سيناتور فرنسي لرووداو: يجب أن نضمن الحكم الذاتي لشمال شرق سوريا

13-04-2025
آلا شالي
الكلمات الدالة فرنسا سوريا شمال شرق سوريا نيجيرفان بارزاني
A+ A-
رووداو ديجيتال

أكد عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، ريمي فيرو، عمق العلاقات بين فرنسا وإقليم كوردستان، وضرورة أن تلعب فرنسا دوراً أكبر في تشجيع المجتمع الدولي على حماية الكورد في منطقة الشرق الأوسط المضطربة، قائلاً: "يجب أن نضمن الحكم الذاتي لشمال شرق سوريا".
 
كما تحدث فيرو، في مقابلة خاصة مع شبكة رووداو الإعلامية، عن أهمية الاجتماع المرتقب في الرابع عشر من الشهر الجاري بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، والمقرر عقده في قصر الإليزيه.
 
فيما يتعلق بسبل تعزيز العلاقات بين فرنسا وإقليم كوردستان، أوضح ريمي فيرو: "العلاقات بين فرنسا وكوردستان قوية جداً في الأساس. الرئيس نيجيرفان بارزاني يزور باريس باستمرار، وهناك تبادل واسع في الآراء بينه وبين الرئيس الفرنسي".
 
وأشار إلى زيارات الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند إلى كوردستان، مضيفاً: "نحن نمر اليوم بمرحلة حساسة للغاية، ولذلك من المهم أن تستمر هذه الحوارات واللقاءات".
 
ويرى السيناتور الفرنسي أن مهمة فرنسا لا تقتصر على إقامة علاقات صداقة مع الكورد، بل ينبغي أن تكون أيضاً محفزاً للمجتمع الدولي على حمايتهم، "في منطقة من العالم شديدة التعقيد، حيث يُتوقع دائماً اندلاع صراعات جديدة ومتزايدة".
 
وقال في هذا الصدد: "من الضروري أن تقدم فرنسا ضمانات، وأن تعمل على تشجيع المجتمع الدولي لحماية الكورد في العراق وسوريا، وكذلك في تركيا وإيران... هذه الحوارات السياسية تمثل أولوية قصوى، وربما تكون هي المسؤولية الأولى لبلدي".
 
رووداو: كيف يمكن تعزيز العلاقات بين فرنسا وإقليم كوردستان؟

ريمي فيرو، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي: العلاقات بين فرنسا وكوردستان أساساً قوية جداً. الرئيس بارزاني يزور باريس باستمرار ويتبادل الآراء كثيراً مع الرئيس الفرنسي، وفي عهد الرئيس فرانسوا هولاند، زار كوردستان عدة مرات كرئيس، الوقت حساس جداً اليوم ولذلك من المهم أن تستمر هذه الحوارات واللقاءات. ما هو ضروري هو أن تكون فرنسا ليس مجرد صديق للكورد، بل أن تشجع المجتمع الدولي أيضاً لحماية الكورد في منطقة من العالم معقدة جداً ويتوقع المرء فيها صراعات جديدة ومزيداً من الصراعات التي يمكن أن تتفاقم في أي وقت وتؤثر على الكورد. من المهم أن تقدم فرنسا ضمانات وأن تشجع المجتمع الدولي لحماية الكورد في العراق وفي سوريا، وكذلك في تركيا وإيران، بالطبع من المهم جداً أن تتحاور فرنسا اليوم مع حكومة إقليم كوردستان بهدف حماية جميع الكورد. هذا مهم جداً بالتأكيد. أعتقد أيضاً أن هذه الحوارات السياسية عمل ذو أولوية ومهم جداً وقد تكون المسؤولية الأولى لبلدي.

رووداو: في 14 من هذا الشهر سيكون نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان في قصر الإليزيه للاجتماع مع الرئيس ماكرون وتناول الغداء. ما أهمية هذه الاجتماعات في سياق تعزيز وتوسيع العلاقات؟

عضو مجلس الشيوخ الفرنسي: أعتقد أن الرئيس ماكرون والرئيس (نيجيرفان) بارزاني قد بنيا علاقة مليئة بالثقة، وهذا يسمح لهما بالتحاور حول المنطقة بأكملها. لا أعرف طبيعة محادثاتهما وهذا يبقى بينهما وليس لدي أي معلومات خاصة، لكنني أعلم أنهما يتحاوران باستمرار. أعلم أن علاقتهما بُنيت على الثقة وهذا مهم جداً، لأن الثقة مهمة جداً في العلاقات الدولية، وفي العلاقات بين رؤساء الدول ورؤساء الحكومات. لذلك أرى أن الرئيس (نيجيرفان) بارزاني يأتي كثيراً إلى باريس في إطار اهتمام الرئيس ماكرون بكوردستان وكذلك كعلامة على التزام ودعم بلدي القوي لهذه العلاقة والثقة والصداقة والعمل السياسي المشترك بين فرنسا وكوردستان، وهي بالتأكيد مهمة.
 
رووداو: التقى رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، الأسبوع الماضي الرئيس الإماراتي في أبوظبي، وأول أمس التقى الرئيس التركي ورئيس الأمر الواقع لسوريا، وبالأمس اجتمع مع وزير الخارجية الروسي. هل سيكون اجتماع ماكرون ونيجيرفان بارزاني مهماً جداً بعد هذه الاجتماعات؟

عضو مجلس الشيوخ الفرنسي: نعم، بالتأكيد لأن الرئيس بارزاني يستطيع أن يحاور إيمانويل ماكرون، بخصوص جميع لقاءاته التي أجراها في الأيام الأخيرة والتي كانت مهمة جداً، كما كان من المهم أن يتمكن الرئيس بارزاني من التحاور مع القائد الجديد لسوريا، إضافة إلى مسؤولين سياسيين آخرين في المنطقة. بالطبع من المهم أن يتحاور بعد ذلك مع إيمانويل ماكرون وبالتأكيد سيحمل كعه رسائل أيضاً.
 
هذا يثبت أن كوردستان، أربيل، هي حقاً في قلب منطقة جيوسياسية مهمة جداً وأن الرئيس نيجيرفان بارزاني فاعل مهم وموثوق به في هذه المنطقة وبرأيي هذا إيجابي جداً.

رووداو: ناقش نيجيرفان بارزاني في اجتماعه مع أردوغان عملية السلام ورسالة أوجلان إلى حزب العمال الكوردستاني لنزع السلاح. إلى أي مدى سيكون تحقيق سلام كامل في تركيا وحصول الكورد على جزء من حقوقهم في مصلحة سلام المنطقة؟

عضو مجلس الشيوخ الفرنسي: الحكم الذاتي للكورد في تركيا، وإطلاق سراح أوجلان، وعملية سلام، هي بالتأكيد الأهداف التي أشاركها بالكامل وأتمنى من القلب تحقيقها، وأعتقد أنها في مصلحة تركيا بأكملها. لكن في نفس الوقت، لا يمكن تنفيذ ذلك في ظل ضغط كبير مناهض للديمقراطية في تركيا. في نفس الوقت، أفكر في الاعتقال غير المبرر لرئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو. أتحدث أيضاً عن جميع رؤساء البلديات الكورد الذين تم إبعادهم في السنوات والأشهر الأخيرة. أتحدث عن جميع الناشطين والمحامين والمناضلين من أجل الحرية والديمقراطية في تركيا، الذين حُرموا من الحرية ووضعوا تحت المراقبة ويتم اعتقالهم. لذلك يجب تنفيذ عملية السلام ضمن عملية موحدة. آمل كثيراً في سلام بين أوجلان وأولئك الذين يؤمنون به وسلطات تركيا. لكن هذا الهدف لا يمكن أن يتحقق في ظل تراجع الحقوق الديمقراطية في تركيا. يجب أن تكون هناك سياسة موحدة شاملة تسمح لتركيا بأن تصبح مرة أخرى بلداً ديمقراطياً بالكامل.
 
رووداو: تمت المصادقة على الدستور المؤقت لسوريا من قبل أحمد الشرع رئيس الأمر الواقع لسوريا، لكنه رُفض من قبل الكورد والدروز والمسيحيين والعلويين في سوريا. ماذا يجب أن تفعل فرنسا والاتحاد الأوروبي لجعل دستور وسلطة سوريا مقبولين عند جميع القوميات والمكونات السورية؟

عضو مجلس الشيوخ الفرنسي: سقوط نظام الأسد مصدر ارتياح وأمل. لكن الوضع الجديد مليء بالمخاوف أيضاً. ما أدى إلى بعض الأحداث الخطيرة مثل ارتكاب جرائم ضد العلويين ووضع معقد للغاية ومخاوف كبيرة للأقليات، كما قلتم، الدروز، والعلويين، والمسيحيين والكورد. يجب أن تحترم سوريا المستقبلية جميع مكوناتها. السلطة السورية الجديدة تعطي أحياناً بعض الإشارات المتناقضة. لا شك أن السلطة نفسها في تناقض. ليست لديها سيطرة كاملة ومطلقة على البلاد وقد رأينا ذلك جيداً. ما هو ضروري اليوم هو أمن هذه الأقليات، وقدرتها على الاستمرار في العيش في سوريا، وكذلك بناء وإنشاء سياسة شمال-شرق سوريا خاصة بخصوص الكورد وضمانهم، يجب أن يتمكن كل هؤلاء من العيش في سوريا الجديدة والشعور بالراحة في البلاد بأكملها، وأن يتمكن الكورد من البقاء في مناطقهم. أنا سعيد لرؤية أنهم يستطيعون اليوم العودة إلى عفرين، لكن بالتأكيد هناك علامات متناقضة وأسباب للخوف. لا ينبغي للمرء أن يكون غير حساس في بعض الحالات. لهذا السبب يجب على فرنسا أن تشجع أوروبا على أن تصبح ضامنة لسوريا متنوعة فيها مكان لجميع المجموعات والمكونات في البلاد. بالإضافة إلى ذلك، هناك وسائل أخرى لتحقيق هذا الهدف، وهي الدبلوماسية وكذلك رفع العقوبات. يجب أن يكون رفع العقوبات على سوريا، خاصة العقوبات الاقتصادية، مشروطاً بأن تحترم سوريا الجديدة جميع مكوناتها وتعمل على دستور جديد يحمي جميع مكونات سوريا.
 
رووداو: قدم الكورد في غرب كوردستان وسوريا 15 ألف شهيد في الحرب ضد داعش، والآن يطالبون بإقليم ذي حكم ذاتي. إلى أي مدى تدعم فرنسا مطالب الكورد كثاني أكبر قومية في سوريا؟

عضو مجلس الشيوخ الفرنسي: كنت آمل أن تعترف فرنسا أكثر بوجود وشرعية سلطات شمال-شرق سوريا وأن تعرّف بهم، لأن الكورد فقدوا آلاف المقاتلين في الحرب ضد داعش. لقد قدموا كل هذه التضحيات من أجلنا. مرت الآن عشر سنوات على هجمات باريس، التي نفذها داعش.
 
بالتأكيد حصل الكورد على دعم من القوات الجوية والقوات الخاصة الفرنسية والأمريكية، خاصة الكورد الذين دعمونا في الحرب ضد داعش. لدينا واجبات ومسؤوليات تجاه الكورد، تربطنا قيم مشتركة وأهداف مشتركة. لذلك يجب أن نصبح اليوم ضامنين للحكم الذاتي في شمال-شرق سوريا وقدرتهم على بناء وتحديد مصيرهم، والمساواة بين المرأة والرجل، والخدمات العامة، والديمقراطية المحلية، هذه إنجازات السنوات العشر الماضية في شمال-شرق سوريا. يجب حماية هذا في سوريا المستقبلية وبالتأكيد سيتحقق ذلك في دولة فيدرالية أو لامركزية، عليها أن تحترم مكوناتها المختلفة ومناطقها المختلفة. آمل أن يكون هذا هو ما ستبنيه سوريا في السنوات القادمة. لكن مع ذلك، أدرك حجم المخاطر والتهديدات. لذلك أعرف إلى أي مدى من الضروري أن تقول فرنسا إنها ستحمي الكورد بكل الوسائل وستفعل كل شيء لحماية كورد شمال-شرق سوريا.

رووداو: هل تعتقدون أن أحمد الشرع قادر على بناء نظام ديمقراطي في سوريا؟

عضو مجلس الشيوخ الفرنسي: آمل ذلك... سيكون صعباً. هو ليس لوحده. هناك قوى معارضة في التحالف الذي أوصله إلى السلطة. على أي حال، يجب أن يدفع الأمور للأمام من هذا الجانب، ويجب أيضاً أن يظهر أن سوريا قادرة على إيجاد مكانتها مرة أخرى، والسعي لتطوير اقتصادها وتسريع قدرتها على التقدم نحو المستقبل، بهدف إعادة الاستقرار وإيجاد مكانتها في المجتمع الدولي، مع جميع الأمم الأخرى، وهذا لا يتحقق إلا بالشروط التي ذكرناها.
 
رووداو: إلى أي مدى سيكون إنشاء نظام يشارك فيه جميع قوميات سوريا في مصلحة استقرار المنطقة والسلام العالمي؟

عضو مجلس الشيوخ الفرنسي: إذا استطاعت سوريا أن تحقق مصيراً يشارك فيه جميع مكونات المجتمع في سياسة البلاد، فستصبح سوريا نموذجاً.
 
يمكن لسوريا أن تصبح نموذجاً رغم أنني أعلم أننا بعيدون عن ذلك الآن، ولكن يجب أن يكون هذا هو الهدف! لأن سوريا دولة مهمة في المنطقة بالتأكيد، بفضل موقعها الجغرافي وتنوع مكونات المجتمع السوري. لذلك إذا أرادت سوريا أن تتقدم نحو المستقبل كدولة ذات سيادة، فعليها أن تجمع جميع مكوناتها وتشركهم. هذه ضرورة مطلقة. آمل أن يكون الرئيس الجديد لسوريا قد أدرك أهمية ذلك وأن يكون لديه نفس الأفكار والقيم المشتركة، التي لست متأكداً من وجودها! لذلك لا أعتقد أن هذا سيتحقق بدون ضغط قوي، وبدون تدخل دولي قوي.

رووداو: سؤالي الأخير، كما تعلمون من المقرر افتتاح حديقة في باريس باسم البيشمركة، ما مدى أهمية هذا للتعريف بكوردستان والكورد في فرنسا وكيف نشأت هذه الفكرة؟

عضو مجلس الشيوخ الفرنسي: وعدت رئيسة بلدية باريس السيدة آنيدالغو بتسمية مكان في باريس باسم البيشمركة لإظهار العلاقة والروابط القوية التي تربطنا بالكورد، ومن ناحية أخرى لكي تتمكن باريس كعاصمة للحرية وعاصمة فرنسا من أن تصبح رمزاً للتعريف بالبيشمركة في باريس والعالم أجمع، وهذه أيضاً طريقة لنشكر البيشمركة الذين يقاتلون من أجل حرية الشعب الكوردي من جهة، ومن جهة أخرى قاتلوا من أجل حريتنا جميعاً ولا يزالون مستمرين، خاصة ضد داعش.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب