رووداو دیجیتال
يقول ممثل حكومة إقليم كوردستان في باريس إن فرنسا تسعى لتحسين العلاقات بين أربيل وبغداد، مشيراً إلى أن "إقليم كوردستان أصبح عاملاً رئيساً لاستقرار الشرق الأوسط".
استقبل رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، اليوم الاثنين، 14 نيسان 2025)، في قصر الإليزيه، من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
خلال مشاركته في نشرة (نیوڕۆژ) الإخبارية لشبكة رووداو الإعلامية التي يقدمها سنكر عبدالرحمن، صرح ممثل حكومة إقليم كوردستان في فرنسا، علي دولَمَري، بأن العلاقات بين بغداد وأربيل، والوضع في سوريا والمنطقة بشكل عام، ستكون من بين المواضيع التي ستناقش في الاجتماع.
وعن حول أهمية دعوة رئيس إقليم كوردستان إلى باريس، قال علي دولَمَري: "إقليم كوردستان الآن عامل رئيس لاستقرار الشرق الأوسط، لأنه لا يمكن إحداث أي تغيير بدون إقليم كوردستان".
يأتي هذا اللقاء بينما تمر منطقة الشرق الأوسط بوضع معقد، وقال ممثل حكومة إقليم كوردستان في فرنسا: "تريد فرنسا التعرف على وجهة نظر إقليم كوردستان في جميع المجالات؛ وستجري مناقشات حول كيفية تطوير وتعزيز العلاقات بين أربيل والدول الأوروبية".
وأضاف علي دولَمَري أن فرنسا تدعم دائماً إقليم كوردستان قوياً في إطار العراق، و"يريدون أن تنتقل العلاقات بين بغداد وأربيل إلى مرحلة أخرى وأن يدير الطرفان البلاد معاً".
وأشار ممثل حكومة إقليم كوردستان إلى أنه "إذا لم تتوصل بغداد وأربيل إلى اتفاق نهائي، لن يمكن توفير الاستقرار في مجالات التنمية والاقتصاد والرفاهية لشعب العراق وإقليم كوردستان".
وأدناه نص أسئلة رووداو وأجوبة ممثل حكومة إقليم كوردستان في فرنسا:
رووداو: ما هي المواضيع المطروحة على طاولة المحادثات بين الرئيس ماكرون والرئيس نيجيرفان بارزاني؟
علي دولَمَري: نعم، بالطبع، رئيس إقليم كوردستان، السيد نيجيرفان بارزاني، موجود الآن في باريس بدعوة رسمية من رئيس الجمهورية الفرنسية ويجتمع مع الرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه؛ هناك العديد من المواضيع والمحادثات والمحاور في الاجتماع؛ العلاقات بين أربيل وباريس مهمة جداً وستتم مناقشتها، لأنها علاقات تاريخية وعلى مستوى رفيع، ويريدون أن تمتد هذه العلاقات إلى مجالات أخرى، لا تقتصر على المجالات الدبلوماسية والسياسية، بل تمتد إلى المجالات الاقتصادية والأكاديمية والعلمية والثقافية؛ كما أن العلاقات بين أربيل وبغداد مهمة جداً، لأنكم تعلمون أن فرنسا لديها سياسة خاصة تجاه العراق وإقليم كوردستان؛ وقد قالت دائماً إنها تدعم إقليم كوردستان قوياً في إطار العراق، وهذا مهم جداً؛ ثم سيناقش وضع المنطقة، وخاصة سوريا، حيث توجد سلطة مؤقتة في ذلك البلد حالياً. يمكنني القول الآن إن إقليم كوردستان عامل رئيس، في البداية مجرد متفرج، لكنه الآن لاعب في الميدان، لأنه لا يمكن إجراء أي تغيير في الشرق الأوسط بدون إقليم كوردستان. ستتم مناقشة هذه الأمور، العلاقات بين أمريكا وإيران والوضع برمته مترابط؛ فرنسا دولة عظمى، عضو دائم في مجلس الأمن الدولي وتريد معرفة وجهة نظر إقليم كوردستان في كل هذه المجالات. لقد أظهر إقليم كوردستان في الماضي أنه يمكن أن يكون عاملاً رئيساً في استقرار الشرق الأوسط. ستتم مناقشة هذه المواضيع ومواضيع أخرى، وكيفية تطوير وتعزيز العلاقات مع الدول الأوروبية أيضاً، لأن فرنسا رغم أنها دولة عظمى، لكنها تحافظ على علاقة جيدة مع إقليم كوردستان في الاتحاد الأوروبي.
رووداو: هل الموضوع مجرد اطلاع على وجهة نظر أم أنهم سيأخذون أيضاً بما يقوله إقليم كوردستان لإيجاد حلول؟
علي دولَمَري: بالطبع، كما ذكرت، كان إقليم كوردستان في السابق متفرجاً على التغييرات التي كانت تحدث في الشرق الأوسط، لكن الآن، على العكس من ذلك، هو فاعل رئيس، وبالتأكيد سيتم الاستماع إلى آراء رئاسة إقليم كوردستان وحكومة إقليم كوردستان والشعب الكوردي، لأننا أظهرنا في الماضي أننا يمكن أن نكون عامل استقرار في المنطقة، وتمكنا من الحفاظ على ذلك التوازن مع جميع دول الجوار. تعلمون أن تغييراً كبيراً حدث الآن في الشرق الأوسط، سواء في سوريا أو لبنان أو العراق أو تركيا. لا يمكن أن تنجح عملية السلام في تركيا بدون دور لإقليم كوردستان؛ وكذلك في سوريا؛ في كل مكان، إذا لم يكن إقليم كوردستان موجوداً، فبالتأكيد لا يمكن تعزيز الاستقرار الحالي، لأن أوروبا والدول الأوروبية تولي اهتماماً أكبر لإقليم كوردستان. رأينا في الحرب ضد داعش أن إقليم كوردستان هو الذي استطاع أن يكون مساعداً كاملاً لدول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية؛ وفي هذا الوضع أيضاً، يمكن للكورد أن يلعبوا دوراً رئيساً في حل المشاكل، لأنه لا يمكن حل أي مشكلة في الشرق الأوسط بمعزل عن الكورد.
رووداو: لماذا تهتم فرنسا كثيراً بالعلاقات بين إقليم كوردستان وبغداد؟
علي دولَمَري: إذا لم تكن العلاقات بين أربيل وبغداد جيدة، فلن تكون علاقاتهما مع الدول في الخارج وفرنسا جيدة، ولن يعود الاستقرار والسلام إلى المنطقة، ولن يعود إلى العراق، لأن العراق الآن ليس العراق السابق، ويعرف بالعراق الاتحادي، وهو قائم على نظام اتحادي؛ يجب أن تؤمّن حقوق جميع المكونات في العراق بما في ذلك إقليم كوردستان؛ نرى أنه في العام 2017 بعد الأحداث المؤسفة، فرنسا هي التي استطاعت تقليل الخلافات بين إقليم كوردستان وبغداد بشكل كبير وإعادة الطرفين مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات، والعلاقات تتحسن الآن. قبل يومين، اجتمع رئيس الوزراء السوداني في إقليم كوردستان مع الرئيس بارزاني ورئيس الحكومة السيد مسرور، وهم يريدون أن تدخل هذه الاجتماعات مرحلة يدير فيها الطرفان هذا البلد معاً. لأنه إذا لم تتوصل بغداد وأربيل إلى اتفاق نهائي، فمن المستحيل أن يتمكنوا من توفير الاستقرار، خاصة للعراق من حيث التقدم والاقتصاد والازدهار لشعب العراق، وفرنسا تريد مساعدة الطرفين. بدون الطرفين، فرنسا أيضاً لن تجد لنفسها مكاناً في إقليم كوردستان والعراق.
رووداو: من المقرر أن يتم إنشاء متنزه في باريس وافتتاحه من قبل الرئيس بارزاني، متى سيتم تنفيذ هذا؟
علي دولَمَري: نعم، يمكنني بكل سرور القول إن هذا القرار قد اتُخذ في مجلس بلدية باريس لتسمية شارع باسم البيشمركة ولم يبق غير تحديد الموعد، إنه شارع داخل متنزه سيسمى باسم البيشمركة، وهو في مكان استراتيجي، متنزه كبير جداً ومشهور في باريس، قريب من برج إيفل، وقريب أيضاً من مقر ممثليتنا. تم إرسال الفكرة إلينا من قبل السيد سفين دزيي، رئيس الدائرة، ونحن كممثلية لحكومة إقليم كوردستان بذلنا جهداً جاداً جداً، ففي مجلس بلدية باريس هناك عدة أطراف سياسية للتوصل إلى إجماع على تسمية هذا الشارع، ومن دواعي سعادتنا أننا تمكنا من التحاور مع جميع تلك الأطراف في مجلس البلدية وتم اتخاذ القرار بشأن هذا الاسم بالإجماع، وهو مصدر سعادة لنا كونه تقديراً لنضال البيشمركة. وجه رئيس بلدية باريس دعوة رسمية للرئيس بارزاني، بصفته الرئيس والقائد والمناضل الكوردي والبيشمركة، لأن الرئيس بارزاني دائماً ما يذكر في كل لقاء أن البيشمركة فخر وأعلى مراتب الفخر، لذلك سيشارك كرئيس وقائد ومناضل وكبيشمركة. لم يتم تحديد التاريخ بعد، ولكن سيتم افتتاح هذا المتنزه في المستقبل القريب بحضور سيادة الرئيس ووفد رفيع المستوى من حكومة إقليم كوردستان، وسيشارك أيضاً الجانب الفرنسي، وهذا مصدر فخر للشعب الكوردي، خاصة للبيشمركة الأبطال.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً