رووداو ديجيتال
خلال مشاركتها في الاحتفال بعيد نوروز، شددت وزيرة داخلية إقليم شليسفيغ هولشتاين الألماني، سوتلين فاك، على أهمية التنوع وحماية حقوق المكونات، خاصة الكورد في سوريا.
في حوار أجرته مراسلة شبكة رووداو الإعلامية، آلا شالي، أشارت الوزيرة إلى أن الكورد قد تكيفوا بشكل جيد في ألمانيا ويجب احترام هويتهم.
وعن وضع الكورد في روجآفاي كوردستان، قالت فاك: "علينا أن ننتظر ونرى كيف سيتطور الوضع في سوريا، وهل سيتحقق السلام وتنتهي الحرب الأهلية؟"، وأكدت أن ألمانيا تضمن حماية قوية للمكونات وأنه يجب على الدولة السورية الجديدة مراعاتهم.
وفيما يخص سياسة الهجرة، صرحت وزيرة داخلية إقليم شليسفيغ هولشتاين الألماني بأن أي شخص يرتكب جريمة يجب ترحيله من ألمانيا، لكن يجب أن يكون الذين لديهم حق الإقامة محميين، وأشارت إلى أهمية مراقبة الحدود للحفاظ على الأمن الداخلي.
وفي ختام الحوار، أعربت فاك عن قلقها من تزايد أصوات حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني، وحذرت من أن هذا الحزب يريد تغيير نظام الدولة والديمقراطية في ألمانيا.
وأدناه نص حوار مراسلة رووداو مع وزيرة داخلية إقليم شليسفيغ هولشتاين الألماني، سوتلين فاك:
رووداو: مرحباً معالي السيدة سوتلين فاك، شكراً جزيلاً لوجودك معنا. شاركتم اليوم كوزيرة داخلية هذا الإقليم في الاحتفال بعيد نوروز الذي هو عيد مهم للكورد ويرمز للمقاومة، وقد ألقيت كلمة، كيف ترين أهمية إقامة هذا الاحتفال هنا؟
سوتلين فاك: يهمني جداً أن نحتفل هنا معاً، لأن الكورد قد تكيفوا بشكل جيد جداً في ألمانيا، لذلك من المهم أن نحتفل معاً بجزء من هويتهم الخاصة هنا في ألمانيا. أنا أيضاً سعيدة بأن أتمكن من المشاركة في هذا الاحتفال للمرة الثانية.
رووداو: معالي السيدة سوتلين فاك، أود أن أسألك عن كورد روجآفاي كوردستان. يعيش هنا عدد كبير من الكورد الذين تمكنوا من التكيف جيداً ويعملون، ولكن في نفس الوقت هناك أصوات سياسيين كثيرين يقولون إنه بعد رحيل الأسد، يجب عليهم العودة إلى بلادهم. ماذا تقولين عن هذا؟
سوتلين فاك: أرى أن علينا أن نتريث قليلاً. لقد سمعنا أخباراً مخيفة من سوريا. في البداية، كنا جميعاً نعلق الأمل الكبير على زوال نظام الأسد. لازلنا نأمل بشدة في تحقيق السلام، وانتهاء الحرب الأهلية، لكن للأسف سمعنا أخباراً سيئة في الأيام الأخيرة. لذلك أعتقد أننا يجب أن ننتظر لنرى كيف سيتطور الوضع في سوريا، وهل أن السلام سيتحقق فعلاً وستنتهي الحرب الأهلية فعلاً. كما أن هناك العديد من السوريين الذين تكيفوا بشكل جيد جداً هنا. نحن بحاجة إلى الكثير من الأشخاص القادمين من بلدان أخرى ليجعلوا مجتمعنا ملوناً ومتنوعاً، لأن التنوع يساعدنا على التقدم.
رووداو: حسناً معالي الوزيرة، تدعم ألمانيا ودول أوروبية أخرى حالياً حكومة سوريا، لكن تلك الحكومة لا تمنح الكورد حقوقهم، ماذا تقولين في هذا الشأن؟
سوتلين فاك: أقول دائماً إن المرء يدعم بالتأكيد شخصاً يعمل فعلاً من أجل السلام والديمقراطية، ويجب أن ننظر إلى ذلك بعناية. كما قلت للتو. هذا مهم بالنسبة لنا ويجب أن نقول ببساطة إن الإرهاب يجب أن ينتهي. أنا أيضاً وزيرة داخلية. أنا مسؤولة عن الأمن الداخلي. نحن في ألمانيا، بحاجة بالطبع للنظر بعناية في من يدخل بلدنا ويجب أن نعرف بدقة من ندعم، حتى لا يستمر الإرهاب في سوريا.
رووداو: أشرتم معاليكم إلى الإرهاب، لقد قاتل الكورد في سوريا بشجاعة كبيرة ضد الإرهاب، لكن الآن لا توجد حقوق للكورد في الدستور المؤقت لسوريا، ما هو موقفم من هذا؟
سوتلين فاك: لدينا في ألمانيا حماية قوية جداً للأقليات، خاصة هنا في شليسفيغ -هولشتاين في الشمال. أنا آتي من منطقة إلى الشمال من كيل. لدينا حماية قوية جداً للدانماركيين الذين يعيشون في ألمانيا، وللألمان الذين يعيشون في الدنمارك. لذلك نحن نعيش بين الأقليات وأعتقد أن بعض البلدان يمكنها التعامل مع الأقليات بدقة أكبر والكورد هم مكون في سوريا وأعتقد أن الدولة السورية الجديدة، أياً كانت، وأمل أن تكون دولة سلام وديمقراطية، يمكنها مراعاة الأقليات أيضاً. لأن هذا يتعلق أيضاً بالتنوع وهم جزء من هوية الشعب.
رووداو: حسناً، أعود إلى ألمانيا، قضية سياسة الهجرة كانت ساخنة جداً خلال الانتخابات، واتفقت الحكومة القادمة على هذه القضية. كوزيرة داخلية، هل ترين أن من السهل ترحيل المهاجرين من أفغانستان أو سوريا ويرتكبون جرائم هنا؟
سوتلين فاك: موقفي واضح، أي شخص يرتكب جريمة هنا في شليسفيغ-هولشتاين يجب ترحيله من ألمانيا. هذا أمر غير مقبول. شعبنا خائف وهذا غير مقبول ونحن لا نريده. هذا يعني أنه يجب ترحيل الذين يرتكبون الجرائم. هذا أمر واضح جداً. على الرغم من أن هذا ليس سهلاً دائماً، وكلانا نعرف ذلك، لكن يجب أن نعمل عليه. الذين لديهم حق الإقامة، الذين يمكنهم البقاء هنا، لأن حياتهم لا تزال في خطر. أنا أدعم قانون اللجوء الألماني، يجب أن يبقى ويجب أن نأخذ بهذا، نحن نريد ذلك. لكن الذين يدوسون على ضيافتنا ولا يحترمونها، يجب أن أقول بوضوح، ليس لديهم أي شيء هنا في ألمانيا. يجب أن يرحلوا.
رووداو: نبقى مع قضية سياسة الهجرة، مراقبة الحدود كانت من النقاط المهمة، هل اتفقتم عليها في المفاوضات؟ هل سيتم تنفيذها؟
سوتلين فاك: هذا صعب، ولكنه ممكن بالتأكيد. سيكون من الأفضل أن نضبط الحدود الخارجية لأوروبا، لأن لدينا اتفاقية شنغن التي ناضلنا من أجلها بشدة ولفترة طويلة حتى لا يكون لدينا نقاط سيطرة داخل أوروبا، وهي الآن في خطر. لكن يبدو أن هذا صعب في الوقت الحالي، ولذلك نقوم بمراقبة الحدود في ألمانيا. على الرغم من أننا لن ننجح أبداً بشكل كامل، لأن الأمر ليس بهذه السهولة، لكن علينا أن نرى من الذي يدخل ألمانيا.
رووداو: استقرار الأمن الداخلي قضية مهمة أخرى في ألمانيا، كيف تنوون أو ما هي خططكم للحفاظ على الأمن الداخلي في وقت يخاف فيه الناس كما ذكرتم؟
سوتلين فاك: الأمن الداخلي موضوع رائج جداً حالياً. نحن دائماً منشغلون بذلك في مؤتمر وزراء الداخلية. يجب أن نعرف الذين يتكيفون معنا، الذين يمكنهم البقاء هنا وفقاً للقانون الألماني. أنا قانونية وملتزمة بكل القوانين الألمانية. عليهم التكيف هنا، وعلينا مساعدتهم في ذلك، هذا أمر طبيعي. نحن أيضاً بحاجة إلى أشخاص يعملون معنا. لقد تحدثنا للتو عن الشاب الذي ذكرتموه. نحن بحاجة إلى أشخاص يعملون هنا. أعدادنا تتناقص باستمرار ونزداد شيخوخة باستمرار ونحن بحاجة إلى التنوع. لكن كما قلت، على الذين يرتكبون الجرائم، الذين ارتكبوا جرائم، أن يرحلوا من ألمانيا. إيماني بذلك راسخ.
رووداو: أي أنكم تريدون إيلاء الأهمية لقدوم المهاجرين بطريقة قانونية؟
سوتلين فاك: الهجرة القانونية بالتأكيد. يجب أن نفكر في هذا بدقة مرة أخرى، سواء كان عن طريق اللجوء أو عن طريق العمل. هناك انقسامات أجدها جيدة. إذا كان لدينا أشخاص يمكنهم العيش هنا بشكل جيد والعمل بشكل جيد، فيجب أن نحاول إبقاءهم هنا. هناك العديد من ذوي النوايا الحسنة والودودين والمهرة الذين يأتون إلينا من بلدان أخرى، ويجب أن نعتني بهم، ولكن كما قلت، قلت ذلك عدة مرات الآن، الذين يرتكبون الجرائم، ليس لديهم أي عمل معنا.
رووداو: سؤالي الأخير لك معالي وزيرة الداخلية، تضاعفت أصوات حزب البديل (AfD) ما مدى الخطر الذي تجدينه في ذلك؟
سوتلين فاك: أجد ذلك خطراً كبيراً وهو مقلق للغاية. لحسن الحظ أن حزب البديل غائب عن برلمان شليسفيغ - هولشتاين. البديل ليس في برلمان البلد. استطعنا إخراجهم في آخر انتخابات برلمانية بالبلد. كانوا هناك فيما سبق، لكنهم ليسوا هناك الآن. من المؤكد أنه مبعث قلق، لكن بالتأكيد ليس كل ناخب يصوت لهذا الحزب نازياً. هذا صحيح. إلا أن الذين يصوتون لهم يكونون غالباً من النازيين. كيف يمكن للمرء أن ينسى تاريخ ألمانيا. كنت مؤخراً في زيارة نصب تذكاري. يمكنني أن أقول، كيف يمكنك نسيان ما حدث، بل إنكاره، والقول إن كل ذلك ليس صحيحاً. هذا يمثل عندي عدم فهم وهو ما يقلقني كثيراً، لأنهم يريدون تغيير نظام دولتنا بالكامل. يريدون تغيير ديمقراطيتنا. يريدون تغيير حرية الرأي. كل ما هو مهم جداً بالنسبة لنا، الذي عايشناه 75-80 عاماً في ألمانيا، وكذلك في شليسفيغ - هولشتاين، يجب تغييره ويجب أن نقف ضده بكل قوتنا.
رووداو: شكراً جزيلاً لك لكونك معنا.
سوتلين فاك: ببالغ السرور.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً