رووداو ديجيتال
أعرب رئيس مؤتمر ميونيخ، كريستوف هويسكن، عن تطلعه بأن يلعب رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، دوراً "بنّاء" في إعادة تنظيم الدولة السورية.
وقال هويسكن، في حوار خاص مع شبكة رووداو الإعلامية، أجرته مع آلا شالي، اليوم الأربعاء (29 كانون الثاني 2025)، إن ممثلي حكومة إقليم كوردستان يشاركون في المؤتمر لأنهم "فاعلون مهمون في المنطقة".
وشدد على مساندة الحكومة الجديدة في سوريا، من أجل "حماية حقوق الأقليات" من بينها الكورد "الذين نأمل أن يكونوا جزءاً من سوريا".
وأدناه الحوار مع رئيس مؤتمر ميونيخ، كريستوف هويسكن:
رووداو: السيد هويسكن، في حوار أجريناه معكم العام الماضي تحدثنا عن خطر نشوب حرب عالمية ثالثة، هل ما زال هذا الخطر قائماً؟
كريستوف هويسكن: ما زلنا نرى النيران مشتعلة في زوايا عديدة من هذا العالم. الصراعات تتواصل. عدد كبير من الناس يعانون ويقتلون ويضطرون للفرار. بلغ عدد اللاجئين في العالم مستوى تاريخياً. من جهة أخرى، هناك بالتأكيد بصيص أمل. إحدى المناطق القريبة جداً منكم هي سوريا بالطبع. هناك حكومة جديدة في سوريا، نأمل أن تصبح حكومة شاملة. حكومة تضم جميع الجماعات العرقية والدينية. أعتقد أن هذا مهم جداً، والكورد بالطبع جزء من هذا.
رووداو: العراق وإقليم كوردستان مرتبطان بالوضع في سوريا. سيشارك رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، في مؤتمر ميونخ. هل سيكون هذا مهماً للحديث عن مستقبل سوريا؟
كريستوف هويسكن: يشارك ممثلو حكومة الإقليم في مؤتمر ميونخ للأمن منذ سنوات عديدة، لأنهم فاعلون مهمون في المنطقة. أنا بانتظار الرئيس (نيجيرفان) بارزاني والسيد كروغندورف ليعرضا موقفهما من جهة، لأن لديهما خبرة كبيرة في الحرب ضد داعش. ما أراه مهماً للغاية هو أن يلعبوا دوراً بنّاء في محاولة إعادة تنظيم الدولة السورية. يحدوني الكثير من الأمل في أن يصبح الكورد والمناطق الكوردية جزءاً لا يتجزأ من سوريا هذه، التي تكون فيها حقوق الكورد، الذين سيصبحون حينها أقلية محمية في سوريا بموجب للقانون الدولي.
رووداو: هل دعي ممثلين عن كورد سوريا أيضاً؟ لأن قضية حقوق الكورد والقوميات الأخرى في سوريا موضوع ساخن، هل سيناقش هذا الموضوع الساخن في مؤتمر ميونخ هذا العام؟
كريستوف هويسكن: نحن نتحدث عن سوريا وبالطبع سنناقش ذلك أيضاً، ما زلت أجهل من سيمثل سوريا، لكننا سنناقش بالتأكيد كيف تعمل هذه الدولة السورية، وهذا يؤثر فقط عندما تكون حقوق جميع الأقليات محمية، لأن حقوق الكورد محمية وهم مدمجون في الدولة بطريقة ما، عندما تعمل الدولة، ولكن يحصل الكورد على حقوقهم أيضاً، كما هو الحال عندنا في الاتحاد الأوروبي، في العديد من البلاد التي لديها أقليات، حقوقهم محمية ولغتهم وثقافتهم محميتان وأعتقد أن هذا مهم جداً جداً. تواجه سوريا العديد من التحديات، علينا أن نساندهم، نساند الحكومة الجديدة، لاتخاذ مثل هذا المسار. هذا ليس سهلاً عندما تكون قد خضت الحرب لفترة طويلة، حرباً أهلية، حرباً ضد الأسد، حيث كان هناك تطرف شديد، كيف يمكنك الآن تخفيف هذا لكي يتعامل الناس مع بعضهم البعض بطريقة متحضرة.
رووداو: سيد هويسكن، أريد أن أسأل عن ترمب. يقول ترمب إنه سيوقف كل الحروب. هل هناك أرضية لإيقاف الحرب في أوكرانيا؟ هل أنتم متفائلون بأن هذه الحرب ستنتهي؟
كريستوف هويسكن: أرى منذ سنوات عدة أن الأمريكيين، الذين لديهم نشاط خارجي قوي ومشاركة خارجية لعقود من الزمن، قد سئموا من ذلك. أمريكا تواجه العديد من العقبات الداخلية، ولم تعد أمريكا تريد أن تلعب دور شرطي العالم، ولذلك نتفهم انسحاب الأمريكيين. آمل أنهم عندما يفعلون ذلك، أن يفعلوه بصورة قانونية، ولا يخلفوا وراءهم فراغ قوة وسلطة قد تملؤه القوى المتطرفة لاحقاً. المقصود هو أن إنهاء الحرب وإعادة السلام، للأسف، لن يحدث بانسحاب سريع للأمريكيين، بل قد يؤدي ذلك إلى العكس. لذا نتفهم الانسحاب، ولكن في نفس الوقت نرجو منهم أن يحدث هذا بشكل مسؤول.
رووداو: عند النظر إلى ألمانيا نجد أن أصوات اليمين المتطرف تزداد. دعوتم ممثلين عن حزب البديل. أريد أيضاً أن أعرف إن كان ممثلو إيران وروسيا سيحضرون أيضاً؟
كريستوف هويسكن: بما أن لدينا أساساً قوياً جداً، وهو أننا نريد السلام من خلال الحوار، لذلك ندعو الأطراف المتنازعة. لكن المبدأ الثاني هو أننا نريد سلاماً يقوم على أساس القانون، القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. هذا دائماً سبب لدعوتهم، لجمع الناس معاً. يجب أن يلمس هذا في الحالات الفردية. هل يقف الناس على أساس الدستور الألماني والقانون الأوروبي والقانون الدولي، خاصة في ألمانيا، من منطلق تاريخنا، هل يقرون بتاريخ الهولوكوست لدينا. هذا غائب عند حزب AfD. نحن لا ندعوهم. روسيا تطالب دائماً بالأغلبية فقط ولذلك سيكون لدينا بالتأكيد ممثلون عن المجتمع المدني الروسي، لكن لن يكون هناك أي ممثل عن الحكومة الروسية. أما عن إيران، علينا أن نرى كيف سيتطور الوضع الجديد الذي نشأ. كان هناك حوار وغالباً ما أستمع إلى ما تقوله الحكومات التي شاركت في هذه الحوارات، هل يمكن من وجهة نظرهم أن يكون هناك حوار مفيد في ميونخ أم لا.
رووداو: سؤالي الأخير سيد هويسكن، ما مدى أهمية مشاركة رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني في مؤتمر ميونخ هذا العام أيضاً؟
كريستوف هويسكن: كما قلت، عندما كنت مستشاراً لرئيس وزراء ألمانيا، كان يأتي للمشاركة لعدة سنوات وبانتظام. اجتمعت أنجيلا ميركل أيضاً مع ممثلي أربيل، لأنهم يلعبون دوراً مهماً جداً. آمل أن يستخدم الرئيس (نيجيرفان) بارزاني ميونخ أيضاً لإجراء محادثات مع العديد من السياسيين المؤثرين في المنطقة، حتى يتمكن من عرض خبرته ومعرفته الواسعة هناك أيضاً. أنا سعيد لأنه قبل الدعوة مرة أخرى وسيأتي إلى ميونخ.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً