أحمد الجربا لرووداو: اللامركزية هي النظام الأنسب ويجب خروج كافة الجيوش الأجنبية من سوريا

16-07-2021
دلبخوين دارا
احمد الجربا مع دلبخوين دارا
احمد الجربا مع دلبخوين دارا
الكلمات الدالة احمد الجربا سوريا
A+ A-

رووداو ديجيتال

رأى الرئيس السابق لائتلاف المعارضة السورية ورئيس جبهة الحرية والسلام أحمد الجربا، أن النظام الأنسب لسوريا هو النظام اللامركزي، مؤكداً على ضرورة خروج كافة الجيوش الأجنبية من البلاد.
 
الجربا، قال خلال مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، إن "ضمانة العرب هي التحالف مع الكورد ومع الآشوريين ومع باقي المكونات في البلاد"، مشدداً على أن "تكون اللغة الكوردية لغة رسمية أخرى في المناطق التي فيها كورد، ويكون حق التعليم في المدارس والمعاهد والجامعات متاحاً للجماعات الكوردية".
 
وأدناه نص المقابلة:
 
رووداو: كنت فيما سبق رئيساً للائتلاف والآن رئيس جبهة الحرية والسلام، ما الذي دعاكم إلى تشكيل هذه الجبهة، وأين كان الفراغ لكي تشكل هذه الجبهة التي ترأسها؟ ولماذا تم تشكيلها؟
 
أحمد الجربا: جبهة الحرية والسلام مؤلفة من أحزاب وقوى سياسية لها مرجعيات ومكونات رئيسية في سوريا وخاصة في المنطقة الشرقية من سوريا.. المجلس الوطني الكوردي بأحزابه المتعددة والذي يمثل حالة سياسية كبيرة في سوريا، وأيضاً المنظمة الآثورية الديمقراطية التي تمثل السريان الآشوريين، والمجلس العربي للجزيرة والفرات الذي فيه تمثيل عربي وقَبَلي وازن في المنطقة، وتيار الغد السوري الذي أرأسه أنا. هذه القوى كلها معارضة، ما يعني أن بينها جامعاً مشتركاً، أو حالة مشتركة، أو عاملاً مشتركاً. فالمجلس الوطني الكوردي معارض تاريخي للنظام، وموجود في الائتلاف السوري وفي هيئة التفاوض في اللجنة الدستورية. المنظمة الديمقراطية الآشورية أيضاً موجودة في الائتلاف وفي هيئة التفاوض واللجنة الدستورية. المجلس العربي وتيار الغد موجودان في منصة القاهرة المدرجة ضمن القرار الأممي 2254 وممثلان في هيئة التفاوض وفي اللجنة الدستورية المصغرة والمكبرة. هذه كلها عوامل مشتركة، نحن حلفاء طبيعيون. أنا قلت في تأسيس الجبهة قبل عام: نحن حلفاء الطبيعة. كلنا معارضون للنظام في السابق واللاحق. كلنا مشاركون في أطر المعارضة الرئيسية وفي أجسامها على اختلاف مشاربها. بيننا انسجام وتفاهم كبيران بشأن مستقبل سوريا وكل ما يحصل في سوريا اليوم وفي الأمس أيضاً. لهذه العوامل كانت جبهة السلام والحرية. لتكون جسماً حقيقياً بين المعارضة، جسماً ذا بعد وطني، فهناك العربي والكوردي، والكوردي والسرياني. هذه كلها تعطي انطباعاً جميلاً عن الفسيفساء السورية حتى للدول الكبرى الماسكة للملف السوري. فهي عندما سمعت عن الجبهة والتقت معها. قالوا: هذا هو الشيء الذي نريده.
 
رووداو: هل وجهة نظركم الخاصة بحل الأزمة السورية هي نفسها وجهة نظر المعارضة السورية؟ هل طريقة تفكيركم متشابهة سواء بالمعارضة أو الائتلاف؟
 
أحمد الجربا: طبعاً هناك اتفاقيات عامة وشاملة لجميع المعارضة أو أغلبها، هم متفقون على التغيير في سوريا. هذا الاتفاق أكيد وكلنا نريد التغيير.
 
رووداو: أي نوع من التغيير تنشدون؟
 
أحمد الجربا: التغيير دخل في عدة مراحل، حسب المصلحة وحسب السياسة وحسب الواقع الذي يحكمه واقع الأرض والظروف. بخصوص الوضع السوري، كلنا نريد تغييراً حقيقياً في سوريا. فالنظام الآن يتحدث عن التغيير لكنه تغيير تجميلي، وهو عبارة عن مكياج. لكننا نحن في جبهة السلام والحرية نريد تغييراً حقيقياً، وأن نخوض مشاركة حقيقية في صنع القرار السوري.
 
رووداو: أي أن لا توجد هذه الحكومة الجديدة ولا هذا الرئيس الجديد ولا هذا البرلمان الجديد. أن لا يتواجد هذا الهيكل الحكومي مرة أخرى؟ هل تريدون تغيير كل شيء من الأساس؟ هل تسعون إلى تغيير من هذا النوع في سوريا؟
 
أحمد الجربا: لا، سنأتي أولاً إلى أساس الاتفاقيات الأممية والدولية. بيان جنيف في 30 حزيران 2012 بين وزيري خارجية الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبوجود كوفي عنان كممثل أممي، تحدث عن هيئة حاكمة انتقالية وحكومة مشتركة بين النظام والمعارضة. ثم القرار الأممي الذي صدر بعده، وهو القرار 2254 والذي لا يزال معتمداً إلى اليوم، سمى "المعارضة" بأسمائها وبمواصفاتها وتحدث عن حكومة مشتركة وهيئة حاكمة انتقالية من الطرفين. هذا قد لا يرضي النظام ويمكن أن لا يرضي المعارضة. لكن بالنهاية، وإذا كنا نريد الوصول إلى الحل السياسي المنشود، فهناك قرارات صعبة يجب أن يقبلها الطرفان. لكن العودة إلى المربع الأول، ونستطيع الآن أن نقول إنه لم يعد ممكناً العودة إلى "سوريا الأسد"، فهذا موضوع قد انتهى.
 
رووداو: هل أنتم رافضون لوجود الأسد ولا تقبلون به؟
 
أحمد الجربا: أول الأشياء هو وجود الأسد وهذا يقرره الشعب السوري. نحن نرفض وجود الأسد، نعم. فهو أحد أسباب المشكلة. أنا الآن أبلغ من العمر خمسين سنة، وطوال هذه السنوات الخمسين كان الأسد الأب والابن يحكمان سوريا. تربينا في ظل هذا الحكم وولدنا في ظل هذا الحكم. لو كان هذا الحكم جيداً وراشداً لما خرجت سوريا بتظاهرات.
 
رووداو: لكن الرئيس الروسي بوتن قال إنهم ناقشوا مسألة الأسد فيما بينهم، وقالوا لأميركا أنتم تريدون أن لا يبقى الأسد، ويضيف بوتن: فقلت للأميركيين وما هو البديل، فسكتوا! سكت الأميركيون! إن ذهب الأسد فليس هناك بديل، لا الأوروبيون يجدون بديلاً ولا الأميركيون يجدون بديلاً، وحسب رأيي حتى المعارضة لم تعثر على بديل عن الأسد. أنتم مصرون على أن يرحل الأسد، فهل للأسد بديل؟
 
أحمد الجربا: نعم هناك بديل، هناك بدلاء للأسد، فسوريا ولاّدة للرجال، ولاّدة للقامات، ولاّدة للنساء، وللشخصيات التي لها تأثير اجتماعي وسياسي. هذا ليس الموضوع، أنه ليس هناك بديل. لا، أكيد هناك بديل، وليس بديلاً بل بدلاء.
 
رووداو: لم يقدم حتى الآن شخص بديل. حتى أميركا التي أنتم حلفاء لها، لم تقدم أي بديل، هذا يعني أن الأميركيين والأوروبيين لا يريدون رحيل الأسد، ولهذا لا يصرون على أن لا يبقى الأسد.
 
أحمد الجربا: يوجد هنا موضوع مهم جداً، وهو أن حلفاء الأسد، إيران وروسيا، متشبثون به بشكل حقيقي وقوي. أما حلفاء المعارضة ورغم أنهم لا يتعاملون مع الأسد، لكن ليس فيهم حالة رفض حقيقية للحالة، حالة النظام. ما أريد أن أقوله، هو: يجب أن تكون هناك مفاوضات بإدارة الأمم المتحدة، وأن تكون هذه المفاوضات جدية. كان للنظام فرصة حقيقية لكي يحل الأمر في سوريا في العام 2012، والعام 2013، والعام 2014، لأنه كان عند النظام قوة على الأرض. بعدها، ضعفت المعارضة وضعف النظام. المناطق التي هي الآن مع النظام، لا يسيطر عليها النظام، بل تسيطر عليها قوة أخرى أجنبية وميليشيات. لم يغتنم النظام الفرصة عندما كان في عز قوته، ليعمل حلاً سياسياً. الموضوع بالنسبة إلينا هو موضوع التغيير، وهذا أهم شيء. التغيير الحقيقي والتحول نحو حالة ديمقراطية حقيقية وتداول للسلطة. هذه هي الفكرة. الفكرة ليست فكرة أشخاص، فالرغبات كرغبتي ورغبة الآخرين ربما الموضوع معروف والموقف معروف في الشارع وقد انتهينا من هذا. لكننا لا نستطيع التنبؤ بالمستقبل، لكن المفاوضات، اللجنة الدستورية، الدستور الجديد، المفاوضات التي تجري في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، هذه هي التي ستحل الأزمة السورية بشكل حقيقي ومنطقي.
 
رووداو: هل أنتم مستعدون للبدء بحوار مع الحكومة السورية؟
 
أحمد الجربا: التفاوض مع الحكومة السورية مدرج في القرارات الأممية، أي أن المسألة ليست أننا اقترحناه أو نريده أو لا نريده. ليست هناك إمكانية لاستمرار النظام إلا بالتفاوض مع المعارضة، وليست هناك إمكانية لعودة المعارضة إلى سوريا وبناء سوريا الحديثة إلا بالتفاوض مع النظام. بيان جنيف في العام 2012 قال هذا الكلام. القرارات الأممية كلها، وآخرها الذي هو 2254، أيضا تتحدث عن مفاوضات بين المعارضة والنظام بإشراف أممي، نعم ولكن هي مفاوضات بين المعارضة والنظام. نحن ذهبنا إلى جنيف في 2014 تحت هذا البند، وكل الجنيفات الأخرى التي تلت كانت تحت هذا البند. لا أحد من المعارضة قال: لن نقبل بالتفاوض مع النظام. لا، ليس هناك شيء كهذا.
 
رووداو: هل كانت هناك محاولات للدخول في مفاوضات بينكم وبين الحكومة السورية؟ كأن تتوسط دول أو يتوسط بينكم أشخاص؟
 
أحمد الجربا: هذا شيء من الممكن أن يحصل دائماً، ولكننا نحن بالنهاية، إن لم تكن هناك ضمانات روسية – أميركية مشتركة تحت مظلة الأمم المتحدة، فإن التفاوض في الحقيقة سيكون غير مفيد. فاستدراج المعارضة طرفاً ثم طرفاً هو إضعاف للمعارضة بشكل كبير.
 
رووداو: توجد قوات أجنبية في سوريا، أميركية وروسية وتركية وإيرانية وهناك من جاء من القوقاز وتلك الدول. كيف تجدون مستقبل هؤلاء في سوريا؟ وهناك مناطق تسيطر عليها تركيا وهي خاضعة للاحتلال التركي كعفرين ورأس العين وتل أبيض.
 
أحمد الجربا: توجد في سوريا عدة قوى أجنبية، وطبعاً هناك احتلالات كثيرة، فكما تعرف الجولان محتلة من جانب إسرائيل منذ 1967 وإيران وروسيا وأميركا وتركيا كلها موجودة على الأرض السورية، وهناك أيضاً ميليشيات تابعة لهذه الدول. ما نقول به نحن، ونطلبه، هو خروج الجيوش الأجنبية من سوريا، ولا يمكن أن نطالب بخروج طرف، والقول إن هذا الطرف جيد وذاك الطرف سيء، المفروض أن يخرج الكل من سوريا وسوريا للسوريين، ويحدث تفاهم بين السوريين على حل، وهذا هو ما يجب أن يحصل لأن الحالة الراهنة حالة صعبة وحالة مأساوية وحالة استعصاء سياسي. بالنسبة لنا، خروج الجيوش الأجنبية كلها مطلب شعبي، ووجود مناطق فيها إيرانيون ومناطق فيها أمريكان ومناطق فيها أتراك ومناطق فيها روس، هذا أمر معروف للقاصي والداني، وليس بإمكاننا أن نختبئ وراء إصبعنا.
 
رووداو: لكن تركيا تقول إنها لن تخرج. حيث أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال قبل أيام، وبصراحة، لن أخرج من ليبيا وسوريا. لذا هناك كثيرون يخشون من أن يكون مصير عفرين كمصير الإسكندرون التي تخضع للسيطرة التركية. هل هذا الخطر قائم؟
 
أحمد الجربا: في الحقيقة، نعود إلى نفس الكلام الأول، بالنسبة لنا نحن عفرين هي مثل البوكمال، والعشارة مثل رأس العين، ومناطق جنوب دمشق التي تحتلها إيران والحرس الثوري الإيراني هي مثل أي منطقة أخرى التي هي تحت السيطرة. أنا أعتقد أنه عندما يكون هناك حل سياسي. الآن يمتنع الكل عن الخروج طبعاً، ومثلما قال الرئيس التركي، يقول الرئيس الأميركي نفس الشيء والرئيس الروسي والرئيس الإيراني يقولان نفس الشيء. لكن عندما يكون هناك حل سياسي، عندها سنرى إن كان هؤلاء الرؤساء سيقولون إنهم لا يخرجون أم لا. هذا هو السؤال. من المؤكد أنهم لن يقولوا لا، بل سيقولون سنخرج. المنطق والطبيعي هو أن يخرجوا. أما الآن وفي هذه الحالة فلا. سيقول أحدهم لن أخرج إن لم يخرج الإيرانيون، والأميركي سيقول لن أخرج إن لم يخرج الروسي. فحتى الأميركان، في كل تصريحاتهم، يقولون نحن نطالب بخروج جميع الجيوش إلا روسيا التي لها شرعية معينة. الأميركان يريدون البقاء الروسي. لكننا نحن لا نريد. نحن نريد أن يخرج الكل.
 
رووداو: أنت جار للكورد، وتعرف الكورد في سوريا عن قرب، وقد عشت طفولتك بين الكورد، وأنت ابن أخت لنا وتفهم اللغة الكوردية. هل الأميركيون ضمان للكورد في سوريا، هل الوجود الأميركي ضمان وسند لكورد سوريا؟
 
أحمد الجربا: أولاً، لما دخل الأميركان إلى سوريا، لم يدخلوها لحماية الكورد ولا لضمان حقوق الكورد. الأميركان دخلوا سوريا، ودخلوا شرق سوريا تحديداً لمحاربة الإرهاب، وهذه هي اليافطة التي في ظلها حدث الدخول الأميركي. حاربوا الإرهاب، وإلى اليوم لم يقولوا نحن دخلنا لكي نضمن حقوق الكورد أو لنضمن حقوق العرب أو لنضمن حقوق أي مكون آخر. إلى اليوم يقولون إنهم هنا لمحاربة الإرهاب، وإنه لا يزال هناك خلايا لداعش، وعندما تنتفي هذه الحالة الإرهابية من الوجود سنرحل. ما أريد أن أوصله، هذه فكرتي، وهذه هي الحقيقة، حتى إن كانت هناك ضمانة فهي ضمانة وقتية، فنحن نرى اليوم أن الأميركان سيخرجون من المنطقة، وقد انسحبوا من أفغانستان مؤخراً.
 
رووداو: بعد عشرين سنة.
 
أحمد الجربا: تماماً، بعد عشرين سنة، والآن هم هنا منذ سبع سنوات، وقد يخرجون بعد سبع سنوات. لهذا فضمانة الكورد هي التحالف مع باقي المكونات والتفاهم مع باقي المكونات، والعرب ضمانتهم هي التحالف مع الكورد ومع الآشوريين ومع باقي المكونات. أما إذا بقينا في حالة من الريبة والشك فيما بيننا، وبيننا آلاف السنين ومئات السنين كيف كنا نعيش فيها؟ كنا نعيش قبل أن تحدث كل هذه المشاكل، وهناك مواقف طيبة بيننا. في هذه الحالة البعثية ظهرت مشاكل، وأصبح هناك تهميش للوضع الكوردي، هذا صحيح. لكننا الآن كلنا نطالب، كلنا في الجبهة نطالب بأن هذه الأمور لم يعد استمرارها ممكناً. فهذه هي الضمانة الحقيقية، أما الضمانة الوقتية فهي زائلة.
 
رووداو: ما هو أفضل ما قد تقدم عليه الإدارة الذاتية في هذا السياق؟ البقاء إلى جانب أميركا؟ التفاوض مع الحكومة السورية؟ أم أن تسند ظهرها بالروس؟
 
أحمد الجربا: هذا السؤال يمكن أن تسأل الإخوة "الهفالات" عنه.
 
رووداو: أنت تعرفهم.. لكنك شخصية سياسية وتعرف جيداً، ونقصد فيما يتعلق بمستقبل المنطقة، وماذا هو الأفضل لتفعله بخصوص مستقبل الإقليم؟
 
أحمد الجربا: ليست هناك إمكانية أن يبقى الوضع في شرق الفرات كما هو عليه. هذا صعب جداً وليس مقبولاً، فهناك مشاكل بينهم وبين الكورد، هناك مشاكل مع الأحزاب الكوردية وهناك مشاكل مع المجلس الوطني وهناك مشاكل مع العرب، هناك مشاكل مع السريان الآشوريين. موضوع التعليم، هناك الكثير من الرفض له، وهناك رفض لأخذ أبنائنا إلى التجنيد الإجباري لكي يذهبوا ويموتوا، ويأخذونهم إلى مناطق أخرى، أن يذهب ابن ديريك ليقاتل في الباغوز، هذه قصة ليست مقبولة. هذا أدى إلى تهجير الشباب وأدى إلى خروجهم. بهذه الطريقة ليس ممكناً أن نبني البلاد. يجب علينا، كما يقول أهل الشام "بدنا نروق شوي = علينا أن نهدأ قليلاً". هذه الطريقة صعبة لا يمكن أن تمضي العجلة معها. كذلك يجب أن تكون هناك علاقة محترمة مع دول الجوار، وعلاقة لا تثير شكوكهم، لكي نعيش بسلام.
 
رووداو: أي سوريا تريد؟ سوريا اتحادية، أم سوريا لامركزية، أم سوريا ذات وحدات حكم ذاتي؟ أي سوريا تريد، سوريا فدرالية أم ذات وحدات حكم ذاتي؟ كيف تريد أن يكون شكل سوريا، وكيف ترى حقوق الكورد في سوريا الجديدة هذه؟
 
أحمد الجربا: بخصوص الشق الأول من السؤال، طبعاً نحن في جبهة السلام والحرية متفقون على اللامركزية، وهذا موضوع لا رجعة عنه، وقد قلنا بلامركزية موسعة أيضاً. هذا هو المرتبط بشق سوريا. لكن يكون النظام في سوريا نظاماً برلمانياً ديمقراطياً تداولياً والشعب السوري مؤلف من عدة مكونات، العرب، الكورد، التركمان، السريان والآشوريين ولهم حقوق وعليهم واجبات، والكوردية تكون لغة رسمية أخرى في المناطق التي فيها كورد، هذا شيء طبيعي، ويكون حق التعليم في المدارس والمعاهد والجامعات متاحاً للجماعات الكوردية، والحقوق الثقافية. هذه كلها. الكورد جزء أصيل من سوريا، ليسوا جزءاً طارئاً، وعلى مدار مئات من السنوات، ليس اليوم، فقبل أكثر من ألف عام كان القائد البطل صلاح الدين الأيوبي حاكماً، أولاً هو محرر القدس، وحكم بلاد الشام والعراق والحجاز، وكان حامي الحرمين الشريفين، وحكم مصر، وهو كوردي من قبيلة كوردية. الكورد أغنوا الثقافة السورية والعربية إن شئت، بكثير من التنوع وكان دورهم فعالاً دائماً قبل أن تظهر هذه المشاكل الأخيرة قبل 60 أو 70 سنة. علينا أن لا ننسى، وأنا عربي، فأمير الشعراء العرب أحمد شوقي كوردي. لهذا أرى أن هذه الحالة الكوردية هي تنوع مهم جداً. لكن أيضاً يجب أن يخرج العرب، أو خرجوا الآن برأيي من الشوفينية البعثية، وأيضاً الكورد والسريان والآشوريين والتركمان وغيرهم، لا ينبغي أن يبقوا منغلقين متقوقعين. يجب أن نخرج كلنا إلى الفضاء السوري. هذه هي الفكرة. الكورد لن يفلحوا لوحدهم، يجب أن تكون معهم تحالفات من باقي المكونات لكي يكونوا مشاركين حقيقيين في صنع القرار، وبالنسبة للعرب أيضاً لا يمكن أن يفلحوا لوحدهم. في الحالة الراهنة التي نحن فيها، يجب أن تكون هناك مشاركة فعلية حقيقية بين المكونات الرئيسية للشعب السوري.
 
رووداو: أليس النظام الفدرالي هو الأنسب لسوريا؟
 
أحمد الجربا: بصراحة، الأنسب لنا هو النظام اللامركزي، ونحن متفقون على هذا الأمر في الجبهة. النظام اللامركزي يضمن حقوق كل المكونات. 
 
رووداو: كانت لكم مبادرة، ماذا كانت تلك المبادرة؟ وماذا كان الهدف منها؟
 
أحمد الجربا: المبادرة أطلقت من أربيل، وهذه لها دلالاتها. في نهاية اجتماع جبهة السلام والحرية. كان هناك تخلّ عن سوريا من جانب العرب لأسباب متعددة، انشغلوا بمشاكلهم الداخلية، انشغلوا بمشاكلهم الإقليمية، وكان هناك تراجع كبير وظهرت مشاكل في الخليج وكانت هناك مقاطعة لقطر، وكانت هناك ليبيا وهي مهمة لمصر، واليمن مهمة للسعودية. لماذا اخترنا هذا التوقيت، لأنه صارت هناك الآن مصالحة عربية خليجية في قمة العلا في الرياض. لما تراجع العرب عن سوريا بسبب المشاكل الإقليمية، نريدهم الآن في ظل أجواء المصالحة أن يعودوا لسوريا، لأن العرب كانوا فعالين في 2012، 2013، 2014، 2015، وأنت تعرف جيداً أن موقفهم كان جيداً وكانوا داعمين للسوريين وللثورة السورية. اخترنا هذا الوقت، لأن العرب في خضم المصالحة، ولهم علاقات إقليمية ودولية مهمة، واقتصادية مهمة، كل بطريقته، مصر أكبر دولة عربية، والسعودية بلد الحرمين الشريفين وأكبر بلد نفطي، وقطر بما لها من علاقات إقليمية ودولية متشعبة وعلاقتها مع الإدارة الأميركية مهمة في المرحلة الراهنة، لهذه الأسباب قلنا إن قدمنا مبادرة لهذه الدول الثلاث للتكامل مع الدور التركي وتتفق مع الروس والأميركان والاتحاد الأوروبي. هذه هي الفكرة.
 
رووداو: من الذي يقف وراءكم في هذه المبادرة؟
 
أحمد الجربا: الذين يدعموننا هم كل الدول الصديقة والحليفة لسوريا، كلهم يدعموننا. نحن موجودون في إقليم كوردستان، وإقليم كوردستان حليف، والرئيس مسعود بارزاني حليف، وهناك دول أخرى بالتأكيد.
 
رووداو: الدول الصديقة لكم كالسعودية ومصر والإمارات مثلاً، ودول أخرى، هذه الدول تريد تحسين علاقاتها مع سوريا ولن تبقى المقاطعة لسوريا وستعيد فتح سفاراتها.
 
أحمد الجربا: مع الحكومة هذا ما تقصده؟
 
رووداو: مع الحكومة، هناك تبادل زيارات وزراء، ألن يؤثر ذلك عليكم كمعارضة؟
 
أحمد الجربا: مبادرتنا أصلاً هي أنهم إن أرادوا الذهاب إلى النظام في سوريا، أن تكون معهم مبادرة للحل في سوريا، أما إن ذهبوا وفتحوا سفارات فلن يفيدنا ذلك بشيء، ولن تستفيد سوريا شيئاً. العرب هم من أخرجوا سوريا من الجامعة العربية، لماذا؟ لأنه كانت هناك أسباب. هذه الأسباب لا تزال قائمة، فإن عاد العرب، عليهم أن يعودوا بمبادرة للنظام ويقولوا له جئنا نفتح لك الأبواب وكذا، ولكن يجب أن ترى هذه المبادرة الحياة لكي تسير الأمور.
 
رووداو: أي أنكم لستم ضد تحسن علاقات سوريا مع الدول العربية، وعودة سوريا للجامعة العربية مرة أخرى. لستم ضد هذا؟ 
 
أحمد الجربا: نحن ضد تحسين العلاقات إن كانت في الحالة الراهنة. أما إن كانت هناك مبادرة ليكون هناك حل للحراك السياسي في سوريا ويعود اللاجئون وتنتهي الأزمة السورية، بالعكس لا مشكلة لنا مع هذا. لكن إن فتحوا سفارات وأعادوها إلى الجامعة العربية بدون أي حل والناس في هذه الحالة من الانقسام، وسوريا كالذبيحة مقطعة الأوصال من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، فأكيد لا.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب