مستشار السوداني لرووداو: الظروف الطارئة قد تهوي بسعر النفط إلى 60 دولاراً

29-01-2025
رووداو
الكلمات الدالة فلاح العامري العراق أوبك أسعار النفط
A+ A-
رووداو ديجيتال

حذر فلاح العامري، مستشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لشؤون اقتصاد النفط، من أن الظروف الطارئة قد تهوي بأسعار النفط إلى 60 دولاراً للبرميل، مشيراً إلى أن أوبك لن تسمح بانخفاضه إلى مستويات أقل، إلا في حال وقوع أزمات غير متوقعة، كما حدث خلال جائحة كورونا.


وقال العامري، في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، أجراها نوينر فاتح: "نأخذ الوضع في الاعتبار وكذلك الظروف الطارئة، والظروف الطارئة قد تهوي بسعر النفط إلى 60، ولن تسمح أوبك بأن ينخفض إلى مديات أخرى إلا إذا ظهرت ظروف مثل ما حدث مع كورونا وغيرها".

وأضاف أن استمرار انخفاض الأسعار مع الإبقاء على معدلات الإنتاج الحالية سيكون على حساب دول أوبك التي تعتمد على الإيرادات النفطية لدعم موازناتها.

فيما يخص الطاقة الإنتاجية، أكد العامري أن العراق يمتلك طاقة إنتاجية تصل إلى 5.5 مليون برميل يومياً، ويمكن زيادتها إلى 7.5 مليون، ولكن ذلك يتطلب استثمارات كبيرة.

العامري، وصف العقد الأخير الذي أبرمته الحكومة العراقية مع شركة بريتش بتروليوم (BP)، بمحاولة لـ "إنقاذ حقول كركوك والمناطق المحيطة بها"، الخاضعة لسيطرة الحكومة الاتحادية.

وأوضح "الحقول بحاجة إلى عناية وحفر وصيانة، وكانت مفقودة، فبينما كان الإنتاج مليون برميل، انخفض إلى 700 ألف، ثم 600 ألف، والآن قد يكون 400 ألف أو أقل، وإذا استمرت الحالة كما هي، سينخفض الإنتاج أكثر"، لافتاً إلى أن اختيار BP جاء بسبب خبرتها الكبيرة ومعرفتها الدقيقة بتفاصيل هذه الحقول.

أدناه نص المقابلة: 

رووداو:  أسعار النفط خاصة بعد عودة ترمب ومطالبته لدول الأوبك بخفض سعر النفط، هل تعتقد أن هذا سيؤثر كثيراً على سعر النفط في السنوات القادمة؟

فلاح العامري:
حقيقة، هناك عدة عوامل تؤثر على أسعار النفط، منها السياسة الأمريكية، سياسة الطاقة الأمريكية، أيضاً سياسة أوبيك، بالإضافة إلى عوامل أساسية الأخرى هي العرض والطلب، هي تعتبر من أساسيات السوق، الاقتصاد العالمي اتجاهات الاقتصاد العالمي، كل هذه عوامل في الوقت الحاضر. السياسة الأمريكية الحالية تختلف عن السياسة الأمريكية السابقة للرئيس السابق، الرئيس ترمب لديه سياسة لأنه تابع للجمهوريين والجمهوريون أيضاً من الذين لديهم صناعة نفطية كبيرة، وهو رجل اتجاهات اقتصادية. فلذلك يريد إنعاش الاقتصاد الامريكي وزيادة التصدير وتقليل الاستيراد، وفيما يتعلق بالطاقة بشكل عام، يريد أن يقلل الاستيراد ويكثر الإنتاج والتصدير وخاصة إلى دول أوروبا حتى يحل محل الروس. فهذه التصريحات والقرارات التي اتخذها تصب كلها سواء فعلياً، أو تخلق نوع من الحالة النفسية أو القلق للدول الأخرى. بهذه السياسة النفطية ترمب يريد داخلياً زيادة الانتاج وخارجياً خفض السعر العالمي وبالتالي يخفض السعر بالداخل وهو في الحقيقة يستهدف سعراً يتراوح بين 55 إلى 60 وهذا السعر يناسب الاقتصاد الأمريكي ويناسب قطاع الطاقة الأمريكية، قطاع الطاقة الأمريكية حقيقةً دعنا نقول النفط والغاز النفط والغاز ينتجان من مكانين بشكل عام في أمريكا، من خليج المكسيك الذي تغير تسميته إلى خليج أمريكا، وهذا حقيقة يشكل نسبة مهمة في الإنتاج الأمريكي والإنتاج الآخر هو إنتاج النفط الصخري والغاز الصخري في مكان في وسط أمريكا، والتكاليف هنا لا تتحكم في السعر الذي يريده. بشكل عام التكاليف في خليج المكسيك قديمة وتعاني مشاكل العمق والأرض والبحار وغيرها ومشاكل المنطقة التي تغلب عليها الرياح والعواصف وتؤثر على الانتاج، والسعر تقريباً بشكل عام 40 إلى 50 فهناك القليل فوق الخمسين والشركات تتجه للعمل في النفط الصخري والغاز حقيقة.

هناك بصورة عامة 'توتير سستم' ويعني نظامين أو نوعين من الحقول حقول سهلة وأرضها ليست عميقة جداً وتخلو من الصخور وغيرها، وصارت عندهم خبرة وتكنولوجيا خفضت تكلفة الإنتاج لأقل من الأربعين ولكن هناك حقولاً جديدة ترتفع فيها التكلفة إلى سبعين، فإذا تمسك بتخفيض السعر إلى ستين لن يتمكن من زيادة الانتاج لأن نحو 20% أو 10% من الحقول التي تنتج وتكاليفها سبعين فما فوق للبرميل ستكون خارج الانتاج، فهنا عليهم إعداد موازنة تفيد الاقتصاد وتجيب على هل يضحي بالعشرين بالمئة من النفط الصخري في سبيل أن ينعش الاقتصاد بأسعار ويستفيد المواطن أيضاً، هذا جزء من السياسة.

رووداو: لكن فيما يتعلق بأوبك وزيادة الإنتاج ربما سيكون لهذا تأثير أكيد، سيكون له تأثير على سعر النفط لكن من الجانب الاقتصادي سأعود إلى النفط مرة أخرى لكن اقتصاديا عندما نتحدث عن سعر النفط بين 55 إلى 50 أو 65  أو 60 دولاراً ماذا يعني هذا للاقتصاد العراقي؟

فلاح العامري:
تقصد ماذا يعني ذلك السعر وما تأثيره علی العراق، حقیقة المؤشرات نتبعها و ننحللها، هناك ثلاثة مؤشرات، المؤشرات التي تشير إلى هدوء بالسياسة والحروب وهذا الهدوء يعني عدم وجود عقوبات وكذا موضوع غزة يبدو أنه سينتهي، هذا سيساهم في القلق الذي كان موجوداً بأسواق النفط العالمي وبالتالي التريميوم أو الزيادة التي كانت موجودة على أسعار النفط.

سينخفض السعر 3 دولارات 4 دولارات 5 وقد بدأ خلال الاسبوعين الأخيرين فوصل إلى 78 وممكن 73 أو 74 وقد ينخفض أكثر، هذا الاحتمال ونحن نعيش هذه الفترة لذلك نرى السعر بعد فترة نضج الأمور في قضية غزة وبعدها ستحاول أوبكالتفاعل مع هذه الأمور ونرى ردود الفعل. نحن بحاجة للبقاء في السبعينات، لكن إذا شهد المستقبل المزيد من الهدوء سيزيد الانتاج، وإذا زاد الانتاج سيكون هناك فائض عند دول أوبكوإذا كان هناك فائض عند دول أوبكوالانتاج الأمريكي مستمر سيزيد العرض وسيكون هناك توازن مع الطلب وقد يفقد التوازن بالأشهر الأربع أو الثلاثة الشهر القادمة، طبعاً هذا علينا أن نأخذ الوضع في الاعتبار وكذلك الظروف الطارئة، والظروف الطارئة قد تهوي بسعر النفط  إلى 60، ولن تسمح أوبكبأن ينخفض إلى مديات أخرى إلا إذا ظهرت ظروف مثل ما حدث مع كورونا وغيرها. بالمستقبل استمرار خفض السعر مع الاستمرار بالإنتاج الحالي سيكون على حساب دول أوبك التي تريد حكوماتها السعر عالياً لدعم موازناتها، فتحاول التضحية في الإنتاج فحصة أوبك وحصة الدول تقل وإذا نحن وصلنا تقريباً 4 ملايين ونصف سنة سنرجع إلى 4 ملايين، المحور الثالث هو أن فرص ارتفاع الأسعار قليلة لأن حصوله قليل ولن يحدث حتى تتوقف الحرب الروسية ربما، هذه كلها ستنعكس على السعر.

وأعتقد إذا تحقق الرأي الأول أي الهدوء التام ستنخفض الأسعار والعرض يزيد وكذا وتنخفض الأسعار ويصل إلى الستين وستخلق لنا مشكلة على الوزارات المعنية كالمالية والنفط وبعض الوزارات وعليها العثور على حل لهذا الموضوع.

رووداو: نعم، العراق له خطة لزيادة الانتاج في سنوات القادمة إلى سبعة ملايين.

فلاح العامري:
سمعت، سمعتها نعم.

رووداو: ممكن؟

فلاح العامري:
في تقديري، وأنا من الخبراء الذي لا أفضل الحديث عن المستقبل، لأن الانتاج والأسعار غير قابلين للتوقع. لأننا داخلياً قوة، الظروف الداخلية قوة نتوقعها، لكن الخارج واقتصادنا ونفطنا مرتبطان بالخارج أي بالدولار وبالنفط وبأوبيك. أعتقد أني أعطيتك الصورة، الصورة ليست لصالح زيادة الإنتاج وليست في صالح الطلب. الاقتصاد العالمي نتيجة هذه الاختلافات السياسية انقسم إلى جبهتين جبهة أمريكا وأوروبا وجبهة روسيا والصين والهند، هذا خلق خللاً بالاقتصاد العالمي في حركة البضائع، وترمب أيضا إذا مارس سياسته الضريبية فسيقلل حركة البضاعة ويقلل الطلب على النفط وبالتالي العرض سيتجاوز الطلب. فلاقتصاد العالمي أيضا له دور في تقليل الطلب على النفط ولذلك أنا أعتقد زيادة الإنتاج، عندك زيادة الإنتاج وزيادة الطاقة الإنتاجية. الذي سمعته هو أن الطاقة الإنتاجية الآن خمسة ونصف ويستطيعون رفعها إلى سبعة ونصف لكن يجري إنفاق المال عليه، نحن الآن ضمن أوبكالتي تسمح لنا بإنتاج أربعة وربما يخفضونه وحتى إذا زيد خلال الثلاث سنوات القادمة لن يزيدوه إلى خمسة ونصف وستة فالزيادة والنقص هي دائماً 250، 300 ألف 150، لذلك ربما يصلون إلى الطاقة الإنتاجية سبعة ولكن لا أعتقد أن الإنتاج الفعلي سيصل إلى السبعة.

رووداو: رأيك وتقييمك لآخر عقد وهو العقد مع بريتش بيتروليوم. كيف تقيم هذا العقد؟

فلاح العامري:
أنا أقيمه بشكل عام. بشكل عام وفني وزارة النفط بدأت تتكلم به منذ 2015 اتذکر الغرض منه هو انقاذ حقول كركوك و المحيطة بها إنقاذ تلك التي تحت سيطرة الحكومة الاتحادية لأن الحقول بحاجة لعناية وحفر وصيانة وهكذا، وكانت مفقودة فبينما كان الإنتاج مليون صار 700 ثم 600 والآن يمكن 400 أو أقل وإذا ظلت هكذا الحالة ينقص. 'بي بي' تعرف تفاصيل هذه الحقول لهذا ركزت الوزارة على "بي بي" لأنها تعرف التفاصيل ولديها الخريطة العملية لإنقاذ هذه الحقول والحقول التي معها وزيادة إنتاجها التي لن تكون بالملايين فإن كان الإنتاج الحالي 400 ربما هما أو 350 ربما يكون الهدف 600 أو 650 قبل 5 سنوات كان الهدف 850 الآن اختلف. لذلك أعتقد أنه جاء بالوقت المناسب، موضوع كركوك جاء بالوقت المناسب ولا ينبغي أن يكون جدال أو خلاف عليها الآن في الوقت الحاضر.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب