إياد علاوي لرووداو: لا أرى العراق بدون الأخ مسعود بارزاني

20-11-2024
معد فياض
الكلمات الدالة العراق إقليم كوردستان الرئيس مسعود بارزاني اياد علاوي
A+ A-

رووداو ديجيتال

سعى السياسي العراقي إياد علاوي، أول رئيس وزراء للعراق بعد تغيير نظام صدام حسين، لبناء دولة مؤسسات مدنية وفق نظام ديمقراطي اتحادي بعيداً عن المحاصصات الطائفية والفساد وحصر السلاح بيد الدولة، يكون فيه لكل الأطياف العراقية، وفي مقدمتهم الكورد باعتبارهم القومية الثانية وكونهم ناضلوا وضحوا من أجل حقوقهم ومن أجل عراق جديد، دوراً متميزاً.
 
كنت قد رافقت مسيرة علاوي منذ عام 1995 وحتى اليوم، وكان باستمرار يستشير ويبحث مع الزعيم مسعود بارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني، في الأمور الأهم التي تهم العراق والشعب العراقي، لهذا كانت مواقفهما متقاربة إن لم تكن متطابقة في مؤتمر لندن الذي عقد يومي 14 و15 من شهر كانون الأول عام 2002.
 
في حواره مع شبكة رووداو الإعلامية، اليوم، الأربعاء 2024، قال رئيس ائتلاف الوطنية، علاوي، لشبكة رووداو عن الرئيس بارزاني: "هناك احترام وثقة متبادلة بيننا وأؤمن بدوره ووجوده الفعال في العراق، ولا أرى العراق بدونه أو بدون الحزب الديمقراطي الكردستاني".
 
وكان الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، قد استقبل أمس الأول، الاثنين، 18 تشرين الثاني 2024، في منتجع صلاح الدين القريب من أربيل، إياد علاوي، رئيس ائتلاف الوطنية والوفد المرافق له. مضيفاً: "ربما شهادتي تكون مجروحة في الأخ مسعود لأنني أحبه وأحترمه وأعتبره من المناضلين الأوائل، وكنا ولا زلنا أنا وأخي مسعود نعمل بنفس النهج المدافع عن العراق وشعبه الكريم".
 
وفيما يلي نص الحوار:
 
رووداو: تربطكم علاقات وثيقة وقديمة بالرئيس مسعود بارزاني، كيف تصفون لقاءكم الأخير به؟

إياد علاوي: تربطني مع الأخ مسعود بارزاني علاقة أكثر من وثيقة، فهي علاقة تاريخية، أخوية، صافية وصريحة، وهناك احترام وثقة متبادلة بيننا، وأؤمن بدوره ووجوده الفعال في العراق، ولا أرى العراق بدونه أو بدون الحزب الديمقراطي الكردستاني. وهذا كان جزءاً من نقاشي معه في زيارتي الأخيرة لإقليم كردستان. وكالعادة كان لقائي معه صريحاً وجريئاً وواضحاً وليس فيه نهايات سائبة. ومن هذا المنطلق فإن الأخ مسعود يمارس دور الأبوة بالنسبة لكل الأكراد بدون استثناء، ولكن هناك بعض النتوءات تبرز بالتأكيد، إما بدفع أجنبي أو بدفع آخر غير قابل للتفسير.
 
انتخابات متميزة
 
رووداو: وما هي أهم النقاط التي تم بحثها مع الرئيس مسعود بارزاني؟

إياد علاوي: بحثنا أنا والأخ مسعود مسائل عدة، كان في مقدمتها انتخابات كردستان لأنها حقيقة تمثل حدثاً إيجابياً كبيراً في العراق. عدد المساهمين في التصويت كان قد بلغ نسبة كبيرة، وعلى ما وردني فإنه قد تجاوز 70%، وهذا تعبير عن واقع الحركة الكردية وقيادة السيد مسعود للحركة الكردية وقيادته لإقليم كردستان. من حيث أعداد المصوتين ومن حيث التنفيذ، حقيقة كانت هذه الانتخابات متميزة، حيث إن 70-72% شاركوا فيها. وهذا الرقم ليس قليلاً، وفي أحسن الدول الديمقراطية لا يحصل، وهذا دليل على وعي الشعب الكردي. ولربما شهادتي تكون مجروحة في الأخ مسعود لأنني أحبه وأحترمه وأعتبره من المناضلين الأوائل، وكنا ولا زلنا أنا وأخي مسعود نعمل بنفس النهج المدافع عن العراق وشعبه الكريم، بدءاً بالمعارضة ثم مجلس الحكم وحتى يومنا هذا. كما تطرقنا إلى المشروع الوطني القادم، وهو مشروع واضح المعالم هدفه تشكيل دولة وطنية مدنية، بعيداً عن الطائفية، قائمة على المؤسسات ومبنية على أسس المواطنة المتساوية، وتؤمن بالقضاء النزيه والعادل والمستقل.
 
رووداو: هل هناك مشروع سياسي بينكم وبين الحزب الديمقراطي الكوردستاني؟

إياد علاوي: الحقيقة نحن نطمئن جداً للحزب الديمقراطي الكردستاني ونطمئن أكثر للأخ مسعود، لهذا كل مشاريعنا هي مشتركة وغير قابلة للرفض أو الكسر، وأستطيع أن أتحدث عن قصص حول هذا الموضوع. فعندما شكلت جهاز المخابرات عندما كنت مسؤولاً للأمن الوطني في مجلس الحكم، كتبت مقالة تحريرية عن حل الجيش العراقي والمخابرات العراقية، واعتبرتها خطيئة لا تُغتفر للأميركان. وطبعاً أنا بصراحة تحدثت مع الأخ مسعود، ووصلنا إلى نتائج موحدة، وأخبرتهم بأننا شكلنا الجهاز وقيادة الجهاز، ولكنني تحدثت مع مسعود بسبب ثقتي العالية به، وطلبت منه أن يرشح شخصاً لاستلام منصب عالٍ في جهاز المخابرات، وقد رشح لي فيصل الدوسكي، وهو كان شخصاً لائقاً ومحترماً وإيجابياً. ليس هناك مشروع خاص مع السيد مسعود، وإنما مشروعنا أنا والأخ مسعود هو مشروع وطني عام منذ معارضتنا للنظام السابق.
 
السوداني شخصاً نزيهاً

رووداو: كيف تنظرون إلى الأوضاع السياسية في العراق اليوم؟

إياد علاوي: الأوضاع السياسية في العراق سيئة جداً للأسف. المحاصصة لا تزال قائمة، والفساد استشرى حتى أصبح جزءاً من مؤسسات الدولة، والطائفية السياسية أخذت تلعب دوراً حاسماً في مسار العراق. يضاف إلى ذلك التكالب على السلطة، وهو أمر مرفوض. لكننا نستبشر خيراً بالحكومة ورئيسها السيد محمد شياع السوداني، لأنه شخصٌ نزيه ولم تتلوث يداه بأي نوع من أنواع الفساد عندما تسنم مناصب سابقة. كما أنه ابن التجربة العراقية ولم يكن بعيداً عن العراق أبداً، ولم يتأقلم أو يدخل في معتقدات وهمية بُنيت خارج العراق. يضاف إلى ذلك أنه معروف عنه أنه لم يمارس الطائفية السياسية في الوزارات التي تسلمها. وقد اجتمعت به قبل انتخابه وأخبرته بأنني سأكون داعماً له ولست نادماً على هذا الدعم. وكان جزءاً من حديثي مع الأخ مسعود عن أداء الحكومة وتطويره في الاتجاهات الصحيحة وتأييد خطوات الأخ محمد شياع السوداني.
 
رووداو: منذ 2004 حتى اليوم، هل هناك أي تقدم في الوضع العراقي؟

إياد علاوي: للأسف، لم نشهد أي تقدم؛ بل هناك تراجع في الوضع العراقي. أبرز مظاهر هذا التراجع أن العراق أصبح ساحة للفساد والفاسدين، ولم تعد البلاد قادرة على معالجة هذا الأمر. كما أن الطائفية السياسية تعشعشت في الوضع العراقي، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية. بالإضافة إلى ذلك، الفقر في ازدياد، ونسبة الأمية بين العراقيين ارتفعت. الاقتصاد مبعثر وسيئ للغاية. عند تسلمي رئاسة الوزراء، أنشأت عدداً من المؤسسات الاقتصادية، ولكن للأسف لم يتم المضي فيها. أتمنى أن يقوم الأخ السوداني بإنشاء مؤسسات اقتصادية واستخبارية وأمنية؛ فالمؤسسات هي التي تبني الدولة، لأن الوزارة تتغير كل أربع سنوات. نحن دولة لا تزال نامية في نظامها السياسي والاجتماعي، والعراق ليس كأمريكا، حيث تتغير حكومتها كل أربع سنوات، لكن مؤسساتها تبقى ثابتة.
 
رووداو: في اعتقادكم، هل من متغيرات قادمة؟

إياد علاوي: الفساد تأسس في العراق، وهذه من أخطاء وأخطار ما جاء به الاحتلال الأمريكي. واستمرت الخطيئة عام 2010 عندما وقفوا مع إيران ضد فوز القائمة العراقية.
 
نسعى لتأسيس دولة مدنية

رووداو: ما هو وضع التحالف الوطني العراقي الذي تترأسونه، وهل ستخوضون الانتخابات التشريعية القادمة ومع من ستتحالفون؟

إياد علاوي: لدينا تجمع وطني مدني عراقي، يهدف إلى تأسيس دولة مدنية تكون المساواة بين جميع أطياف المجتمع أساسها، ترفض عسكرة المجتمع، وتؤمن باستقلالية القضاء وسيادة القانون. أقوده أنا مع عدد من الإخوان مثل صالح المطلك، عدنان درجال، عدنان الدنبوس، حسن شويرد، وهناك عدد آخر من الشخصيات المهمة والمؤثرة. نحن ما زلنا في طور التكوين، ومؤتمرنا سيكون خلال الأشهر القادمة، وسينبثق التجمع الوطني المدني العراقي، ومنه ستنشأ القائمة العراقية التي ستخوض الانتخابات العراقية القادمة.
 
رووداو: هل تعتقدون أن التشكيلة السياسية الحالية سوف تستمر بحكم العراق وتحقق نتائج في الانتخابات القادمة؟

إياد علاوي: الأخ محمد شياع السوداني شخص متزن وعاقل وواقعي، وهذا ما جعله على احتكاك أكبر بالجماهير. كما أن هناك وزراء أكفاء في التشكيلة الحكومية. أما بالنسبة للتشكيلة السياسية، فلا بد أن تضع مصلحة العراق فوق كل شيء بعيداً عن أي مصلحة أخرى، وأن تمارس الحكومة دورها الكامل في إدارة الدولة بلا ضغوط من أي جهة كانت. فإننا لن نقبل أن تصدر الحكومة قراراً تعلن فيه مسؤوليتها عن حالة الحرب والسلم، وتأتي جهة أخرى مسلحة مخالفة لهذا القرار.
 
رووداو: هل أنتم نادمون على الانخراط في العمل السياسي في العراق؟

إياد علاوي: بصراحة، نادم جداً، فأنا أرى أن البناة الحقيقيين للعراق أصبحوا إما مُحاربين أو مُهمشين.
 
رووداو: ما هي نقاط الضوء التي تراها في الأوضاع العراقية حالياً؟

إياد علاوي:
الشيء الوحيد هو أن هناك مساحة لإمكانية الحديث، انتقاد الحكومة أو عدم انتقادها، تأييدها أو عدم تأييدها، بصراحة هذا الضوء الوحيد الموجود. يضاف إلى ذلك أنني أرى أن المستقبل يحمل إرهاصات وشخوصاً تمثل ما نريده من خير للعراق والعراقيين.
 
رووداو: هل تعتقدون أن هناك ثمة أمل لإنقاذ العراق؟

إياد علاوي: إن شاء الله، لدي أمل كبير، فطالما هناك تشخيص واضح لدى قطاع واسع من المجتمع العراقي، عرفوا من معهم وعرفوا مع من يقفون، هذه المسألة مُضيئة في الوضع العراقي وتمثل أملاً لإنقاذ العراق.
 
ترامب وروسيا

رووداو: هل تعتقدون ان الاوضاع العربية ستتغير مع تجديد انتخاب دونالد ترامب رئيسا لاميركا؟

إياد علاوي: لا اعتقد ان الامور سوف تتغير بعد فوز ترامب، من الان بدأ يقول انه يعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل، فالقدس عربية عبر التأريخ. اعتقد ان الرئيس ترامب سيكون منشغلا اكثر بمسألة العلاقات مع روسيا، لكن حقيقة فان موقف بايدن سلبي عندما قرر تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، واخشى من نشوب حرب كونية جراء استمرار جرائم الكيان الصهيوني وسياسات أوكرانيا.
 
رووداو: كيف تنظرون للاوضاع العربية، ولموقف القادة العرب من ايغال الحرب الاسرائيلية في غزة ولبنان؟ وهل هي حرب ابادة؟

إياد علاوي: هي حرب ابادة ودموية بكل ما تعنيه الكلمة، وعدم حساب للقيم الانسانية. حذرنا في الماضي من استمرار تدهور الوضع العربي، وستكون من تداعياته عدم إمكانية الرد على اسرائيل حتى لو كان رداً سياسياً دبلوماسياً، حيث ان الردود يجب ان ترافقها قوة داعمة ومعززة لها، ولكن للاسف نفتقد لهذا الامر الان، فالموقف العربي الحالي لا يضاهي الموقف العربي سابقا.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب