العفو الدولية لرووداو: الحكومة الإيرانية تستخدم عنفاً مفرطاً تجاه المتظاهرين بالمدن الكوردية

 

رها بحريني، خلال مداخلة أجراها في إحدى النشرات الإخبارية على قناة رووداو، السبت (5 تشرين الثاني 2022)، عرض معلومات جمعتها منظمة العفو الدولية حول التظاهرات الإيرانية. وقال انه منذ انطلاق التظاهرات الاحتجاجية اعتقل أكثر من 13 ألف شخص بينهم نساء وأطفال دون الـ 18 عاماً، كذلك صحفيون، معلمون، محامون، وأطباء، تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة.

 

وذكر بحريني ان "الحكومة الإيرانية تستخدم عنفاً مفرطاً تجاه المتظاهرين بالمحافظات الكوردية، ونقلت قوات عسكرية إضافية الى تلك المحافظات، مع ذلك لا تزال التظاهرات مستمرة في المدن الكوردية وسيستان وبلوجستان".

 

 

رها بحريني: تواصل القوات الأمنية الإيرانية استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين من أجل قمع التظاهرات بأي ثمن. فضلا عن استخدام البنادق والغاز المسيّل للدموع لقمعهم. هذا القمع تسبب بمقتل أكثر من 200 رجل وامرأة وطفل، بينهم أشخاص أعلن عن أسمائهم. نحن نعتقد أن الأرقام الحقيقية للقتلى والمصابين أكثر من ذلك بكثير ومنظمة العفو الدولية مستمرة بالبحث من اجل توثيق أسماء الضحايا وحيثيات موتهم.

 

رها بحريني: نبذل جلّ محاولاتنا للحصول على المعلومات من المصادر الرئيسة، من بينها، ذوو الضحايا ورفاقهم، شهود العيان، والجيران. عدد كبير من الناس الشجعان اتصلوا بمنظمة العفو الدولية والجهات الأخرى المدافعة عن حقوق الانسان من أجل مشاركة المعلومات لديهم ونشر أسماء القتلى وكيفية قتلهم. ومع إجراء مقابلات دقيقة، نحن نقوم بتحليل الفيديوهات التي تعرض المشاهد من داخل إيران لتوثيق الاستخدام غير المشروع للأسلحة من قبل القوات الأمنية ضد المتظاهرين. أريد اغتنام الفرصة لأشكر كل فرد شجاع يقوم بالاتصال بمنظمة حقوق الانسان ومنظمة العفو الدولية ليشاركهما معلوماته. ان المعلومات والوثائق التي يزودوننا بها مهمّة ليس فقط لإشعار العالم بها، بل لحفظ تلك الوثائق لحين مساءلة المسؤولين عن عمليات القتل، التعذيب، والمعاملة السيئة تلك، بشكل عادل.

رها بحريني: السلطات الإيرانية تقيّد الإنترنت وتحجبه على الدوام لقمع المظاهرات ومنع الناس من التجمع. ومن أجل منع انتشار المعلومات ومنع الناس من مشاركة الوثائق التي جمعوها عن العنف الدموي الممارس. المسؤولون الإيرانيون يحاولون تقييد الانترنت للتستّر على الجرائم المنفذة من قبل القوات الأمنية. ورغم المحاولات وحجب الحقائق والإنكار، لم يستطع المسؤولون الإيرانيون منع تسرّب المعلومات. في الحقيقة، لا يوجد وعي دولي بحدوث قمع عنيف في إيران ومواجهة المتظاهرين هناك للضرب العنيف والرصاص من قبل الاقوات الأمنية.

 

رها بحريني: منظمة العفو الدولية مستمرة بالتحقيق لمعرفة عدد النساء اللواتي قتلن في التظاهرات، وقمنا مؤخرا بنشر وثيقة بيّنت مقتل 6 نساء على الأقل خلال تلك التظاهرات. تم سجيل اسماء عدد أكبر من المتظاهرات. وبسبب الجو المرعب الذي خلقه المسؤولون الإيرانيون، نشأت عوائق كثيرة أمام الوصول للمعلومات الصحيحة. لذلك نحن نواصل البحث لعرض معلومات أوضح حول عدد النساء اللاتي قتلن في التظاهرات. من الواضح ان النساء والأطفال يشكلون نسبة كبيرة من القتلى، وبالمقارنة مع التظاهرات السابقة، فإن للنساء والشباب دور رئيس في التظاهرات الحالية.

 

رها بحريني: آلاف الناس اعتقلوا. حسب قائمة نشرتها منظمة حقوق الانسان، تم اعتقال أكثر من 13 ألف شخص حتى الأن. وبسبب تعرض عوائل المعتقلين للتهديد يتخوف جزء كبير منهم من الإدلاء أو نشر أي معلومات  حول ابنائهم. نحن نعرف ان المسؤولين يريدون إخفاء المعتقلين باستخدام القوة، وهذا يعني إخفاء أماكن تواجدهم عن عوائلهم. كذلك يتم حرمان المعتقلين من الحصول على محامين وتعريضهم للتعذيب وسوء المعاملة داخل السجون. وترد تقارير مزعجة للغاية عن تعرض المعتقلين للضرب وتركهم في أماكن نائية. منظمة العفو الدولية تحاول الحصول على معلومات أكثر حول المعتقلين. ونرحب بأي شخص لديه معتقل بالسجون لمشاركتنا معلوماته. سيتم حفظ أمن هؤلاء الأشخاص من قبل المنظمة والتحفظ على نشر هوياتهم.

 

رها بحريني: ان القمع الممارس من قبل المسؤولين، شمل صحفيين، حقوقيين، نشطاء بمجال حقوق العمال، اساتذة ومعلمين، وناشطات بمجال حقوق المرأة، وجميع القطاعات الأخرى في البلاد. هذه انتفاضة يشارك فيها نشطاء وشخصيات معروفة من جميع انحاء البلاد ويطالبون بمستقبل بعيد عن القمع وتغيير النظام السياسي أيضاً. إن الصحفيين أيضاً عانوا من القمع، لأن السلطات الإيرانية تريد منع انتشار المعلومات. ولم يصلنا حتى الآن أي تقرير يتحدث عن قتل صحفيين، لكن يوجد عشرات منهم بين أولئك الذين اعتقلوا خلال الاسابيع الماضية.

 

رها بحريني: هناك قلق جدّي حول تعرّض المعتقلين للتعذيب وسوء المعاملة، وذلك يعود الى وجود صور تعذيب كثيرة داخل السجون الإيرانية. عدا ذلك، يمنع المعتقلون من التحدّث الى محامين او الى ذويهم. وفي ظلّ هذه الظروف، من المهم جدا نشر اسماء المعتقلين للرأي العام واتصال عوائلهم بمنظمات حقوق الانسان والإعلام. فبسبب غياب نظام عادل في إيران، يمكن تأمين نوع من الحماية للمعتقلين عن طريق الرأي العام والمدافعين عن حقوق الانسان فقط، والالتفات اليهم من قبل المجتمع الدولي.

 

رها بحريني: شهدت المدن والمحافظات الكوردية توترات كثيرة خلال الأسابيع الماضية، السلطات تستخدم القوة والعنف المفرط ضد المتظاهرين هناك. وهذا مع الأسف يعكس العنف الكبير الذي تمارسه السلطات الإيرانية على الدوام تجاه الأقليات المقموعة من بينها الكورد. رغم ذلك فإن الناس في المحافظات الكوردية، أذربيجان الغربية، وكرمنشاه، يستمرون بالنزول الى الشوارع للتعبير عن رفضهم والمطالبة بحقوقهم. وكانت النسبة الأعلى من الضحايا في تلك المحافظات. وأخرها في الاسبوع الماضي، في تاريخ 26 و27 تشرين الأول 2022 تم استخدام قوة مفرطة من قبل القوات الأمنية في محافظات كرمنشاه، كوردستان، وأذربيجان الغربية، ما أدى الى مقتل 8 أشخاص على الأقل خلال 24 ساعة. وهذا يظهر حقيقة أن القوات الأمنية تواصل قتل وأصابة المتظاهرين دون الخوف من العواقب.