برلماني روسي لرووداو: مصير القوات الأميركية في سوريا والعراق مشابه لأفغانستان

20-11-2023
الكلمات الدالة روسيا أميركا سوريا العراق
A+ A-

رووداو ديجيتال 


رأى أليكسي فاسيلييفيتش تشيبا، عضو البرلمان عن حزب "روسيا العادلة"، نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي، أن مصير القوات الأميركية في سوريا والعراق مشابه لما حصل في أفغانستان، مبيناً أن القيادة الروسية تقوم بخطوات "كبيرة" لتكون هناك عملية تفاوض بين روسيا وأوكرانيا العام المقبل. 
 
وقال تشيبا، في حوار خاص مع مراسل رووداو في موسكو، كاميز شدادي، إن السلام في الشرق الأوسط، لن يأتي إلا بإعلان الدولة الفلسطينية وأخذ مصالح مصالح إسرائيل بنظر الاعتبار. 
 
وأدناه نص الحوار:

رووداو: حذر وزير الخارجية الروسي من أن الولايات المتحدة وحلفائها يدفعون الشرق الأوسط نحو حرب كبيرة. وبغضّ النظر عن تصريح لافروف، فإن العديد من قادة الدول الأخرى في الشرق الأوسط، مثل إيران وتركيا وغيرهما، يتحدثون أيضاً عن هذا الأمر. برأيك، ما هي الدول المحتملة، أو ربما ليست دول، بمعنى آخر، ما هي القوات العسكرية التي يمكن أن تشارك في مثل هذه الحرب وما مدى خطورتها؟

أليكسي تشيبا: في الحقيقة الوضع خطير جداً. مثل هذه التحركات على مدى عدة سنوات، وكذلك العديد من الأحداث الأخرى، دفعت الشرق الأوسط نحو الصراع. على سبيل المثال، الأحداث في أوكرانيا، إذ أن السلاح كان يصل لأيدي البعض، فضلاً عن الأسلحة التي تركتها أمريكا بيد طالبان في أفغانستان، تعد أسلحة منفلتة. إضافة إلى التحركات السياسية للمجتمع الدولي في إسرائيل، وبالعموم هو عدم الرغبة في حل القضية الفلسطينية، علماً أنه بدون حل مشكلة الدولة في فلسطين، لا يمكن إنهاء هذا المعضلة أبدا. كما أن وجود الأسطول العسكري الأميركي في البحر الأبيض المتوسط، وأساطيل تابعة لدول أخرى، لا يخدم تعزيز السلام في المنطقة بل يعمل على تعقيد الوضع، وهذا التوتر يمكن أن يتحول دائماً إلى صراعات. نحن نعلم جيداً أن التلويح بالسلاح وتوفره بكميات كبيرة يؤدي إلى النزاعات، وأوكرانيا أنموذجاً. سلوك الولايات المتحدة المستمر وغير المنتظم هو الذي يؤدي إلى الصراع. 
 
رووداو: برأيك، هل سيقسم الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، مساعداته إلى قسمين، لدعم أوكرانيا وإسرائيل؟ أم أنها سوف تقلل من دعم أوكرانيا؟

أليكسي تشيبا: كما تعلمون، سواء شاءوا ذلك أم لا، فإن الفرص المتاحة للولايات المتحدة الأميركية والغرب ليست غير محدودة. الجهود المبذولة لإطالة أمد هذه الحرب؛ أعني الحرب في أوكرانيا؛ والتي في نظرهم، كان ينبغي أن تتسبب في انهيار الاقتصاد الروسي من خلال حرب الأطماع، ونهاية الإمكانات العسكرية لروسيا، لم تصل إلى أي نتائج. وبطبيعة الحال، يبحث الغربيون جميعاً اليوم عن طرق لإنقاذ أنفسهم من هذا الوضع. إننا نرى كيف تتطور الأحداث وتتزايد الخلافات في كييف، وكذلك في بعض الدول الغربية في الاتحاد الأوروبي؛ فنحن نرى كيف ينشأ الصراع بين بولندا وأوكرانيا؛ نرى كيف يتغير رأي الناس في أوروبا، الذين يريدون حلاً سلمياً وتظهر استطلاعات الرأي العام هذا الأمر بشكل جيد، وسيبدأ الوضع نفسه في الشرق الأوسط، إذ أن سياسة الكيل بمكيالين، وسياسة التلاعب بالاتفاقيات الدولية، لن تجلب السلام أبداً.
 
رووداو: بما أنك ذكرت الشرق الأوسط، وبعيداً عن الفترة الساخنة من الحرب بين إسرائيل وحماس، لا تزال هناك صراعات محتملة في المنطقة، وهي قضايا لم يتم حلها بعد، على سبيل المثال، أحد هذه الصراعات هو الصراع الكوردي، وهو صراع قوي للغاية سواء في سوريا والعراق وتركيا، فهل الحرب الكبيرة التي يجري الحديث عنها، قد تشمل الكورد؟

أليكسي تشيبا: يمكن لأي شيئ أن يحدث، نحن نرى موقف الحوثيين، وكذلك حزب الله، والمشكلة الكوردية نشأت منذ عقود. ومن المتوقع سابقاً أن تندلع الصراعات في المنطقة بأكملها، هذه المشكلة لا يتم حلها من أجل الحصول على فرصة لممارسة سياسة الحرب المسيطر عليها، هذه السياسة تعتبر مثل السياسة الأنجلوسكسونية، وتورط دول أخرى في هذا الصراع يمكن أن يكون له نتائج خطيرة، تمثل خطراً بالنسبة للعالم أجمع. 
 
رووداو: لكن روسيا كانت لديها الفرصة، ولا تزال، للمساعدة في حل القضية الكوردية، على الأقل في سوريا.

أليكسي تشيبا: ألم تساعد روسيا؟ لو لم تكن روسيا، لكان قد حدث.. 
 
رووداو: أقصد المشكلة الكوردية.. 

أليكسي تشيبا: روسيا تساعد في حل المشكلة الكوردية أيضاً، نحن نرى أن روسيا تنظر إلى المشكلة الكوردية بشكل مختلف عن الدول الأخرى، وهنا أردنا أن نجد سياسة كوردية موحدة، إذ أن سياساتهم ليست دائما متسقة، ونحن نفهم ذلك أيضاً، أليس كذلك؟، لكن القتال اليوم في كل من سوريا والعراق؛ هو على القواعد الأميركية؛ إنهم ليسوا على الخط، وهذا ما يمكن أين يؤدي إلى نمو الصراعات في المنطقة، ونفهم أن ذلك نتيجة للسياسة المستمرة التي تنتهجها الولايات المتحدة لحل القضية الكوردية. 
 
رووداو: الولايات المتحدة تتهم إيران والجماعات الشيعية الخاضعة لسيطرتها، في تنفيذ تلك الهجمات ضد قواعدها في العراق وسوريا. في الواقع، زادت الهجمات كثيراً خلال الفترة الأخيرة، كما تقول الولايات المتحدة إنها تستهدف مستودعات الحرس الإيراني. ألا تبدو هذه مؤشرات الحرب الكبرى التي يتم الحديث عنها؟ 

أليسكي تشيبا: بالطبع هم يسعون لذلك، وأميركا تبحث دائما عن متهمين. لقد حاولنا تنفيذ اتفاقيات مينسك لمدة ثماني سنوات، وأشرنا للعالم أجمع أن هذا هو ضمان أمن روسيا، ويرجى أن يتم حل هذه المشكلة، لكن أميركا أدارت ظهرها عن هذا الحل وهذه القضية، واليوم يحاولون اتهام روسيا في كل خطاياهم، رغم أنهم يواجهون صعوبة كبيرة في ذلك ويريدون الآن التعويض. بطبيعة الحال، فإنهم بحاجة إلى شخص ما لإلقاء اللوم عليه، وبالتالي سوف يتهمون إيران أيضاً.
 
رووداو: بناء على ذلك، هل ستغادر أميركا المنطقة بسبب هذه الهجمات؟ أم ستبدأ حرب كبيرة؟

أليكسي تشيبا: في رأيي الشخصي.. مصير القواعد الأميركية في كل من العراق وسوريا سيكون هو نفسه الذي حدث في أفغانستان. سوف يذهب الأميركيون من هناك، وسيحاولون إيجاد عذر للخروج بنحو جيد، ومن الواضح أن هناك انتخابات الآن، وإن وقع ذلك، فسيكون فشلاً ذريعاً للديمقراطيين. 
 
رووداو: إضافة لذلك، ما هي المخاطر التي تواجه المناطق الكوردية في سوريا والعراق؟

أليكسي تشيبا: الخطر الرئيسي هو عدم تصاعد النزاع إلى مرحلة حادة، حتى لا يموت المدنيون الذين يعانون بسبب الحرب. فلندع السلام الذي طال انتظاره أن يحل المنطقة.
 
رووداو: في هذه الأوقات يقولون إن المنطقة تحت حماية واشنطن، لكن بعد الانسحاب الأميركي، هل تستطيع حكومات المنطقة، كسوريا والعراق محاولة السيطرة على أجزاء من كوردستان بالقوة العسكرية؟

أليكسي تشيبا: بشكل عام، أعتقد أن هناك مثل هذه الفرص، وقد تكون موجودة في جامعة الدول العربية، ولابد من حل مثل هذه المسائل بشكل مشترك. في رأيي أن روسيا سيكون لها أيضاً دور في حل هذه القضية، على الرغم من أننا نفهم جيداً؛ كما قلت؛ الصراعات التي نشأت في السنوات القليلة الماضية، تورطت مصالح العديد من الدول في هذه القضية، وفي بعض الأحيان يكون من الصعب للغاية حل تلك المصالح، ولكن في النهاية يجب حلها. 
 
رووداو: هل الحرب الكبرى متوقعة؟

أليكسي تشيبا: كما تعلمون، لا يود المرء حتى الخوض في ذلك، لكن ينبغي بذل كل الجهود الممكنة حتى لا تقع حرب سواء كبيرة أو صغيرة.. 
 
رووداو: هل من المتوقع أن تتوقف الحرب بين فلسطين وإسرائيل، أو لنقل حرب إسرائيل ضد حماس، قريباً؟

أليكسي تشيبا: كما ترون فإن الصراع لا يتوقف. نقرأ الأخبار كل يوم، وللأسف الناس يُقتلون باستمرار؛ ونأسف لما يحدث في المستشفيات والجامعات والمدارس؛ ونرى عدداً كبيراً من اللاجئين، والقصص اليومية، وكما قلت فإن الحل لا يكون إلا من خلال إعلان الدولة الفلسطينية، حتى يتمكن الناس من العيش بسلام في دولتهم. ومع ذلك، بالطبع، يجب أن تؤخذ مصالح إسرائيل وأمنها بعين الاعتبار.
 
رووداو: هل سنشهد عملية تفاوض بين روسيا وأوكرانيا عام 2024؟

أليكسي تشيبا: أودّ كثيراً أن أصدق ذلك، وفي رأيي أن إدارتنا ورئيسنا يتخذان العديد من الخطوات الكبيرة لتحقيق ذلك.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب