ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: ندعم سعي العراق لزيادة مياه دجلة والفرات

15-10-2023
الكلمات الدالة الامم المتحدة العراق دجلة الفرات
A+ A-
رووداو دیجیتال

يقول الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق إنهم يدعمون مساعي الحكومة العراقية لزيادة الحصص المائية لنهري دجلة والفرات، و"متفائل جداً بمستقبل القطاع السياحي في إقليم كوردستان، فكوردستان منطقة جميلة للغاية".
 
في حوار مع قناة رووداو أجرته نمة نبز، قال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، آوكي لوتسما، إن العراق واحد من الدول الأكثر تعرضاً لمخاطر التغير المناخي لدرجة ستظهر آثاره على كل فرد.
 
وأضاف آوكي لوتسما أنهم يدعمون مساعي الحكومة الاتحادية العراقية لزيادة مياه نهري دجلة والفرات، وأن على العراق أن يتعامل باهتمام مع مياهه الداخلية.
 
بخصوص تنويع موارد العراق وعدم الاعتماد على النفط لوحده، قال آوكي لوتسما إن تنويع الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد الكلي على النفط مهم للغاية.
 
ومضى الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق إلى القول: "كوردستان منطقة غاية في الجمال، وأنا متفائل بشأن القطاع السياحي في إقليم كوردستان، فكما ترون يزداد عدد السياح القادمين إلى إقليم كوردستان من الخارج بصورة مستمرة".
 
وحسب لوتسما، فإن من واجب حكومة إقليم كوردستان زيادة تنمية القطاع السياحي من خلال تحسين الخدمات كالفنادق والطرق وغيرها.
 
ولدى إجابته على سؤال لرووداو حول تعزيز مكانة المرأة، قال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق إن التنمية الاقتصادية للبلد بدون تعزيز المرأة صعب للغاية في حين أن غالبية سكان العراق من الشباب وتشغيل الشباب عنصر مهم لقيادة العراق نحو طريق السلام والازدهار، ثم بعد ذلك العمل على الاقتصاد الأخضر الذي يستطيع احتضان كل هؤلاء الشباب وتوفير فرص عمل مناسبة لهم.
 
وعن الخطوات المستقبلية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، قال لوتسما إنهم سيوسعون نطاق عملهم مع المؤسسات الأكاديمية العراقية ويدعمون الجامعات لتحسين الدراسة.
 
بشأن إذا كانت عوائل داعش سيعاد دمجها في المجتمع، قال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق: "نعمل عليهم حيثما عثرنا عليهم في البلاد ونعمل على إعادة دمجهم بالمجتمع، وهذا ما نصفه بـ"توطيد المجتمع" ونعيدهم إلى صفوف المجتمع وفقاً لبرنامج ونساعد المجتمعات التي تستقبلهم".
 
وأدناه نص حوار شبكة رووداو الإعلامية مع الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق:
 
رووداو: العراق واحد من الدول الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، وتواصل رووداو تسليط الضوء على هذه التأثيرات في مختلف مناطق العراق لنشر التوعية بما ينبغي عمله، وفي هذا الحوار تسنت لي الفرصة لمحاورة واحد من الشخصيات العالمية آوكي لوتسما الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.. شكراً لهذه الفرصة وهذا الحوار.

لوتسما: شكراً على الاستضافة وهذه الفرصة للتحدث عن موضوع غاية في الأهمية.
 
رووداو: سأبدأ بواحد من أبرز الأسئلة، يقول باحثو الأمم المتحدة إن العراق خامس دول العالم الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، ما هو عدد الذين سيتأثرون بالتغير المناخي في العراق حسب توقعاتكم؟

لوتسما: لو نظرت إلى الأمر من خلال شاشة، أعتقد أن التغير المناخي سيمس كل العراقيين. نحن نلمس هذا بعمق حالياً، من أمور كتراجع مناسيب مياه الأنهر. لكن تأثير التغير المناخي على العراق أكبر من أن ينحصر في حالة المياه، فنحن نتحدث عن ارتفاع درجات الحرارة وموجات العواصف الترابية، ونرى كيف أن النقص في الكهرباء أثر على قسم كبير من السكان لعدم تزويدهم بالماء الكافي. لو نظرنا إلى الأمر من زاوية أوسع فإن للتغير المناخي تأثيراً عالمياً، لكن كما ذكرت العراق واحد من الدول الأكثر عرضة للخطر، ولهذا إن نظرنا إلى الأمر بهذا المنظار فإن كل عراقي سيتأثر بطريقة من الطرق.
 
رووداو: هل تتوقع أن يتسبب التغير المناخي في زيادة الهجرة من جنوب العراق إلى وسط العراق وإقليم كوردستان؟

لوتسما: أعتقد أن المشكلة الرئيسة حالياً هي في أهوار العراق التي هي واحدة من المواقع التراثية في العالم حسب تصنيف يونسكو، وتتسم بالتراث العراقي في نفس الوقت. أثر ارتفاع درجات الحرارة وتراجع مناسيب المياه والملوحة في تلك المناطق على معيشة الأهالي وأدى إلى هجرة عدد مشهود من أهالي هذه المناطق إلى المدن، إلى البصرة وغيرها، لكسب قوتهم الذي لم يعد متوفراً في الأهوار، وهذا مهم جداً ونحن في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي نحاول تقديم شيء في هذا المجال. نعمل مع الحكومة ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى لدعم سكان الأهوار ووضع برنامج يساعدهم على التعاطي مع التغير المناخي والتناغم معه، كما نريد أن نعرف كيف نستطيع على أرض الواقع تحسين الأوضاع المعيشية ليتمكنوا من العيش في هذه المنطقة المهمة.
 
رووداو: هل لمستم في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أي جهود من جانب حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية العراقية لتحديد آثار التغير المناخي؟

لوتسما: أعتقد أنه كبداية من المهم جداً أن نجد في البرنامج التنموي العام الوطني الذي يرئسه رئيس الوزراء، أن المناخ منح الأولوية بين الأعمال الكبرى في العراق، وهذه خطوة مهمة أن يتم الإقرار بوجود المشكلة. في نفس الوقت من الواضح أن هناك الكثير للعمل عليه. نحن في الأمم المتحدة نعمل عن قرب مع الحكومة لتنمية هذه السياسة والوصول إلى موارد مالية مخصصة للمناخ وننمي على أرض الواقع البرامج المتجسدة للتعامل مع آثار هذا التغير المناخي.
 
رووداو: ما هي المشاريع والبرامج التي يركز عليها برنامج الأمم المتحدة في العراق وإقليم كوردستان لتحجيم آثار التغير المناخي؟

لوتسما: سأشير إلى عدد من البرامج اللافتة. أولاً، نحن ندعم الحكومة في الحوار مع دول الجوار بخصوص تدفق المياه من خلال نهري دجلة والفرات إلى العراق. في نفس الوقت من المهم جداً التعامل مع إدارة المياه الداخلية من حيث توفيرها واستخدامها. انشغلنا كثيراً بمساعدة الحكومة على تنمية محطات تنقية المياه لتأمين المياه العذبة وتحسين منظومات الصرف الصحي في البلد لاستخدام الماء بفعالية في تحسين الزراعة والإنتاج الزراعي. كذلك نعمل مع القطاع الخاص في المجال الصناعي، في التنقيب عن النفط ومعرفة ما يستخدم لإنتاج النفط وبصورة دائمية لتحسين كمية المياه العامة المستخدمة. من الأمور الأخرى التنويع الحيوي. أعتقد أننا نرى أن التنوع الحيوي في البلاد عنصر مهم يجب الحفاظ عليه. لهذا نعمل على حماية التنوع الحيوي في الأهوار والمناطق الأخرى. أما عن العواصف الترابية هنا في العراق والدول المجاورة فنعمل على العثور على طريقة تقلل تصاعد الأتربة وتحولها إلى موجات عواصف ترابية في المنطقة. للعواصف الترابية تأثير كبير على الاقتصاد، لهذا نعمل على زراعة أحزمة خضر وعلى تنقية الأنهار. هذه نشاطات مهمة للغاية نقوم بنشرها بدعم من الحكومة.
 
رووداو: وماذا تقولون عن الاقتصاد الأخضر؟ يتحدث برنامج الأمم المتحدة الإنمائي باستمرار عن الاقتصاد الأخضر والطاقة النظيفة. هل لديكم مشاريع للعراق وإقليم كوردستان في هذا المجال؟

لوتسما: التقدم في هذا واضح. نمو الاقتصاد الأخضر في العراق على المدى البعيد عنصر مهم جداً في هذه السياسة. تنويع الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد الحصري على النفط سيكون غاية في الأهمية. مثلاً تنشيط واستخدام الطاقة الشمسية عنصر مهم في هذا الاقتصاد الأخضر. نعمل هنا عن قرب مع البنك المركزي للسماح بوصول الناس إلى التمويل والتعامل مع مشاكل الكهرباء، وخاصة لشراء ألواح الطاقة الشمسية. هذا عمل رئيس يجري تطويره. لكننا واثقون جداً أنه سيكون في المدى القريب وسيلة أخرى تمضي بالعراق صوب اقتصاد أكثر خضرة والابتعاد عن النفط. كذلك في مجال العمل، في الحقيقة هناك عدد جيد من الأعمال الخضر المرتبطة بنمو الاقتصاد الأخضر.
 
رووداو: لدي سؤال عن نسبة الفقر في العراق. في السنة الماضية خمن وزير التخطيط العراقي نسبة الفقر في العراق بنحو 24%، هل أجرى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أي دراسات على الفقر في العراق وإقليم كوردستان؟

لوتسما: في الحقيقة، هذه الدراسة من جانب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مستمرة. نعمل مع الحكومة ليس فقط لتخمين الفقر كدخل للفرد، بل نخمن الجوانب الأخرى للدخل. مثلاً البعد عن المراكز الصحية وفرص التعليم والحصول على المياه النقية، طريقة عامة لتخمين الفقر في العراق، على الأقل على مستوى الأقضية، فعندما تأتي إلى استهداف السكان لمساعدتهم في مواجهة مشاكل الفقر يمكن أن نفعل ذلك بطريقة هادفة، أن ننظر إلى المناطق التي تحتاج إلى أكبر دعم. نتوقع أن تتوفر نتائج هذه الدراسة في بداية العام 2024، وستساعد الحكومة في تخصيص موازنة والأمم المتحدة لتنفيذ مشاريع في تلك المناطق، وتدعم بصورة خاصة فقراء العراق. وهذا بالنتيجة سيسهم في مضينا صوب اقتصاد أخضر لا يغادر أحداً.
 
رووداو: لنفصل أكثر في موضوع الأهوار الذي سبق وأن أشرتم إليه، في 17 أيلول أعلن عن مشروع مشترك بين الحكومة الكندية ووزارة الموارد المائية العراقية لمساعدة المجتمعات القريبة من الأهوار والحفاظ على التنوع الحيوي وحماية بيئة الأهوار. هل تعتقد أن الأهوار ستنجو من آثار التغير المناخي؟ وهل سيتمكن السكان من مواصلة العيش فيها؟ أم سيكون عليهم الرحيل عنها مضطرين؟

لوتسما: بالتأكيد أعتقد أن بإمكاننا عمل الكثير من جانب تقليل الآثار والتعايش معها، ليبقى هؤلاء السكان في الأهوار ونساعدهم على استمرار معيشتهم. أعتقد أن المشروع المشترك مع الحكومة الكندية عنصر مهم يرتبط بإيصال مياه الشرب وتحسين المعيشة وحماية التنوع الحيوي. لكنني في نفس الوقت أعتقد أن هناك حاجة لعمل المزيد، هذه منطقة شاسعة وتحتاج إلى الكثير من الدعم ونأمل أن نعمل مع الحكومات وبلا شك مع الحكومة العراقية على تنمية هذه السياسة وتأمين المال وتوسيع المشاريع التي تنفذ في المنطقة حالياً.
 
رووداو: موضوع آخر، وهو مشروعكم السياحي في إقليم كوردستان، أعلنتم في 30 تموز عن مشروع خارطة الطريق لبرنامج التمهيد لإنعاش قطاع السياحة في إقليم كوردستان، هل تعتقد أن إقليم كوردستان مكان ملائم للسياحة من الدول الأخرى، كأوروبا وأمريكا وغيرها؟

لوتسما: شكراً، هذا سؤال جيد جداً. سافرت إلى كوردستان مرات كثيرة، كمسؤول في الأمم المتحدة وكسائح. في الحقيقة إنها منطقة جميلة للغاية وهذا يناسب السياحة كثيراً. كما ذكرت، هناك خارطة طريق لتحسين السياحة من خلال السياح من خارج العراق. أعتقد أن من المهم جداً العمل على هذا. كذلك يرتبط بالطريقة التي يتطور بها الوضع في العراق مستقبلاً. لكننا لاحظنا أن عدد السياح من الخارج إلى إقليم كوردستان يرتفع باستمرار للتمتع بكل ما يوجد في كوردستان، من حيث الطبيعة الخلابة والطعام والتراث. أنا متفائل جداً لمستقبل القطاع السياحي في إقليم كوردستان. أعتقد أن من واجب حكومة إقليم كوردستان أن تزيد من تنمية قطاع السياحة، وذلك بتحسين الخدمات كافنادق والطرق وما إلى ذلك، لكني أعتقد أن خطوة مهمة جداً قد اتخذت ونحن سنواصل العمل مع حكومة إقليم كوردستان لحين العمل على هذا بحق فالسياحة لها تأثير كبير على الاقتصاد من حيث توفير العملة حيث يأتي الناس وينفقون الأموال في أماكن كثيرة من كوردستان.
 
رووداو: هل تعملون على تعزيز وتطوير المرأة والشباب في إقليم كوردستان؟ وهل تلمسون أي تقدم في هذا المجال؟

لوتسما: أعتقد أن هذا مهم جداً. بداية، نحن نعلم أن سكان العراق عموماً من الشباب، ولهذا فإن تشغيل الشباب عنصر رئيس لقيادة العراق باتجاه طريق السلام والازدهار. ثم يأتي العمل على الاقتصاد الأخضر الذي يستطيع احتضان كل هؤلاء الشباب وإيجاد العمل الملائم لهم والذي هو وسيلة مهمة جداً وبالنسبة إلينا في الأمم المتحدة وفي الحكومة هو هدف مهم للغاية. هذا مرتبط بفكرة أن تنمية القطاع الخاص كجزء من الاقتصاد مهمة جداً. من الصحيح، وقد اختبرت هذا في بلاد كثيرة أن من الصعب جداً العمل على تنمية البلد والاقتصاد بدون تعزيز المرأة التي هي في النهاية نصف المجتمع، ولهذا فإن تعزيز المرأة وإشراكها في التنمية مهمة تماماً. نحن نسمع من الحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان أن هذا من أولوياتهما. من المؤكد أنه مهم من منظور الأمم المتحدة ونحن نساندهم. لدينا عدد من المشاريع في بغداد وإقليم كوردستان تدعم هذا الهدف.
 
رووداو: من حيث أوضاع المرأة والشباب هل تجدون أي اختلاف بين وسط وجنوب العراق وإقليم كوردستان؟

لوتسما: لست مطلعاً على الاختلافات. أرى ما أشرنا إليه فقط، وهذه واحدة من المشاكل التي يجب العمل عليها والاقتصاد للجانبين هو بصورة تضم الشباب عموماً ويعطيع مجتمعاً شاباً، لكن المرأة أيضاً عنصر مهم جداً لنا وأولوية لدى الحكومة، ولهذا نعمل معاً في كل مكان من العراق.
 
رووداو: لكن عدداً كبيراً من شباب إقليم كوردستان والعراق يريدون الهجرة إلى الخارج وخاصة إلى أوروبا. ما سبب هذه المشكلة برأيك؟ هل لديكم أي مشاريع في هذا المجال؟

لوتسما: من جهة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي نحن لا علاقة لنا بالهجرة في أي مجال. ربما تعلمون أن منظمة الهجرة العالمية تعمل في البلد. يهاجر الناس إلى خارج العراق لأسباب عدة، ربما للم شمل العوائل أو الدراسة أو لأسباب اقتصادية. لذا من الصعب تحديد السبب، لكني أعتقد أن المهم هنا هو أن نركز على ما يجري في العراق وكيف نستطيع تحسين أحوال الناس ليكسبوا قوتهم ويكون لهم مستقبل في العراق، نحن في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي نركز على هذا.
 
رووداو: كان هذا سؤالي. كيف تدعمون شعب العراق ووتجعلونهم يدركون بأن هناك فرصاً للعيش في بلدهم وأن لا يهاجروا ولا يعرضوا حياتهم وحياة أحبتهم للخطر؟

لوتسما: على حد علمي، أعتقد أن من المهم جداً من نواحي عديدة إشراك الجامعات العراقية المتنوعة في هذا، فلديكم الكثير من الطلاب الذين سيبحثون عن فرص للدراسة مستقبلاً. لذا من المهم زيادة الوعي بهذه الفرص، والعمل على زيادة الفرص للشباب الذين لديهم الكثير من الأحلام المستقبلية في العراق. أعتقد أننا قدمنا القليل في هذا المجال في السابق، لكننا الآن نعمل مع المؤسسات الأكاديمية العراقية للتعاطي مع الشباب ومساعدتهم وتوجيههم إلى الفرص المتاحة، وكذلك مساندة الجامعات على تحسين التدريس والكفاءة لهؤلاء الشباب الذين سيبحثون عن عمل وعن عائلة.
 
رووداو: أشارت منظمتكم في تموز إلى الحاجة إلى إعادة دمج عوائل داعش بالمجتمع في حين يشعر إيزديو سنجار بالخطر عند عودة تلك العوائل. ماذا قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتقليل الخطر الذي يمثله أعضاء داعش؟

لوتسما: كجزء من عملنا لتحقيق الاستقرار في العراق وهو مستمر بصورة رئيسة منذ 2016، نعمل في جميع أنحاء البلاد على عوائل داعش حيثما عثرنا عليهم ونحاول دمجهم في المجتمع. نحن نسمي هذا "ثبات المجتمع" زنعمل بصورة رئيسة على النساء والأطفال ومجتمعاتهم لنعرف كيف يمكن أن يعودوا إلى أحضان المجتمع. لهذا نعمل مع السلطات المحلية والزعماء القبليين للتأكد من أن المجتمع يرحب بهؤلاء. ثم عندما يعود هؤلاء إلى ديارهم في أي وقت نحن ندعم المجتمع لتسهيل هذا الاندماج. المهم جداً هو مشورة ما بعد الصدمة لمساعدة الناس على الخروج من التجربة التي خاضوها ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع بصورة مثمرة. أعتقد أننا في السنوات السابقة بنينا أفضل تجربة وعمل فعلي. أعتقد أن بإمكاننا أن نقول الآن إن لدينا برنامجاً ناجحاً للغاية ينجز هذه المهام الحساسة وعملنا مؤخراً على دمج العائدين من مخيم الهول في سوريا. هذا قائم على نفي الأساس. ولتحقيق ذلك نعمل عن قرب مع وزارة الهجرة والمهجرين والأجهزة الأمنية العراقية للتأكد من حصول هؤلاء الناس على موافقات أمنية تتيح اندماجهم الحقيقي.
 
رووداو: ما هو الدعم الذي تقدمونه الآن للنازحين العراقيين في مخيمات إقليم كوردستان؟

لوتسما: من المهم هنا أن تلاحظوا أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يؤمن الدعم بصورة عامة للنازحين داخلياً من العراقيين في إقليم كوردستان. نحن في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لا نعمل داخل المخيمات. من المهم جداً إدراك هذا. نحن في الحقيقة نتعامل مع عملية إعادة الاندماج. لهذا عندما يعود الناس من المخيمات إلى ديارهم نؤمن الدعم في المسكن والمعيشة لنتأكد من توفر الخدمات الأساس، كالماء والكهرباء والصحة والتعليم والمدارس، في المكان الذي يعودون إليه. هذا هو ما نقوم به. هناك منظمات أخرى تابعة للأمم المتحدة تتعامل مع المخيمات وتدعم قاطنيها.
 
رووداو: لا حظنا أن دعم منظمات الأمم المتحدة لطالبي اللجوء في مخيمات إقليم كوردستان قد تراجع. ماذا يفعل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من أجل طالبي اللجوء من كورد سوريا وإيران وتركيا المتواجدين في محافظات إقليم كوردستان وخاصة في مخيم مخمور؟

لوتسما: نعم، صحيح. نحن في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدينا برنامج إنمائي. أما منظمات الأمم المتحدة الأخرى التي تتعامل مع طالبي اللجوء مثل مفوضية شؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة العالمية، فهي التي تؤمن هذا النوع من المساعدة. لا أستطيع القول إننا نوفر دعماً مباشراً لطالبي اللجوء، لكننا ندعم المجتمع المضيف لهم. هذا يدخل في إطار توزيع المهام القائم عندنا في منظومة الأمم المتحدة.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

رئيس وزراء اقليم ساكسونيا أنهالت الألماني راينر هاسلوف وآلا شالي

رئيس وزراء اقليم ساكسونيا أنهالت الألماني: حماية المكونات أساس عملنا مع الحكومة السورية

أكد رئيس وزراء اقليم ساكسونيا أنهالت الألماني راينر هاسلوف، أنهم على علم بأن الشعب الكوردي واجه وضعاً صعباً في العديد من دول المنطقة على مدى القرن الماضي، ولهذا السبب لجأ عدد كبير منهم إلى الدول الغربية، مشيراً الى أن حماية المكونات أساس عملهم مع الحكومة السورية.