رووداو ديجيتال
أعرب نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري "CHP" ومسؤول العلاقات الخارجية فيه، إلهان أوزغال، عن تأييد حزبهم المعارض للقاء المزمع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره السوري بشار الأسد.
وقال في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، اليوم الأربعاء (17 تموز 2024)، إنهم يعتبرون الأسد هو السلطة الشرعية في سوريا، ويجب أن يتعاملوا معه لحل المشاكل.
وذكر أنه في حال فوز حزبهم بالسلطة مستقبلاً، سيعملون على وضع خطة جديدة للتعامل مع مسلحي المعارضة السورية في "الجيش الوطني"، الذين اعتبرهم إرثاً لسياسة حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه الرئيس التركي الحالي.
وأدناه نص الحوار:
رووداو: قلت منذ فترة على حسابك في إكس، إن "سياسات تركيا في الشرق الأوسط وسوريا واللاجئين، فشلت". في رأيك، من أين بدأ الخطأ؟
إلهان أوزغال: هذا الخطأ كان موجوداً منذ البداية، الأمر بدأ بأخطاء وحينها انقطعت حلقة السلسلة. لقد أرادوا مع أميركا الإطاحة بحكم بشار الأسد، لم يكن ينبغي التعاون مع أميركا للإطاحة بسلطة بلد مجاور، كان ذلك خياراً خاطئاً جداً في السياسة الخارجية. بدأ الخطأ عليها واستمر. ولم تكن تلك السياسة في مصلحة تركيا ومصلحة شعوب المنطقة. وفي السياسة، لا ينبغي للمرء أن يتخذ خطوات بعيدة عن الحقائق، ولم تكن تلك الخطوات في صالح تركيا، ومن هنا بدأت الأخطاء.
رووداو: ما الذي كان يجب فعله برأيك، ماذا كان على تركيا فعله؟
إلهان أوزغال: هذا النقاش ليس بالجديد، لقد تجاوزنا تلك المراحل. وكما قلت، لا يجب على تركيا تغيير نظام جار والإطاحة بالسلطة فيه، كان بإمكان تركيا أن تغلق المعابر الحدودية وتطرح خيارات سياسية ولا تدخل في تلك الحرب الداخلية لذلك البلد (سوريا) ولا تحاول تغيير السلطة، لم تتخذ تركيا أي خطوة مما أسلفت، بل نفذت سياسة تغيير النظام والسلطة في سوريا، حيث كان مأمولاً من تلك الخطة، أن تصل جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة في سوريا، لكن هذا المشروع لم ينجح.
رووداو: زعمت وسائل إعلام أن بشار الأسد وافق على لقاء السيد أوزغور أوزيل ( زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي). هل تلقيتم أي رد على اللقاء مع بين أوزيل والأسد من جانب دمشق؟ ومتى سيلتقيان؟
إلهان أوزغال: لم يتم تحديد موعد بعد، قدمنا طلبنا إلى دمشق عبر القنوات الرسمية وشبه الرسمية. دمشق والأسد على علم بطلبنا لعقد لقاء، ونحن في انتظار الإجابة، هم يقومون بتقييم هذه العملية فيما بينهم، فكما تعلمون، سوريا مكان حساس والعملية حساسة، فالعملية ليست كما المتبعة في دولة أوروبية، إنها ليست مثل زيارة دبلوماسية إلى أوروبا، ولهذا السبب أعتقد أن عقد الاجتماع سيستغرق وقتاً أطول قليلاً. ومن ناحية أخرى، تعلمون أن رجب طيب أردوغان يريد أيضاً مقابلة بشار الأسد، وربما يلتقيان.
وكما قلت، هناك أيضاً عامل إيران وروسيا في سوريا، ونحن نأخذهم جميعاً في عين الاعتبار، ونظام بشار الأسد يأخذ هذا الوضع أيضاً في نظر الاعتبار، ولهذا الوضع أرى أن الاجتماع سيستغرق المزيد من الوقت.
رووداو: إذا انعقد الاجتماع، ما هي القضية التي ستطرحونها على الطاولة وما الذي ستناقشونه؟
إلهان أوزغال: لقد وصل الوضع إلى مستوى لدرجة أن حكومة حزب العدالة والتنمية إما لم تتخذ أي خطوات أو لم تعد قادرة على اتخاذ خطوات. حزب العدالة والتنمية (AKP) لا يقول لنا، نحن الجمهور، أي شيء عن حل المشكلة السورية، وخاصة مشكلة اللاجئين. ويبدو أنه ليس لديه أية خطة، كما ليس من الواضح ما الذي سيحدث لمسلحي المعارضة السورية. ولا أحد يعرف ما هي خطتهم لإدلب؟!. والأسد يقول أيضاً: "لن نلتق لمجرد الاجتماع"، لذا يجب أن تكون الاجتماعات على أسس معينة، يجب أن تكون هناك خطط ومقترحات للاجتماع، ونحن هدفنا هو فتح تلك العقد الموجودة ووضع الأساس لحل هذه العقدة.
رووداو: علق بشار الأسد على دعوات ومكالمات رجب طيب أردوغان وطالب بانسحاب القوات التركية من سوريا كشرط مسبق للاجتماع. ماذا تقول بشأن موقف الأسد؟
إلهان أوزغال: موقف بشار الأسد ليس جديداً، وقد أعلنت وزارة الخارجية السورية أيضاً عن هذا الشرط المسبق في بيان لها قبل بضعة أيام، ولكن في الحقيقة، ينبغي على الأطراف أن يجلسوا ويتفاوضوا مع بعضهم البعض.
نحن لسنا ضد اللقاء بين أردوغان والأسد، بل نحافظ على العلاقات الطبيعية ونريد أن تكون علاقات تركيا مع دول الجوار طبيعية. شرط الأسد هذا ليس جديدا، لكننا ما زلنا نعتقد أن اللقاء مهم للحلول، ونريد أن يتم اللقاء بين بشار الأسد وأردوغان.
رووداو: بعد الأحداث التي شهدتها مدينة قيصري التركية، اندلعت التوترات في المناطق الخاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة السورية، وخرجت في بعض الأماكن مظاهرات مناهضة للجنود الأتراك. الآن جزء من الأراضي السورية تحت سيطرتهم، فهل ستعقدون اجتماعات معهم أيضاً؟
إلهان أوزغال: لا، مسلحو للمعارضة السورية تخضع لسيطرة المخابرات التركية، وتدفع لها تركيا، ونحن ضد وجود مثل هذا الهيكل. إذا وصل حزب الشعب الجمهوري إلى السلطة، فسنعمل بشكل خاص على قضية مسلحي المعارضة السورية، ونحن نعمل حالياً في هذا المجال، كما لابد من إيجاد حل لهم وبلا شك أننا يجب أن نلتقي بالنظام الشرعي في دمشق وسنعمل على عقد هذا اللقاء.
سيبقى "الجيش الوطني السوري" بالنسبة لنا بمثابة إرث من حكم حزب العدالة والتنمية، وباعتبارنا حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، ليس لدينا خطة للقاء بذلك الجيش. إن القوة الشرعية لسوريا، واللاعب الشرعي لسوريا هو نظام بشار الأسد، وخيارنا الرئيسي هو إجراء محادثات مع نظام بشار الأسد لحل المشاكل.
رووداو: في عام 2013، عقد حزب العدالة والتنمية عدة اجتماعات مع الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم. ثم انتهت تلك الاجتماعات، فإذا وصل حزب الشعب الجمهوري إلى السلطة، فهل سيجتمع مع حزب الاتحاد الديمقراطي؟
إلهان أوزغال: اسمحوا لي أن أقول ذلك بوضوح، في سوريا، نحن لن نلتقي أو نعقد اجتماعات مع أي شخص آخر غير نظام بشار الأسد، بالنسبة لنا، بشار الأسد هو السلطة الشرعية في سوريا.
رووداو: بالنسبة لحزب الشعب الجمهوري، هل الاجتماع مع الأسد وحده هو الذي سيحل مشاكل تركيا وسوريا؟
إلهان أوزغال: هناك عدة مفاتيح لهذه القضية السورية. أحدها هو اللقاء مع بشار الأسد. سوريا دولة مجاورة ولا تتكون من بشار الأسد فقط. هناك قوى كبرى مثل أميركا وروسيا، وهناك إيران. لا يمكن حل القضية السورية دون مشاركة الدبلوماسية الدولية. وإذا لزم الأمر، ينبغي عقد اجتماعات مع الولايات المتحدة وروسيا وإيران والاتحاد الأوروبي. الأسد ليس سوى جانب واحد من المشكلة، هناك حاجة إلى الدبلوماسية الدولية، وهناك مشكلة إنسانية، وهناك مشكلة المهاجرين. كزعيم، لا يملك بشار الأسد السيطرة على كامل أراضي سوريا، لذا فإن حل المشاكل مع مثل هكذا قائد أمر صعب.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً