مارتن غريفيث: يجب أن تكون هناك مصالحة بين أنقرة وكورد سوريا وأعتقد أن الطرفين يرغبان في ذلك

13-12-2024
نوينَر فاتح
الكلمات الدالة سوريا أميركا قوات سوريا الديمقراطية
A+ A-
رووداو ديجيتال

يقول مارتن غريفيث الوكيل السابق للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، إن نهاية الأسد ليست نهاية الأزمة السورية، والقلق الحقيقي هو أن تنقسم سوريا أكثر فأكثر وتدخل مرحلة صراع جديدة.
 
كان مارتن غريفيث خلال الفترة (2021-2024) وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، وقد اجتمع عدة مرات مع بشار الأسد، ويقول في حوار مع شبكة رووداو الإعلامية إن وجود هيئة تحرير الشام على قائمة الإرهاب مشكلة كبيرة، وأنه في حال شكّلت الأمم المتحدة إطاراً سياسياً لاجتماع الأطراف السورية سيكون من غير الطبيعي جداً للمنظمة الأممية أن تدعو فصيلاً إرهابياً للحوار مع الآخرين.
 
وعن مستقبل الكورد في سوريا الجديدة، قال مارتن غريفيث إنه تلقى مع بدء الأحداث في سوريا اتصالات من القيادات الكوردية ومع بدء الهجمة الجديدة، ويتساءلون عما يقودهم إليه ما يجري، مشيراً إلى أن للكورد تاريخاً مريراً من التعرض للإهمال في الساعات الحاسمة.
 
ويوضح غريفيث أن الفكرة الأولية للكورد في سوريا هي المشاركة في سوريا الجديدة على أساس تقاسم السلطات، وهذا ممكن في ظل أي دستور لكن من الضروري التأكيد عليه الآن.
 
بخصوص علاقات كورد سوريا مع أنقرة، أشار غريفيث إلى أن المسألة بين الكورد والترك مركزية فيما يجري، ويجب أن تكون هناك مصالحة بين أنقرة والكورد بصورة خاصة، مشيراً إلى أنه عرف من خلال اتصالات مباشرة بأنهم يريدون هذا ويعتقد أن تركيا أيضاً تريده.
 
تم تسجيل الحوار في (8 كانون الأول 2024) في الدوحة، وأدناه نصه:

رووداو: السيد مارتن غريفيث، أهلاً بك في رووداو، وشكراً جزيلاً. التقيت بشار الأسد عدة مرات، وتحدثت إليه. تحدثنا بالأمس وكان الوضع مختلفاً، وتغير كل شيء في 12 ساعة فقط، ما رأيك؟

مارتن غريفيث: نعم.. ليست أي ميتة مستحقة. إن موت الأبرياء ليس مستحقاً، لكن موته إن كان قد مات إذا مات، أو رحيله إن كان قد رحل، وهو ما أعتقد أننا نستطيع أن نقوله واثقين، هو أمل كبير لسوريا والشعب السوري. ناهيك عن الأسد، المشكلة الآن كما نعلم جميعاً هي أنه لا توجد عملية محددة لكيفية التعامل سياسياً أو إنسانياً مع سوريا الجديدة، وهذه حاجة ملحة وعاجلة.
 
رووداو: هل تعتقد، وهذا سؤال وجهته لكثيرين منذ صباح اليوم، أن نهاية بشار الأسد نهاية للأزمة السورية؟

مارتن غريفيث: كلا، كلا.
 
رووداو: ما هي التحديات الرئيسة لسوريا الآن؟

مارتن غريفيث: أعتقد أن هناك مجموعة أمور. كان الله في عون سوريا. كما ذكرنا دائماً. أولاً، ليس من المستبعد أن تحدث انقسامات بين الجماعات المسلحة المختلفة. ثانياً، الاختلاف، لا شك أن هناك اختلافاً أيديولوجياً كبيراً بين الجنوب والمجالس الجديدة التي تدير البلديات في الجنوب والتي هي جزء من المعارضة الكلاسيكية وهيئة تحرير الشام والآخرين الذين لديهم أهداف مختلفة، رغم أن الأخبار حتى الآن جيدة. لقد حافظت قوات هيئة تحرير الشام على الاستقرار وقامت بحماية الأقليات أينما ذهبت، لكنني لا أعتقد أنه يمكننا القول إن هذا سيستمر. لذلك فإن القلق الحقيقي هو أن تتجزأ سوريا أكثر وتدخل مرحلة أخرى من الصراع، لذا يجب القيام بشيء ما على المستوى الدولي للتعامل هؤلاء الأشخاص الجدد. في رأيي، يجب التواصل معهم جميعاً، سواء أكانوا مصنفين كإرهابيين أم لا، ومع أي شخص لديه سلطة وأي شخص مسؤول عن الشعب السوري، ويجب أن يتم ذلك في أسرع وقت.
 
رووداو: هل يوجد الآن أي إطار لجمع هؤلاء الأشخاص معاً، على الأقل لبدء مفاوضات أو نهج جديد مع سوريا؟ كان هناك إطار في الأمم المتحدة بين المعارضة وحكومة بشار الأسد. تلك الحكومة لم تعد قائمة. بقيت المعارضة فقط، والمجموعات المنقسمة، والمجموعات المختلفة. فهل بقي أي إطار، إطار دولي، لخلق هذه العملية السياسية؟

مارتن غريفيث: حسناً، هذا هو نفس السؤال الذي أطرحه أنا اليوم. كما تعلمون، يعتزم المبعوث الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسن عقد اجتماع في جنيف الأسبوع المقبل مع الجهات المعنية لإنشاء عملية جديدة، ووضع إطار جديد، ربما سيحظى بالنتيجة بدعم من مجلس الأمن. أعتقد أن هذا يمكن أن يحدث. هناك استعجال، مع تقديري الكبير لعمل غير بيدرسن، هناك استعجال للتوضيح والفهم العام، خاصة عند السوريين، وكذلك عند الدول المجاورة والمنطقة، لضمان وجود علامات أولية تدل على الشرعية. يمكن بعد ذلك دعمها بقرار من الأمم المتحدة.
 
رووداو: اجتماع جنيف أمر حسن، لكن أحد المكونات الرئيسة، هيئة تحرير الشام وزعيمها، مدرج في قائمة الإرهاب..

مارتن غريفيث: أجل.
 
رووداو: ما مدى كون هذا مشكلة كبيرة؟

مارتن غريفيث: إنها كبيرة. فعندما كنت في قسم الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، أذكر على سبيل المثال، أني لم أقابل قائد هيئة تحرير الشام للأسباب التي ذكرتها. أعتقد أنه سيكون من الصعب على الأمم المتحدة أن تفعل ذلك، أو أنه من غير العادي أبداً أن تدعو مجموعة إرهابية إلى محادثات مع الآخرين، لذا فإن هذه مشكلة. طبعاً، يمكن إيجاد حلول من خلال ترتيب يمثل وجهات نظر هيئة تحرير الشام على طاولة المحادثات. لكن هذا لا يكفي وغير ملائم. يجب أن نحل مشكلة إعلان هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية. لكن أعتقد مما سمعت هذا الصباح أن البعثات الدبلوماسية العاملة على سوريا، وخاصة في الغرب وأميركا، ليست لديهم رغبة في التعامل مع هيئة تحرير الشام، بالطبع بسبب تاريخها وتصنيفها. لذا أعتقد أن هذه صخرة كبيرة في البركة متروكة للأسبوع المقبل، لكن أعتقد أن هناك طرقاً تقليدية، من خلال ممثلين، ومن خلال أشخاص آخرين يتحدثون نيابة عنهم، من خلال تصريحات غير بيدرسن بشأن وجهات نظرهم. علينا أن نرى.
 
رووداو: كورد سوريا. صدر بيان عن المعارضة يدعو الكورد إلى المشاركة في سوريا، سوريا الجديدة، وقطع العلاقات مع القوى الأجنبية، والمقصود بها أميركا. هل تعتقد أن الكورد والمعارضة، الذين سبق أن واجهوا مشاكل في بعض المناطق، يمكن أن يتوصلوا إلى اتفاق حول مستقبل سوريا، وخاصة حول مستقبل النظام السياسي، سواء أكان فدرالياً أو نظام حكم ذاتي؟ هل تعتقد أن هذا أمر قد يسبب مشاكل في المستقبل؟

مارتن غريفيث: سوف يسبب مشاكل في المستقبل إذا لم يعالج. يجب أن يشارك الكورد. أنا أحد الذين اتصل بهم القادة الكورد بمجرد بدء الهجوم الجديد، كانوا يقولون: لا نعرف إلى أين سيقودنا هذا، يقصدون المستقبل. لدى الكورد تاريخ سيء مع التعرض للتجاهل في اللحظات الحرجة. إنهم مجموعة قوية. أقلية محترمة تحتاج إلى الحماية. كما تعلمون، كانت الفكرة الأولية لشمال شرق سوريا، لكورد سوريا، هي المشاركة في سوريا الجديدة على أساس تقاسم السلطات. يمكن لأي دستور سوري أن يفعل هذا، لكن عليهم الآن إعادة التأكيد على هذا. القضية بين الكورد والترك هي بالطبع قضية مركزية فيما يحدث هنا. يجب أن تكون هناك مصالحة للكورد، خاصة مع أنقرة. الآن، أعلم من خلال الاتصالات المباشرة أنهم يرغبون في ذلك وأعتقد أن تركيا ترغب في ذلك بناءً على مصالحها. لذا فإن هذا نوع من عملية متوازية يجب أن تقوم على دراية بالعملية السورية الرئيسة، لكن إذا لم يحدث هذا، فإن القوات السورية والقوات الكوردية قوية وعلينا أن نفهمها.
 
رووداو: بشأن الوضع، المعادلة في سوريا، في المنطقة والشرق الأوسط، وقد كنت لسنوات في اليمن. هناك أوجه شبه عند الحديث عن الأطراف الإقليمية وتلك الدولية. هل تعتقد أن ما يجري ونتائج الأزمة السورية سيكون لها تأثير على الأزمات الأخرى في المنطقة، كاليمن مثلاً، والمناطق الأخرى؟

مارتن غريفيث: أعتقد أنها ستؤثر. قلت في أماكن أخرى عندما أشير إلى غزة، إن ما يحدث في غزة لن يبقى في غزة. سيؤثر على العالم. الجميع يراقب. في هذا الوضع خاص، هذه الحال، ما رأيناه، على الأقل قيل إن اللجوء إلى الحرب هو من أجل التقدم، دعنا نسميه كذلك، لأن الحوار والوساطة لم ينجحا. كان السبب الرئيس للفشل هو أن الرئيس الأسد لم يكن على استعداد للتعامل بجدية مع ما يجري. لقد عمل غير بيدرسن وآخرون بجد لسنوات، محاولين تحقيق ذلك، وفي النهاية، بالطبع، قالت هذه القوى كفى. سنمسك الأرض لنكون في وضع مختلف في أي محادثات. لذا فإن ذلك دافع للحرب بطريقة من الطرق.
 
رووداو: سؤالي الأخير. في لقاءاتك مع بشار الأسد، وقد كانت كثيرة. لو أنك ألفت عنها كتاباً، ماذا سيكون المشهد الذي لن تنساه أبداً؟

مارتن غريفيث: سؤال جيد جداً. كان يخبرني دائماً، وقد أخبر العالم أيضاً بأنه موجود من أجل مستقبل شعبه. يمكننا أن نختلف مع ذلك، لكن هذا هو ما كان يردده. كان هذا الموقف الذي يدعيه، لكنه في الواقع لم يفعل شيئاً لشعبه، بل العكس صحيح. أعتقد أن ما قد يجده الآن موضع ندم كبير، إذا كان لا يزال على قيد الحياة، هو أنه كان عليه أن يتلقى عروض الوساطة هذه بجد. كان عليه أن يتعامل مع الجامعة العربية التي دعته مرة أخرى العام الماضي. كان عليه حقاً أن ينظر إلى ذلك ويقول إنني بحاجة إلى تلك الفرصة، لأنه إذا لم أفعل فسيعضني وقد عضّه. لذلك أعتقد أن فشله في استغلال الفرص الدبلوماسية والحوار أدى إلى سقوطه.
 
رووداو: شكراً جزيلاً.

مارتن غريفيث: شكراً جزيلاً.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب