المدير التنفيذي لوحدة تنسيق الدعم في الائتلاف السوري: الحكم الشامل مفتاح بناء سوريا الجديدة

09-12-2024
نوينَر فاتح
المدير التنفيذي لوحدة تنسيق الدعم في الائتلاف السوري محمد حسنو
المدير التنفيذي لوحدة تنسيق الدعم في الائتلاف السوري محمد حسنو
الكلمات الدالة سوريا
A+ A-

رووداو ديجيتال

أكد المدير التنفيذي لوحدة تنسيق الدعم في الائتلاف السوري محمد حسنو في إطار حديثه عن القضايا المحورية التي تتعلق بمستقبل سوريا بعد سنوات من الحرب والدمار، مشدداً على أهمية العمل المشترك لبناء وطن جديد يتسم بالعدالة والمصالحة الاجتماعية، في الوقت نفسه نوه إلى أن معركة البناء ستكون أصعب وأطول من معركة التحرير.

وفي إطار إعادة الإعمار، شدد على ضرورة مشاركة السوريين كافة، سواء كانوا في الداخل أو الخارج، مع التأكيد على الابتعاد عن المشاريع الخارجية التي قد تؤثر على سيادة البلاد. 

واوضح حسنو أن الحل يكمن في صيغة حكم شاملة تضمن مشاركة جميع الأطياف، معتبراً أن بناء سوريا الجديدة يتطلب حواراً شاملاً يعزز قيم المواطنة والعدالة الاجتماعية ويحقق الاعتراف الدولي بمكانة سوريا في المجتمع الدولي.

فيما يلي نص حوار رووداو مع المدير التنفيذي لوحدة تنسيق الدعم في الائتلاف السوري محمد حسنو

رووداو: ما هي الخطة المناسبة للملمة المجتمع من جديد ومعالجة الكثير من التحديات؟

محمد حسنو: في كل دول العالم، لا توجد مدينة أو دولة فاضلة. ستبقى المشاكل قائمة، ولكنني أدعو الآن، في هذه المرحلة الحساسة بعد غياب الدكتاتور، إلى التركيز على المرحلة الأولى من البناء. معركة التحرير قد تستغرق عشر سنوات أو عشرين سنة، ولكن معركة البناء هي الأصعب وهي الأطول. لذلك، اليوم أهم ما نفكر فيه هو تعزيز الطمأنينة والسكينة لكل فئات شعبنا، من طوائفهم وأثنياتهم وعرقياتهم، لنقول إن سوريا هي وطنهم جميعاً. لا يمكن أن نستثني أحداً، كما كان الحال في سياسات الاستبعاد والاستعباد التي اتبعها النظام السوري.
اليوم، أدعو جميع المواطنين السوريين، في كل المحافظات، من اللاجئين والمقيمين في الداخل والنازحين، أن يعودوا إلى أوطانهم ويساهموا فعلاً في بناء وطنهم. أؤكد أولاً على خطاب واضح وبسيط: "لا للانتقام، ولا مزيد من الدماء". شبعت الأراضي السورية من الدماء. لذلك، اليوم الكل مدعو للمشاركة في بناء سوريا بجميع إثنياتها وعرقياتها وكل ما تمتلكه من تنوع.

رووداو: كيف يتم هذا البناء؟ سوريا بحاجة إلى إدارة، بحاجة إلى حكومة، وربما إلى انتخابات. هل الحل هو العودة إلى القرار الأممي 2254 أم البدء في إطار جديد؟

محمد حسنو: من الجميل جداً، ومن المهم أيضاً، أن تتوج العملية والانتصار العسكري بعملية سياسية تعزز انتصار الشعب، بحيث يتسلم مقاليد الحكم ويبدأ مرحلة الانتقال السياسي السلس. ولكن، اليوم لا يمكن للأمم المتحدة أن تقوم بدورها ما لم يكن أبناء الشعب السوري شركاء في هذه المعادلة. مع من ستفاوض الأمم المتحدة؟ أين النظام؟ ذهب النظام. لذلك، هناك تحديات وصعوبات في إيجاد الطرف الآخر للتفاوض.

الشعب السوري بكل طوائفه وكتله وإدارته مسؤول عن الإدارة التي ستساهم في عملية التحول الديمقراطي السلمي. نحن ندعو بكل تأكيد إلى عملية سياسية للحصول على الاعتراف الدولي، ولتعود سوريا إلى حاضنتها الدولية والعربية والشرق أوسطية. نريد سوريا جديدة بعيدة عن الإرهاب، بعيدة عن التطرف، بعيدة عن الدكتاتورية، وبعيدة عن كل ما له صلة بالعنف والتطرف.
اليوم هو يوم المصالحة، يوم التسامح، يوم العمل والبناء، وليس النظر إلى الماضي. الماضي قد ذهب، ولكن بالتأكيد كل من تلطخت أيديه بالدماء يجب أن يُحاسب ويخضع لمسائلة عادلة. ليس الشعب من يقوم بالمحاسبة، بل المؤسسات المنبثقة من هذه الإدارة.

يجب اليوم أن نؤسس لنظام حكم يحقق للشعب السوري الأهداف التي خرج من أجلها: العدالة، الكرامة، الحرية، وتحقيق العدالة الاجتماعية لجميع السوريين.

رووداو: نوعية النظام: فيدرالية؟ مثلاً هناك الكورد في شمال شرق سوريا، وقسد موجودة أيضاً، وهيئة تحرير الشام وفصائل أخرى كذلك. هناك تجربة شمولية مركزية في سوريا، وربما هذه التجربة كانت مرة على الشعب السوري بكل أطيافه. ما هي الصيغة المناسبة للحكم كي يشعر كل سوري بالانتماء لهذا الوطن وبالمشاركة في السلطة؟

محمد حسنو: كل إنسان لم يكن له الحق في اختيار أبيه وأمه ليكون عربياً أو تركمانياً أو كوردياً أو أرمينياً، ولم يكن له الخيار في اختيار البلد الذي ولد فيه أو المحافظة التي نشأ فيها. دعونا نتحدث عن السوريين، لا عن الطوائف أو الإثنيات أو العرقيات.

نعم، هناك اختلاف، ولكن هذا الاختلاف يمكن تجاوزه وتعزيز ثقافة الحوار، ثقافة المواطنة، ثقافة العدالة الاجتماعية، وثقافة التميز. نحن ندعم التميز، فلكل منطقة خصوصيتها وألوانها. هذا التميز هو الذي سيبني سوريا.

ليس المطلوب أن تكون سوريا بلون واحد، بل أن تكون دولة واحدة، مجتمعاً واحداً، وحكومة واحدة تحقق لكل مواطن حقوقه.

لا نريد المشاريع الخارجية، كل مشروع له بعد خارجي لا نريده. نريد أن يشارك السوريون أنفسهم، أن يتنفسوا، أن يبنوا، وأن يستريحوا من ويلات الحرب التي امتدت لعشرات السنين.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب