رووداو ديجيتال
دعا المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط، جيسن غرينوالد، إلى أخذ الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترمب، "على محمل الجد"، مؤكداً أنه "يعني ما يقول".
جاء ذلك في مقابلة مع موفد شبكة رووداو الإعلامية إلى منتدى الدوحة، نوينر فاتح، تناولت تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وسبل تعامل الولايات المتحدة معها.
بشأن الطريقة التي سيتعامل بها ترمب مع الشأن السوري، أوضح غرينوالد أن "سوريا لم تكن حليفة للولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن "الأمر مختلف عن دعم ترمب لإسرائيل أو السعودية أو الإمارات أو قطر. هؤلاء أصدقاء وحلفاء لأمريكا، وترمب يدعم حلفاء وأصدقاء أمريكا، لكن سوريا لم تكن صديقة ولا حليفة لأمريكا".
أدناه نص مقابلة رووداو مع جيسن غرينوالد:
رووداو: السيد جيسن غرينوالد، أهلاً بك في رووداو. سعيد جداً ومن دواعي الاعتزاز أن يكون لنا هذا الحوار معك.
جيسن غرينوالد: شكراً على هذا الحوار.
رووداو: شكراً لك. كنت مبعوث الرئيس ترمب إلى الشرق الأوسط، وتحدث الآن حوادث كثيرة في الشرق الأوسط. سوريا، سقوط بشار الأسد. آخر الأخبار يقول إن روسيا تقول إنه استقال وغادر البلاد. على أي حال، أعتقد أن بشار ونظامه قد انتهيا. هل كنت تتوقع حدوث هذا؟
جيسن غرينوالد: لا. أعتقد أن الكثير من الناس لم يتوقع أن يتمكن المتمردون من التقدم بسرعة والسيطرة على سوريا. أود أن أقول إنه لم يتخل عن السلطة، بل طورد بكل بساطة. لكني أقول لك، أعتقد بوجود فرصة هنا، منذ متى تعاني سوريا؟ أكثر من 14 سنة. لم يهتم كثيرون بسوريا وبالملايين التي عانت. معلوم أن الممسكين بالسلطة الآن قد يشكلون خطراً، لكنها قد تكون مرحلة جديدة لسوريا. السؤال الآن هو ما إذا كانت إيران ستنقطع عن سوريا، وهو ما أعتقد أنه سيكون الأفضل للجميع، أو أن إيران قادرة على اللعب في هذه الساحة مرة أخرى. لقد طردت إيران بشكل أساس، وهو ما أعتقد أنه جيد جداً جداً للمنطقة. دعونا نرى ما سيحدث.
رووداو: هيئة تحرير الشام ذات الخلفية التي تنتمي إلى جبهة النصرة والقاعدة، ألا تمثل مصدر قلق؟
جيسن غرينوالد: بلا شك. وهم مدرجون على قائمة مراقبة الإرهاب الأمريكية. لا أعرف لماذا أخرج الرئيس بايدن الحوثيين من تلك القائمة، لكنهم جميعاً كبعضهم البعض. حماس وحزب الله، هؤلاء يريدون تدمير المنطقة. يريدون تدمير كل شيء، لكن إذا فقدت إيران قوتها في سوريا بالفعل، وإذا كان هؤلاء جادين، لأنهم يدلون بتصريحات إيجابية حول احترام مزارات الشيعية، واحترام المسيحيين، ربما ستكون هناك طريقة يستطيعون من خلالها تقديم شيء جيد حقاً، لكن من الأفضل أن يكون الجيران حذرين لأن هؤلاء خطيرون، وقد تكون إسرائيل وجيرانها في خطر إلى أن نعرف حقيقتهم.
رووداو: هل تعتقد أن نتائج الأزمة السورية ستؤثر على الأزمات الأخرى في المنطقة، كأزمة اليمن؟
جيسن غرينوالد: هذا ممكن، إذا تبين أن هؤلاء سيئون للغاية كما يعتقد الناس، لكنني أعتقد أنهم مخطئون إذا ظنوا أن بإمكانهم التلاعب، خاصة وأن الأمر يتعلق بإسرائيل. لقد رأوا ما فعلت إسرائيل بحماس، ورأوا ما فعلته بحزب الله، تستطيع إسرائيل أن تفعل بهم ذلك بسرعة كبيرة. لذا، لو كنت مكانهم، ولو قدمت لهم النصح، خاصة الآن حيث سيتولى الرئيس ترمب الرئاسة، أعتقد أن عليهم التصرف بحذر بالغ، وإلا لن يكون لهم أي أمل في مستقبل لهم.
رووداو: حسناً، وماذا عن إيران؟ فهي على الأقل، يمكن أن نقول بثقة إن تأثيرها على سوريا لم يعد كما كان أمي وأول أمس. هل ما تشهده سوريا سيؤثر على دول أخرى وهل سيكون لإيران تأثير على دول أخرى في المنطقة؟
جيسن غرينوالد: ما حدث لإيران مثير جداً، ويشبه إلى حد ما كلباً دس ذيله بين ساقيه. حماس، وهي إحدى الجماعات الوكيلة لهم، تشرف على نهايتها. لا يزال بإمكانهم اختلاق بعض المشاكل، لكن نهايتهم قريبة. حزب الله يعاني جروحاً مأساوية. كلاهما وكيلان مهمان للغاية، والحوثيون ليسوا أقوياء بما يكفي، رغم أنهم أحدثوا بعض الضرر. آمل أن يتولى ترمب أمرهم، لكن إسرائيل آذت إيران مرتين. حاولت إيران مهاجمة إسرائيل مرتين. لكن في هذه الأثناء، تضررت إيران نفسها. لو كنت مكان الإيرانيين، لأدركت أن لديهم الآن فرصة مع رئيس ليس لديه مصلحة في قتال إيران. بل لديه مصلحة في التوصل إلى اتفاق ذي معنى لأمريكا ولحلفاء أمريكا. لقد حان الوقت ليغيروا أنفسهم بأنفسهم. في إشارة إلى خطاب الرئيس ترمب، فهو يستخدم MAGA، "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى". دعونا نجعلها MIGA "لنجعل إيران عظيمة مرة أخرى". إذا استطاعوا تغيير فلسفتهم وكفوا عن محاولة السيطرة على المنطقة، وعن محاولة تدمير إسرائيل، وكفوا عن محاولة تهديد أمريكا. إذا أرادوا حقاً مساعدة بلدهم، حسناً، لديهم الآن فرصة. لكن إذا كانوا مجرد نظام إبادة جماعية ويريدون تدمير كل شيء في طريقهم، إسرائيل وكل شيء آخر، أعتقد أن مصيراً سيئاً ينتظرهم، أسوأ مما يواجهون اليوم.
رووداو: ذكرتم الرئيس ترمب، وقد كان يقول عما يجري في سوريا، هذا ليس من شأننا، وهذه ليست حربنا. لا أحد منهم صديق لنا وليس لدينا أي علاقة بهم، وقد كنتم مبعوث الرئيس ترمب إلى الشرق الأوسط. كيف تقيمون تصريحات ومواقف الولايات المتحدة والرئيس ترمب؟
جيسن غرينوالد: أولاً، يجب على الناس أن يحملوا الأمر على محمل الجد. فبينما يعتقدون أحياناً أن الرئيس ترمب لا يعني ما يقول، فإنه يعني ما يقول. لم تكن سوريا حليفة للولايات المتحدة. الأمر مختلف عن دعم ترمب لإسرائيل أو السعودية أو الإمارات أو قطر. هؤلاء أصدقاء وحلفاء لأمريكا، وترمب يدعم حلفاء وأصدقاء أمريكا، لكن سوريا لم تكن صديقة ولا حليفة لأمريكا. هناك أمور قد يكون لترمب رد عليها، مثلما فعل عندما تجاوزت سوريا الخط الأحمر، وعندما تجاوز الأسد الخط الأحمر، على عكس أوباما الذي تحدث عن خط أحمر ولم يفعل شيئاً حياله. ليس من مصلحة ترمب أن يأتي إلى هنا لإصلاح سوريا باستخدام الجنود الأمريكيين. يعتقد ترمب أن هذه مشكلة شرق أوسطية تحتاج إلى حل من الشرق الأوسط، وستكون أمريكا هناك للنصح والمساعدة والعمل من أجل تحقيق قدر أكبر من السلام، لكنها لن تدخل ولن تضع قوات أمريكية على الأرض إلا إذا كانت أمريكا نفسها أو حلفاؤها المهمون جداً جداً في المنطقة في خطر.
رووداو: هل تعتقد أن ترمب سينتهج في الشرق الأوسط نفس السياسة التي انتهجها في ولايته الأولى عندما كنت مبعوثه؟
جيسن غرينوالد: أعتقد ذلك. أعني أنه شخص ثابت جداً. أعتقد أن هدفه هو حماية أمريكا، وحماية حلفائنا، وصنع السلام. على سبيل المثال، أعتقد أنه سيعمل جاهداً على توسيع الاتفاق الإبراهيمي. الأمر أكثر تعقيداً الآن بسبب ما جرى في 7 أكتوبر، وبسبب حماس، وبسبب حزب الله، لكنني أعتقد أنه سيركز كثيراً على محاولة جعل هذه المنطقة أكثر أماناً وازدهاراً، فجيل الشباب الذي يعيش هنا متعطش لمستقبل أفضل، وهو سعيد بهذا، لكن أولاً وقبل ذلك، يجب على المنطقة أن تتحرك وتقوم بالعمل بنفسها. سيكون داعماً ومتعاوناً. سيساعدهم على التقدم، لكن الكثير من الناس يتحدثون عن ضرورة أن تقود الولايات المتحدة ذلك، وأن على الولايات المتحدة أن يكون لها تأثير. أنا سأقلب ذلك. على المنطقة أن تريد وأن تذهب إلى الرئيس ترمب وتقول له ساعدنا. نحن سنتولى القيادة. سنلتزم. سنفعل كل ما بوسعنا، فساعدونا. لا أن تقولوا إن عليك أن تقودنا. يا ترمب يجب أن تستخدم الجيش الأمريكي. يا ترمب عليك أن تستخدم الأموال الأمريكية. ترمب لا يفكر بهذه الطريقة. هو في الحقيقة يفكر عكس ذلك. إنه يريد دعم حلفائه وأصدقائه، ويريد مستقبلاً أفضل هنا، لكن على الشرق الأوسط أن يقود نفسه بنفسه.
رووداو: لا يريد الرئيس ترمب أن تتحول أمريكا إلى شرطي الشرق الأوسط؟
جيسن غرينوالد: هو كذلك بالضبط.
رووداو: تغيرت السياسات تجاه الشرق الأوسط في عهد إدارة بايدن. كيف تقيمون تلك السياسات؟
جيسن غرينوالد: أعتقد أن الرئيس بايدن فشل في هذا السياق. مع السعودية مثلاً. فبدأ بتهميش ولي العهد السعودي، ثم تهميش البلاد. أعتقد أن هذا كان سيئاً للغاية. لم يدرك الدرس مبكراً. ثم أدرك مدى أهمية السعودية للعالم، وخاصة للولايات المتحدة، والآن أصبحت العلاقة أفضل. أظن أن الأمر كان مختلفاً مع إسرائيل. هناك أمور أنجزها بشكل جيد للغاية. ذهب إلى إسرائيل بعد 7 أكتوبر، ونشر السفن الحربية هناك، ووفر الأسلحة، لكنه في بعض الأحيان حجب الأسلحة. لم يسرع في البحث عن التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني، أعتقد أن هذا الموقف كان صحيحاً. بشكل عام، أعتقد أنه كان جيداً، وقام بعمل جيد، حتى لو ارتكب بعض الأخطاء، لكنني أعتقد أن الرئيس ترمب سيكون مختلفاً تماماً. سيتلقى بالأحضان حلفاءنا في المنطقة، السعودية والإمارات وقطر وإسرائيل والبحرين وغيرهم. أعتقد أنه سيدعم إسرائيل، وبالطبع يريد حل هذه الصراعات، ويريد أن تكمل إسرائيل مهمتها ضد حماس، لكنني أعتقد أنكم سترون إجراءات أكثر وضوحاً وحسماً وأقوى بكثير لحماية أو على الأقل التحدث علناً عن حماية أصدقائنا وحلفائنا هنا. لذلك أقول إنه سيكون مثل بايدن، ولكن أفضل بكثير جداً.
رووداو: هل تعتقد، وتتفق مع بعض الجمهوريين، الذين يقولون إنه في ظل إدارة بايدن، لم يتم الحفاظ على قوة الردع الأمريكية، خاصة في الشرق الأوسط، وكذلك في أماكن أخرى من العالم، أو أنها على الأقل لم تكن قوية. هل كان أعداء أمريكا لا يهابون أمريكا في عهد بايدن؟
جيسن غرينوالد: نعم، أتفق مع هذا. أعتقد أن قوة الردع الكبيرة كانت من بين أسباب وجود قدر كبير من السلام في الشرق الأوسط في عهد الرئيس ترمب. كان الناس يحملونها على محمل الجد. في الواقع، كان عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترمب قوة كبيرة بحد ذاتها، كان الناس يخشون تخطي حدودهم. لكن ذلك انهار مع الرئيس بايدن، لأسف. لا أقصد أن ألوم الرئيس بايدن على كل هذا التعقيد، فلن يكون ذلك عادلاً، لكن جزءاً من سبب وقوعنا في هذه الفوضى هو أن قوة الردع الأمريكية كانت ضعيفة. بدونا ضعفاء، وغير مهتمين. لا أعتقد أنك سترى ذلك في عهد الرئيس ترمب. أعتقد أن الناس ستقف بشكل مستقيم. سترى هذا خارج منطقة الشرق الأوسط أيضاً. بعض القادة الذين لم يحملوا ترمب على محمل الجد خلال ولايته الأولى، وسخروا منه من وراء ظهره، يركضون الآن إلى مارا لاغو لبناء صداقات معه. لماذا ؟ لأنهم أدركوا أنهم ارتكبوا خطأ. لقد ارتكبوا خطأ غبياً جداً بأن لم يتعاملوا معه بجدية، وهم الآن يطلبون المساعدة منه. هؤلاء قادة من خارج الشرق الأوسط. كان زعماء الشرق الأوسط يحملونه على محمل الجد دائماً. أكرموه فأكرمهم.
رووداو: لديك علاقات كثيرة في الشرق الأوسط ودول الخليج ومع قادة الشرق الأوسط وأصدقاء الولايات المتحدة. هل هم مسرورون بعودة الرئيس ترمب؟
جيسن غرينوالد: نعم، بالطبع كلهم سعداء. ربما تكون هناك اختلافات في السياسة، وهذا أمر طبيعي. ستكون هناك دائماً اختلافات في السياسة، حتى زوجتي لا تتفق مع كل ما أقول، ولكن هناك قدراً كبيراً من الصداقة والاحترام المتبادل بين الولايات المتحدة والعديد من زعماء الشرق الأوسط. إسرائيل ومجلس التعاون الخليجي وغيرهم. هناك تقدير عميق لفكرة أن المنطقة بعد أن باتت قاسية وخطيرة للغاية، يمكن لشخص مثل ترمب أن يصلح حالها بعض الشيء ويرأب الصدوع.
رووداو: إذا كان الرئيس ترمب يريد التركيز على الصين والقضايا الكبيرة التي يتحدث عنها دائماً، مثل الصين وروسيا، فأعتقد أن عليه إنهاء بعض الأعمال غير المكتملة أولاً أو على الأقل حل المشكلات في الشرق الأوسط وبعض المناطق الأخرى لتتمكن إدارته من ذلك التركيز على ما يعد أولوية عندها. ماذا برأيك ستكون أولى خطوات الرئيس ترمب في الشرق الأوسط؟
جيسن غرينوالد: لا أعتقد أن عليه التركيز على الشرق الأوسط أولاً، وإغفال الصين. البيت الأبيض، وخاصة إدارة ترمب، تجيد المشي ومضغ اللبان في الوقت نفسه، كما يقول المثل الأميركي. علينا أن نفعل كل شيء معاً. أعتقد أنه يركز على الصين. أعتقد أنه يركز على روسيا وأوكرانيا. أعتقد أنه سيركز على الشرق الأوسط، لأنه يتعين عليه ذلك. في الشرق الأوسط، أعتقد أنه سيحاول التركيز على حماية أمن إسرائيل، وتعزيز العلاقات العميقة بين الولايات المتحدة وحلفائنا العرب. أعتقد أنه لا حاجة لتخصيص اليوم الأول للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. أعتقد أنه سيكون من الصعب جداً التركيز على ما بعد 7 أكتوبر وما يحدث الآن، لكن محاولة تحسين حياة الفلسطينيين سيكون من بين الأمور التي تحظى بالاهتمام. بعد ذلك، نأمل أنه بمجرد أن يتمكن من تحسين الأمور وتصبح الأمور أكثر هدوءاً، أن يركز على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ومعرفة ما إذا كان هناك حل.
رووداو: هل ستعود الاتفاقية الإبراهيمية بقوة؟
جيسن غرينوالد: أعتقد ذلك. أعتقد أن ترمب، وخصوصاً بفضل نهجه، يجب أن يكون قادراً على تحقيق المزيد من التقدم بشأن الاتفاقيات الإبراهيمية. فهل ستكون هناك الاتفاقية الإبراهيمية 2.0 مع مجموعة من الدول، بما في ذلك السعودية، للتوقيع عليها؟ التنبؤ بهذا سابق لأوانه، لكنني أعتقد أنه يحاول جاهداً تمهيد الطريق لما سيصبح اتفاقاً إبراهيمياً، لأن ذلك أفضل للولايات المتحدة وأفضل لهذه المنطقة بأكملها. بغض النظر عن رؤيتك للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وبغض النظر عن المأساة في سوريا والمشاكل في لبنان، فإن الاتفاقيات الإبراهيمية ستؤدي إلى مستقبل أكثر إشراقاً للجميع.
رووداو: من أيضاً سنضم للقائمة؟
جيسن غرينوالد: للاتفاقية الإبراهيمية؟ التنبؤ بهذا صعب دائماً.
رووداو: السعودية؟
جيسن غرينوالد: أعتقد أن علاقة السعودية والولايات المتحدة تعمل جيداً وستستمر في النمو والتقدم بعيداً عن الاتفاقية الإبراهيمية. لن يسعدني شيء أكثر من قيام السعودية بالتوقيع على الاتفاقية الإبراهيمية 2.0، لكن أعتقد أن الحديث عن هذا سابق لأوانه.
رووداو: إيران قلقة بطريقة ما من سياسة ترمب تجاه الشرق الأوسط. لكنك قلت إن ترمب لا يريد تغيير النظام في إيران. هل تعتقد أن أمام إيران فرصة للاتفاق مع الرئيس ترمب؟
جيسن غرينوالد: أولاً، يجب أن تقلق إيران لأن ترمب جاد، لكنه لا يريد تغيير النظام. لم يكن تغيير النظام ناجحاً على الإطلاق بالنسبة لأميركا. حاولنا ذلك من قبل. لم ينجح أبداً. يريد ترمب التوصل إلى اتفاق، ولكن إذا أرادت إيران الذهاب إلى ترمب للاتفاق معه، فيجب أن تكون إيران جادة بشأن شكل الاتفاق. لن يكون هناك شيء مثل خطة العمل الشاملة المشتركة JCPOA، بل يجب أن يكون اتفاقاً ذا معنى لا يعرض أمريكا لتهديد من إيران، ولا تتعرض إسرائيل لتهديد من إيران. السعودية والإمارات وقطر، لا ينبغي أن يتعرض أحد للتهديد من إيران. أعتقد أن اتفاقاً له معنى هو الاتفاق على عدم وجود أسلحة نووية، اتفاق يسمح لإيران بالتركيز على الداخل ومحاولة إعادة بناء بلادها التي كانت في وقت ما دولة مثيرة للاهتمام للغاية. انظر إليها الآن، إنها دولة فاشلة تماماً. هذا ما سيساعد الشعب الإيراني على النمو. أنظر إلى السعودية، أنظر إلى ما تفعله السعودية من أجل بلدها، أليس كذلك؟ يجب على إيران أن تحذو حذو السعودية. أن تركز على الداخل وتبني بلداً جميلاً.
رووداو: هذا يعني أن تبقى إيران داخل حدودها. ما يعني إضعاف سطوة إيران في المنطقة؟
جيسن غرينوالد: إيران يجب أن تبقى داخل حدودها. يجب أن تنهمك بشؤونها ولا تخلق مشاكل خارج حدودها. لأن المنطقة تدرك بشكل متزايد أن معظم الاضطرابات في المنطقة هي من صنع إيران. إذا ركزت إيران على الداخل، وعلى بلدها، وعلى شعبها، وعلى اقتصادها، فيمكن أن يكون لها مستقبل جميل ومشرق، لكن إذا أرادت إيران نشر الكراهية والحرب والتهديدات خارج إيران، فأعتقد أنهم سيرون ترمب سيكون ضد ذلك بقوة وبشدة.
رووداو: سيد جيسن، أنت تعرف الرئيس ترمب جيداً. كم سنة عملتم معاً؟
جيسن غرينوالد: 23 سنة.
رووداو: 23 سنة.
جيسن غرينوالد: لست مسناً لهذه الدرجة، لكنها 23 سنة، منها 10 في القطاع الخاص وثلاث في البيت الأبيض.
رووداو: هذه مدة طويلة جداً. هذا يعني أنك صديق جيد للرئيس ترمب. برأيك، ما هي النقطة التي دفعت الناس والزعماء في عموم العالم والشرق الأوسط يقللون من شأن الرئيس ترمب؟
جيسن غرينوالد: أعتقد أن أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبوها كان البدء بتصريحه عن ناتو، حيث انتقد حلفاءنا في ناتو لعدم دفعهم نصيبهم العادل. أعتقد أنهم لم يحملوا فكرة أنه كان على استعداد لقلب الطاولة على الأعراف الدبلوماسية على محمل الجد. الرئيس ترمب لا يؤمن بالأعراف الدبلوماسية. إنه يؤمن بأمريكا مزدهرة وآمنة، بغض النظر عما يقوله الناس في الدوائر الدبلوماسية أو كيف يتحدث بشكل مختلف، اهتمام الرئيس ترمب سيكون منصباً على أمريكا. إنه حقاً يعني ذلك عندما يقول: "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى". إذا استطاعوا المشاركة معه في جعل أمريكا عظيمة من جديد إلى جانب حماية بلدانهم والعمل على هذه الجهود معاً، ستكون لديهم علاقة جيدة مع ترمب، لكن إذا تحدثوا من وراء ظهره وقالوا، أوه، إنه ليس دبلوماسياً ولا يقصد هذا ولا تحملوه على محمل الجد، وهو ما فعله الكثيرون منهم في أوروبا، وليس في الشرق الأوسط، كثيرون في أوروبا وكندا فعلوا ذلك أول الأمر، وأعتقد أنهم سيواجهون نفس المشاكل التي واجهوها في المرة الأولى. سوف ينجح ويتقدم، وكذلك أمريكا، وسيتخلفون أكثر. يمكن رؤية هذا حتى عند رئيس الوزراء ترودو، عندما ركض إلى مارا لاغو للقاء الرئيس ترمب. فقد أدرك الخطأ الذي ارتكبه في المرة السابقة. أعتقد أن فرنسا يجب أن تلاحظ هذا. أعتقد أن أداء ألمانيا وبريطانيا كان جيداً. هنغاريا كانت جيدة جداً. هناك دول في أوروبا أضاعت الفرصة وظنت أنها تستطيع أن تحتال على ترمب وتقول إنها مجرد فترة انتقالية. هو ليس عابراً. سأخبرك بشيء آخر، ليست سنوات ترمب الأربع فقط هي التي ستأتي، لأن ترمب لا يمكنه أن يخدم بعد هذه الولاية، هناك مجموعة من الجمهوريين القادرين الجيدين، والمحافظين الذين يؤمنون بأهداف ترمب. لقد نجح ترمب في قلب الجمهوريين بالكامل. الديمقراطيون ضعفاء جداً. ربما سيجدون بعض النجوم للانتخابات القادمة، لا أعلم، لكن الدول التي لم تحمل الرئيس ترمب على محمل الجد، عليها أن تلعب لعبة يطول بها الأمد وأن تدرك أن الأمر لا يقتصر على السنوات الأربع لترمب، بل على أربع سنوات وأكثر. ربما، ربما من المحتمل جداً، أن يشغل أشخاص مثل ترمب البيت الأبيض بالكامل. فكر في الأمر، إنه يتمتع الآن بجميع السلطات الثلاث التي للحكومة الأمريكية. لذلك أعتقد أنهم ارتكبوا خطأً كبيراً وآمل أن يفهموا الدرس.
رووداو: شكراً جزيلاً، سيد جيسن غرينوالد، شكراً على هذه الفرصة، وأهلاً بك من جديد في رووداو.
جيسن غرينوالد: شكراً.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً