طبيب كوردي زار غزة وقيادي بحماس يعلقان عبر رووداو على مسألة تواجد قادة الحركة داخل المستشفيات

29-05-2024
الكلمات الدالة حماس غزة المستشفيات القطاع
A+ A-
رووداو ديجيتال 

صرّح طبيب كوردي شارك ضمن وفد دولي ذهب إلى غزة منذ أشهر، بأن قادة من حماس كانوا يتواجدون في المستشفيات التي عمل فيها الوفد والتقى بهم شخصياً، في حين نفى قيادي رفيع في حركة حماس، ما ورد على لسان الطبيب معتبراً أن "الأمور خُلطت عليه ولا يوجد إثبات لذلك". 
 
واستضافت نشرة الثانية عشرة، التي يقدمها المقدم سنكر عبد الرحمن، على شاشة رووداو في لقائين متتاليين، الشخصيتان اللتان أوضحتا صحة تواجد قادة حركة حماس داخل مستشفيات غزة من عدمها. 
 
ويعاني قطاع غزة من أزمة طبية كبيرة بسبب غياب الأدوية وضرورة علاج جميع المصابين والمرضى جراء الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل منذ تشرين الأول 2023. 
 
توجه عدد قليل من الأطباء من مختلف أنحاء العالم إلى غزة ويتوجهون إلى هناك باستمرار، وقد كان أحد الأطباء الذين ذهبوا إلى غزة هو الطبيب الكوردي الدكتور بختيار بارام، المختص في جراحة العظام، والذي ذهب من الدنمارك إلى القطاع وعاد إلى هناك بعد قضائه 4 أسابيع في غزة. 
 
حول قراره بالذهاب إلى غزة، قال بارام لشبكة رووداو الإعلامية: "ذهبت رفقة جمعية (نورواك) النرويجية وكنا أربعة أطباء وممرضة، وأول فريق يصل إلى شمال غزة منذ بداية الحرب". 
 
وأوضح أن "شمال غزة عُزلت عن وسط وجنوب القطاع من خلال خط نتساريم وجيش الدفاع الإسرائيلي الذي قام بشطر القطاع إلى نصفين من الشرق وصولاً إلى البحر المتوسط". 
 
وذكر أن أهالي شمال غزة المتبقين "كانوا بحاجة إلى طبيب مختص في العظام، وفي الحقيقة لم يتجرأ أحد على الذهاب إلى شمال غزة، وكنت المرشح الوحيد بين كل الأطباء الذين قدموا ترشيحاتهم وذهبت إلى هناك "، وفق حديثه. 
 
"كان أشبه بمدينة حلبجة بعد الأنفال" 
 
بشأن الوضع في غزة وأوضاع الناس ومكان تركيز القتال، قال الطبيب بارام: "في البداية، وصلنا إلى جنوب غزة عبر معبر رفح وهو الحدود الدولية، وحماس كانت تتواجد هناك ودخولنا كان طبيعياً جداً، والتفتيش استغرق وقتاً لكن الأمر كان طبيعياً". 
 
ومضى يقول "كان هناك قصف على جنوب رفح لكن ليس بالشدة التي هي عليها الآن، لكن فيما يتعلق بشمال غزة، عندما تجاوزنا خط نتساريم، فقد كان أشبه بمدينة حلبجة لدينا بعد الأنفال". 
 
وأكمل حديثه بكلمات مؤثرة، قائلاً: "مع الأسف، لم يكن هناك حائط سلم من الدمار، ذرفت الدموع لأنني كنت قد شاهدت مدن سيد صادق وقلعة دزه والدمار الذي تعرضت له بعد الأنفال، لقد تراءى لي المشهد ذاته أمام عيني". 
 
نشر الطبيب الكوردي مشهداً للقصف، وعلق عليه بالقول: "قمت بتصوير المشهد من غرفة نومي، حتى أن أحد الصواريخ مر بجانبا وتسبب عصفه برفع غطائي". 
 
وتابع: "في القصف الأخير لمخيم النصيرات الذي أودى بحياة الكثيرين، ودمر القصف 5 مباني مجاورة لمستشفى النصيرات".  
 
فيما يتعلق بمكان مكوثه، كشف الطبيب بختيار بارام أنه "خُصص لنا مكانان للإقامة في شمال غزة: مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة في جباليا". 
 
"كان عليهما شعار الأمم المتحدة لمنع إسرائيل من قصفهما، نحن عبرنا خط نتساريم بموافقة جيش الدفاع الإسرائيلي، لكن عندما بدأ القتال في منطقة جباليا والمستمر حتى الآن تعرض محيط المستشفى للقصف"، يقول بارام. 
 
وأكمل سرد المشهد بالقول: "قاموا بإعادتنا إلى مستشفى العودة ثم قالوا لنا (الجيش الإسرائيلي) عليكم المغادرة قبل الساعة 11 لأننا سنهاجم المستشفى". 
 
"قادة حماس تواجدوا في المستشفيات والتقيت بأحدهم" 
 
حين سؤاله عن سبب استهداف إسرائيل للمستشفيات، رد الطبيب بارام بالقول: "حماس كمنظمة سياسية عسكرية تحتاج إلى استغلال كل المواقع من أجل البقاء والحفاظ على مكانتها الاستراتيجية"، مضيفاً "أقول ذلك بأسف حيث شاهدت بعيني استخدام المستشفيات من قبل قادة حماس للاختباء"، مؤكداً قوله بـ "نعم، شاهدت بعيني"، للمرة الثانية. 
 
 
سنكر عبد الرحمن، مقدم رووداو سأل الطبيب، قائلاً: هل كانت حماس تتواجد في المستشفى الذي كنت تعمل فيه؟ هل كان قادة حماس هناك؟، أجاب بخيتار بارام: "نعم. رأيناهم وتحدثنا معهم بينهم أحد مؤسسي حماس وهو منير البرش وكان جالساً معي". 
 
عن تلك الشخصية التي تحدث عنها، أوضح الطبيب أن "منير البرش هو أحد مؤسسي حركة حماس جلسنا معه وضيفنا ستروبري والقهوة في الغرفة". 
 
ألم تطلبوا منهم مغادرة المستشفى وعدم استخدام المستشفيات؟، قالها مقدم رووداو للضيف الذي رد قائلاً: "لم نكن نجرؤ على ذلك، وكان هناك قسم إنعاش لكبار الشخصيات. لا يمكننا طلب مغادرتهم لأنك قد تعتبر مثيراً للمشاكل أو جاسوساً لم يكن ذلك منوطاً بنا، وقد تواجد في مستشفيي الشفاء والأندونيسي". 
 
بشأن أوضاع أهالي غزة، ذكر الطبيب بخيتار بارام: "أهل غزة تعبوا تماماً، ولكل شخص مأساة عاشها، هناك من فقد 42 من عائلته، أو طفل فقد كل ذويه ويعاني منذ أشهر من الجوع وانقطاع المياه والكهرباء". 
 
"لا إثبات لأي علاقة عسكرية وأمنية بمستشفيات غزة" 
 
بدوره، نفى عضو المكتب السياسي لحماس بسام نعيم، ما ورد على لسان الطبيب بخيتار بارام، اتخاذ المستشفيات في غزة ملجأ لقادة حماس أو إطلاق أي عمل عسكري وأمني من داخلها. 
 
وقال نعيم لشبكة رووداو الإعلامية، "أولاً، يجب أن أتقدم باسم شعبنا الفلسطيني وباسمي كوزير صحة أسبق، وكذلك حركتنا لهذا الطبيب الكوردي الذي خاطر بحياته وآثر أن يشارك وفداً طبياً أوروبياً من خلال مؤسسة (نورواك) النرويجية للذهاب إلى غزة لمساعدة شعبنا الفلسطيني الملكوم والمجروح وهذه تضحية كبيرة يجب أن نقدرها عالياً، ولكن يبدو أن الأخ الطبيب الكوردي ليس مطلعاً على طبائع الأمور في الميدان ولذلك هو خرج صرح بهذه التصريحات الخاطئة". 
 
وأضاف: "أولاً، هو ذكر مثلاً اسم الدكتور منير البرش، وهو وكيل عام وزارة الصحة الفلسطينية ومن الطبيعي جداً أن يكون متواجداً في المستشفى لأننا في فترات الحروب عندما كنت وزيراً للصحة، تنتقل إدارة الوزارة إلى المستشفيات حتى نتمكن من العمل الميداني، والإدارة لهذه العلميات الطارئة، لذلك فإن الدكتور منير وغيره من الأطباء، مثل الدكتور يوسف أبو ريش وكيل وزارة الصحة كانوا متواجدين في المستشفيات، ولكن هذا الأمر طبيعي". 
 
وأشار إلى أن الطبيب بختيار بارام "ارتكب خطأ كبيراً بخلطه بين الأمور وتصريحه بأن قادة حماس متواجدين في المستشفيات وادعى أن مقاتلي حماس في المستشفيات ومنهم الدكتور منير البرش". 
 
وتابع نعيم: "بالمناسبة الدكتور البرش، استهدف منزله وقتلت أخته وبناته وهو أصيب إصابة بالغة، وهو طبيب صيدلي ووكيل لوزارة الصحة بغزة". 
 
وأكمل ردّه، قائلاً: "كافة المؤسسات الدولية التي عملت في قطاع غزة، قبل الحرب وبعدها، بما فيها هذه المؤسسة النرويجية لم تثبت أي شيء له علاقة بالعمل العسكري والأمني داخل المستشفيات، بل أن الجيش الإسرائيلي نفسه دخل المستشفيات ودمر وقتل الأطفال والأجنة وحرق الأقسام ودمر المعدات، ومع ذلك لم يستطع أن يثبت في أي مرة من المرات داخل مستشفيي الشفاء وناصر، ولم يتمكن من الحصول على أي شيء يثبت علاقتها بالعمل العسكري والأمني". 

 

 
عضو المكتب السياسي لحماس، شدد بالقول: "نحن في حركة حماس والمقاومة الفلسطينية ووزارة الصحة وحرصنا على شعبنا الفلسطيني، لا يمكن لأي كان أو أي طرف من المقاومة أن يجعل المستشفيات منطلقاً لأي عمل عسكري أو أمني". 
 
وبيّن أن "العدو ارتكب خلال اليومين الماضيين مجرزتين كبيرتين أحرق فيهما المئات من المواطنين وقتل العشرات من الأطفال والنساء في مخيمات النازحين التي طلب العدو نفسه من الناس الذهاب إليها كمراكز آمنة". 
 
ولفت إلى أن "العدو دخل رفح بذات الليلة التي وافقت فيها حماس على وثيقة لوقف إطلاق النار بواسطة قطرية مصرية أميركية واحتل معبر رفح وقطع إمكانية إدخال المساعدات
 
ونبه إلى أن "الوضع في جنوب القطاع خطير وكذلك أيضاً شمال غزة التي ترتكب فيها المجازر على مدار الساعة بجباليا وبيت حانون". 
 
وذهب إلى أن "أهالي غزة إما يقتلون بالصواريخ أو بالمجاعة والأمراض". 
 
"الكورد لهم الحق بالحرية والكرامة" 
 
في سياق آخر، أشاد عضو المكتب السياسي لحماس باسم نعيم، بالشعب الكوردي، واصفاً إياه بأنه "عظيم وكريم"، مردفاً أنه "يعرف عن الشعب الكوردي على مدار قرون مواقفه المساندة والمناصرة للشعب الفلسطيني ابتداء من حملات القائد صلاح الدين الأيوبي". 
 
وذكر أن "الكورد لهم فضل كبير على فلسطين وأهلها وهناك المئات من العائلات في غزة والقدس والخليل ونابلس من أصول كوردية". 
 
بشأن استقلال الكورد، قال عضو المكتب السياسي لحماس باسم نعيم إن "لكل الشعوب حقها في الحرية والكرامة عبر الحوار لكننا كحركة لا نتدخل في أي شؤون داخلية للدول ومن حق الشعب الكوردي أن ينعم بالحرية والعدل والكرامة". 
 
القيادي في حماس، أشار إلى أن "الدور الكوردي تاريخي وثابت تجاه فلسطين ونحن ممتنون لكل ما قدموه من قرون لأجل الشعب الفلسطيني". 

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب