رووداو - أربيل
أكد عضو لجنة كتابة الدستور السوري الجديد، يحيى العريضي، أن "حقوق الكورد بحسب الدستور الجديد ستكون موافقة لحقوق كافة السوريين من كل المكونات السورية"، مضيفاً: "الحقوق ستكون مكفولة ضمن مبدأ المواطنة المتساوية وسيكون الجميع متساوين في الحقوق والواجبات".
وقال العريضي في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية: "أنا لست كوردياً وأتمنى من زملائي الكورد أن يتركوا من هم ليسوا من الكورد أن يدافعوا عن القضية الكوردية ويتبنوها وأن يشعروا بالمظلومية الكوردية، ويكونوا هم المدافعين والمرافعين عن هذه القضية".
وفيما يلي المقابلة:
رووداو: أين وصل عمل اللجنة الدستورية؟
يحيى العريضي: في الثلاثين من الشهر الماضي، اجتمعت اللجنة المؤلفة من 150 سورياً بأقسامها الثلاثة "المعارضة والنظام والمجتمع المدني"، وقدمت في اليومين الأولين للدورة مداخلات سياسية قانونية ودستورية لتبدأ الدورة الثانية حيث تضمن جدول الأعمال والمداخلات التي لها طبيعة دستورية لأن مهمة هذه اللجنة هي كتابة الدستور الجديد لسوريا.
رووداو: هل أنتم مستعدون للموافقة على القبول بتعديل دستور 2012، لا أن يتم صياغة دستور جديد؟
العريضي: نحن نعرف تماماً بأن الفريق الذي سمى نفسه الفريق المدعوم من الحكومة هو فريق النظام، ويأتي إلى جنيف وفي ذهنه بعض التصورات بأن دستور 2012 هو دستور مناسب له، ومن جانبنا نرى أن سوريا بحاجة إلى دستور جديد حتى لا يتكرر فيها ما حدث خلال التسع سنوات الماضية، بالنسبة لنا دستور 2012 لايناسب سوريا وهو مناسب فقط لإعادة المأساة السورية لأنه يحتوي على مواد تضع السلطة في يد واحدة، على سبيل المثال رئيس الدولة بيده السلطة والتشريع والتنفيذ ونحتاج الآن إلى فصل السلطات وأن تكون السلطة القضائية والتشريعية والتنفيذية منفصلة عن بعضها ولا تلتهم واحدة الأخرى، فصل السلطات مسألة ضروية وهذا الأمر يحتاج إلى دستور جديد.
رووداو: بالنسبة لكم كمعارضة، ما الذي تريدونه في سوريا الجديدة؟
يحيى العريضي: بالنسبة لنا سوريا لكل السوريين وسوريا فوق كل القيم وفوق كل اعتبار، نحن نذهب إلى جنيف لكتابة دستور جديد، وهناك فريق آخر يذهب إلى جنيف وحرصه الأساسي ليس على سوريا بل على كرسي السلطة وهذه هي الوصفة الأسرع والأنجع من أجل استمرار الاستبداد والدكتاتورية وخراب البلد، بالنسبة لنا نحن نرى أن نؤمن بمسألة واحدة، بأن هذه السنوات التسع التي مرت يجب أن لا تتكرر في سوريا، بالنسبة لنا سوريا لكل السوريين فيها مواطنة متساوية، والكل تحت القانون عرباً أوكوردا أوأشور، ومن مختلف الإثنيات والمكونات والديانات والقوميات والجميع متساوون أمام القانون وهذا هدفنا لأن الإنسان فوق كل قيمة.
رووداو: لكن هناك مكونات أخرى، الكورد، التركمان، المسيحيون، الشركس وكلهم يريدون أن تكون لهم حقوق في سوريا، ولديهم مشاكل مع تسمية سوريا بالجمهورية العربية السورية، لأنهم تعرضوا للظلم تحت هذا المسمى؟
العريضي: المسألة بالنسبة لنا كما ذكرت أنه عندما يكون هناك مواطنة متساوية، والكل متساوون أمام القانون، والكل على مسافة واحدة من الدولة المسألة لا تعود لاعتبارات لغوية أواصطلاحية ومن المعروف أن الأغلبية في سوريا هم عرب وهناك أقليات، بالنسبة لنا لا نستطيع أن نضع اسما لسوريا وفيه أربعين أوخمسين كلمة آخذين بعين الاعتبار كل الإثنيات والقوميات والمكونات واللغات والثقافات، وأعتقد أن المظلومية السورية واضحة المعالم ونحن نستشعرها تماماً ونعرف أنها حقيقة ويجب أن تزال، بالنسبة لاسم الجمهورية السورية أوسوريا أو سوريا العربية أو الكوردية، هذه أمور قيد النقاش ولم يتم التوصل إلى اتفاق، وسيتم نقاشها في الاجتماعات القادمة ويتم الاتفاق عليها.
رووداو: ألا تشعرون أنكم ظلمتم الكورد، إذ إنهم مشاركون بعضوين فقط في لجنة كتابة الدستور؟
العريضي: عضوان كورديان في لجنة الدستور وعضو في المجموعة المصغرة الـ15 وهناك كورد ضمن لجنة النظام ولجنة المجتمع المدني أيضاً، المسألة ليست بالعدد، هناك مواطنة متساوية، وحق محفوظ نقاتل من أجله، كل السوريون ظلموا في العقود الخمسة الماضية، المظلومية ليست على جهة معينة الكل مظلوم ولكن بنسب مختلفة المظلومية الكوردية تؤخذ بعين الاعتبار وهي مسألة أساسية وتأخذ حيزاً من النقاش في الهيئة السورية للتفاوض.
رووداو: الكورد لديهم مجموعة من الشكاوى ويقولون إن المعارضة ارتكبت ظلماً كبيراً على الكورد بتحديد عضوين فقط للمشاركة في لجنة الدستور، وفي اللجنة المصغرة عضو واحد فقط ، كيف سيتمكن عضو واحد فقط من حماية حقوق الكورد بين 45 عضواً آخر ما هي آلية تعيين الأعضاء، بالاتفاق أم بالتصويت؟
يحيى العريضي: أنا لست كوردياً وأتمنى من زملائي الكورد أن يتركوا من هم ليسوا من الكورد أن يدافعوا عن القضية الكوردية، أن يتبنوا القضية الكوردية وأن يشعروا بالمظلومية الكوردية أن يكونوا هم المدافعين والمرافعين عن هذه القضية، عملياً إذا أخذنا بعين الاعتبار أن سوريا هذا "الموزائيك" الذي وافق عليه الجميع، ولدينا الكثير من الديانات والمكونات والقوميات علينا تمثيل كل هؤلاء وسوريا ليست معافاة ليكون فيها انتخاب، دعنا نخرج هذا الجسد المعلول إلى طريق الصحة والعافية لنكون جميعاً في بلد نضعه على السكة الحقيقية التي تلبي حقوق الجميع.
رووداو: يقول سفيرسوريا بشار الجعفري، إن هناك تدخل خارجي في لجنة كتابة الدستور، ما صحة هذا الكلام؟
يحيى العريضي: الجعفري لم يقدم أي تصريح لكن في إحاطة بيدرسن التي قدمها في مجلس الأمن قال إنه لن يكون هناك أي تدخل في اللجنة الدستورية، أعتقد أن من يجانب الحقيقة كلما تنفس لا يستحق الرد عليه، ليس هناك تدخل في اللجنة، الحديث سوري - سوري، والمفاوضات سورية - سورية، اللجنة سورية - سورية، بيدرسن يجلس لتسيير الامور، هادي البحرة والكزبري يتناوبان إدارة الجلسات وليس هناك تدخل سوى ما سبق حيث القضية لم تعد سورية بحتة بسبب وجود قوات عدة دول في سوريا مثل روسيا و تركيا وإيران، لكن سنحاول أن تكون اللجنة الدستورية المخرج الذي ينتج عن المفاوضات والذي ينتج عنه كتابة دستور ينجي سوريا من مأساة قادمة.
رووداو: هل هذه اللجنة قادرة على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية؟
العريضي: نحن نعرف تماماً أن اللجنة الدستورية ليست الحل في سوريا هناك قرارات دولية وهناك قرار 2254 وكتابة دستور لسوريا ليس الأمر الوحيد الموجود في القرار، حتى يكون هناك يجب أن يجرى استفتاء عليه ويوافق الشعب عليه وهذا يتطلب البيئة الآمنة المناسبة ليتمكن المواطن من المشاركة في الاستفتاء، اللجنة الدستورية مجرد خطوة باتجاه إيجاد حل لسوريا، بالنسبة لنا نذهب بكامل الجدية لأن لدينا قيمة كبيرة هي سوريا والإنسان السوري الذي يستحق حياة حرة كريمة ويستحق أن يكون له دستور ينظم الحياة، نأمل من الطرف الآخر أن يضع سوريا فوق أي اعتبار لنصل جميعاً إلى كتابة دستور يكون هداية بالنسبة لسوريا ليضعها على المسار الصحيح، لدينا فريق من المستشارين والخبراء سيكون رديفاً للجنة المصغرة المكونة من 15 عضواً، ستكون حقوق الكورد محفوظة كأي مواطن سوري دون تمييز، وتلك المظلومية يجب إنهاؤها.
رووداو: ما هي حقوق الكورد في الدستور السوري الجديد؟
العريضي: ستكون الحقوق مكفولة ضمن مبدأ المواطنة المتساوية وسيكون الجميع متساوون في الحقوق والواجبات، هكذا نؤمن بكتابة الدستور.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً