نائب الرئاسة المشتركة لمسد: اللامركزية الجغرافية هي الحل الأنسب لسوريا المستقبل

18-01-2025
نالين حسن
نالين حسن وعلي رحمون
نالين حسن وعلي رحمون
الكلمات الدالة مسد سوريا كوردستان سوريا
A+ A-

رووداو ديجيتال

أكد نائب الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، علي رحمون، أن لقاء الرئيس مسعود بارزاني وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، إلى جانب لقاء عبدي مع أحمد الشرع في دمشق، يمثلان خطوات إيجابية نحو بسط الأمن والاستقرار في سوريا، منوهاً إلى أن "اللامركزية الجغرافية هي الحل الأنسب لسوريا المستقبل".
 
وأشار رحمون إلى أهمية الحوار كوسيلة أساسية لحل القضايا العالقة ومنع عودة العنف، مؤكداً على استعداد قوات سوريا الديمقراطية للاندماج ضمن الجيش السوري الوطني المستقبلي.
 
كما انتقد رحمون  في مقابلة أجرتها معه شبكة رووداو الإعلامية الدعوة إلى مؤتمر الحوار الوطني في دمشق بسبب غياب الشفافية وآليات التحضير، مشيراً إلى استياء القوى السياسية والمجتمعية من طريقة طرحه.
 
 وأدناه نص المقابلة:
 
رووداو: نبدأ الحوار من اللقاء الذي جرى قبل بضعة أيام بين الرئيس مسعود بارزاني ومظلوم عبدي في أربيل. كيف ترون هذا اللقاء وكيف كان؟
 
علي رحمون: أولاً، أهلاً بكم من دمشق، عاصمة سوريا، خاصة بعد هروب الطاغي وسقوط نظام الاستبداد. وبالتالي، أصبح الوجود الشرعي لمجلس سوريا الديمقراطي كهيئة سياسية سورية في عاصمتها.
 
كما ذكرتم، أن الوضع في سوريا هو في مرحلة جديدة تتطلب من الجميع أن نكون في حالة من الوحدة للوصول بسوريا إلى بر الأمان، من حيث الاستقرار، ومن حيث المشاركة السياسية، باعتبار أن النظام الاستبدادي كان مانعاً أن يكون السوريون مع بعضهم البعض. وبالتالي، اليوم في هذه المرحلة، مطلوب من الجميع أن يكونوا يداً واحدة لبناء سوريا الجديدة. ويأتي اللقاء ما بين مظلوم عبدي، كقائد قوات سوريا الديمقراطية، مع السيد مسعود بارزاني، وأيضاً تتويجاً للقاء الذي جرى سابقاً ما بين مظلوم عبدي ورئيس إدارة العمليات السياسية في دمشق، أحمد الشرع.
 
هذه اللقاءات تأتي كلها في محاولة لبسط سيطرة الأمن والاستقرار على كامل الجغرافية السورية، لأن النظام السابق كان يعمل على مبدأ التفرقة والتجزئة وتبعثر القوى والمناطق. ولذلك، هذه خطوات إيجابية نراها في الاتجاه الصحيح لبسط الأمن والاستقرار على كامل الجغرافية السورية.
 
ونحن نعلم بأن أربيل تلعب دوراً مهماً أيضاً في أمان واستقرار شمال وشرق الفرات، لما له من أثر وعلاقات أخوية بين المنطقتين.
 
رووداو: أحمد الشرع ومظلوم عبدي اتفقوا على عدم اللجوء إلى العنف وحل كل المشاكل عن طريق الحوار؟
 
علي رحمون: نعم، كان الاتفاق على أن يستمروا في الحوار بما يصل بالبلاد إلى بر الأمان عبر وسائل متعددة. وبالتالي، مثلاً، كانت إحدى المسائل المطروحة هي تشكيل لجان لبحث كل الأمور العالقة أو التي يمكن أن تؤدي إلى إشكالات. كما ذكرت، كان السوريون سابقاً يفتقدون إلى اللقاء والحوار والنقاش فيما بينهم. اليوم، ليس هناك من مانع لذلك، فكان اللقاء هو تمهيد للقاءات أعتقد أنها ستكون قريبة بين فريقين سياسيين سوريين أيضاً على مستويات متعددة. قد يكون عسكرياً، قد يكون أمنياً، قد يكون إدارياً.
 
وكانت مرونة مظلوم عبدي واضحة، باستعداد قوات سوريا الديمقراطية لكي تكون جزءاً من الجيش السوري الوطني المستقبلي. أيضاً، دعا الإدارة الجديدة لاستلام الإدارات التي كانت تديرها سلطة الأسد سابقاً، وأيضاً لاستلام المعابر الحدودية. وبالتالي، كان هناك ارتياح، كما أعتقد، من الطرفين لهذه المفاوضات.
 
رووداو: هل تشكلت هذه اللجان التي تتحدث عنها والتي تمت الموافقة على تشكيلها في الاجتماع الذي جرى بين مظلوم عبدي وأحمد الشرع؟
 
علي رحمون: أعتقد أنها في طور التشكيل. كما تعلمين، أن سلطة الشرع هي سلطة حديثة، وحتى الآن في طور البناء. أيضاً، سلطة الإدارة الموجودة ينقصها الكثير، وأنا أعتقد أنها تحتاج للوصول إلى المستوى المطلوب.
 
لكن الأمر هو في طور التشكل من قبل الطرفين. وقد أبدى مظلوم عبدي استعداده لكي تكون هذه اللجان جاهزة. والكرة، كما أعتقد، هي في مرمى إدارة الشرع.
 
رووداو: هل سيكون هناك لقاء قريب بين الطرفين؟ لقاء آخر؟
 
علي رحمون: هذه المسألة لا أعلم إن كان سيكون هناك لقاء آخر، لكن بالتأكيد التواصل مستمر. لأنه ما يجري اليوم على الأرض السورية هو محاولة للعودة إلى حالة السلم، إلى حالة الاستقرار.
 
وبدون اللقاءات، لا يمكن ذلك. خاصة كما نعلم بأن هناك محاولات من قبل البعض، سواء من خلال أدوار إقليمية أم محلية، لإثارة الفوضى من جديد وبالتالي، لنزع فتيل أي اقتتال أو حرب أهلية، لابد من استمرار التواصل واللقاءات. وعندما تستدعي الحاجة، هذا سيكون بالتأكيد. من وجهة نظري، هذا الأمر متاح، خاصة وأنه بعد لقاء الشرع مع مظلوم عبدي، رأينا أن عبدي قد استقبل وفداً من حكومة أربيل، ثم ذهب بزيارة إلى حكومة أربيل. وأعتقد بأن حكومة إقليم كوردستان العراق ستقوم بدور وسيط ناجح وجيد وإيجابي. وهذا الدور مهم جداً، ويسجل لهم حقيقة، من أجل بسط الأمان والاستقرار في المنطقة ككل، وعلى سوريا ككل، وليس فقط في شمال وشرق الفرات.
 
رووداو: هل ستشاركون في مؤتمر الحوار الوطني الذي سيعقد في دمشق؟
 
علي رحمون: الدعوة إلى مؤتمر حوار وطني، كما دعت إليه الإدارة السياسية أو كما روّج لهذا المؤتمر، لم يتم الإعلان عنها حتى الآن بشكل علني. وبالتالي، يفتقد إلى مجموعة من المعطيات.
 
أولاً، ليس هناك لجنة تحضيرية معلنة. سمعنا، كما سمع بقية السوريين، أن هناك دعوة إلى مؤتمر حوار وطني يتشكل من 1200 شخصية. لكن، من هي هذه الشخصيات؟ ما هي الآليات؟ من سيمثل الشعب السوري؟ حتى اليوم، هو مجهول. وبالتالي، ما تم الإشارة إليه أو الدعوة له يكتنفه الغموض تماماً. من جهة أخرى، كما نراها كمجلس سوريا الديمقراطي، تبدو هذه الدعوة وكأنها ارتجالية. لذلك، تم تأجيل الدعوة أكثر من مرة نتيجة الملاحظات التي تم توجيهها لهذه الدعوة السرية.
 
إضافة إلى ذلك، لم يتم الإعلان عن الشخصيات حتى اليوم. ليس هناك لجنة تحضيرية لهذا المؤتمر، ولا توجد آلية واضحة. وقد تم استبعاد القوى السياسية وتمثيلها ضمن هذا المؤتمر. لذلك، من تم دعوتهم، كما تم تسريبه، دُعوا على أساس شخصي، أو على أساس ديني، أو طائفي، أو جغرافي.
 
هناك الكثير من الشخصيات التي رفضت أساس هذه الدعوة. وبالتالي، كلما تم توجيه ملاحظات، يتم تأجيل هذه الدعوة. وحتى اليوم، كما أعتقد، تم تأجيل هذا المؤتمر إلى إشعار آخر. رغم ما تم تسريبه بشكل غير رسمي، أنه سيكون في العشرين من شباط.
 
وأعود وأؤكد بأن هذا ما تم تسريبه. إذن، ليس هناك دعوة واضحة لهذا المؤتمر لأن آليات عقده غير واضحة. وهناك، حقيقةً، استياء عام من القوى السياسية، ومن قوى المجتمع السوري، وحتى من الفاعلين والعاملين بالشأن العام على هذه الطريقة. لذلك، أعتقد أن هذا المؤتمر، إذا لم تكن لديه آليات واضحة، لن يتم العمل عليه في الوقت أو في المدى المنظور.
 
رووداو: المجلس الوطني الكوردي في سوريا يطالب بالفيدرالية. هل مسد تطالب أيضاً بالفيدرالية؟
 
علي رحمون: مجلس سوريا الديمقراطية، أولاً، بحسب رؤيته السياسية لسوريا المستقبل، يرى أن ما يناسب سوريا هو أن تكون سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية. اللامركزية يصوغها الشعب السوري، والدستور السوري، والبرلمان السوري. وبالتالي، ليست لديهم وجهة نظر متبلورة حول ذلك. إلا أن سوريا يجب أن تكون لا مركزية على أساس جغرافي. وذلك انطلاقاً من مسألتين مهمتين:
 
الأولى، من أجل عدم عودة الاستبداد؛ لأن السلطة المركزية ستكون مدعاة لعودة الاستبداد مرة أخرى إلى حكم سوريا. والثانية، أن التنمية المتوازنة على المستوى الجغرافي لسوريا يمكن أن تكون أفضل بكثير على مبدأ اللامركزية الجغرافية. يعني، من الممكن أن تكون سوريا على أساس أقاليم، أو على أساس ما كان سابقاً أيام النظام كمحافظات.
 
لكن، حقيقةً، حتى اليوم، ليس هناك وجهة نظر تدعو من خلال مجلس سوريا الديمقراطي إلى الفيدرالية في سوريا. كما ذكرت، ما يتفق عليه السوريون، سواء في البرلمان أو في الدستور السوري، سيكون مجلس سوريا الديمقراطية متوافقاً مع رؤية الشعب السوري.
 
رووداو: لدي سؤال حول مصير ومستقبل قوات سوريا الديمقراطية. هل ستكون مثل قوات البيشمركة هنا في إقليم كوردستان والعراق، أي جزء من المنظومة الدفاعية السورية وتحافظ على كيانها الخاص داخل القوات السورية؟
 
علي رحمون: كما تعلن قوات سوريا الديمقراطية، أولاً، هي قوات وطنية. وأيضاً، من وجهة نظرها، القوات المسلحة يجب أن تكون لحماية الحدود وبالتالي، هي وجدت أصلاً بهدف حماية جزء من الجغرافية السورية وفي مقاومة ودحر داعش. كما تعلمون، بعد الانتهاء من دحر داعش، أبدت قوات سوريا الديمقراطية استعدادها لأن تكون جزءاً من الجيش السوري. وهذا خاضع، أعتقد، اليوم في طور تشكيل الجيش السوري المنشود كي تكون جزءاً منه. كيف سيكون هذا الجزء؟ وما هي الآليات؟ أيضاً، أعتقد أن هذا الأمر خاضع لنقاشات وحوارات حول هذه الآلية. وكما صرح مظلوم عبدي، هناك استعداد لأن تكون قوات سوريا الديمقراطية جزءاً من الجيش الوطني المنشود.
 
من الصعب اليوم مقارنة ذلك بقوات البيشمركة في إقليم كوردستان العراق، بسبب طبيعة التركيبة القومية في كوردستان. ففي قوات سوريا الديمقراطية، كما تعلمون، قوات مشتركة متعددة الإثنيات والأديان. قوات سوريا الديمقراطية تضم العربي، الكوردي، الآشوري، السرياني، الشركسي، التركماني، وغيرها.
 
وأيضاً، هناك قوات أخرى كانت فصائل من الجيش الحر على كامل الجغرافية السورية. تختلف هنا عن قوات البيشمركة، كون الأخيرة كانت تهدف سابقاً في إقليم كوردستان العراق لتحرير الإقليم. لذلك، من المبكر أن نقول إنها ستكون نسخة عن قوات البيشمركة أو أنها ستكون جاهزة ومتوافق عليها اليوم. لكن أعود وأؤكد أن قوات سوريا الديمقراطية مصرة على أن تكون جزءاً من حماية الجغرافية السورية، وجزءاً من حماية الشعب السوري بكل أطيافه ومكوناته، سواء من عرب، كورد، شركس، سريان، آشوريين، وغيرهم.
 
رووداو: ما هو الهدف من محاولاتكم في دمشق لتشكيل جبهة سياسية سورية؟
 
علي رحمون: كما تعلمون، النظام السابق ونظام الاستبداد كان مانعاً لأي قوة سياسية من وجودها على أرض سوريا. بالتالي، كمجلس سوريا الديمقراطي، وكهيئة سياسية مكونة من مجموعة من الأحزاب والشخصيات، لم يكن متاحاً لها أن تكون في دمشق. اليوم، بعد سقوط نظام الاستبداد، أصبح وجودها ومكانها الطبيعي هو في العاصمة. لذلك، أول خطوة هي وجودها في العاصمة للحوار مع بقية القوى السياسية. النظام السابق عمل أيضاً على تشظي هذه القوى لتفريقها والتفرد بكل قوة بمفردها.
 
اليوم، نحن في أشد الحاجة لأن نكون يداً واحدة لبناء سوريا. للتشارك في كيف سيكون مصيرها؟ وكيف سيكون دورنا في مشاركة بناء سوريا مع بقية القوى السياسية؟ لذلك، نحن هنا مع شعبنا، مع قواه السياسية، مع قواه المجتمعية، لكي يكون لنا دورنا الفعال في بناء سوريا. لننشد جميعاً سوريا الديمقراطية، التعددية، بدون أي إقصاء، بدون أي تهميش. وهذا حقنا الطبيعي. أعتقد أنه من الطبيعي أن نكون في العاصمة دمشق لكي نقوم بدورنا مع بقية ممثلي القوى السياسية والمجتمعية السورية.
 
رووداو: هل فتح مجلس سوريا الديمقراطية مكتباً له في العاصمة دمشق؟
 
علي رحمون: نعم، نحن اليوم موجودون في دمشق. وهذا حق طبيعي، وقانوني، وشرعي لنا، طالما أن رؤيتنا السياسية لا تتعارض مع القوى السياسية الأخرى، وطالما أننا نهدف، كما تهدف كل القوى السياسية، لبناء سوريا المستقبل.
 
سوريا التي تضمن حقوق الجميع. وكما نعلم، من أهم أهداف مجلس سوريا الديمقراطية هو بناء دولة المواطنة المتساوية بين كل السوريين. لذلك، نحن ندعو إلى لقاءات تشاورية مع القوى السياسية، لكي يكون لنا دورنا الهام في بناء سوريا. سوريا لا يبنيها طرف واحد، وإنما يجب أن تُبنى من قبل كل القوى، بكل أطيافها، بدون أي إقصاء، وبدون أي تهميش.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

عضو البرلمان الألماني عن الحزب الديمقراطي المسيحي كريستوف دي فريس وآلا شالي

برلماني ألماني لرووداو: يجب أن يشارك الكورد في السلطة في سوريا

رأى كريستوف دي فريس، وهو عضو البرلمان الألماني عن الحزب الديمقراطي المسيحي، أن الكورد في ألمانيا هم "شركاء مهمون جداً للديمقراطية، ولولاهم لتقدم داعش أكثر"، مشيراً الى وجوب مشاركة الكورد في السلطة في سوريا.