداو: هل هذا غاز مصاحب أم غاز حر؟
عزت صابر: 75% من غاز العراق كله مصاحب، و25% غاز حر.
رووداو: هل هناك فرق في الجودة؟
عزت صابر: نعم، هناك فرق. الغاز المصاحب أكثر دهنية، إنتاج LPG والمكثفات منه أعلى، الغاز الجاف منه أقل. الغاز الحر والمستقل فيه غاز جاف أكثر، نسبة LPG والمكثفات فيه أقل، لأن هذا يخرج مع النفط، يمكن خلطه مع النفط وإنشاء مشروع لإنتاج البنزين المحسن.
رووداو: بالتأكيد تكلفة الاستثمار مختلفة أيضاً؟
عزت صابر: نعم، تكلفة الاستثمار في الغاز المصاحب أعلى، لأنه يحتاج إلى مشاريع أكثر، يحتاج إلى معدات أكثر. يسمى فصل السوائل، يحتاج إلى معدات كثيرة ويحتاج إلى أموال أكثر.
رووداو: ما هو حجم الاستثمار ورأس المال المستثمر حالياً في قطاع الغاز في العراق؟
عزت صابر: تم إنفاق 10 إلى 15 مليار دولار، وسيتم إنفاق خمسة إلى 7 مليارات دولار أخرى حتى 2030.
رووداو: عقد توتال يقدر بحوالي 26 إلى 27 مليار دولار.
عزت صابر: عقد توتال هو أربعة عقود في واحد، يعني عقد يشمل أربعة مشاريع، مشروع لاستثمار الغاز على مرحلتين سيكون 600 مليون قدم مكعب، مشروع لتطوير حقل أرطاوي ليصل إلى 200 ألف برميل، أرطاوي في البصرة. مشروع لتنقية مياه شط العرب من المياه المالحة وإدخالها إلى الحقول النفطية لزيادة إنتاج النفط، والمشروع الرابع هو إنشاء محطة كهرباء بالطاقة الشمسية بقدرة ألف ميغاواط، كل المشاريع الأربعة تخدم البيئة وتحافظ على بيئة نظيفة، والمشاريع ليست سهلة، كلها مشاريع ستراتيجية كبيرة، لذلك يقترب رأس المال من 25 إلى 27 مليار دولار.
رووداو: بما أننا تحدثنا عن حجم رأس المال، ما هي قيمة الغاز الذي نستورده سنوياً وم من أين يأتي؟
عزت صابر: بقيمة 3 مليارات دولار من إيران، من إيران فقط، ليس من تركيا أو أماكن أخرى. في السنوات الثلاث القادمة سننشئ محطة ثابتة في ميناء الفاو الكبير لاستيراد وتصدير الغاز من قطر والجزائر وروسيا والعديد من الدول الأخرى.
رووداو: هل الغاز القادم من إيران يصل إلى العراق بسعر مرتفع؟
عزت صابر: لديه معادلة سعر. هذه المعادلة تعتمد على ارتفاع وانخفاض أسعار النفط العالمية.
رووداو: يمكنك أن تخبرنا بالنسب عن الغاز الذي تنتجونه في العراق، كم منه يذهب للكهرباء، وكم منه للاستخدام المنزلي والشركات؟
عزت صابر: إذا كنا بحاجة إلى 100 متر من الغاز في العراق، نستورد 35 منه، و65 ننتجه محلياً. حالياً مما ننتجه محلياً، 90 إلى 95% منه للكهرباء، و5 إلى 10% منه للصناعة والمصانع.
رووداو: ما مدى اعتماد الكهرباء على الغاز؟
عزت صابر: 40-50% تعتمد على الغاز، وقبل 10 سنوات كانت 20-30%، وقبل 20 سنة كانت 10-15%.
رووداو: هل تختلف كمية وجودة الكهرباء المنتجة من الغاز؟
عزت صابر: سؤال وجيه جداً. ميزة الغاز أنه بـ200 مليون قدم مكعب، ينتج ألف ميغاواط كهرباء. من هذه الألف ميغاواط توربين سايكل، يمكن إنتاج 500 إضافية، يمكنك إعادة تدوير مرة ونصف أخرى، الحرارة تستخدم لتشغيل محطات أخرى، لكن لا يمكن ذلك بالنفط الخام والنفط الأسود. بما يعادل 200 مليون قدم مكعب من النفط الخام والأسود، يمكنك فقط إنتاج ألف ميغاواط كهرباء، لكن بـ200 مليون قدم مكعب من الغاز، يمكنك إنتاج 1500 ميغاواط. يعني قدرة الغاز تعادل مرة ونصف النفط الخام والأسود، إضافة إلى نظافته وعمر محطة الكهرباء، فمحطة الكهرباء التي تعمل بالغاز يكون عمرها 30 إلى 35 إلى 40 سنة. أما إذا عملت بالنفط الخام والأسود، فيكون عمرها 20 سنة، لذلك من مصلحة المستثمر أن تعمل محطة الكهرباء بالغاز وليس النفط.
رووداو: متى سنصل إلى صفر حرق، صفر هدر، صفر تسرب ما يسمى (زيرو فلير)، متى لن نرى ألسنة اللهب ترتفع من مشاعل العراق نتيجة الهدر وكم يكلف ذلك؟
عزت صابر: نحتاج 10 مليارات دولار. بإذن الله سنصل إلى ذلك في 2030. المال متوفر، لأن جزءاً منه ستقوم به الحكومة، وجزء مثل توتال. توتال ستجلب المال وتقلل من حرق الغاز، والنفط الذي تنتجه من النفط الذي نبيعه نسدد ثمن الغاز وتنتج لنا الغاز، لدينا في السليمانية وكركوك، هذا الغاز الكثير في كركوك يحترق ويلوث المدينة.
رووداو: حوالي 36% من الغاز المهدر حالياً، تبلغ قيمته 8 إلى 10 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة. هل هناك أي عوائق؟
عزت صابر: هناك مشاكل تقنية، وأحياناً قد تكون سياسية، لا يمكن القيام بهذا العمل بسهولة.
رووداو: بخصوص عودة بي بي إلى العراق، خاصة إلى كركوك، بعد عدة عقود من الانقطاع. يقال أن بي بي ستستثمر في الغاز المصاحب، أريد معلومات عن عقد بي بي.
عزت صابر: ستستثمر بي بي في أربعة حقول نفطية في كركوك ومحيطها وتطورها، تعلم أنني بشكل من الأشكال من كركوك، وسيكون فيه خير لكركوك، سيوظف عشرة آلاف شاب من كركوك، هذا أحد الشروط، عندما يكون هناك تطوير، يجب أن تكون الأولوية للقوى العاملة من أهل كركوك. الآن في البصرة من الصعب جداً أن يأتي شخص من اقليم كوردستان أو بغداد للعمل هناك مع تلك الشركات. يقولون إن فرص العمل ستكون لأهل البصرة، ويجب أن يكون الأمر كذلك في كركوك، المشروع هو أنه سيستثمرون في أربعة حقول نفطية في كركوك. الإنتاج الآن 300 ألف برميل، سيرفعونه إلى 450 وخلال 15-20 سنة القادمة، أي غاز إضافي ينتج من تطوير هذه الحقول، سيقيمون له مشاريع ويستثمرون في الغاز أيضاً. هذا يعني أن هذه الحقول الأربعة ومحيطها في السنوات الثلاثة أو الأربع القادمة، يجب على شركة بي بي إزالة كل حرق للغاز في تلك المنطقة، الإنتاج الجديد يخلق فرص عمل، مقابل المال الذي تنفقه، تسترده.
رووداو: هل هناك أي تقديرات لمعرفة حجم هذا الاتفاق والعقد المعتمد؟
عزت صابر: لم يتم توقيع أو إكمال هذا العقد بعد.
رووداو: يستخدم هذا الغاز لإنتاج الكهرباء وعدة أشياء أخرى. ماذا عن الذي سيخرج من كركوك؟
عزت صابر: سيكون لجميع محطات الكهرباء في كركوك والموصل وتلك المناطق، سيتم توزيع الغاز الأزرق على السكان والمصانع والصناعات، وستذهب المكثفات إلى المصفاة لإنتاج البنزين.
رووداو: قسمك في وزارة النفط هو الأهم من بين الجميع، لأن العراق الآن مهما زاد استثماره في النفط، أوبك وأوبك بلس يمسكون به ويقولون لا تزد الإنتاج؟
عزت صابر: توجه العراق، كما ذكرت، يمكننا تصدير أكثر بكثير مما يسمح لنا به الآن وحددوا لنا سقفاً، توجه العراق هو: من الآن فصاعداً أي إنتاج إضافي يصنعه من النفط، يحوله إلى مصافي وبتروكيماويات، يستهدف تلك الحقول التي فيها غاز كثير ونفط قليل. يسمى GOR (نسبة الغاز). لدينا العديد من حقول النفط، لكن كمية الغاز فيها كبيرة جداً، أي يستثمر في ذلك النفط للحصول على الغاز. لذلك لا يوجد حد على العراق كم ينتج من الغاز، بدليل أننا نستورده، لذلك كلما استثمرنا في الغاز، سننجح، لن يقول لنا أحد لماذا فعلتم ذلك وسنحصل على الدخل وسيكون لدينا بيئة نظيفة.
رووداو: بهذا السؤال يتحدث الخبراء أحياناً عن إدراج الغاز كطاقة نظيفة ضمن الطاقات المتجددة، يرونه مثل الطاقة الشمسية، على سبيل المثال، تقول كريستن بتروليوم في إقليم كوردستان (لقد استطعنا من خلال استخدام وإنتاج الغاز منع انبعاث حوالي 20 مليون طن منCO2 ) حسناً هذا الاستثمار الذي يقوم به العراق في الغاز، هل استطاع منع انبعاث عدة ملايين طن من الغازات الضارة وتحسين البيئة؟
عزت صابر: وقع العراق في عام 2015 وتعهد بأنه حتى عام 2030 لن يكون هناك حرق للغاز، ونحن في وزارة النفط مستمرون ونأمل أن نصل إلى هذا الهدف حتى قبل عام 2030.
رووداو: متى جئت إلى وزارة النفط؟
عزت صابر: الأول من شهر شباط عام 2023، لم يمض عامان بعد.
رووداو: هل حدث فرق كبير في هذين العامين؟
عزت صابر: لا أتحدث عن نفسي، لأنه لم تكن هناك وكالة مختصة بالغاز وحده من قبل. أقوم بعملي ولدي هدف، وأعرف لماذا جئت وما هي مهمتي، لذلك حاولت دائماً أن أنجح في عملي، كانت هناك العديد من الملفات المعلقة في موضوع الغاز، كما قلت خلال هذين العامين والنصف - دعنا نقول أنني جئت بعد رئيس الوزراء بـ6 أشهر - 14 بالمائة من كل غاز العراق الذي كان يحترق، قمنا بتخفيضه.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً