حسن الدغيم لرووداو: رئاسة الجمهورية تدير المفاوضات مع قوات سوريا الديمقراطية

19-02-2025
نالين حسن - حسن الدغيم
نالين حسن - حسن الدغيم
الكلمات الدالة حسن الدغيم اللجنة التحضيرية مؤتمر الحوار الوطني السوري الكورد قوات سوريا الديمقراطية
A+ A-
رووداو ديجيتال 

أكد عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري، حسن الدغيم، أن المفاوضات بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق "تدار من رئاسة الجمهورية"، مشيراً إلى أن الحوار "منفصل عن التنظميات العسكرية أو السياسية". 
 
وقال الدغيم، في مقابلة خاصة مع شبكة رووداو الإعلامية، أجرتها نالين حسن، اليوم الأربعاء (19 شباط 2025)، إن "الوصول إلى المواطنين في الرقة ودير الزور والحسكة لا يستلزم المرور من خلال البوابات العسكرية"، مشدداً على أن اجتماعاتهم في المحافظات السورية "لا ترتكز حول جداول موجهة أو تقسيمات طائفية وعرقية". 
 
المتحدث باسم اللجنة، لفت إلى أنه "يلتقي نخباً كوردية في دمشق يومياً"، كاشفاً أن التقدير الأولي لعدد أعضاء المؤتمر "يتراوح بين 300 إلى 1000 عضو". 

وأدناه نص الحوار: 

رووداو: هل ستنهون اجتماعاتكم التشاورية في المحافظات والمناطق الأسبوع الحالي؟

حسن الدغيم: الحقيقة، من المبكر القول إننا سننهي أو لا ننهي. فأمر توقيت عقد جلسات المؤتمر الحوار الوطني، سواء كانت أولية أو نهائية، مفتوح للنقاش العام. بدأت اللجنة بزيارات للمحافظات السورية، وهي ستطلع على آراء المواطنين والنخبة المجتمعية السورية. بدأت بحمص، ثم طرطوس واللاذقية، واليوم هي في إدلب، وستزور أيضاً مدينة حماة قريباً. نحن نستمع لآراء المواطنين والمختصين حول آليات عمل اللجنة، وكما قلنا سابقاً، فإنها تعمل بطريقة بنائية، وليس هناك شيء مسبق أو محدد أو موجه، والأمر متروك للنقاش في الفضاء العام.  
 
رووداو: هل ستزورون المناطق التي تديرها الإدارة الذاتية؟

حسن الدغيم: أيضاً، الأمر متروك للنقاش العام. كما تعلمين، فإن القضية مع الإدارة الذاتية لها عدة مسارات: مسار سياسي وعسكري تديره رئاسة الجمهورية بالمفاوضات مع قوات سوريا الديمقراطية، وقضية الحوار الوطني قضية منفصلة عن التنظيمات العسكرية أو أجنحتها السياسية. هو حوار مع النخبة المجتمعية. لكن نشير إلى أن الوصول إلى المواطنين في الرقة ودير الزور والحسكة لا يستلزم المرور من خلال البوابات العسكرية، كما لا يستلزم الاتصال بالمواطنين الوصول إلى منطقة جديدة بحد ذاتها. يعني، النخبة المجتمعية السورية من المحافظات موجودة في العاصمة دمشق وفي كل المحافظات السورية.  
 
رووداو: ماذا عن عفرين، المنطقة التي زارها قبل عدة أيام السيد أحمد الشرع الرئيس الحالي لسوريا. هل زيارة منطقة عفرين ضمن مخططكم أيضاً؟ 

حسن الدغيم: عفرين وجنديرس، وهما من مناطق ريف حلب وشمال سوريا، كانتا أرضية للتحرير، وكنا شركاء في الثورة والتحرير، وكانوا حاضنة للثوار والقوات التي حررت سوريا، ولا شك أنهم جزء أصيل من مكونات شعبنا. وبالتالي، الأمر أيضاً متروك، كما قلت، للزيارات وعدد الحضور وتوقيت بداية ونهاية المؤتمر الوطني، فهو متروك للنقاش العام.  
 
رووداو: في الاجتماع التشاوري الذي سيعقد في حلب بالأيام المقبلة، هل سيكون فيه ممثلون عن عفرين؟ 

حسن الدغيم: لا شك أن الدعوات الأصل للحضور للجلسات الأولية في الحوار الوطني هي دعوات مفتوحة. اليوم، في إدلب، هناك أكثر من 500 من الأعيان والنخب والمثقفين والكتّاب والشعراء ورجال الأعمال يحضرون. في اللاذقية، حضر أكثر من 200 من كوادر المجتمع السوري. في طرطوس، أكثر من 200. في حمص، أكثر من 400. فبالتالي، الدعوة مفتوحة، ونحن نرأس اللجنة التحضيرية. لا يمكن، بصراحة، أن يحضر المواطنون جميعاً، وإن كان ذلك من مقتضيات تشرّفنا، لكن من الناحية العملية، لا بد أن يكون هناك شيء من التمثيل.  
 
طبعاً، كل شيء يراعى من حيث التنوع، سواء كان عرقياً أو طائفياً أو ثقافياً أو إنسانياً، وهذا مراعى في قضية الدعوات والحضور. ولكن، نحن نؤكد على نقطة أننا لا ننطلق بدايةً، ولا نرتكز حول جداول موجهة أو تقسيمات طائفية وعرقية، فهذا لا نعتمده. ولكن، بحيث أن تشمل كل جلسة، سواء كانت أولية أو حوارية أو زيارة، ألوان الطيف كافة.  
 
رووداو: ما هي المدة الزمنية المخصصة للتحضير لهذا المؤتمر، ومتى سيعقد؟ 

حسن الدغيم: نحن بين نقطتين، النقطة الأولى من حيث البداية، فهو أمر مفتوح للنقاش العام. ولكن لا شك أن اللجنة التحضيرية سيكون لها دور في تقييم اللحظة التي تصل فيها الفكرة المركزية لقضية الحوار الوطني إلى حد الجهوزية أو الاختمار، إذا صح التعبير.  
 
إذا قيل ما ينبغي أن يقال في العدالة الانتقالية، وإذا قيل ما ينبغي أن يقال في الاقتصاد، وإذا قيل ما ينبغي أن يقال في وحدة سوريا أرضاً وشعباً، فالقضايا الوطنية الكبرى لا شك أنها في صلب هذا الحوار. نحن بلد خرج لأول مرة ليتحاور فيه أهل سوريا مع بعضهم منذ عام 1950. لم يكن هناك حوار أصلاً، فالحوار بحد ذاته كان من أحلام السوريين.
 
فكما تعلمين، مررنا بظروف القمع والقهر والتنكيل والإقصاء والتهميش والتدمير والتهجير على يد النظام البائد، واليوم، السوريون يجدون في أنفسهم سعادة كبيرة لأنهم يتلاقون من مختلف ألوان الطيف ليتحاوروا حول مستقبل بلدهم. فإذا قدّرت اللجنة التحضيرية، بعد التواصل مع المواطنين وأعيان النخبة السورية، أن الفكرة المركزية قد صارت في مرحلة الجهوزية، فلا شك أننا سندعو إلى عقد المؤتمر الوطني.  

رووداو: هل ستوجهون دعوة للأحزاب السياسية الكوردية المنضوية في الادارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أو مجلس سوريا الديمقراطية؟

حسن الدغيم: مع احترامنا لجميع الأحزاب والحركات السياسية، فإن فكرة الحوار الوطني تعتمد على الخبرات والتخصصات والأفكار والآراء وقول أعيان المجتمع والنخب، ولا تعتمد، على الكيانات أو الكوتات أو المكونات أو الحركات أو التنظيمات.  
 
هناك معايير يجب أن تتوفر في الشخص السوري الذي من المفترض أن يكون عضواً محتملاً في مؤتمر الحوار الوطني، مثل أدبه، وسمعته، وفلسفته، واختصاصه، وحكم نضاله السياسي، وثوريته، وموقفه الإنساني الأخلاقي، وأن يكون مؤثراً في دياره وبين قومه، بحيث يرى السوريون في حضور أمثال هذه الألوان والشرائح الاجتماعية تمثيلاً لحالة المجتمع السوري.  
 
وإلا، لو اعتمدنا بصراحة على الحركات والأحزاب فقط، فكما تعلمين، هناك ملايين السوريين في المخيمات لم يمارسوا العمل السياسي بعد، ولم يمارسوا العمل الحزبي بعد. فنحن، من منطلق العدالة الاجتماعية والعدالة السياسية، نرى أنه ينبغي أن تمثل الشرائح التي ستحضر، المكونات الشعبية التي تحملت عبء التضحية والفداء في إسقاط هذا النظام المجرم، وليس فقط الاقتصار على أسماء الحركات والتنظيمات التي أتيحت لها، مثلاً، فرصة التشكل سواء قبل الثورة أو بعد الثورة.  
 
رووداو: منذ أيام عقدتم في دمشق اجتماعاً مع ممثلي المجلس الوطني الكوردي (ENKS)، وقلتم بأنكم ستقومون بترتيب لقاء قريب بين رئاسة المجلس واللجنة التحضيرية، متى سيعقد اللقاء؟

حسن الدغيم: اجتمعنا بالإخوة في المجلس الوطني الكوردي كشخصيات نضالية سياسية، وليس كاتصال رسمي كياني، وأيضاً تواصلنا مع كثير من شرائح المجتمع، من أهلنا الكورد، كرابطة الكورد المستقلين وغيرهم من المثقفين والشعراء. وأنا ألتقي في دمشق يومياً بنخب كوردية، وستكون لنا زيارة إلى حلب، حيث سنلتقي بممثلين عنهم.  
 
بصراحة، الكورد ليسوا محصورين في منطقة جغرافية معينة في سوريا، فهم من بناة الدولة السورية ومؤسسي المجتمع السوري، وهم إخوة في القضية والتاريخ والمصير. هم موجودون ليس فقط في القامشلي، بل في قلب العاصمة دمشق، وفي قلب مدينة حلب، وفي قلب الساحل السوري، وفي قلب السوريين جميعاً.  
 
فنحن عندما نقول "الكورد"، لا نعني قطعة جغرافية محددة في طرف الوطن، بل نعني أنهم في صميم الوجدان والجغرافيا السورية. نلتقي بهم بشكل يومي مع نخبهم، سواء كانوا ضمن تنظيمات سياسية أو كشخصيات وطنية مستقلة.  
 
رووداو: لكن هناك ملاحظات بشأن آلية تشكيل اللجنة وخاصة من بعض المكونات الدينية والقومية. لماذا لم نجد أي كوردي في اللجنة التحضيرية؟ 

حسن الدغيم: الملاحظات والنصائح مقدَّرة ومشكورة، وهذا من طبيعة اختلاف الرأي. ولكن، كما تعلمين، فإن عمليات الانتقال السياسي تختلف من دولة إلى أخرى، وعوامل تشكُّل الدولة ليست واحدة في كل مكان. في سوريا، الوضع مختلف تماماً، ولا يعرفه إلا السوريون. نحن لم ننقل السلطة من جهة إلى أخرى، بل خرج الشعب من فم السبع، ومن قعر البئر، ومن صراع الوحوش، إلى أرض الغابة، حيث توجد الطيور والغزلان والبلابل، إلى جانب الجوارح والوحوش.  
 
طريقة بناء الدولة، وطريقة بناء القانون، كما عبَّر عنها السيد الرئيس، تقتضي روح الانسجام والتوافق في المراحل البدائية. ولكن هذا لا يعني فرض قيود على مستوى المحتوى الحواري أو المحاور المطروحة. وكما أسلفنا في المؤتمر الصحفي السابق، لا توجد أجندات مسبقة ولا قيود صارمة ولا خلفيات ثابتة، وإنما هو نقاش مفتوح يتناول المحاور المختلفة، مع تحديد الأعداد والتوقيت وفقًا للرأي العام.  
 
لكنَّ الأمر يتطلب أيضاً توازناً بين الواقعية والمثالية، مع شيء من التوافق والتنوع في لحظة البدء والإنجاز. فكما أن التمثيل الشامل والواسع مطلوب، كذلك فإن السرعة في الإنجاز والتضامن ضروريان. نحن نراعي التوازن بين الاستعجال والتريث، وبين الواقعية والمثالية، في ظروف تشكيل الدولة.  
 
رووداو: كل الدول تطالب باشراك حميع القوميات والمكونات في الحكم، تعدد القوميات والمكونات أمر واقع، أليس كذلك؟ 

حسن الدغيم: نحن نميز بين "الاعتماد" و"المراعاة". أما "الاعتماد"، فبصراحة، السعيد من وُعِظ بغيره، وقد وعظنا بما جرى في لبنان والعراق من تطييف للمجتمع، ومن محاصصة طائفية وعرقية ودينية لم تجلب على جيراننا إلا الخراب والدمار، أعانهم الله.  
 
لذلك، وبصراحة، من مبادئ الثورة السورية التي تعرفينها: إسقاط النظام السوري بكافة أركانه ورموزه، وإعادة هيكلة المؤسسات الأمنية على أسس وطنية، وطرد الميليشيات الطائفية، والحفاظ على وحدة سوريا أرضًا وشعبًا، ورفض المحاصصة الطائفية والعرقية في البلاد. ومن هذا المبدأ، لا ننطلق في أي تحرك - سواء كان حواريًا أو دستوريًا أو تشريعياً - من اعتماد جداول مسبقة لتقسيم البلاد إلى "كونتونات" ومكونات ومحاصصات ونقاط ارتكاز.  
 
لكننا نراعي ذلك بقدر ما يضمن أن تكون النتيجة النهائية تمثيلية، بحيث تعكس الصورة الحقيقية للمجتمع السوري المتنوع. بمعنى أنه عندما ينظر المواطن الكردي أو الدرزي أو العلوي أو العربي، أو المسلم أو المسيحي، أو الرجل أو المرأة، أو الشباب، أو المثقف، أو الاقتصادي، أو الأكاديمي، أو الشاعر والأديب، إلى الصورة النهائية لدوائر الدولة السورية، يجد نفسه فيها. لأنه، ببساطة، لا أحد يمسح مرآة لا يرى وجهه فيها.  
 
رووداو: ما هي الالية أو المعايير التي تستندون إليها لاختيار الجهات أو الشخصيات لدعوتها الى المؤتمر؟

حسن الدغيم: كمعايير عامة، لا شك أن الصدقية، والنزاهة، والتأثير في المحيط والمجتمع، والكفاءة، والإفادة، والإجادة، كلها من المعايير الأساسية. ولكن هناك أيضًا معايير بنائية.
 
فمثلًا، مدينة حلب تتميز بتنوعها الديمغرافي، وأيضًا بنهضتها الصناعية الكبيرة، لذا قد يكون لرجال الأعمال والصناعيين الكبار والتجار في حلب حضور مميز. وعلى سبيل المقارنة، هناك محافظات أخرى تمتلك خصوصيات مختلفة، مثل الحسكة التي تتميز بتنوعها العرقي والديني.  
 
كل محافظة لها خصوصياتها، ونحن نقول إن هناك معايير عامة، وهناك معايير خاصة تتناسب مع التركيبة السكانية والصناعية والتجارية، وأيضًا مع الاحتياجات. فمثلًا، هناك محافظات لم تتعرض للتدمير، كمحافظة اللاذقية، حيث لم يُدمَّر فيها منزل واحد. في المقابل، فإن أولويات إعادة الإعمار تتركز في مدن مثل حمص، وحلب الشرقية، وإدلب.  
 
على سبيل المثال، في ريف إدلب، وخصوصًا في الوسط والجنوب، تكاد المنطقة تكون مدمرة بالكامل؛ لا سقف ولا جدار ولا بشر، حيث دمرتها البراميل المتفجرة والصواريخ، وأبادت الميليشيات الطائفية أهلها، وهدمت بيوتهم، وهجرت سكانها. لذلك، فإن هذه المناطق تُعدّ من أولويات إعادة الإعمار.  
 
أما محافظتا اللاذقية وطرطوس، فقد يكون تركيزهما على القطاع الخدمي والصحي، وإصلاح منظومات الفساد. وهكذا، فهناك معايير عامة، وأخرى بنائية تعتمد على التركيبة السكانية لكل منطقة.  
 
رووداو: كم سيكون عدد أعضاء المؤتمر؟

حسن الدغيم: كل مواطن سوري حرّ يحب بلده هو عضو محتمل في المؤتمر الحواري الوطني، ولكن كما تعلمين، من الناحية العملية، يجب أن يكون هناك نوع من الاختصار والتمثيل، وهو أمر متروك للنقاش العام.*  
 
فمثلًا، إذا كان برلمان الصين، التي يبلغ تعداد سكانها مليار نسمة، يضم 600 عضو فقط، فنحن بالتأكيد لا نريد تبني نموذج الصين. لكن عند القياس، فسيكون العدد المطروح للنقاش العام بين 300 إلى 1000 عضو، وفق تقديرات أولية.  
 
رووداو: ما هو جدول أعمال المؤتمر؟

حسن الدغيم: الجدول، والمحاور، والأجندات كلها مطروحة للنقاش، وقد بدأنا بالفعل بتلقي أوراق عمل، وبتنظيم ورش تخصصية. فقد تكون هناك توصيات بإنشاء مجلس اقتصادي واستثماري لتحريك العجلة الاقتصادية في البلاد، أو توصيات بشأن تأسيس هيئة للعدالة الانتقالية، وكذلك توصيات - وأكيد ستكون هناك توصيات - فيما يتعلق ببناء الحياة الدستورية لسوريا، وتنظيم الحياة السياسية، والأحزاب، والانتخابات.  
 
كل هذه الأمور تحتاج إلى أوراق عمل وورشات تخصصية. فالحوار الوطني سيتناول بالتأكيد آلاف القضايا، حتى تلك المتعلقة بالمساعدات الإنسانية أو تفاصيل الحياة اليومية. لكن القضايا الكبرى واضحة أمام السوريين، سواء في المناحي الدستورية، أو الاقتصادية، أو وحدة البلاد وعملها، أو رفاهية المواطن، أو تموضع سوريا الإقليمي والدولي، الذي يشكل الذهنية السياسية للمجتمع السوري.  
 
رووداو: إذاً، ما هي المسائل التي سيقررها هذا المؤتمر وماهي صلاحيات المؤتمر؟

حسن الدغيم: يجب أن نذكر أن المؤتمر لم يكن وليد اللحظة، بل إن الحوار الوطني بدأ منذ سقوط النظام السوري، أو بالأحرى منذ إسقاطه على يد قوات الثورة السورية.
 
فمنذ ذلك الحين، بدأت الوفود الشعبية واللقاءات مع القيادة السورية، ثم نظّم المجتمع المدني حوارات موسعة بين مختلف شرائح المجتمع السوري. لذا، يمكننا القول إن مؤتمر الحوار الوطني هو جزء من مسار متكامل بدأ بإسقاط النظام السوري، مرورًا بمؤتمر النصر الذي سدّ الفراغ في المنصب الرئاسي، وما زالت هناك العديد من القضايا الأساسية والمبدئية التي تهم حياة المواطنين، والتي ستُناقش أيضًا في مؤتمر الحوار الوطني.  
 
خلال جولتنا في حمص وطرطوس واللاذقية، لاحظنا تركيزاً واضحاً على قضايا مختلفة:  
 
- في حمص، كان التركيز على مبدأ العدالة الانتقالية، وضرورة إنشاء هيئة مستقلة للعدالة الانتقالية. وطُرحت الحاجة إلى محاضرات وندوات يقدّمها مختصون وخبراء قانونيون ودستوريون، إلى جانب مشاركين دوليين لديهم خبرة في مناطق النزاعات حول العالم، بهدف تسليط الضوء على مفهوم العدالة الانتقالية بشكل أكثر وضوحًا للمواطنين.  
 
- في طرطوس، كان الاهتمام بالملف الخدمي، إذ أجبر النظام البائد جزءاً كبيراً من أبناء الساحل السوري على الالتحاق القسري بمؤسسات الجيش والأمن، مما حرمهم فرص التنمية الزراعية والاقتصادية والتجارية، بل وتعمّد تهميش التعليم وإفساد مؤسسات التنمية، ليُجبرهم على الزج بأنفسهم في المحرقة العدمية التي أنشأها لحماية آل الأسد وزبانيته. هناك شكاوى عديدة حول تدهور القطاع الخدمي، لا سيما في مجالي الصحة والتعليم.  
 
- أما في إدلب، فقد بدأت تصلنا رسائل حول قضية إعادة الإعمار. فكما تعلمين، هناك أكثر من 1,800 مخيم عشوائي، بعضها من خيام ممزقة، وأخرى مكدسة للغاية، حيث يعاني سكانها أوضاعاً مأساوية منذ سنوات طويلة، في حر الصيف وبرد الشتاء. لا شك أن قضية إعادة المهجرين وإعادة الإعمار ستُشكل أولوية قصوى في تلك المناطق.  
 
رووداو: ما هي تطلعات المجتمع الدولي من هذا الموتمر ومَن هي الدول الداعمة؟

حسن الدغيم: المجتمع الدولي قضى سنوات طويلة ينصح السوريين بالحوار بقيادة سورية، والتعاون كأبناء وطن واحد، وقد حدث ذلك بالفعل. 
 
سقط النظام الاستبدادي، وتفكّكت الدولة العميقة، وانهارت أجهزة القمع والإرهاب والاستبداد، من مخابرات عسكرية وجوية وغيرها، وأصبح المواطنون أحرارًا، يقولون آراءهم دون خوف، لا من سلطة، ولا من جيش، ولا من أجهزة أمنية. بدأ السوريون يتواصلون فيما بينهم، وبقيادة سورية، دون إملاءات أو وصاية.  
 
لذا، فإن واجب المجتمع الدولي اليوم، كما نصح في البداية، هو أن يدعم نجاح الحوار الوطني حتى النهاية، بدون تدخلات أو حمولات سياسية ثقيلة.  

رووداو: شكراً جزيلاً على هذه الفرصة. 

حسن الدغيم: أهلاً وسهلاً، وتحياتنا لشعبنا الكوردي أينما كان، في كل دول العالم.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

 الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، إلهام أحمد

إلهام أحمد لرووداو: وجود إدارات ذاتية في سوريا سيخفف العبء عن كاهل دمشق

أفادت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، إلهام أحمد، في مقابلة خاصة مع شبكة رووداو الإعلامية، أن المفاوضات بين المجلس الوطني الكوردي (ENKS) وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) قد بلغت مرحلتها النهائية، مشيرةً إلى ضرورة عقد المؤتمر الكوردي خلال الشهر الجاري.