كتلة الاشتراكي الديمقراطي الألماني: إقليم كوردستان مثال الحكومة المستقرة في الشرق الأوسط

26-06-2023
آلا شالي
الكلمات الدالة إقليم كوردستان الشرق الأوسط ألمانيا
A+ A-

رووداو دیجیتال

قال مسؤول علاقات كتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني إنه في عموم الشرق الأوسط "هناك قلة من التشكيلات الحكومية المستقرة" لكن إقليم كوردستان استطاع الخروج من هذه الحلقة و"شكل حكومة إدارية مستقرة" نموذجية.

وعن العلاقات بين برلين وأربيل واستقبال المستشار الألماني أولاف شولتز لرئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، قال مسؤول العلاقات الخارجية لكتلة الاشتراكي الديمقراطي الألماني، نيلس شميت، لمراسلة شبكة رووداو الإعلامية، آلا شالي: "نريد أن يتمكن الرئيس بارزاني من تنظيم تنمية جيدة في إقليمه، ولهذا ندعم الاقتصاد ونساعد في إعادة إعمار المناطق التي دمرها داعش، ونعلم أن الأطراف السياسية الكوردستانية لها دور مهم في الحكومة المركزية وفي البرلمان ببغداد".
 
ووصف نيلس شميت إقليم كوردستان بأنه مختلف عن سائر أجزاء العراق وأكثر استقراراً "ونولي اهتماماً كبيراً بعلاقاتنا مع إقليم كوردستان، وخاصة في شمال العراق، حيث نرى أن هذا الإقليم مستقر لحد ما، وفيه فرص لنستثمر في البنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية. نحن نريد أن يتمكن الناس من العيش بسلام هناك".
 
وتأتي تصريحات المسؤول في كتلة الاشتراكي الديمقراطي الألماني بينما وصل رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، أمس الأحد (25 حزيران 2023) إلى ألمانيا ومن المقرر أن يجتمع اليوم مع المستشار الألماني أولاف شولتز.
 
وفي اجتماعاته مع المستشار الألماني وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين الألمان، سيركز نيجيرفان بارزاني على التباحث بشأن علاقات أربيل وبغداد وحل الخلافات بينهما وتوسيع آفاق التعاون المشترك بين أربيل وبرلين في المجالات العسكرية والإنسانية، ومسألة استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان.

التنسيق بين البيشمركة والجيش الألماني في مواجهة داعش والخطط المستقبلية للمستشارين العسكريين الألمان لتقديم المشورة وتعزيز قدرات البيشمركة وأحوال الكورد الإيزديين، سيكونان من المواضيع التي سيبحثها رئيس إقليم كوردستان.

نيلس شميت الذي ينتمي المستشار الألماني الحالي إلى حزبه، أخبر آلا شالي بأن حكومة بلاده قدمت الكثيرة من المساعدة لقوات البيشمركة لمواجهة داعش وأدى ذلك إلى التقارب بين برلين وأربيل، وأشار شميت إلى أنهم يهمهم أن يقضى على داعش نهائياً ولهذا مددوا علاقاتهم مع قوات البيشمركة في إطار تقديم المشورة والتدريب، وذكر أنه بفضل تدريب البيشمركة على يد المستشارين العسكريين الألمان "أصبح بمقدور القوات الأمنية الكوردية أن تنجز الكثير، ونريد الاستمرار في هذا لأننا نعرف أن داعش لم ينته تماماً".
 
وأدناه حوار آلا شالي مع مسؤول لجنة العلاقات الخارجية لكتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني:


رووداو: يكن شعب إقليم كوردستان الكثير من الحب لألمانيا، وعندما أذهب إلى هناك يعبر لي الجميع عن هذا الشعور، أنتم في الحزب الاشتراكي الديمقراطي وفي البرلمان، كيف تنظرون إلى إقليم كوردستان؟

نيلس شميت: هذه علاقة وثيقة وخاصة، ولكون كثيرين يقيمون في ألمانيا أو أقاموا فيها سابقاً، فإني عندما أسافر إلى أربيل أجد كثيرين يتحدثون اللغة الألمانية ويستذكرون أيامهم في ألمانيا، كما أننا قدمنا مساعدات كثيرة لإقليم كوردستان، أرسل جيش بوندسفير الألماني الدعم العسكري وأرسلنا الأسلحة لمواجهة داعش، وهذا بلا شك يقربنا إلى بعضنا، كما نقيم عالياً جداً كرم ضيافة وحسن استقبال شعب إقليم كوردستان.

رووداو: وماذا عن الجانب السياسي؟

نيلس شميت: علاقاتنا السياسية قوية جداً، كما تعلمون ألمانيا دولة اتحادية مثل العراق، ولهذا نولي اهتماماً كبيراً بعلاقاتنا مع إقليم كوردستان وخاصة في شمال العراق، حيث نرى أن هذا الإقليم مستقر لحد ما، وفيه فرص لنستثمر في البنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية. نحن نريد أن يتمكن الناس من العيش بسلام هناك، كما نريد أن يعم السلام كل العراق.

رووداو: تحدثتم عن شعب إقليم كوردستان، وقد زاد حب شعب إقليم كوردستان لألمانيا بعد حرب داعش، والكل يتحدثون عن أثر سلاح ميلان في تدمير عربات داعش المفخخة، كيف تريد ألمانيا الآن مواصلة مساعدة البيشمركة في الحرب على الإرهاب؟

نيلس شميت: قمنا بتمديد تفويض بوندسفير في محاربة داعش وهذا يشمل دعم البيشمركة من حيث التدريب، وأصبح بمقدور القوات الأمنية الكوردية أن تنجز الكثير، فقد قامت ألمانيا بتدريب وإعداد مدربين وساعدت على إنشاء مدارس عسكرية، أي أنهم فعالون ويمارسون دور مستشارين أقوياء، ونريد الاستمرار في هذا لأننا نعرف أن داعش لم ينته تماماً ولا يزال نشطاً، ولا يزال يخرب التعايش بين الناس في عموم العراق، لهذا نريد بناء الأمن والاستقرار من خلال تدريب القوات الكوردية، وبالتأكيد القوات المسلحة التابعة للحكومة المركزية أيضاً، لكي لا يتمكن داعش من السيطرة على أي مناطق بعد الآن.

رووداو: كان هذا واحداً من أسئلتي، هل تعتقدون أن داعش لا يزال يمثل تهديداً كبيراً وأن التحالف الدولي للقضاء على داعش يجب أن يستمر؟

نيلس شميت: التحالف الدولي للقضاء على داعش مهم ويجب أن يستمر، فالتهديد مستمر، وقد تغير داعش إذ لم تعد لديه دولة ولا إدارة موحدة من حيث الأرض، لكن الإرهابيين هؤلاء باقون ويعملون باستمرار على تجنيد آخرين أو تنظيم عمليات إرهابية، لهذا ستستمر مواجهة داعش في العراق وبدعم من المجتمع الدولي.

رووداو: كما تعلمون، سيجتمع رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني مع المستشار الألماني أولاف سولتز، ما مدى أهمية تعزيز علاقاتكم كإشتراكيين ديمقراطيين كه رئيس إقليم كوردستان؟

نيلس شميت: هذا مهم لنا، للاشتراكيين الديمقراطيين في ألمانيا وللحكومة الاتحادية الألمانية، علاقاتنا مع العراق ومع كوردستان العراق مهمة، لأننا نرى أن المنطقة المحيطة بالخليج ومنطقة الشرق الأوسط تعيش أزمة، قليلة هي الدول المستقرة وفي السنوات الأخيرة استطاعت حكومة إقليم كوردستان بناء حكومة إدارية مستقرة وحققت الأمن والاستقرار. كذلك الحكومة المركزية تسعى لتحقيق الاستقرار ونحن في الحكومة الألمانية مثل شركائنا الأوروبيين نريد بالتأكيد دعم هذا التطور والتقدم باستمرار، ألمانيا قدمت مساعدات إنسانية واقتصادية كبيرة لإعمار كوردستان، وكذلك لعموم العراق، لأننا نعلم أن للعراق دوراً رئيساً، وأن لإقليم كوردستان هذا الدور الرئيس وإذا كانت لنا علاقات جيدة مع إقليم كوردستان سينعكس ذلك على كل العراق، ولهذا تحظى زيارة رئيس إقليم كوردستان بأهمية كبرى عندنا.

رووداو: كما تعلمون، يُنظر إلى رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني كشخصية تساهم وتسعى لحل الخلافات في إقليم كوردستان والعراق، وفي بلد يحفل بالخلافات كالعراق. إلى أي مدى تستطيع ألمانيا والاتحاد الأوروبي مساعدة نيجيرفان بارزاني في مساعيه هذه؟

نيلس شميت: نحن نريد أن يتمكن الرئيس بارزاني من تنظيم تنمية جيدة في إقليمه، لهذا نقدم الدعم الاقتصادي ونساعد في إعادة إعمار المناطق التي دمرها داعش، ونعلم أن للأطراف السياسية الكوردية دوراً مهماً في الحكومة المركزية وبرلمان بغداد، أي أنه كان مهماً أن تشكلت الحكومة في بغداد بعد بعض المفاوضات، وانتخب لها رئيس، أي أنه كان للسياسيين الكورد دور مهم في الحياة السياسية بالعراق عموماً ونقيم عالياً هذه المشاركة، ونحن نريد للعراق مستقبلاً جيداً لكل من يعيش هناك، والكورد منهم بالتأكيد.

رووداو: أشرتم إلى أن ألمانيا دولة اتحادية، والعراق دولة اتحادية عمرها 20 سنة، لكن النظام الاتحادي فيه ليس مستتباً بعد، ويشعر إقليم كوردستان الآن بأن بغداد تريد تحجيم سلطاته وإضعاف مكانته، هل الأقاليم القوية مهمة للدول الاتحادية؟ وكيف تقيمون الوضع؟

نيلس شميت: هذه مشكلة، وأنا لست مطلعاً عليها جيداً، فنحن في ألمانيا نخوض محادثات مماثلة بين الحكومة الاتحادية والولايات وفي مرات كثيرة تشتكي حكومات الولايات من تطاول الحكومة الاتحادية على قدراتها وهناك في كثير من الأحيان مشاكل ومواجهات بسبب المال، هذه مشكلة تقليدية في السياسة الألمانية، الأقاليم غير راضية عن سياسة الضرائب وعن التوحيد المالي، أي توزيع الأموال بين الولايات مثلما يتم جمع الضرائب بمستويات مختلفة، هذا خلاف خاص بالدولة الاتحادية، لكننا في ألمانيا نحل هذا الخلاف ونديره بطريقة منظمة جداً تتفق عليها الحكومة الاتحادية والولايات، من المهم حل المشاكل المالية، والنظام الاتحادي في العراق جديد إلى حد ما، بإمكاننا أن نساعدهم بخبراتنا فقط، ولكن الواضح أن الأقاليم، في ألمانيا مثلاً، بحاجة إلى المال لأنها أقرب إلى حياة الأهالي وتؤمن العديد من البنى التحتية الخدمية، لهذا من المهم أن يتفقوا في العراق وتتوصل أربيل والحكومة المركزية إلى نتيجة.

رووداو: لكن إقليم كوردستان يعاني من وضع اقتصادي سيء، وكثير من شبابه يحاولون الهجرة، وقد أوقفت دعوى للحكومة العراقية تصدير نفط إقليم كوردستان، ثم رفعت دعوى جديدة على تركيا لسماحها بتصدير نفط إقليم كوردستان، ما رأيكم وهل طريقة التصرف هذه مع نفط إقليم كوردستان صحيحة؟

نيلس شميت: بالتأكيد النفط مصدر مهم جداً لدخل العراق وهو ثروة لإقليم كوردستان، والنفط ثروة ضرورية للسنوات القادمة، أما مسألة تقاسم عائدات النفط فهي مركزية وبحاجة إلى حل بين أربيل وبغداد، ويجب حلها. أستطيع فقط أن آمل في إجراء محادثات جيدة حول هذا الموضوع فنحن لا نستطيع أن نقدم الكثير ولكن يمكن أن ندعو الجانبين للحوار والاتفاق.

رووداو: حسناً، لكن كيف يجب التعامل مع هذا؟

نيلس شميت: يجب إجراء محادثات، المثبت هو أن يكون قانون يحدد كم من العائدات يذهب إلى من، ولا يرتبط ذلك بالحجم الحقيقي للعائدات وعظمه لوضع قانون معياره من الذي يضطلع بأي الواجبات. ما هي واجبات الحكومة المركزية وما هي واجبات إقليم كوردستان، وهذه عملية حوار تجريها أي دولة بصورة طبيعية، نحن في ألمانيا كانت لنا في كثير من الأحيان محادثات كثيرة، واختلفنا، وكما ذكرت كانت هناك دعاوى في المحاكم بسبب الخلافات، المهم هو التوصل إلى حلول دائماً وقبول الاتفاق والتوافق والعمل به.

رووداو: هذا بلا شك مهم لاقتصاد كوردستان..

نيلس شميت: مهم جداً لتعزيز اقتصاد إقليم كوردستان وأيضاً لكل البلد، لأن أمامنا فرص لتعزيز الاقتصاد فبعد إزاحة داعش عن قسم كبير من العراق وعودة الأمن بدرجة محدودة، هناك فرصة جديدة للانتعاش الاقتصادي والأهم من كل هذا هو حل مسألة تقاسم العائدات.

رووداو: كيف تستطيع ألمانيا مساعدة شباب إقليم كوردستان على عدم اللجوء إلى المهربين للهجرة والبقاء في كوردستان؟

نيلس شميت: سنستمر في دعم الانتعاش الاقتصادي، وليس فقط تقديم المساعدة الإنسانية كالتي تقدم نتيجة الحرب، بل سنعمل بصورة طويلة الأمد وندعم الانتعاش الاقتصادي من خلال تعزيز البنية التحتية الاقتصادية، وأقصد تعزيز النظام التعليمي، فنحن بحاجة إلى متدربين مهنيين جيدين في كوردستان وفي العراق، فكفاءات الشباب هي التي تصنع مستقبل الاقتصاد.

رووداو: حسناً، وهل تستطيع ألمانيا مساعدة إقليم كوردستان في هذا المجال؟

نيلس شميت: لدينا خبرة جيدة في التدريب المهني ولا شك أنن نأمل في أن نتمكن من نقل هذه الخبرات، والأقاليم الألمانية لها دور كبير في هذا، فأنا أعلم أن بادن فورتمبيرغ نشط جداً، وحتى في شمال العراق في دهوك هناك عرض كبير لنقل خبراتنا في التدريب المهني إلى كودستان.

رووداو: قرر البرلمان الألماني بأن القتل الجماعي للكورد الإيزديين جريمة إبادة عرقية، لتنفيذ هذا القرار، ماذا تقدم ألمانيا لمنطقة سنجار وللإيزديين النازحين القاطنين في المخيمات وللنازحين الإيزديين في المخيمات بإقليم كوردستان والمجتمع الكوردي الإيزدي في ألمانيا؟ ماذا تريد ألمانيا أن تقدم للإيزديين؟

نيلس شميت: بالتأكيد سنساعد الإيزديين النازحين وفي مخيمات اللاجئين، ونريد أن نشارك مع التحالف الدولي للقضاء على داعش في إعادة الإيزديين إلى سنجار التي هي ديار آبائهم وأجدادهم، لكن الوضع معقد جداً، السلامة والأمن ليسا مضمونين، نأمل أن يتمكنوا من العودة، نساعد في دعم الإيزديات من ضحايا اعتداءات داعش وهذه المساعدة ستستمر، لكن الأمر المصيري هو الوضع الأمني في سنجار. هناك يجب أن تعمل القوات المسلحة للحكومة المركزية والبيشمركة والجميع على استتباب الاستقرار والسلام في سنجار ليتمكن الإيزديون من العودة إلى ديارهم.

رووداو: لننتقل إلى روجآفاي كوردستان، كيف تتعاملون مع أهالي روجآفاي كوردستان (شمال شرق سوريا) حيث توجد إدارة ذاتية لكن سوريا لا تقر بها؟ ماذا نقدم ألمانيا هناك من خلال المنظمات غير الحكومية؟

نيلس شميت: سننشط هناك كثيراً من خلال المساعدات الإنسانية والمساعدة في بناء بيون والاستمرار في التأكد من إعادة المواطنين الأوروبيين المتجزين هناك إلى أوروبا ولكنه طريق طويل جداً. نحن لا نريد التعامل مع الأسد بأي شكل.

رووداو: كيف ينظر حزبكم وكتلتكم البرلمانية إلى المسألة الكوردية في تركيا وكيف تعملون عليها الآن؟

نيلس شميت: المسألة الكوردية في تركيا يجب التعامل معها بصورة سلمية وحلها في إطار البرلمان ودستور الجمهورية التركية، وكثير من الأطراف كان مستعداً لفعل هذا، لكن المؤسف أن الرئيس أردوغان بتر عملية السلام، وأرجو أن تكون هناك محادثات جديدة بعد الانتخابات، لكن يجب أن يجري ذلك في البرلمان وبكل شفافية، ومن المعلوم أن هذه المسألة لا تحل إلى بالطرق السلمية ولا يجب الرد عليها بالعنف والإرهاب.

رووداو: سؤالي الأخير لكم هو أن الكورد أصبحوا جزءاً بارزاً ممتزجاً بالمجتمع الألماني وقسم منه من ناخبي حزبكم، ما هي المساعدة القانونية والعملية التي تقدمونها للكورد ليحافظا في ألمانيا على لغتهم وتراثهم؟

نيلس شميت: من دواعي ارتياحنا أن نجد العديد من الجمعيات الثقافية الكوردية هنا، ولدينا هنا حرية كاملة، حرية التنظيم وحرية التنظيمات الدينية، فمثلاً توجد هنا عدة جمعيات للعلويين، ويمكن للكورد في ألمانيا أن يحافظوا بحرية تامة على لغتهم وثقافتهم، وآمل أن يتمكنوا من التأقلم هنا وفي نفس الوقت الاستمرار في حماية لغتهم وثقافتهم الكوردية.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب